معنى إسم وقار

معنى وقار

يعني الوَقَار في اللغة، السُّكون، والرزانة، والحِلْم، مصدره وَقَرَ، يَقِرُ، وَقارًا، وَقِرَة إذا ثبت، فهو وَقُور، ووَقار، ومتوقِّر، والأصل في هذه المادَّة يدلُّ على الثِقَل في الشَّيء، وفلان ذو قِرَة، أي: وَقار، ورجل موقَّر أي: مجرَّب، والتَّوقِير: التَّرزين والتَّعظيم، ومنه قول الله سبحانه وتعالى: (مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) [نوح:13]، وأمّا قول: وقَّر الرَّجل، أي: عظَّمه، وبجَّلَه، ومنه قوله سبحانه وتعالى: (وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ) [الفتح:9]، أما معنى الوَقَار اصطلاحًا، فهو ثبات النفس، وسكونها عند الحركات التي تكون في المطَالب، ويُقال: هو التمهل في التَّوجُّه نحو المطَالب، وقيل: الوَقَار هو الامتناع عن العبث، وفضول الكلام، وكثرة الحركة، والإشارة، فيما يمكن أن يُسْتَغنى عنه في التَّحرُّك، والإصغاء عند الاستفهام، وقِلَّة الغَضَب، والتَّحفُّظ من التَّسرُّع، والتَّوقُّف عن الجواب.[١]


الترغيب في الوقار في الإسلام

قال الله تبارك وتعالى: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) [الفرقان:63]، ففي هذه الآية الكريمة يصف الله تعالى أولياءه الصَّالحين، وعباده المكرمين، فكانت أوَّل صفة حسنة امتدحهم الله تبارك وتعالى بها هي صفة الوَقَار، والمعنى أنَّهم يمشون بوقار، وبسكينة، وبتواضع ومن غير جبرية، فلا يمشون باستعلاء ولا بذل، وحالهم متوسط بين ذلك، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى ذلك، فقال: (وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) [الإسراء:37]؛ أي أنهم يمشون من غير مرح، ولا استكبار، ولا بطر، ولا أشرٍ، وليس المقصود أنَّهم يمشون كالمرْضَى تصنّعًا ورياءً، فقد كان سيد ولد آدم -صلى الله عليه وسلم- إذا مشى، كأنَّما ينحطُّ من صَبَب، وكأنَّما تطوى له الأرض طيًّا، وقد كره بعض السَّلف من مشي بتصنع وبتضعُّف، كحال المتذلل المنكسر، حتى رُوي عن عمر بن الخطاب كما جاء في تفسير ابن كثير أنَّه رأى شابًّا يمشي بانكسار، فسأله عن حاله إن كان مريضًا، وعندما علم أنه صاحب صحة نهاه عن ذلك وأمره بأن يمشي بقوَّة، وإنَّما المراد بالهَوْن في الآية الكريمة على أنها السَّكينة والوَقَار، وقد ذكر الإمام النووي في كتاب رياض الصالحين، تحت باب الوقار والسكينة: أنّ عائشة -رضي الله عنها- قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قطُّ ضاحكًا، حتى تُرى منه لهواته، وإنَّما كان يتبسَّم [عائشة أم المؤمنين: خلاصة حكم المحدث : [صحيح]]، وهذا الحديث يدل على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يضحك بقهقهة ولا بصوت عالٍ، ولا يفتح فمه إلى أن تبدو لَهاته، إلا أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبتسم أو يضحك إلى أن تبدو نواجِذه، أو أنيابه، وهذا يدل على وَقَار النَّبي -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا تجد الرَّجل الذي يكون ضحكه قهقه وفتح فاه يكون هيِّنًا عند النَّاس، ولا هيبة له عندهم، وليس له وقار، وأمَّا إن يُكثر الابتسام في محله فيكون محبوبًا، تنشرح الصدور عند رؤيته، وتطمئنُّ له القلوب، وقد جاء في الحديث الشريف أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: إنَّ الهَدي الصَّالح والسَّمت الصَّالح والاقتصاد جُزءٌ من خمسة وعشرين جزءًا من النُّبوَّة [عبدالله بن عباس: خلاصة حكم المحدث : [حسن]]، وهذا يشير إلى أنّ هذه الأخلاق الفاضلة هي من آداب وصفات الرسل والأنبياء، ولذل فإنه من الواجب على من يتبعهم أن يقتدوا بهم، وأن يأخذوا بهذه الصفات الفضيلة؛ فعليهم أن يتَّبعوهم، ويسيروا على منهجهم، ويقتدون بهم في الأفعال، والهدي، والأخلاق، والسِّمات، والوَقَار؛ فالهدي الصَّالح يدل على الطَّريق الصَّالح، وعند قول هَدْي الرَّجل؛ أي حاله ومذهبه التي يكون عليها، وهيئة الحسنة، والوقار والسكينة التي تكون فيه.[٢]


الثرثرة والوقار

يصنف الإكثار من القول والكلام من ضمن الشهوات التي تستبد بالإنسان، وتوقعه في زلات اللسان والأخطاء، وما يغضب الله تعالى، ويشير أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الدكتور أحمد عمر هاشم بأن الاختصار في الحديث من الأدب الإسلامي الرفيع، وصفة للشخصية المعتدلة التي يتصف صاحبها بالخلق الإسلامي الرفيع، فيبدو هادئًا في تصرفاته، ورزينًا في مجلسه، ويكسوه الوقار، وتعلوه الهيبة، فلا يتكلم لسانه بالقول في كل مجال، ولا يدخل نفسه في أحاديث الناس كي لا يقع في الموبقات، فقد اهتم الإسلام في بناء الشخصية على الاختصار في الكلام، ومحاسبة الإنسان على ما يتكلم به قال الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ق:18].[٣]


المراجع

  1. "معنى الوَقَار لغةً واصطلاحًا"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-27. بتصرّف.
  2. "" الوَقَـــار ""، kalemtayeb، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-27. بتصرّف.
  3. "الثرثرة تذهب الوقار والهيبة"، alittihad، اطّلع عليه بتاريخ 2019-7-27. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :