نهاية الدولة العباسية

نهاية الدولة العباسية
نهاية الدولة العباسية

ضعف الدولة الأموية

كان ضعف الدولة الأمويّة من الأسباب الرئيسة لقيام الدولة العباسية، إضافة إلى نجاح الدعوة العباسية في مراكزها الثلاث: الحميمة، الكوفة، خراسان، وكان آخر خلفاء بني أميّة مروان بن محمد عليه أن يواجه الأخطار الداخلية المُتمثلة بالتمرّد الداخلي والفتن والتنافس على الحكم، كما كان عليه أيضًا مواجهة خطر الدعوة العباسية ونجاحها، وقد نتج عن هذه الأحداث قيام الدولة العباسية، وقد فقدت الدولة الأموية ولاية خراسان بسبب قوّة أبو مسلم الخراساني الذي يتبع للدولة العباسية، وكان في هذه المنطقة الوالي نصر بن سيّار التابع للدولة الأمويّة، وقد حذّر مروان بن محمد حول قوّة الدعوة العباسية في خُراسان إلّا أنها سقطت بيد العباسيين، وتستمر هذه الأحداث حتى نهاية الدولة العباسية على يد المغول.[١]

الخلافة العباسية

ينحدر العباسيين من العباس بن عبد المُطلّب عمّ الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم- وبهذا استند العباسيين في دعوتهم لقيام دولتهم، وقد قامت الدولة العباسية عام 132هـ، وتمّت البيعة لأبو العبّاس السفاح أوّل خلفاء الدولة العباسية، وكان ضمن هذه الأحداث هزيمة الأمويين بقيادة مروان بن محمد في معركة الزاب، وهذه المعركة كانت عام 132هـ بين الأمويين والعباسيين، وكان النصر حليف العباسيين بقيادة عبد الله بن عليّ، كانت هذه المعركة من المعارك التي صُنّفت بأنها فاصلة في التاريخ الإسلاميّ، لأنها قضت بسقوط دولة وقيام أخرى، وكان من نتائج سقوط الدولة الأمويّة نقل عاصمة الخلافة من دمشق إلى العراق والكوفة تحديًا، صحيح أنّ عاصمة الدولة العباسية اختلفت باختلاف الخلفاء العباسيين وكانت في بغداد وسامراء، لكن بالنهاية لم تكن العاصمة في بلاد الشام.[٢]

لم يمكث أبو العبّاس في حكم الدولة العباسية طويلًا، فقد كانت وفاته عام 136هـ وبذلك ينتقل حكم الدولة العباسية إلى أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء الدولة العباسية، ومع بداية حكم الخليفة أبو جعفر المنصور قام بنقل مركز الحكم عاصمة الخلافة إلى بغداد، وبهذا يتحول الحكم السياسي لأراضي الدولة الإسلامية من الكوفة والأنبار إلى بغداد، وبعد حكم أبو جعفر المنصور جاء ابنه محمد المهديّ عام 158هـ، وتتابع خلفاء الدولة العباسية على الحكم وكان الهادي الخليفة الذي حكم لمدة عام تقريبًا من ثم جاء عصر هارون الرشيد الزاهر عام 170هـ، ويستمر تعاقب الخلفاء حتى نهاية الدولة العباسية.[٣]

أسباب سقوط الدولة العباسية

من الأسباب الحقيقية التي أدت إلى سقوط الدولة العباسية كثرة حركات التمرّد على الدولة، وهذه الحركات كانت تتخذ طابعًا دينيًا، أيّ أن هذه الحركات كانت تهدف إلى إسقاط الدولة والدين الإسلاميّ، ومن هذه الحركات: حركة المقنع في خراسان، وكان المُقنع يهدف إلى نشر تعاليم دينية مُغايرة لتعاليم الدين الإسلاميّ، وقد أدت هذه الحركات إلى نهاية الدولة العباسية بالإضافة إلى أسباب أخرى، ومن ضمن هذه التعاليم التي نادى بها المُقنّع في حركته في خراسان: ترك الصلاة والصوم، التمتع بالنساء بالطرق التي يحبونها، السجود له، وكل هذه التعاليم مخالفة لتعاليم الدين الإسلاميّ، وقد كان لهذه الحركة أثر مهم في نهاية الدولة العباسية[٤].

الدويلات المستقلة عن الدولة العباسية

من الأسباب التي أدت إلى نهاية الدولة العباسيّة ظهور الدول المستقلة عن الدولة العباسية، وكان من أوّل هذه الدول دولة عبد الرحمن الداخل في بلاد الأندلس، وهذه الدولة كانت من أسباب نهاية الدولة العباسية، كما برز العنصر التركيّ والفارسيّ، وكانت هناك العديد من الدول التي تحكم أراضي الدولة العباسيّ والخليفة نفسه، ومن هذه الدول: دولة السلاجقة التي قامت عام 447هـ رسميًا على أراضي الخلافة العباسية، وأيضًا كانت هناك الدولة البويهية، كما كانت هناك دول في المغرب مثل دولة الأدارسة، كل هذه الدول ساهمت في نهاية الدولة العباسية[٣]، وأيضًا الأمر الذي ساهم في نهاية الدولة العباسية هو تجريد الخليفة من صلاحياته وأصبح بمثابة صورة لا أكثر إذ كان الحكم الفعليّ بيد الدويلات التي قامت على أرض الخلافة مثل البويهية وغيرها، وأصبح حكام الدول المستقلة عن الدولة العباسية يشاركون الخليفة في المظاهر السيادية بل وأسقطوا اسم الخليفة من خطبة الجمعة في بعض الأحيان، كل هذه الأمور ساهمت في نهاية الدولة العباسية.[٥]

نهاية الدولة العباسية

استمرت الدولة العباسية من وقت قيامها عام 132هـ حتى سقوطها على يد المغول عام 656هـ، وكانت مصر في تلك الفترة يحكمها المماليك، وكان ضعف الخلفاء الذي سببه سيطرة العنصر التركي على مؤسسة الخلافة أحد أسباب نهاية الدولة العباسية وسقوطها عام 656هـ على يد المغول، وقد أنهى المغول الوجود العباسيّ في بغداد بعد اقتحامها وقتل آخر خليفة عباسي في العراق وهو المستعصم بالله، فقد كان الاجتياح المغولي لبغداد بشكل متوّحش من الأسباب التي ساهمت في نهاية الدولة العباسية[٦]، إلّا أنّ المماليك استطاعوا القضاء على الزحف المغولي في معركة عين جالوت، وكانت هذه المعركة بعد أن أسقط المغول بلاد الشام والمدن الشامية بأكملها[٧]، هذه الأحداث رسمت معالم نهاية الدولة العباسية في العراق، إلّا أنّ المماليك قاموا بإحياء الخلافة العباسية في القاهرة، لكن لم تكن للخلفاء العباسيين سلطة حقيقية في القاهرة وكانت خلافتهم فقط كرمز ديني يستند إليه المماليك في حكمهم الذي استمرّ حتى نهايتهم على يد الدولة العثمانية، وقد تم نقل آخر خليفة عباسي المتوكل الثالث من مصر إلى الدولة العثمانية.[٦]

المراجع[+]

  1. "سقوط الخلافة الأموية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  2. د. فاروق عمر (1998)، الخلافة العباسية (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 28-29-34-35، جزء 1. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "عباسيون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.
  4. د. فاروق عمر (1998)، الخلافة العباسية (الطبعة الأولى)، الأردن: دار الشروق للنشر والتوزيع، صفحة 140، جزء 1. بتصرّف.
  5. أمير صديقي (2007)، الخلافة والملكية في إيران في العصر الوسيط (الطبعة الأولى)، ألمانيا: منشورات الجمل ، صفحة 69-70-71-72-73. بتصرّف.
  6. ^ أ ب كليفورد بوزورث (1995)، الأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي (الطبعة الثانية)، الكويت: مؤسسة الشراع العربي، صفحة 26-27-28-29. بتصرّف.
  7. "مماليك"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 10-07-2019. بتصرّف.