النفاق الاعتقادي : هو إظهار الإسلام وإبطان الكفر ، فصاحبه كافر في الحقيقة ولكنه يظهر الإسلام ليتوصل إلى بعض مآربه من خداع المسلمين أو إفساد دينهم أو ضررهم أو خوفاً من سيف المسلمين.
وصاحب هذا النفاق خالد مخلد في النار ، وهو الدرك الأسفل من النار ، فهو أسوء حالاً من الكافر الأصلي ، لأن ضرر المنافق أشد من ضرر الكافر ، لظهور عداوة الكافر وإمكان الاحتراز منه ، وخفاء عداء المنافق وصعوبة التحرز منه .
أما النفاق العملي : فهو عمل بعض الأعمال التي هي من صفات المنافقين ، وإن لم يكن صاحبها كافراً في باطنه ، بل هو مسلم باطناً وظاهراً ، ولكنه يقع منه بعض المعاصي التي لا تخرج صاحبها من الملة ، وهذه المعاصي سمى النبي عليه الصلاة والسلام فاعلها منافقاً لأنه فيه صفة من صفاتهم .
وصاحب هذا النفاق : لا يخلد في النار إذا مات على الإسلام وعنده هذه الصفات ، بل هو عاص شأنه شأن عصاة المسلمين ، قد يعفو الله عنهم ، وقد يعاقبهم بالنار أو بأهوال يوم القيامة ، لكن مصيرهم في النهاية هو دخول الجنة .
ومن أمثلة النفاق العملي ما جاء في الحديث المشهور عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) (رواه البخاري ).
فهذه الصفات هي منصفات المنافقين وأعمالهم ويجمعها أن صاحبها يخالف قوله عمله ، فهو يعد ويخلف في الواقع ، ويتكلم ويكذب في الواقع ، ويظهر الأمانة وهو خائن في الواقع ، ويظهر حسن الرفقة بينما في الواقع يفجر في خصومته .
فلما خالف قوله فعله كان في أعماله منافقاً ، كما أن النفاق الاعتقادي يخالف اعتقاده الباطن ظاهر معتقده .
فالخلاصة : أن الفرق بينهما في محل النفاق وحكم صاحبه ومآله يوم القيامة .
فالنفاق الاعتقادي : نفاقه في أصل اعتقاده ،وحكم صاحبه أنه كافر ، ومآله يوم القيامة نار جهنم خالداً مخلداً فيها .
والنفاق العملي : نفاق في عمل الإنسان لا أصل اعتقاده ، وحكم صاحبه : أنه عاص ، ومآله يوم القيامة : تحت المشيئة إما أن يعذبه أو يعفو عنه .
والله أعلم