أرشيف الفتاوى - 25428

حكم الكلام أثناء خطبة الجمعة

السؤال

وردنا السؤال التالي:

هل يحرم الكلام أثناء خطبة الجمعة عند صعود الإمام إلى المنبر، أم عند بدايته للخطبة؟ وجزاكم الله خيرا

1 الاجابة

الجواب وبالله التوفيق:

اختلف الفقهاء في موضوع الكلام أثناء الخطبة هل الإنصات واجب أم مندوب، فمنهم من قال: يجب الإنصات ومنهم قال: يستحب، فالسادة الحنابلة يرون أنه يجب الإنصات ولا يجوز الكلام أثناء الخطبة على القول الصحيح، إلا لمصلحة، وجوزوا الكلام قبل الخطبة وبعدها، وفي حال سكوت الإمام بين الخطبتين، وعند ما يشرع الإمام في الدعا ، وله ( أي المستمع ) أن يصلي على النبي صلى الله عليه إذا سمعها من الخطيب قال الشيخ البهوتي في كتابه الروض المربع : ولا يجوز الكلام ( أي يوم الجمعة) والإمام يخطب إذا كان لابد منه بحيث يسمعه لقوله تعالى : { وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا } ولقوله صلى الله عليه وسلم : [ من قال : صه فقد لغا ومن لغا فلا جمعة له ] رواه أحمد إلا( له ) أي للإمام فلا يحرم عليه الكلام أو لمن يكلمه لمصلحة لأنه صلى الله عليه و سلم كلم سائلا وكلمه هو ويجب لتحذير ضرير وغافل عن هلكة و يجوز الكلام قبل الخطبة وبعدها وإذا سكت بين الخطبتين أو شرع في الدعاء وله الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم إذا سمعها من الخطيب وتسن سرا كدعاء وتأمين عليه وحمده خفية إذا عطس ورد سلام وتشميت عاطس وإشارة أخرس إذا فهمت ككلام لا تسكيت متكلم بإشارة ويكره العبث والشرب حال الخطبة إن سمعها وإلا جاز نص عليه الروض المربع ص 132 أما عند السادة الشافعية : يستحب الإنصات ويكره الكلام أثناء الخطبة لمن كان جالسا يسمع الخطبة أما قبل الجلوس يباح الكلام بلا كراهة مالم يتخذ مكانا يستقر فيه جالسا قال في شرح البهجة الوردية : وَ ) نُدِبَ ( عِنْدَ الْخُطْبَةِ الْإِنْصَاتُ ) لَهَا لِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا } ، فَسَّرَهُ كَثِيرُونَ بِالْخُطْبَةِ وَسُمِّيَتْ قُرْآنًا لِاشْتِمَالِهَا عَلَيْهِ . وَالْإِنْصَاتُ السُّكُوتُ ، وَالِاسْتِمَاعُ شَغْلُ السَّمْعِ بِالسَّمَاعِ وَصَرَفَ الْأَمْرَ عَنْ الْوُجُوبِ خَبَرُ الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ { أَنَّ رَجُلًا قَالَ : لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَةُ ، فَأَشَارَ إلَيْهِ النَّاسُ أَنْ اُسْكُتْ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الثَّالِثَةِ: مَا أَعْدَدْت لَهَا؟ قَالَ: حُبَّ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قَالَ : أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْت } ، فَإِنَّهُ لَمْ يُبَيِّنْ لَهُ وُجُوبَهُ ، وَأَمَّا خَبَرُ مُسْلِمٍ { إذَا قُلْت : لِصَاحِبِك أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْت } ، فَمَعْنَاهُ تَرَكْت الْأَدَبَ وَنَدْبُ الْإِنْصَاتِ لَا يُنَافِي مَا مَرَّ مِنْ وُجُوبِ السَّمَاعِ ، وَيَسْتَوِي فِي نَدْبِ الْإِنْصَاتِ سَامِعُ الْخُطْبَةِ وَغَيْرُهُ كَمَا صَحَّحَهُ فِي الرَّوْضَةِ وَأَصْلِهَا وَنَقَلَاهُ عَنْ النَّصِّ وَعَنْ قَطْعِ كَثِيرٍ ، ثُمَّ نَقَلَا عَنْهُمْ أَنَّ غَيْرَ السَّامِعِ بِالْخِيَارِ بَيْنَ الْإِنْصَاتِ ، وَالِاشْتِغَالِ بِالتِّلَاوَةِ ، وَالذِّكْرِ وَكَلَامِ الْمَجْمُوعِ يَقْتَضِي أَنَّ الِاشْتِغَالَ بِالتِّلَاوَةِ ، وَالذِّكْرِ أَوْلَى ، وَهُوَ ظَاهِرٌ وَلِلدَّاخِلِ أَيْ : وَيُبَاحُ الْكَلَامُ ، بِلَا كَرَاهَةٍ لِلدَّاخِلِ فِي أَثْنَاءِ الْخُطْبَةِ مَا لَمْ يَجْلِسْ قَالَ فِي شَرْحِهِ : يَعْنِي : مَا لَمْ يَتَّخِذْ لَهُ مَكَانًا ، وَيَسْتَقِرَّ فِيهَا ، وَالتَّقْيِيدُ ، بِالْجُلُوسِ جَرَى عَلَى الْغَالِبِ . ا هـ .والله أعلم

الفئة الرئيسية

العبادات والطهارة

الفئة فرعية

الصلاة

آخر تحديث للفتوى

عودة