لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم
دراسة سور القرآن الكريم دراسة عميقة تجعلنا قادرين على معرفة مقصد كل سورة ويساعدنا أيضًا في التدبر، ولذلك سنشير في هذا المقال في موقع موسوعة إلى إجابة سؤال لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم ؟، فحفظ ودراسة القرآن الكريم مع الفهم يساعد المسلم في تدبره، ويكن جزء من يومه، وندرس القرآن للتعرف على أحكام وقواعد وشرائع ديننا الحنيف.
لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم
قال الله تعالى في سورة الإسراء ” إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)”، دراسة القرآن الكريم وسوره به نجاه المسلم بإذن الله، فينال بدراسته الثواب الكبير، وينجو بالقرآن من مصائب الدنيا، ومن عذاب جهنم في الأخرة.
- ولحفظ ودراسة أي سورة من القرآن الكريم، عليك فهمها جيدًا في البداية، وتدبرها لتكن على استيعاب تام بأحكامها وآياتها.
- وسورة الحج من الصور المليئة بالمعاني العظيمة، ومن المهم أن يتدبرها المسلم ليكن مطلع على أحكامها ومفاهيمها الأساسية.
- وفي بداية دراسة سورة الحج ستتساءل لماذا سُميت السورة بهذا الاسم.
- يرى علماء الدين أن السورة سُميت بالحج لأنها تعرض أهم القواعد الشرعية الهامة التي تتعلق بفرضية الحج.
- فعلى الرغم من عرض السورة للعديد من المواضيع الشرعية الهامة للغاية في ديننا، ولكن تقديرًا لفرضية الحج، ودعوة سيدنا إبراهيم عليه السلام، سُميت السورة بركن من أركان الإسلام الخمسة.
- ولأنها تعرض أهم مناسك الحج وفضله وقيمته بديننا الإسلامي.
- والحج ليس فقط ركن هام على المسلم أن يؤديه مرة واحدة فقط بالعمر، بل هو تهذيب للنفس، وبتدبر حكمة الله عز وجل في فرض الحج، سنجد العديد من المفاهيم العميقة والمؤثرة.
- فعلى سبيل المثال يوجد رابط قوي للغاية بين الحج ويوم القيامة.
- فالزحام الشديد بالحج والتوجه نحو أماكن محددة في توقيت محدد معلوم، يذكر المسلم بيوم القيام والزحام به، والأهوال العظيمة التي تكن بهذا اليوم.
تعريف سورة الحج
بحكمة الله وبحسن تدبيره للأمور، سورة الحج كان لها أسباب عديدة للنزول، واختلف العلماء في السبب الأساسي لتسمية السورة بهذا الاسم، وهذه هي الحكمة وراء تعلم القرآن والتفكر فيه، حتى يصل كل شخص إلى مفهوم وتدبر خاص به، وحتى يتحرى المسلم لمعرفة المعاني وراء الآيات والهدف من وراءها.
- سورة الحج عرضت لنا قضايا هامة للغاية، ومليئة بالأحكام الشرعية المختلفة، التي تجعلها من السور التي تحتوي على مقاصد مختلفة وعديدة.
- والآيات بسورة الحج تميل إلى كونها قوية وواضحة، وتحمل دلالات عميقة للمسلم، تجعله يشاهد الآيات وكأنها مشاهد ممثلة أمامه.
- ويقول بعض الرواة أن هذه السورة أُنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ردًا على الكافرين المجادلين بالباطل.
- ويقول البعض الأخر أنها نزلت بسبب أذية الكافرين وبطشهم وملاحقتهم للمسلمين في كل مكان.
- وجاءت هذه السورة لنشر الصبر في قلوب المؤمنين، وأكدت الآيات الكريمة على عذاب الكافرين والمشركين وكل من يريد بالمسلمين سوءًا.
- وسورة الحج ربطت بين فريضة الحج وبين العديد من المفاهيم الدينية الأخرى، مثل مفهوم الحج والجهاد في سبيل الله، ومحاربة أعداء الله.
- وهناك علاقة قوية بين طقوس فريضة الحج وبين المعاني العميقة للعبودية لله عز وجل.
- فالكل يلجأ إلى رب واحد أحد، وليس الإنسان فقط، بل كل الكائنات الحية تعبد الله ولكننا لا نعلم طريقة عبادتهم وتسبيحهم.
- فمعاني التوحيد وأدلتها متواجدة في هذه السورة بشكل واضح.
ترتيب سورة الحج في المصحف
ترتيب سورة الحج في المصحف الشريف هي السورة الثانية والعشرون، ويقول الرواة والمؤرخين أن هذه السورة جاءت بعد نزول سورة النور وسورة المنافقين.
- سورة الحج ثمان وسبعون آية.
- كان هناك اختلاف حول كونها مدنية أم مكية، ولكن بإجماع علماء المسلمين تم الاتفاق على كونها سورة مختلطة.
- أي بعض من آياتها نزلت بمكة المكرمة، والبعض الأخر نزلت بالمدينة المنورة.
- ولم يتم التعرف أي من الآيات كانت بالمدينة، وأي كانت بمكة.
- وهذه السورة الكريمة بها سجدتين، في الآية الـ18، والآية 77
-
- ولسورة الحج فضل كبير، فهي تعرض بشكل مفصل عدد كبير من القضايا الفقهية والشرعية المختلفة.
- ويقول علماء الدين أن آيات هذه السورة نزلت على نبي الله في كل الأوقات، فنزل بعضها في مكة المكرمة، والبعض الأخر في المدينة المنورة.
- ونزلت في الليل والنهار، وأثناء سفر النبي وأثناء إقامته، ونزلت في وقت السلم ووقت الحرب أيضًا.
- ولذلك من الضروري دراسة هذه السورة دراسة مفصلة، وتدبر معانيها، فالسورة لم تعرض فقط ركن الحج بمناسكه.
- ولكنها عرضت أيضًا بصورة مفصلة أهوال يوم القيامة، والرد على المشركين.
- كما قامت بعرض قضية التوحيد والبعث، وكان بها الرد على جدال المشركين، فهذه الصورة تخاطب الروح والعقل معًا.
مقاصد سورة الحج
تناولت سورة الحج موضوعات مختلفة، وكان لهذه السورة العديد من المقاصد، منها:
- بداية السورة الكريم كان تذكير بيوم القيامة وأهواله وصعابه.
- والذكرى هنا تنفع المؤمن وتجعله يتمسك بتعاليم وقيم دينه، ولكنها تزرع الخوف والقلق والشك في نفس الكافر.
- قال الله تعالى في سورة الحج ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)”.
- فالخطاب في الآية للناس بشكل عام، ولم يختص الله عز وجل المسلمين فقط بهذا الخطاب.
- وأشار الله عز وجل إلى أهوال يوم القيامة، وكيف سيهرب كل شخص من أحبابه طمعًا في الخلاص والنجاة.
- كما أكد الله عز وجل أن البعث حق مثل الموت، فالكل سيعود مرة أخرى للوقوف أمام الله، وللحساب، فإما يكونوا في نعيم دائم، أو يكونوا في عذاب وبئس المصير.
- والذي يستكبر عن عبادة الله عز وجل في الدنيا، ويحارب دين الله وعباد الله، سيجد جزاء عمله يوم القيامة.
- والله وحده هو الأحق بالعبودية، والمشركين والكافرين يجادلون دائمًا بغير علم.
- فإذا كان بيدهم العلم كانوا بالتأكيد سيصلون إلى الله في النهاية.
- ولكن من يتبع الشيطان ووسوسته فسيجد في النهاية عذاب العسير، ولن ينفعه كبره في شيء.
- قال الله تعالى في سورة الحج “وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ (3)”.
- فعرضت السورة الكريمة عقاب وجزاء المشركين في الدنيا وفي الآخرة.
- وكيف ستكن نهايتهم في النهاية، كما أشارت السورة إلى سجود كل الكائنات الحية لله عز وجل.
- فالله هو الأحق بالعبودية، وهو الذي بيده الأمر كله، فهو من يقل للشيء كن فيكون.
- وهو الذي جعل من الماء كل شيء حي، فهو واسع المقدرة.
- وبأسلوب الترهيب، عرضت السورة الكريمة مقارنة سريعة بين مصير المؤمنين ومصير الكافرين يوم القيامة.
- وكيف سيكون عقاب من يخالف تعاليم الله عز وجل.
- كما عرضت السورة مناسك الحج وفريضته، وفضل هذا الركن الهام من أركان الإسلام.
- كما حرم الله دخول المسجد الحرام لغير المسلمين، فهذا المكان طاهرًا لا يدخله سوى الموحد بالله عز وجل.
- ومن يختار في النهاية الشرك والكفر، فعليه تحمل نتيجة اختياره، فيوم القيامة كل شخص ينال جزاءه، والله هو العدل، ولا يظلم أحدًا.
فوائد سورة الحج
دراسة سورة الحج تعد على المسلم بفوائد عديدة، فتعرض له كيف كان مصير الكافرين المجادلين المكذبين، وتقم السورة بمقارنة مصيرهم ومصير المؤمن الموحد بالله، فتزرع السورة في قلوبهم الطمأنينة بالله.
- والمسلم عليه أن يتحلى بالقوة والصبر، وألا يكن ضعيفًا أبدًا، فلا يستسلم لأعداء الدين.
- وأنزل الله في هذه السورة أمر الحرب والقتال، فمن يحارب الدين الإسلامي، ومن يتعدى على المسلمين، فُرض على المسلم القتال، حتى يحافظ ويدافع عن دينه.
- ويكن دينه هو المسيطر على الأرض، وكان الأمر بالقتال ورد أذى المشركين ينتظره المسلمون مع رسول الله، حتى يقوموا بالرد على اعتداء الكافرين.
- وعرضت السورة تكذيب المجادلين، وأشارت إلى سوء عاقبتهم.
- والكافرون في كل الأمم متشابهون، فهم لا يريدون الاستماع إلى من يحدثهم بالعقل والمنطق، بل يبحثون عن هوى النفس، ويتبعون وسوسة الشيطان.
- ويوم القيامة سيفصل بينهم، وسيريهم أن الله حق.
- وعلى المسلم أن يصبر على أوامر الله، وأن يركع لله ويسجد طمعًا في نيل رحمته.
- ومن يتبع طريق الرشاد والهداية، يجد الثواب والنجاة في النهاية.
- قال الله تعالى في سورة الحج “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ۩ (77)”.
- فالنصر للمسلم وعد من الله عز وجل في النهاية، فسينصره الله في الدنيا، وسينصره في الأخرة أيضًا.
- وكل من ينكر آيات الله وينشر الفساد والشرور في الأرض، يحق عليه العذاب، ولابد من محاربته في الدنيا، حتى لا يفسد على المسلمين دينهم.
وهكذا نكن قد أشرنا إلى إجابة سؤال لماذا سميت سورة الحج بهذا الاسم ، وبعد الانتهاء من قراءة هذا المقال تكن قد أدركت تمامًا فوائد ومقاصد هذه السورة الكريمة.
يمكنك الاطلاع على مقالات مشابهة من موقع الموسوعة العربية الشاملة عن طريق الروابط التالية: