الاغتسال من سنن يوم العيد
هل الاغتسال من سنن يوم العيد ؟ انتشر هذا السؤال بكثرة في الفترة الأخيرة، لدرجة أنه قد احتل كافة مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث العربية، خصوصا وأننا علي مشارف الدخول إلى هذه الأيام السعيدة والاستمتاع بهذه الفرحة، حيث أنه لم يعد يفصلنا عن شهر رمضان المبارك سوي بضعة أيام قليلة فقط، ومن ثم ننعم بهذه الفرحة التي منّ الله علينا بها.
وكما هو متعارف عليه فإن لعيد الفطر أو كما يعرف أيضا باسم ” العيد الصغير أو الأصغر ” بعض السنن التي أورثها لنا رسول الله صل الله عليه وسلم، ولهذا فقد تساءل حول الاغتسال، وهل هو أحد السنن المؤكدة عن حبيبنا المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه أم لا، خصوصا وأننا قد اقتربنا من دخولنا علي هذه الأيام.
ونظرا لكثرة الأسئلة التي حامت حول مسألة الغسل وسنن عيد الفطر، وهل هي أحد سنن رسول الله صل الله عليه وسلم أم لا، فستحمل طيات السطور التالية كافة المعلومات الممكنة حول الغسل، مجيبين علي سؤال ما إذا كان يعد واحد من سنن رسول الله أم لا، فذلك وأكثر من خلال مقالنا عبر موسوعة .
الاغتسال من سنن يوم العيد
من الجدير بالذكر هو أن الشريعة الإسلامية لم تترك لنا أي مسألة دون تفسير أو ضوابط، ومن بينها كانت مسألة الغُسل، فمن المتعارف عليه بأن الشريعة الإسلامية قد سنت لنا العديد من الحالات التي يتوجب فيها الاغتسال كالاحتلام أو الجنابة وغيرها، مما أدي إلى سؤال الكثيرون حول ما إذا كان الغٌسل احد سنن رسول الله صل الله عليه وسلم استعدادا للعيد، وبناءا علي كثرة التساؤلات وسعينا المتواصل في لتوفير كافة المعلومات التي من شأنها أن تفيد القارئ العربي في عملية بحثه، فستحمل طيات السطور التالية كافة المعلومات الممكنة حول غسل يوم العيد، مجيبين في بدء الأمر ما إذا كان الاغتسال يعد واحد من سنن رسول الله أم لا.
- وفقا لما أورده جمهور الفقهاء، فإن الغُسل يعد أحد السنن المؤكدة عن رسول الله صل الله عليه وسلم، في العيدين سواء كان الفطر أو الأضحى، وذلك باجتماع المذاهب الأربعة من حنيفية وشافعية وحنابلة وأغلب المالكية.
- حيث أن ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه، فقد روي عن رسول الله صل الله عليه وسلم بأنه ” كان يَغتسل يومَ الفِطر قبلَ أنْ يَغدُوَ “.
- بالإضافة إلى أن الفقهاء قد اختلفوا في جواز غسل العيد قبل موعد الفجر، إلا أن الراجح هو جواز الغسل قبل الفجر نتيجة لقصر الوقت، وذلك يعد حالة استثنائية، فنجد بأن صلاة الجمعة لا يجوز غسلها إلا بعد الفجر وليس قبله.
- علاوة عن كون أن الغسل سُنة مؤكدة علي الجميع، سواء كان الرجل أو المرأة وحتي الصغير والكبير، وبالطبع ذلك بخلاف يوم الجمعة الذي يجب غسله علي من سيصلي الجمعة.
الاغتسال من سنن يوم العيد صح ولا خطا
في نفس سياق حديثنا عن الاغتسال، وخصوصا غسل يوم العيد،ففقا لما كنا قد ذكرناه، نكون قد أشارنا إلى أن الغسل يعد واحد من سنن العيد المؤكدة عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وهذا بإجماع جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة، وبناءا علي كون أننا نعسى جاهدين كي نحيي سنة حبيبنا المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه، فنحرص علي إحياء سنة رسول الله صل الله عليه وسلم.
- خصوصا وأنه قد ذكر في كتاب المغني لابن قدامه الحنبلي، بأنه من المستحب أن يتم الاغتسال والتطهر ليوم العيد، حتي أن ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه كان يغتسل يوم الفطر، وذلك أيضا ما قد روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
- وكان ذلك ما أجمع عليه كلا من علقمة وعروة وعطاء، والنخعي والشعبي وقتادة، وأبو الزناد ومالك والشافعي وابن المنذر، وذلك بناءا علي ما رواه بن عباس رضي الله عنه وأرضاه عن رسول الله صلوات ربي وسلامه عليه بأن ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل يوم الفطر والأضحى “.
- علاوة عن ما رواه عبيد بن السباق وابن عباس رضي الله عنهما وأرضاهما عن رسول الله صل الله عليه وسلم، لما قاله في خطبة أحد الجمع فقال ” إنَّ هذا يومٌ جعله اللهُ عيدًا للمسلمين ، فمن جاء إلى الجمعةِ فلْيغْتَسِلْ ، و إن كان طِيبٌ فليمَسَّ منه ، وعليكم بالسِّواكِ “.
- خصوصا وأنه من المستحب أن يتطهر العبد ويتنظف ويتجمل من أجل يوم العيد، فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وأرضاه الأتي ذكره.
- ” وَجَدَ عُمَرُ حُلَّةَ إسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ في السُّوقِ، فأتَى بهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ ابْتَعْ هذِه الحُلَّةَ، فَتَجَمَّلْ بهَا لِلْعِيدِ ولِلْوُفُودِ، فَقَالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّما هذِه لِبَاسُ مَن لا خَلَاقَ له، أوْ إنَّما يَلْبَسُ هذِه مَن لا خَلَاقَ له فَلَبِثَ ما شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أرْسَلَ إلَيْهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بجُبَّةِ دِيبَاجٍ فأقْبَلَ بهَا عُمَرُ حتَّى أتَى بهَا رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، قُلْتَ إنَّما هذِه لِبَاسُ مَن لا خَلَاقَ له أوْ إنَّما يَلْبَسُ هذِه مَن لا خَلَاقَ له، ثُمَّ أرْسَلْتَ إلَيَّ بهذِه، فَقَالَ: تَبِيعُهَا أوْ تُصِيبُ بهَا بَعْضَ حَاجَتِكَ “.
- أي أنه يمكننا أن نستدل من هذا الحديث أن التجمل والتطهر كان من سماتهم ومن المتعارف عليه حينها، فقد روت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ” خطَبَ النَّاسَ يومَ الجمعةِ فرأى عليهِم ثِيابَ النِّمارِ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ما علَى أحدِكُم إن وجَدَ سَعةً أن يتَّخِذَ ثوبينِ لِجُمعتِه سوى ثوبي مِهنتِه “.
ما هي صفة غسل صلاة العيد
بعدما قد تأكدنا من كون أن الاغتسال ليوم العيد، يعد واحد من أبرز السنن المؤكدة عن رسول الله صل الله عليه وسلم، وأن التطيب والاغتسال والتطهر كان من سمات رسول الله، وكانت هذه من السمات المتعارف عليها في هذا الوقت، ولهذا فقد حامت الكثير من الأسئلة حول الاغتسال ليوم العيد كيف يكون، وهذا هو تحديدا ما ستحمله طيات السطور التالية من تفاصيل.
- في البدء يجب القيام بغسل اليدين ثلاث مرات، ومن ثم يتم غسل الفرج.
- وبعدها يقوم العبد المسلم بالوضوء، وعبدها يقوم بجعل الماء يتخلل الرأس بشكل كامل ثلاث مرات، حتي يتأكد من أن الماء قد وصل إلى كافة منابت شعره ورأسه.
- وفي الأخير العمل علي جعل الماء يتخلل الجسد بأكمله بادئا بالشق الأيمن، ومن ثم الشق الأيسر، أي أنه سيحرج وقد غرقت الماء كامل جسده، لا يوجد أنملة لم تصلها الماء.
فالجدير بالذكر هو أنه قد ذكر في كتاب ” المنثور الزركشي ” والذي كان أحد أهم فقهاء الشافعية، بأن غُسل العيدين يشبه غسل الجمعة في كل شئ، عدا أمرين ألا وهم الأتي ذكرهما.
- الأول :هو أن غسل العيد يستحب فعله لكافة المسلمين، وهذا نظرا لكون أن هذا اليوم يعد عيد وفرحة علي الجميع، أما غسل الجمعة فيجب علي من ينوي حضورها.
- الثاني : يتمثل في كون أنه بالنسبة للعيدين فيجوز الغُسل قبل الفجر، وهو الأرجح، أما في الجمعة فلا يجوز الغُسل سوي بعد الفجر ولا يجوز قبله.