WHO / Blink Media - Etinosa Yvonne
Patients listen as a staff nurse explains the screening process before they register to be screened for breast and cervical cancer at the RAiSE Foundation center in Niger State on 23 February 2021.
© الصورة

سرطان الثدي

13 آذار/مارس 2024

حقائق رئيسية

  • تسبب سرطان الثدي في 000 670 حالة وفاة في العالم في عام 2022.
  • نحو نصف جميع حالات سرطان الثدي لدى النساء تحدث دون وجود عوامل خطر محددة غير الجنس والعمر.
  • كان سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات شيوعا عند النساء في 157 بلدا في عام 2022.
  • يحدث سرطان الثدي في كل بلد في العالم.
  • تتراوح نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال بين 0.5 و1%.

لمحة عامة

سرطان الثدي مرض تنمو فيه خلايا الثدي غير الطبيعية بشكل خارج عن السيطرة وتشكل أوراماً. ويمكن للأورام إذا تركت دون علاج أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة.

وتبدأ خلايا سرطان الثدي داخل قنوات الحليب و/أو الفصيصات المنتجة للحليب في الثدي. والشكل الأولي لها (اللابِد في الموضع) لا يهدد الحياة ويمكن الكشف عنه في مراحل مبكرة. ويمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أنسجة الثدي القريبة (سرطان الثدي الغزوي). ويخلق هذا أوراماً تسبب كتلاً أو سماكة.

ويمكن أن تنتشر السرطانات الغازية إلى العقد الليمفاوية القريبة أو أجهزة الجسم الأخرى (النقيلة). ويمكن أن تشكل   النقيلة تهديدا للحياة وأن تكون قاتلة.

ويعتمد العلاج على الشخص ونوع السرطان وانتشاره. ويجمع العلاج بين الجراحة والعلاج الإشعاعي والأدوية.

نطاق المشكلة

في عام 2022، شُخصت إصابة 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي وسُجلت 000 670 حالة وفاة بسببه في العالم. ويحدث سرطان الثدي في كل بلد من بلدان العالم بين النساء من كل الأعمار بعد سن البلوغ ولكن بمعدلات متزايدة في مراحل متأخرة من الحياة. 

وتكشف التقديرات العالمية عن أوجه تفاوت صارخ في عبء سرطان الثدي بحسب مؤشر للتنمية البشرية. ففي البلدان التي لديها مؤشر تنمية بشرية مرتفع جدا، تحصل على تشخيص سرطان الثدي امرأة واحدة من كل 12 امرأة في حياتهن وتموت امرأة واحدة من كل 71 امرأة بسببه.

وفي المقابل، في البلدان التي لديها مؤشر تنمية بشرية منخفض، لا تحصل على تشخيص سرطان الثدي سوى امرأة واحدة من كل 27 امرأة في حياتهن وتموت امرأة واحدة من كل 48 امرأة بسببه.

مَن هم المعرضون لخطر الإصابة بالمرض؟

يعد نوع الجنس (الإناث) أقوى عامل خطر للإصابة بسرطان الثدي. وتحدث 99% تقريبا من حالات الإصابة بسرطان الثدي عند النساء فيما وتبلغ نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الرجال 0.5-1٪. ويتبع علاج سرطان الثدي لدى الرجال نفس مبادئ التدبير العلاجي لدى النساء.

وتزيد عوامل معينة خطر الإصابة بسرطان الثدي بما فيها التقدم في العمر والسمنة، وتعاطي الكحول على نحو ضار، ووجود سوابق إصابة بسرطان الثدي في الأسرة، وسوابق تعرض للإشعاع، وسجل الصحة الإنجابية (مثل العمر عند بداية الدورة الشهرية وعند الحمل الأول)، وتعاطي التبغ والعلاج الهرموني التالي لسن اليأس. ونصف حالات سرطان الثدي تقريباً تصيب نساءً ليس لديهن عوامل خطر محددة للإصابة بسرطان الثدي بخلاف الجنس (أنثى) والعمر (أكثر من 40 عاماً). 

ويرتفع خطر الإصابة بوجود سوابق عائلية لسرطان الثدي، بيد أن معظم النساء المصابات بسرطان الثدي ليس لديهن سوابق عائلية معروفة بشأن هذا المرض. ولا يعني بالضرورة عدم وجود سوابق عائلية معروفة أن المرأة تواجه خطراً أقل.

وتزيد بعض الطفرات الجينية الموروثة العالية الانتفاذ بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وأهمها طفرات الجينات BRCA1 و BRCA2 و PALB-2. ويمكن للنساء اللواتي يتبين أن لديهن طفرات في هذه الجينات الرئيسية أن ينظرن في استراتيجيات الحد من المخاطر مثل إجراء استئصال جراحي للثديين كليهما أو استراتيجيات العلاج الكيميائي الوقائي.

العلامات والأعراض

لا تظهر أي أعراض على معظم الناس عند ما يكون السرطان في مراحل مبكرة، ومن هنا تبرز أهمية الكشف المبكر.

ويمكن أن يكون لسرطان الثدي مزيج من الأعراض، خاصة في المراحل المتقدمة.

ويمكن أن تشمل أعراض سركان الثدي ما يلي:

  • كتلة في الثدي أو سماكة، دون ألم في كثير من الأحيان؛
  • تغير حجم الثدي أو شكله أو مظهره؛
  • ترصّع أو احمرار أو انطباع أو تبدل آخر في الجلد؛
  • تغيير في مظهر الحلمة أو تغيير في الجلد المحيط بالحلمة (الهالة)؛
  • سائل غير طبيعي أو دموي من الحلمة.

وينبغي للأشخاص الذين يعانون من كتلة غير طبيعية في الثدي التماس الرعاية الطبية، حتى وإن كانت الكتلة لا تسبب ألماً.

ومعظم كتل الثدي ليست سرطانية. ومن المرجح أن تُعالج كتل الثدي السرطانية بنجاح عندما تكون صغيرة ولا تنتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة.

وقد ينتشر سرطان الثدي إلى أماكن أخرى في الجسم ويؤدي إلى أعراض أخرى. وكثيراً ما يكون الموضع الأول الأكثر شيوعاً للانتشار هو العقد الليمفاوية تحت الذراع رغم إمكانية وجود غدد ليمفاوية حاملة للسرطان غير محسوسة.

ومع مرور الوقت، قد تنتشر الخلايا السرطانية إلى أجهزة أخرى، منها الرئتان والكبد والدماغ والعظام. وبمجرد وصولها إلى هذه الأماكن، قد تظهر أعراض جديدة متصلة بالسرطان مثل ألم العظام أو الصداع.

العلاج

يعتمد علاج سرطان الثدي على النوع الفرعي للسرطان ومدى انتشاره خارج الثدي إلى الغدد الليمفاوية (المرحلة الثانية أو الثالثة) أو إلى أجزاء أخرى من الجسم (المرحلة الرابعة).

ويجمع الأطباء بين العلاجات من أجل تقليل فرص عودة السرطان (تكراره). وتشمل هذه العلاجات ما يلي:

  • الجراحة لإزالة ورم الثدي؛
  • العلاج الإشعاعي لتقليل خطر التكرار في الثدي والأنسجة المحيطة به؛
  • الأدوية لقتل الخلايا السرطانية ومنع انتشارها، بما في ذلك العلاجات الهرمونية أو العلاج الكيميائي أو العلاجات البيولوجية الموجهة.

وعلاجات سرطان الثدي أكثر فعالية ويمكن تحملها بشكل أفضل عند البدء بها مبكراً ومتابعتها حتى النهاية.

وقد تزيل الجراحة النسيج السرطاني فقط (استئصال الورم) أو الثدي بالكامل (استئصال الثدي بالكامل). وقد تزيل الجراحة أيضاً العقد الليمفاوية من أجل تقييم قدرة السرطان على الانتشار.

ويعالج العلاج الإشعاعي السرطانات المجهرية المتبقية في أنسجة الثدي و/أو الغدد الليمفاوية ويقلل من فرص تكرار الإصابة بالسرطان على جدار الصدر.

ويمكن أن تؤدي السرطانات في مرحلة متقدمة إلى تآكل الجلد لتسبب قرحات مفتوحة (تقرحات) ولكنها ليست بالضرورة مؤلمة. وينبغي أن تخضع النساء اللواتي يعانين من جروح لا تلتئم في الثدي لخزعة.

ويجري اختيار الأدوية لعلاج سرطان الثدي بناء على الخصائص البيولوجية للسرطان على النحو الذي تحدده الاختبارات الخاصة (تحديد علامة الورم). والغالبية العظمى من الأدوية المستخدمة في علاج سرطان الثدي موجودة بالفعل على قائمة المنظمة للأدوية الأساسية.

وتُزال الغدد الليمفاوية في جراحة السرطان المتعلقة بالسرطانات الغزوية. وكان يسود اعتقاد في الماضي بأن الإزالة الكاملة للعقدة الليمفاوية الموجودة تحت الذراع (تشريح الإبط بالكامل) ضرورية لمنع انتشار السرطان. غير أن الإجراءات الجراحية المفضلة حالياً هي جراحة العقدة الليمفاوية الأصغر المعروفة باسم "خزعة العقدة الخافرة" لأن لها مضاعفات أقل.

وتتوقف العلاجات الطبية لسرطان الثدي التي يمكن إعطاؤها قبل الجراحة ("علاج مستحدث") أو بعدها ("علاج مساعد")، على الأنماط الفرعية البيولوجية للسرطانات. وبعض الأنماط الفرعية من سرطان الثدي أكثر عدوانية من غيرها مثل السلبية الثلاثية (تلك التي لا تفرز مُسْتَقْبِلَات الإِسْترُوجين (ER) أو مُسْتَقْبِلَات البرُوجِستِيرُون (PR) أو مُسْتَقْبِلَات HER-2). والسرطان الذي يشتمل على مُسْتَقْبِلَات الإِسْترُوجين و/أو مُسْتَقْبِلَات البرُوجِستِيرُون يستجيب على الأرجح لمُعالَجَة الصماوية (الهرمونية) مثل التاموكسيفين أو مثبطات الأَرُوماتاز.  وتؤخذ هذه الأدوية عن طريق الفم لمدة 5-10 سنوات، وتقلل من فرصة معاودة ظهور هذه السرطانات "الإيجابية هرمونياً" إلى النصف تقريباً. ويمكن أن تسبب المعالجات الصماوية أعراض سن اليأس ولكن آثارها الجانبية محتملة عموماً.

أما السرطانات التي لا تشتمل على مستقبلات الإِسْترُوجين أو البرُوجِستِيرُون فهي "سلبية للمستقبلات الهرمونية" وتستلزم معالجة بالعلاج الكيميائي ما لم يكن نطاق السرطان صغيراً جداً. ونظم العلاج الكيميائي المتاحة اليوم فعالة جداً في الحد من فرص انتشار السرطان أو معاودة ظهوره، وتُعطى كعلاج خارجي عموماً. ولا يستلزم العلاج الكيميائي لسرطان الثدي دخول المستشفى عموماً ما لم تحدث مضاعفات.

وسرطانات الثدي التي تفرز بشكل مفرط وحدها جزيئاً يُسمى الجين السرطاني HER-2، والتي تسمى "السرطانات "الإيجابية لجين HER-2"، قابلة للعلاج بواسطة عوامل بيولوجية موجهة مثل تراستوزوماب. وعندما تُتاح علاجات بيولوجية موجهة، فإنها تُدمج مع العلاج الكيميائي كي تكون فعالة في القضاء على الخلايا السرطانية.

ويؤدي العلاج الإشعاعي دوراً هاماً جداً في معالجة سرطان الثدي. ففي المرحلة المبكرة من الإصابة بسرطان الثدي، يمكن أن يمنع الإشعاع المرأة من اللجوء إلى استئصال الثدي. وفي المرحلة المتأخرة من السرطانات، يمكن أن يقلل العلاج الإشعاعي من خطر معاودة ظهور السرطان حتى عند استئصال الثدي. وفي المرحلة المتقدمة من سرطان الثدي، قد يقلل العلاج الإشعاعي في بعض الظروف من احتمالات الوفاة من جراء المرض.

وتعتمد فعالية علاجات سرطان الثدي على مسار العلاج الكامل. وتقل احتمالات أن يؤدي العلاج الجزئي إلى حصائل إيجابية.

الأثر العالمي

انخفضت معدلات الوفيات الموحدة حسب السن جراء سرطان الثدي بنسبة 40% بين الثمانينات وعام 2020 في البلدان المرتفعة الدخل (1). وتمكنت البلدان التي نجحت في الحد من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي من تحقيق خفض سنوي في هذه الوفيات بنسبة 2-4% سنوياً.

وتعتمد استراتيجيات تحسين الحصائل العلاجية لسرطان الثدي على توطيد النظام الصحي الأساسي من أجل تقديم العلاجات المعروفة أصلاً بفعاليتها. وهذه الاستراتيجيات مهمة أيضاً في علاج أنواع السرطانات الأخرى وغيرها من الأمراض غير الخبيثة وغير المعدية. وهي تشمل على سبيل المثال وجود مسارات إحالة موثوقة من مرافق الرعاية الأولية إلى مستشفيات المقاطعات وإلى مراكز مخصصة للسرطان.

وإنشاء مسارات إحالة موثوقة من مرافق الرعاية الأولية إلى مستشفيات الرعاية الثانوية ومن ثم إلى مراكز مخصصة للسرطان هو نفس النهج المطلوب لعلاج سرطان عنق الرحم وسرطان الرئة وسرطان القولون والمستقيم وسرطان البروستات. ولهذه الغاية، يعدّ سرطان الثدي مرضاً "مؤشراً" إذ تُنشأ مسارات يمكن اتباعها لإدارة أمراض أخرى.

استجابة المنظمة

تهدف مبادرة المنظمة بشأن سرطان الثدي إلى خفض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي في العالم بنسبة 2.5% سنوياً، وبالتالي تجنب 2.5 مليون حالة وفاة من جراء سرطان الثدي على مستوى العالم بين عامي 2020 و2040. ومن شأن خفض معدل الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي في العالم بنسبة 2.5% سنوياً أن يتفادى 25% من الوفيات الناجمة عن سرطان الثدي بحلول عام 2030 و40% بحلول عام 2040 في أوساط النساء دون سن السبعين. والركائز الثلاث لتحقيق هذه الأهداف هي: التثقيف الصحي لتعزيز الكشف المبكر؛ والتشخيص المبكّر؛ والعلاج الشامل لسرطان الثدي. 

ومن خلال إتاحة التثقيف في مجال الصحة العامة لتعزيز الوعي بين النساء وأسرهن بشأن علامات سرطان الثدي وأعراضه، وفهم أهمية الكشف المبكر والعلاج، فإن مزيداً من النساء سيلتمسن مشورة الأخصائيين الطبيين عند الاشتباه بدايةً في إصابتهن بسرطان الثدي وقبل بلوغ أي سرطان مرحلة متقدمة. ويمكن تحقيق ذلك حتى في غياب الفحص بتصوير الثدي الذي قد لا يكون عملياً في بلدان كثيرة في الوقت الحاضر.


1 التوحيد القياسي حسب السن هو أسلوب يُستخدم للسماح بمقارنة السكان عندما تكون ملامح السكان العمرية مختلفة تماماً.