ترشيد استهلاك الماء

ترشيد استهلاك الماء
* المياه والطلب العالمى:
إن الطلب العالمي على المياه تضاعف ثلاث مرات في السنوات الخمسين السابقة، إذ تعانى العديد من بلدان العالم نقصاً مزمناً في المياه بسبب النقص السريع الحادث في هذه المصادر في العديد من مناطق العالم وقد يعود هذا النقص للتغيرات المناخية التي تسبب الجفاف والتصحر وتلوث المياه العذبة وتملحها.
المزيد عن ظاهرة التصحر ..

بل ومن المتوقع أن يشب النزاع حول مصادر المياه والتى يصفها البعض بـ"حروب المستقبل".
هناك مصادر متعددة للمياه العذبة، ولكن هناك مشكلة كبيرة في نمط الاستهلاك، حيث يوجد ما يسمى بـ "ظاهرة الاستهلاك غير الرشيد للمياه"، بالإضافة إلى انقطاع مواسم الأمطار لفترات طويلة فى بعض مناطق العالم .. إلى جانب تزايد نسبة الملوحة فى المياه الجوفية أو انخفاض مناسيبها بسبب الإفراط في استخراجها .. قد يؤدى إلى مشكلة حقيقية فى سهولة توافرها على المدى البعيد.
المزيد عن اليوم العالمى للمياه ..

* مفهوم هدر الماء:
هدر المياه هو الكمية الزائدة عن الحاجة وهي مسألة مرتبطة بسلوكية الأفراد، وتنشأ السلوكيات المتعلقة بالهدر إما لعادات مكتسبة أو عدم معرفة أو لعدم وجود الواعز الداخلى بالمسئولية تجاه الموارد.
ويقسم الهدر إلى:
- هدر عند المستهلك
و
- هدر في خطوط الشبكات
والهدر عند المستهلك يتمثل فى الكمية الزائدة عن الحاجة عند استخدام المياه فى المنزل أو المكتب أو المصنع، وله أشكال عدة من أهمها الاستهلاك غير القانوني لمياه الشرب من الشبكة العامة وتؤدي إلى استخدام زائد عن الحاجة للمياه ناتج عن عدم الاكتراث بكمية المياه المستهلكة، إضافة إلى عدم إصلاح صنبور الماء في المنزل والناتج في أغلب الأحيان عن تآكل المواسير.
أما الهدر في خطوط الشبكة فهو يتمثل فى كمية المياه المفقودة من خطوط الشبكة أثناء عملية التزويد من المصدر إلى منزل المستهلك نتيجة خلل في إحكام ضبط المياه بسبب الكسور وتآكل المواسير ووصلاتها.

ترشيد استهلاك الماء

* مفهوم ترشيد استهلاك الماء:
فالوعي المائي وإدراك الفرد للمشكلة المائية كإحدى المشكلات البيئية من حيث حجمها وأسبابها وأبعادها وكيفية مواجهتها، وتأثير الإنسان فيها وتأثره بها .. تعد أولى الخطوات الإيجابية لمواجهة ترشيد استهلاك شعوب الأرض للمياه.

لابد من بذل الجهود في مجال ترشيد استهلاك المياه وتنمية مصادرها المختلفة وعدم الاستهلاك الجائر لها على أصعدة متعددة، من:
- إلزام الناس بعدم الإسراف في استخدام المياه.
- ضرورة الحد من استهلاك القطاع الزراعي للمياه العذبة، من خلال الاهتمام ببعض المحاصيل التي يمكن زراعتها في التربة المالحة ذات مصادر المياه القليلة.
- نشر الوعي البيئي لتعزيز سلوك ترشيد استهلاك المياه بحيث يبدأ بطلبة المدارس في مراحلهم الأولى.
- ضرورة تفعيل الجهود الخاصة بالحفاظ على مصادر المياه الجوفية وتلك المتعلّقة باكتشاف مصادر جديدة.

* ترشيد استهلاك المياه على كافة المستويات:
أ- ترشيد استهلاك المياه فى الرى والزراعة:
- استخدام وسائل الرى الحديثة بالتنقيط والرش والفقاعات.
- تدريب المزارع على تبنى أحدث التقنيات الحديثة فى مجال الزراعة من أجل الحفاظ على خصوبة التربة ولمزيد من الإنتاج ولتجنب الفاقد فى الموارد المائية.
- استخدام الأسمدة العضوية التى تعمل على احتباس الرطوبة حول المجموع الجذري وزيادة كفاءة عمليات الري، وتقليل الفاقد من المياه عن طريق طريق الرشح والجريان السطحي وكذلك البخر.
- التشجيع على تبنى الزراعة العضوية التى تحسن من خصائص التربة وبالتالى عدم استهلاك مياه كثيرة وخاصة إذا كانت من الأراضى الجافة ذات الخصوبة المنخفضة.
المزيد عن الزراعة والأطعمة العضوية ..
- لعدم استهلاك الكثير من المياه، يفضل القيام بالرى فى الصباح الباكر أو المساء.
- تشجيع زراعة النباتات المحلية التى تخص كل تربة.
- العمل على تشجيع البحث العلمى لدعم مشاريع تطوير المياه وإدارتها.

ترشيد استهلاك الماء

ب- ترشيد استهلاك المياه فى المدارس والمؤسسات التربوية:
إن مخاطبة الطلبة بضرورة الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها لابد وأن يتم من خلال مخاطبة المعلم بأهمية الدور الذي يقوم به في ترسيخ فكرة الترشيد في عقول الطلبة والاقتصاد في استخدام المياه، وذلك على النحو التالى:
- إقامة المسابقات التى ترسخ فكرة ترشيد استهلاك المياه.
- تدريب الطلبة على المسرحيات التمثيلية التعليمية التى تغرس قيم الاستهلاك الرشيد للماء من جانب الطفل الصغير أو الطالب فى أى مكان يتعامل فيه مع المياه سواء داخل المنزل أو خارجه.
- تلقين الطالب على نحو مستمر ومتكرر (لأن التكرار هو السبيل لتعليم الطفل فى سنه الصغيرة) باستخدام الدش بدلاً من البانيو عند الاستحمام.
- التأكيد دوماً على عدم ترك صنبور المياه مفتوحاً عند غسيل الأيدى أو غسيل أى شىء آخر..
المزيد عن فوائد مياه الصنبور ..
- تركيب الصنابير ذات التحكم الأوتوماتيكي فى المنشآت التعليمية حتى لا تتعرض المياه للهدر.
- الترشيد في استهلاك المياه في حديقة المدرسة واستخدام طرق الري الحديثة .. وغيرها من التدابير الأخرى المتعددة.

ج- ترشيد استهلاك المياه فى المنازل:
يقع العاتق الأكبر على الأم فى ترشيد المياه التى يتم استهلاكها داخل المنزل، بل وإن تعلم الترشيد فى المنزل هو الأساس لتعلم السلوكيات القويمة المتعلقة بكيفية استخدام مختلف مصادر الطاقة التى يستفيد منها الإنسان على مدار حياته، فالأم هى التى تقوم بدور المعلم المنزلى لتوعية الأبناء بضرورة استهلاك الماء وفقا للحاجة فقط مما يعزز لديهم تقدير قيمة المياه في الحياة.

ترشيد استهلاك الماء

ومن هذه السلوكيات التى تتبعها الأم فى المنزل وتنقلها تباعاً لأبنائها وكافة أفراد أسرتها .. السلوكيات التالية:
أولاً سلوكيات خاصة بدورة المياه
- عدم استغراق وقت طويل فى الاستحمام لتقليل الفاقد من الماء.
- استخدام الدش بدلاً من ملء البانيو (حوض الاستحمام) بالماء.
- عدم ترك صنبور الماء مفتوحاً أثناء غسيل الأسنان أو الحلاقة، والاستعانة بكوب مليء بالماء بدلاً من فتح الصنبور.
- التأكد من سلامة مواسير المياه والصنابير وإصلاح التالف منها على الفور .. وخاصة تلك التى تسرب المياه.
- فحص صندوق طرد المياه (السيفون) للتأكد من عدم وجود تسريب للماء.
- عدم اللعب بالماء من جانب الأطفال ونهيهم عن القيام بذلك .. حتى لا يتعرضوا للتزحلق والسقوط والتعرض للكسور وليس فقط ضياع الماء.

ثانياً سلوكيات خاصة بعمليات الطهى
- التخلص من بقايا الطعام فى الأوانى والأطباق المتسخة بالفرشاة بدلاً من استخدام المياه المتدفقة.
- تحضير المواد الغذائية التى تحتاج إلى تنظيف أولاً كلها مرة واحدة ثم القيام بغسلها دفعة واحدة .. بدلاً من إعداد كل مادة غذائية على حدة وغسيلها على حدة بالمثل .. فهذا يهدر فى المياه أكثر.
- إحكام غلق صنبور حوض المطبخ.
- إذابة الأطعمة المجمدة فى الثلاجة، وعدم تركها تحت المياه الجارية، فهذا يوفر الماء بالإضافة يحافظ على سلامة الغذاء وأمانه من عدم نمو البكتريا وحدوث التلوث.
المزيد عن سلامة الغذاء ..
- استخدام غسالة الأطباق على نحو رشيد بعد امتلائها عن آخرها .. فهى توفر بذلك الماء والكهرباء.
المزيد عن ترشيد استهلاك الكهرباء ..

ترشيد استهلاك الماء

ثالثاً فى أعمال النظافة المنزلية:
- الحرص على تنظيف الأرضيات بالمكنسة الكهربائية التى تساهم فى نظافتها وتقلل من استهلاك الماء المستخدم فى مسحها.
- مسح الأرضيات بالممسحة بدلاً من سكب الماء على الأرض.
- مسح الحوائط بقطع القماش النظيفة المبللة بالماء بدلاً من سكب الماء عليها أيضاً.
- استخدام غسالة الملابس على نحو رشيد بالمثل فقط عند امتلائها بالملابس.
- عند العناية بالنباتات وريها، من الأفضل ريها فى الصباح الباكر أو المساء، ويمكن استخدام مياه حوض السمك المتسخة فى رى النبات بالمثل فهى لا تمثل ضرراً على الإطلاق، وإنما يستفيد منها النبات لاحتوائها على المواد المغذية، كما يمكن استخدام المياه المخلفة من التكييفات أو الثلاجات فى رى النباتات بدلاً من التخلص منها.
بالإضافة إلى زراعة النباتات التي تتحمل الجفاف في حديقة المنزل مثل الصبار.
المزيد عن العناية بحوض السمك ..

د- ترشيد استهلاك المياه فى قطاع السياحة:
إن الموارد المائية من المسائل الأكثر أهمية وتحتل جزءاً أساسياً في أي خطه تنموية وخاصة تلك المتصلة بتطوير قطاع السياحة فى ظل تزايد أعباء السياح وتوسع المنشآت الفندقية.
ورفع شعار من أجل بيئة خضراء يكون على كافة المستويات ومن بينها قطاع السياحة الذى قد يغفل الكثير عنه، فالارتقاء بالأداء البيئي للمنشآت الفندقية من تقليل استهلاك المياه والإدارة السليمة للموارد المائية فى ظل ارتفاع الاحتياجات المائية لجميع المناطق السياحية يُعد من المعادلات الصعبة التى ينبغى معها بذل المجهودات ليس فقط من جانب العاملين فى مجال السياحة وإنما أيضاً من جانب قطاعات الدول والمؤسسات الرسمية.

* المراجع:
  • "Simply Ways to Save Water" - "epa.gov".
  • "How To Save Water" - "gracelinks.org".

  • تقييم الموضوع:




تابعنا من خلال

فيدو على الفيسبوك فيدو على التويتر

نشرةالدورية

© 2001 - 2001 جميع حقوق النشر محفوظة للشركة العربية للنشر الإلكتروني