حكم التقاط اللقيط في الاسلام

حكم التقاط اللقيط في الاسلام فأحكام اللقيط لها ارتباطٌ كبير بأحكام اللقطة في الإسلام، فاللقطة تخص الأموال الضائعة والمفقودة، واللقيط هو الإنسان الضائع والمفقود، فالدين الإسلامي شملت أحكامه متطلبات الحياة كلّها، وقد عني الإسلام بمسألة اللقيط الطفل المنبوذ الذي ضل عن أهله ولا يعرف نسبه، ومن خلال موقع المرجع سيتم التعريف باللقيط وبيان أهمّ أحكامه الشرعية وأجر تربية اللقيط كفالته.

ما هو اللقيط

يعرف اللقيط أنّه الطفل الذي يوجد في الشارع أو ضالًا لا يعرف نسبه وقد يكون ابن زنا وقد لا يكون، وقد عرّفه أهل الفقه والعلم اصطلاحًا أنّه الطفل المنبوذ سواءً كان مولودًا من زنا، أم من نكاحٍ صحيح، ولكن تركه أهله، وورد تعريفه في الموسوعة الفقهية بقول: “شرعًا اللقيط: اسم المولود {الذي} طرحه أهله؛ خوفًا من العيلة، أو فرارًا من تهمة الزنا، أو هو طفل نبيذ بنحو شارع لا يعرف له مدع”.[1]

شاهد أيضًا: هل التبني حرام، حكم التبني في الإسلام

حكم التقاط اللقيط

ذكر أهل العلم أن التقاط اللقيط واجب على من وجده في تلك الحال وجوبًا كفائيًا، ولو قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين، وإن تركه الكل أثموا، مع إمكان أخذهم له، لأن الله سبحانه وتعالى أمر بالتعاون على البر والتقوى، وعمومًا يجب أخذ اللقيط لما في ذلك من البر والتقوى، ولأن في أخذه إحياء للنفس، فكان واجبًا كإطعامه عند الضرورة، وإنقاذه من الغرق، وكل ما وجد معه من مال أو حوله فهو له يُصرف منه عليه.[2]

فالتقاط اللقيط مستحب وهو من أفضل الأعمال وهو فرض عين على من وجد لقيطًا وعلم به وذلك لوجوب حفظ الأنفس من الهلاك، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ}.[3]

شاهد أيضًا: شروط التبني في السعودية 2022

من ينفق على اللقيط ويولى أمره

إنّ اللقيط أمانة بيد من التقطه، وهو أولى بتربيته من غيره والإنفاق عليه، فلو وجد مع اللقيط ما يُنفق منه أُنفق عليه منه، حتى ينتهي، وإن لم يوجد معه مال أنفق عليه من التقطه لو شاء، ولو عجز عن نفقته وشاء له تقديمه للحاكم لينفق عليه من بيت مال المسلمين جاز ذلك فله في بيت المال حظًا، وحضانة اللقيط لواجده إن كان مكلفًا أمينًا عدلًا، ووليه في قتل العمد الإمام، وتكون ولاية التزويج للقيط والتصرف بماله للسلطان.[4]

حكم دين اللقيط

إن كان من وجد اللقيط والتقطه لا يصلح أن يحتضنه كونه فاسقًا أو كافرًا، لا يُقر بيده، وذلك لانتفاء ولاية الفاسق وولاية الكافر على المسلم، وكل مولودٍ يولد على الفطرة، والملتقط إن كان كافرًا فإنه قد يفتنه عن دينه، فلا يجوز أن يحتضنه، فدين اللقيط حتمًا الإسلام، وكذلك لا أقر حضانته للبدوي المرتحل لما فيه تعبٌ للصبي فيؤخذ منه ويُدفع لمستقر مسلم في البلد لما في ذلك إصلاحًا لدينه ودنياه والله أعلم.

شاهد أيضًا: رابط الأسر الصديقة لليتيم 1443 وكيفية كفالة يتيم في السعودية

حكم نسب اللقيط وتبنيه

لا يجوز للمسلم أن ينسب اللقيط إليه، ولكن الواجب عليه تربيته مع الإعلان عنه، فمن وجد لقيطًا قدمه لولاة الأمر وإن رغب أن يربيه يبدي استعداده لتربيته، لكن لا يجوز شرعًا نسب الطفل لغير أبيه، وعلى المسلم أن يدرك أن نشأة اللقيط في بيته محكومة بضوابط شرعية لا يجوز أن يخلو اللقيط ببناته ولا بزوجته إلا إن أرضعته زوجته، فيصبح ابنًا لها بالرضاعة وأخًا لبناتها بالرضاعة، والواجب على من يربي لقيطًا أن يحسن في تربيته فيعلمه ويرشده ويلقنه أمور دينه والله أعلم.[5]

أجر وثواب كافل اللقيط

لا مجال للشك أن كافل اللقيط له أجرٌ عظيم عند الله إن أحسن تربيته ومعاملته، فكفالة اللقيط ككفالة اليتيم إن لم تكن أعظم لأن وضع اللقيط أسوأ حالًا، وقد ورد في فتاوى اللجنة الدائمة: “إن مجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم لوالديهم، بل هم أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب، لعدم معرفة قريب يلجأون إليه عند الضرورة، وعلى ذلك فإن من يكفل طفلاً من مجهولي النسب فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا. وأشار بالسبابة والوسطى، وفرَّج بينهما شيئًا رواه البخاري”.[6]

إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقال حكم التقاط اللقيط في الاسلام، والذي تمّ فيه بيان أحكام اللقيط  وضوابط التقاطه، بعد التعريف باللقيط شرعًا، والإشارة إلى ثواب وأجر كافل اللقيط.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *