كيف ندافع عن النبي صلى الله عليه و سلم

كيف ندافع عن النبي صلى الله عليه و سلم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

حبّ النبيّ

أكرم الله -تعالى- البشريّة ببعث النبيّ محمّداً -صلّى الله عليه وسلّم- هادياً لها ومعلماً لها طريق الخير والحقّ، وبفضله كُشف الجهل عن النّاس وتعلّموا أمور دينهم التي تُوصلهم إلى خير الدّنيا والآخرة، واعترف بفضل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- بعض الكفّار والمشركين حتى قال عنه ويل ديوارنت صاحب موسوعة الحضارة: (إنّ محمّداً كان من أعظم عظماء التاريخ)، وقال السيد ويليام فيبس أستاذ الفلسفة والأديان في ولاية فيرجينيا الأمريكيّة: (إنه من الصّعب أن تجد الاحترام الذي يستحقّه محمّداً في الغرب)؛ وذلك إشارة لِعظيم مكانة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم،[1] وبالرغم من ذلك ما زالت الشّبهات مستمرّة حول الرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وسيرته، والتشّكيك في القرآن الكريم، ولا ريب بأنّ الله -تعالى- يدافع عن نبيّه وعن القرآن الكريم ويحميه من أيّ اعتداء، إلّا أنّ على المسلمين أيضاً الدفاع عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وعن سنّته الشّريفة والرّسالة التي أرسله الله -تعالى- بها.

كيفيّة الدفاع عن النبيّ

إنّ فَضْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على الأمة فضلٌ عظيم، وقال الله -تعالى- عن واجب الأمّة الإسلاميّة تجاه النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في القرآن الكريم: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا*لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)،[2] وقال أيضاً: (فَالَّذينَ آمَنوا بِهِ وَعَزَّروهُ وَنَصَروهُ وَاتَّبَعُوا النّورَ الَّذي أُنزِلَ مَعَهُ أُولئِكَ هُمُ المُفلِحونَ)،[3] والتّعزير والتّوقير يجمعان كلّ معاني النّصرة والتأيّيد ودفع كلّ ما يؤذي الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع كامل الاحترام والتّقدير والتّكريم له، ويُقسم الدّفاع عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ونُصرته إلى نوعين رئيسيين؛ وبيان كلّ نوعٍ منهما على النحوالآتي:[4][5]

دفاع الأفراد عن النبيّ

يستطيع المسلم نصرة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- والدّفاع عنه بالقيام بعدّة أمور، وبيان بعضها فيما يأتي:[4][5]

  • إظهار كلّ قول وكلّ فعل يدلّ على احترام الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وتعظيم قدره في الصّدور؛ مثل: الإكثار الصّلاة والسّلام عليه.
  • اتّباع السنّة النبويّة ونشرها بين النّاس.
  • التّعرّف على صفات الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الشخصيّة.
  • حبّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بدرجة أكبر من حبّ النّفس والمال والولد.
  • الاقتداء بالرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- في كلّ الظروف والأحوال.
  • تعظيم سنّة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وتعلّمها وتطبيقها.
  • بذل الأموال في نشر ما يُعرّف بالنبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

دفاع الدول والجماعات عن النبيّ

إنّ من الواجب على الدّول الإسلاميّة وعلى العلماء أيضاً الدفاع عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالإضافة إلى واجبات الأفراد في ذلك، ومن صور نصرة الدول والجماعات للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم:[6]

  • استنكار أيّ نوع من أنواع التهجّم على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- والاحتجاج على ذلك.
  • توعية النّاس وتذكيرهم بشدّة وخطر الاعتداء على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وضرورة استنكاره والوقوف ضدّه.
  • إنتاج الفيديوهات والعروض التي تبيّن عِظَم شخصيّة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- وفضلها على الأمم والبشريّة بأكملها.
  • الرّدّ الصّريح من العلماء المُسلمين على الشّبهات التي تُثار على الرّسول -صّلى الله عليه وسّلم- بالعلم والعقل والأدلّة والبراهين.
  • عقد مؤتمرات إسلاميّة دوليّة توضّح سماحة الإسلام ويُسره.
  • إصدار مجلات دوريّة تتحدّث عن صفات النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأخلاقه.
  • إنشاء مواقع إلكترونيّة لشرح الدّين الإسلاميّ والشّريعة الإسلاميّة وبيان صفات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.

وجوب الدفاع عن النبيّ

إنّ من الواجب على أتباع الإسلام نُصرة النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- إذا تعرّض لأي نوع من أنواع الشّبهات، ويعود سبب وجوب ذلك على المسلمين لعاملين أساسيين؛ هما:[7]

  • أنّ الاعتداءَ على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هو اعتداء على الدّين الإسلاميّ وعلى الشّريعة العظيمة التي أرسلها الله -تعالى- لكلّ النّاس؛ فالدّفاع عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يعدّ دفاعاً عن الدّين وعن الشّريعة الإسلاميّة الخالدة.
  • أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- صاحب فَضْل ومِنة عظيمة على المسلمين وعلى كلّ النّاس؛ إذْ هداهم الله -تعالى- به وكشف عنهم الجهل وأبعدهم عن الأخلاق السيئة ورفع قدرهم في الدّنيا والآخرة، وأرشدهم إلى طريق النّجاة من الضلال والغواية؛ فالدّفاع عنه وعن دينه لا يعادل شيئاً من فضائل الرّسول صلّى الله عليه وسلّم؛ حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم عن فَضْل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على أمّته: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).[8]

أسباب الاعتداء على النبيّ

إنّ الاعتداء على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لا يكون إّلا بدوافع وعوامل جعلت الدّين الإسلاميّ والرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- محلّ نشر الشّبهات والأباطيل والأكاذيب، وفيما يأتي بيان بعضها:[6]

  • سرعة انتشار الدّين الإسلاميّ ممّا يُتعب أتباع الأديان الأخرى المتحيّزين لفكرهم ولدينهم وحتى الملحدين الذين لا يريدون انتشار الإسلام، فسرعة انتشار الإسلام تقلق الذين لا يريدون الخير للإسلام فينشروا الشّبهات على الإسلام حتى لا يمتدّ ويتوسّع وتصبح له قوّة وهيمنة.
  • الخوف والترقّب من عودة المسلمين لدينهم والتمسّك به ممّا يؤدّي إلى تمكين الإسلام وحكمه في الأرض وسيادته؛ فتنشر الشّبهات والأكاذيب على الإسلام وعلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حتى لا يسود الإسلام وينتشر ويتمكّن في الأرض.

المراجع

  1. ↑ "شهادات المنصفين من غير المسلمين في خاتم النبيين صلّى الله عليه وسلّم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-3. بتصرّف.
  2. ↑ سورة الفتح، آية: 8-9.
  3. ↑ سورة الأعراف، آية: 157.
  4. ^ أ ب "وسائل نصرة النبي صلى الله عليه وسلم"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-3. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "حقوق النبي عليه الصلاة والسلام على الأمة حياً وميتاً"، www.fatwa.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-3. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "نصرة النبيّ صلى الله عليه وسلم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-3. بتصرّف.
  7. ↑ "نصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2018-4-3. بتصرّف.
  8. ↑ سورة آل عمران، آية: 164.