محتويات
صفات الملائكة الخَلقية
إنَّ الله عزَّ وجل خلق الملائكة، وهو عبادٌ مكرمون، ومن صفاتهم الخَلقيَّة ما يلي[١][٢]:
- خلقهم سبحانه وتعالى من نور، فيقول عليه الصلاة والسلام:(خلقت الملائكة من نور)[٣].
- سبق خلقهم خلق آدم عليه السلام.
- خلق الله لهم أجنحة، وهو متفاوتون في عددها، فمنهم من له جناحان ومنهم من له ثلاثة: يقول سبحانه وتعالى:{جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ}[٤].
- جعلهم الله على هيئة جميلة وحسنة، فيقول سبحانه وتعالى:{عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}[٥]، فيقول ابن عباس رضي الله عنه: ذو منظر حسن.
- الملائكة لا يوصفون بالذكوريَّة ولا بالأنوثة، ومن قال ذلك فقد افترى وضل وسيُسئل يوم القيامة، لقوله تعالى:{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَـنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}[٦].
- جعلهم الله على حال لا يحتاجون إلى الطعام ولا إلى الشراب.
- عبادتهم لله عز وجل دائمة مستمرة لا يتعبون ولا يشعرون بالملل، وينفذون أوامر الله دون تهاون ولا فتور، يقول سبحانه:{فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ}[٧].
- جعل الله عز وجل منازل ومسكن الملائكة السماء العليا، وينزلون إلى الأرض بأمر من الله.
- جعل الله لهم القدرة في التشكل على هيئة بشر، كما جاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام يُعلِّم النَّاس أمور دينهم.
- أجرى الله عليهم ما يجري على البشر من الفناء والموت، فقال أهل السنة والجماعة بموت الملائكة إلا أراد الله أن يستثنيه.
صفات الملائكة الخُلقية
إنَّ للملائكة عليهم السلام صفات خُلُقيَّة، ومنها ما يلي[٨]:
- كرامٍ بررة، وقد ذكر الله عز وجل هذه الوصف في كتابه الكريم فقال:{ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ }[٩]، أي أنَّ القرآن الكريم بإيدي الملائكة السفراء إلى الرسل وإلى الأنبياء.
- العلم الكبير من الله عز وجل، علَّمهم الله سبحانه وتعالى الكثير، فيقول سبحانه وتعالى:{ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[١٠].
- الانتظام في كل أمورهم وشؤونهم، لقوله سبحانه وتعالى:{يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـنُ وَقَالَ صَوَابًا}[١١].
- مجبولون على الطاعة عليهم السلام، فصفتهم هي العبوديَّة، فيقول سبحانه وتعالى:{ لَّا يَعْصُونَ اللَّـهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ}[١٢].
ما أعمال الملائكة الموكلة لهم؟
إنَّ للملائكة عليهم السلام أعمال موكلة لهم، وكل ملك لهم عمله المأمور به، وفيما يلي ذكر لأعمال الملائكة التي وكلهم الله عز وجل بها[١٣][٢]:
- الملَك الوكَّل بالوحي من عند الله سبحانه هو جبريل عليه السلام، أمين الوحي وروح القدس، وقال سبحانه وتعالى:{قُل نَزَّلَهُ روحُ القُدُسِ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ}[١٤].
- الملك الموكَّل بالنَّفخ في الصور هو إسرافيل عليه السلام.
- الملك الموكَّل بقبض أرواح النَّاس هو ملك الموت عليه السلام، وقال سبحانه وتعالى:{قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}[١٥].
- الملك الموكَّل بحفظ العباد أينما كانوا، هم المعقبات عليهم السلام، وقال سبحانه وتعالى:{لَهُ مُعَقِّباتٌ مِن بَينِ يَدَيهِ وَمِن خَلفِهِ يَحفَظونَهُ مِن أَمرِ اللَّـهِ}[١٦].
- الملك الموكَّل بحفظ أعمال العباد كلها، هم الكرام الكاتبون، قال عز وجل:{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}[١٧].
- الملكان الموكَّلان بفتنة القبر، وهما منكر ونكير.
- خزنة الجنة، وفي مقدمتهم رضوان عليه السلام.
- الملائكة الذين يُبشِّرون المؤمنين بعد الخوف والحزن عند الموت ويُبشِّرونهم يوم القيامة.
- خزنة جهنم، وهم الزبانية، وعلى رأسهم مالك عليهم السلام.
- الملك الموكَّل بالإنسان عندما يكون نطفة في رحم أمِّه.
- الملائكة الموكَّلة بحمل عرش الرحمن سبحانه وتعالى.
- الملائكة الموكَّلة بتتبع مجالس الذكر.
- الملك الموكَّل بالجبال عليه السلام.
- الملائكة الموكلون بزيارة البيت المعمور الذي ذكره الله في كتابه.
- الملائكة الموكلون بعبادة معيَّنة، فمنهم الصافون الذين لا يفترون، ومنهم الراكعون الذين لا يرفعون عليهم السلام جميعًا.
- الملَك الموكَّل بالقطر أي المطر، وهو ميكائيل عليه السلام.
هل يمكن معرفة عدد الملائكة؟
إنَّ عدد الملائكة عليهم السلام غير محصور ولا يمكن عدُّهم، قال سبحانه وتعالى:{وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ}[١٨]، فيقول الإمام الشوكاني: أي لا يعلم عدد خلقه ومقدار جموعه من الملائكة وغيرهم إلا هو سبحانه وتعالى، وما يدل على ذلك أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (البيت المعمور في السماء السابعة، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، ثم لا يعودون إليه حتى تقوم الساعة)[١٩]، ويقول عليه الصلاة والسلام:(أطت السماء وحق لها أن تئط، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته لله ساجدا)[٢٠]، وهذا حديث يدل على كثرة أعداد الملائكة التي لا يُحصيها إلا الله سبحانه وتعالى[٢١][٢٢].
تعرفي على أثر الإيمان بالملائكة في حياة المسلم
إنَّ الإيمان بالملائكة عليهم السلام له أثر كبير في حياة المؤمن، فالإيمان بهم هو الركن الثاني من أركان الإيمان، ومن ثمرات الإيمان بالملائكة ما يلي[٢٣][٢]:
- بذل المجهود العظيم في طاعة الله عز وجل، اقتداءً وتأسيَّا بالملائكة عليهم السلام، فهم يسارعون في طاعة لله وفي استجابة أوامره سبحانه وتعالى.
- الابتعاد عن الاغترار بالنفس وعدم الافتخار بالطاعات، فالملائكة عليهم السلام مع طاعتهم الدائمة لله لم يغتروا بل يطلبونه المغفرة سبحانه.
- تجنَّب كل ما حرَّمه الله عز وجل، خشية من الله تعالى وحياءً من الملائكة الذين يرافقون المؤمن في كل أوقاته، ويكتبون كل صغيرة وكبيرة.
- تنظيم حياة المؤمن وإتقان الأعمال المكلَّف بها، كما يفعل الملائكة عليهم السلام فيما هم مكلفون به.
- معرفة عظمة الله عز وجل وأنَّ خلقه جليل من خلال الإيمان بالملائكة عليهم السلام.
- توكيل الله عز وجل بالإنسان ملائكة يحفظونه لأنَّه ضعيف ومفتقر للعناية الإلهية.
- تذكر الإنسان لملك الموت يجعله يسعى لمرضاة الله، وترك الدنيا وشهواتها وملذاتها.
المراجع
- ↑ "أهم الصفات الخَلقية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت علي الأهدل (29/3/2014)، "من أركان العقيدة الإيمان بالملائكة"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم ، عن أم المؤمنين عائشة ، الصفحة أو الرقم:2996، صحيح.
- ↑ سورة فاطر، آية:1
- ↑ سورة النجم، آية:5 6
- ↑ سورة الزخرف، آية:19
- ↑ سورة فصلت، آية:38
- ↑ "الصفات الخُلُقية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة عبس، آية:15 16
- ↑ سورة الانفطار، آية:10 11 12
- ↑ سورة النبأ، آية:38
- ↑ سورة التحريم، آية:6
- ↑ "أقسام الملائكة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية:102
- ↑ سورة السجدة، آية:11
- ↑ سورة الرعد، آية:11
- ↑ سورة الزخرف، آية:80
- ↑ سورة المدثر، آية:31
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2891، صحيح.
- ↑ رواه ابن العربي، في تحفة الأحوذي، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:152، صحيح.
- ↑ "جـنـود الله"، إسلام ويب، 10/2/2003، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "عدد الملائكة"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 16/3/2021. بتصرّف.
- ↑ "الإيمان بالملائكة"، إسلام ويب، 26/7/2003، اطّلع عليه بتاريخ 17/3/2021. بتصرّف.