نبذة مختصرة عن مكتبة بيت الحكمة
نقدم لك عزيزي القارئ نبذة مختصرة عن مكتبة بيت الحكمة وعن أهم ما تميزت به هذه الدار العلمية الرائدة في الحضارة الإسلامية، التي تأسست في فتره حكم العباسيين و اتخذوا بغداد مقراً لها، وقد مرت مكتبة بيت الحكمة علي العديد من الخلفاء العباسيين أبرزهم الخليفة ابو جعفر المنصور، الخليفة هارون الرشيد (المؤسس الفعلي) و الخليفة المأمون حتى أخر خليفة عباسي المعتصم بالله ثم السقوط في يد المغول في عام (656هـ -1258م)، لذا فهيا بنا نقرأ عبر موسوعة نبذة عن مكتبة بيت الحكمة.
نبذة مختصرة عن مكتبة بيت الحكمة
- أسست مكتبه بيت الحكمة في أثناء الحكم العباسي علي يد أشهر خلفاءها (هارون الرشيد) الذي أسسها في بغداد, فقام بإنشاء هذه المكتبة عن طريق جمع الكتب التي ترجمت عن الخليفة أبو جعفر المنصور الموجودة في خزانه الكتب, ليبني الخليفة العباسي هذا الصرح العلمي للطلاب الدراسين والعلماء، فقد أطلق عليها مكتبه بيت الحكمة.
- انقسمت مكتبه بيت الحكمة إلى عدة أقسام فأصبحت مركزًا علميًا كبيرًا في النسخ والترجمة والتجليد.
- من أزهى فترات بيت الحكمة كانت في عهد الخليفة المأمون الذي برز فيه العلماء في شتي المجالات, إلى جانب ترجمة الكتب اليونانية ولكن مع انتهاء عصر الخليفة السابع للدولة العباسية (المأمون) انتهى العصر الذهبي لمكتبه بيت الحكمة لتبدأ عصر جديد من التدهور والإهمال حتى وقعت في يد المغول بقياده هولاكو عام 656 هـ الموافق للعام 1258 م, فقام بتخريب المكتبة بالإضافة إلى إلقاء كتبها في نهر دجله وعاش هذا الخراب طويلاً في عهد التتار.
- تم إنقاذ ما يقرب من 400.000 مخطوطه من قبل نصر الدين الطوسي.
تأسيس مكتبه بيت الحكمة
- في بداية العصر العباسي (132-135)هـ تحولت عاصمة العالم الإسلامي وقتها إلي بغداد، ليحرص الخلفاء العباسيين على الترقي بدرجة العلم في العالم الإسلامي على رأسهم الخليفة العباسي هارون الرشيد والخليفة المأمون وأبو جعفر المنصور الذي يعد من أول الخلفاء الذي احتضن فكرة التقدم بالعلم في العالم الإسلامي, وبدوره ترجمت له العديد من الكتب في مختلف أنواع العلوم منها الطب والهندسة والأدب والنجوم والتاريخ.
- ليقوم الخليفة العباسي المنصور بترجمة الكتب اليونانية إلي اللغة العربية بعد أن طلب هذه الكتب من الإمبراطور البيزانطي ليترجم أول كتاب بين اللغتين وهو كتاب إقليديس وظل المنصور على هذا النحو حتى يقال أن قصره ضاق عليه من كثره هذه الكتب القيمة.
- و يتحول العصر العباسي من عصر أبو جعفر المنصور إلي عصر الخليفة العباسي الأشهر هارون الرشيد الذي أخرج هذا التراث الذي حفظه المنصور في عهده إلي النور ليقوم بإنشاء دار عامه كبيره يأتي لها الدارسين و العلماء ليستفيدوا بهذه الكتب و يفكر في استقطابهم إلي بغداد مناره العالم الإسلامي في ذلك الوقت و أطلق عليها اسم مكتبه بيت الحكمة.
- ليسير الابن على خطى أبيه ويكمل الخليفة (المأمون) ما أنشأه أبيه علي أكمل وجه, حيث شرع الخليفة المأمون في جلب الكثير من الكتب إلى مكتبه بيت الحكمة لتصير أهم وأكبر مجمع علمي في ذلك الوقت وتتحول لمكتبة مفتوحة لا تخلو من أي علم.
- إلى جانب أنه أنفق الكثير من الأموال على هذه المكتبة لتصبح بهذا القدر, حيث أنفق ما يقرب من 200.000 دينار ليكمل العمل السامي الذي ابتدع والده فكرته ويسير على خطاه ليزيد من شأن العلم والعلماء ليسمي هذا العصر لمكتبه بيت الحكمة بالعصر الذهبي.
بيت الحكمة ببغداد في العصر العباسي
- هو من ابتدع فكره إنشاء مكتبه بيت الحكمة من الأساس عن طريق إخراج التراث الذي تركه الخليفة أبو جعفر المنصور للنور لتصبح بغداد أعظم مدينه للعلم و العلماء في عهد أعظم خليفه عباسي, إذ يأتي إليها العلماء والشعراء من شتي بقاع الأرض ليستفيدوا من العلم الوفير الموجود بها أمثال ابو العتاهيه و العباس بن الأحنف, و ليس شعراء فقط بل مؤرخين أيضًا مثل الواقدي و عبد الملط الأصمعي.
- قام الخليفة هارون الرشيد بإضافة بعض الكتب المترجمة إلي جانب التراث الذي تركه المنصور لتتشعب أقسام المكتبة للنسخ و الترجمة و التجليد.
- وقد جاء الفضل بن نوبخت كأفضل مترجم في عصر هارون الرشيدي، ليقوم بترجمة عدد من الكتب من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، كما أصدر عدد من التراجم والمؤلفات، فيما تولى منصب مسؤول خزانة كتب الحكمة.
- يذكر أن هناك بعض الكتب الهندية القديمة منذ عهد الخليفة المنصور، قد تم نقلها كاملة في عهد الخليفة هارون الرشيد.
- فكان عصر هارون الرشيد عصر ازدهار وتطور بالنسبة لمكتبه بيت الحكمة الذي أنار بها العالم الإسلامي بكل التراث المحفوظ بها, فارتقى بيت الحكمة ارتقاءا كبيرا في عهد هارون الرشيد.
مكتبة الحكمة للترجمة
يعد عصر المأمون العصر الذهبي لمكتبه بيت الحكمة بعد ما قام به أبيه من مجهودات في التأسيس ليحصد المأمون ثمار النجاح والازدهار.
- كان هناك اتصال ومراسلات ما بين المأمون وملك الروم ليستغل الخليفة العباسي هذه المكاتبات و يطلب الإذن في ترجمة كتب الروم ليجلب المأمون وبسياسة مبتكرة علوم جديدة لمكتبة بيت الحكمة وهى الكتب اليونانية ليصدر أمرا بترجمة هذه الكتب إلي اللغة العربية.
- كلف المأمون لترجمه هذه الكتب حنين ابن إسحاق لنقلها من اللغة اليونانية إلي اللغة العربية و تصليح أخطاء السابقين إن وجدت.
- كان الخليفة المأمون شغوفا نحو الحكمة والفلسفة, فكان يطبق نظاما سياسيا رائعا, حيث إنه عندما يقوم بعقد اتفاقيه بينه وبين أي ملك يشترط إرسال أغلى وأقيم الكتب الموجودة في بلاده مثل ما فعل بينه وبين ميخائيل الثالث قيصر الروم و أخذ منه احد أنفس الكتب و هو كتاب بطلميوس في الفلك و بعد أن ترجمه للعربيه أطلق عليه اسم المجسطي.
- ازدهر في عهد المأمون أسماء كبيره نحو التقدم العلمي والنهضة الكبيرة التي قام بها في مختلف أنواع العلوم مثل جبريل بن بختيشوع، احمد محمد بن كثير،الحارك المنجم، و موسي بن شاكر وأبنائه و غيرهم من العلماء و المفكرين و ألأدباء و المؤرخين..إالخ
- شجع الخليفة المأمون الترجمة كثيرا فأنشأ لها ديوانا في مكتبه بيت الحكمة عين حنين بن إسحاق علي رأسه, كما أمر الخليفة المأمون بوضع أول خريطة للعالم في العصر العباسي وسميت بالخريطة المأمونيه فكان عصر المأمون هو أزهى عصور مكتبه بيت الحكمة.
عصر الجمود و الانيهار لمكتبه بيت الحكمه
- انتهى العصر الذهبي (عصر المأمون) لتبدأ حقبه جديده من الإهمال الجسيم و الانهيار بتقليل شأن مكتبه بيت الحكمة، ففي عهد الخليفة المعتصم بالله أهمل بيت الحكمة بسب قله معرفته و ثقافته المحدودة وترك مناره العلم والعلماء بغداد ليتوجه لسامراء نتيجة ذلك لم يعد هناك اهتمام بدار الحكمة بسب تغير مقر الخلفاء.
- كثرت الحروب في بغداد خاصة في عهد المعتصم فأصاب الجمود حركه الترجمة في مكتبه بيت الحكمة حتى انتهاء عصر المعتصم.
- في عصر الخليفة الواثق بالله عادت بيت الحكمة إلى مكانتها بسب اهتمامه بها لتعود مره أخرى في عهد المتوكل بالله إلى الركود و الإهمال.
- عند عودة مقر الخلافة إلي بغداد مرة أخرى عاد النشاط إلي مكتبه بيت الحكمة وازدهرت حركه الترجمة في عهد الموفق بالله
- عادت حركه الجمود مع بداية العصر العباسي الثاني لضعف الخلفاء العباسيين في ذلك الوقت و استمر هذا الضعف و التدهور الشديد إلى أن أستولي المغول بقياده هولاكو خان عليها عام (656هـ -1258م)
- شرع هولاكو خان في أعمال الخراب و قتل الخليفة المعتصم بالله و لم يكفيه ما فعل بل قام بأبشع جريمة تجاه العلم, إذ قضي علي معظم المخطوطات النفيسة و ألقاها في نهر دجله بالعراق حتي قيل أن الكتب أصبحت مثل الجسر المعقود الذي أفسد مجري النهر و حرق البعض الآخر الذي لا يقل قيمه عن سابقه منهم ما يقارب من 300 مجلد أهداه النصار صلاح الدين إلي أحد الخلفاء العباسي.
- لتسقط مناره العالم الإسلامي (مكتبه بيت الحكمة) و تضيع ملامحها بعد أن عاصرت ما يقرب من 32 خليفه عباسي.
فتحولت دار الحكمة من مجرد خزائن توضع بها الكتب القيمة إلى أيقونه للعلم و العلماء في العالم الإسلامي، فيما يمكنك متابعه و قراءه المزيد عن طريق زيارة الموسوعة العربية الشاملة.