كتابة : رقية خالد
آخر تحديث: 05/02/2024

معلومات عن حضارة دلمون: آثارها ومظاهرها وأهميتها

من أهم معلومات عن حضارة دلمون إنها تعد من أقدم وأعرق الحضارات التي نشأت في عام 2000 قبل الميلاد وقد أسست هذه الحضارة مملكة مستقلة تسمى دلمون، ومن من ضمن معلومات عن حضارة دلمون تحديد موقع حضارة دلمون في جزيرة البحرين في الخليج العربي، وكانت تعد الحضارة مركز تجاري مهم وفقاً للنصوص الاقتصادية السومرية، وفي هذا المقال في موقع مفاهيم نتعرف أكثر عن معلومات عن حضارة دلمون تابعونا…
معلومات عن حضارة دلمون: آثارها ومظاهرها وأهميتها

أهم معلومات عن حضارة دلمون وآثارها في البحرين

من أهم المعلومات التي تهتم بحضارة دلمون كونها من أكبر المقابر التي توجد حول العالم حيث أنها:-

  • تضم جزيرة البحرين الصغيرة، لذلك تعتبر أكبر مقبرة تاريخية ظهرت في العالم حتى وقتنا الحالي، فقد أُطلق عليها اسم مقبرة عالي، فهي متواجدة بين مجموعة من التلال المتجانسة.
  • تضم حضارة دلمون العديد من المدن والمعابد التي توجد منذ قديم الزمان، حيث تمكن المنقبون تحت قلعة البحرين وحولها من الحصول على مجموعة من المدن المحصنة، فقد أُقيمت أول مدينة قديمة فيها في حضارة دلمون عام 2800 قبل الميلاد، وقد هدمت هذه المدينة عن طريق حرقها بعد حوالي خمسمائة سنة من تاريخ إنشائها.
  • وأقيمت بدلاً منها المدينة الثانية التي كان يحيط بها سور عالي يمنع وصول الغزاة القادمين من ناحية البحر إليها، ويضاف إلى هذه المدن القديمة وجود معابد أثرية كثيرة.
  • فمن أهم هذه المعابد (معابد بار الثلاثة التي توجد في قرية بار)، فهذه المعابد لم تُبني مرة واحدة، لكن قد شُيدت بالتدريج، شأنها شأن المدن التي قد تم الحصول عليها تحت قلعة البحرين.
  • من أهم الآثار المكتشفة في دولة البحرين عن حضارة دلمون أن يوجد بها العديد من الأواني الفخارية المتنوعة، فقد تمكن المنقبون من العثور على مرصوفة في القبور التي توجد في حضارة دلمون.
  • كما أنهم تمكنوا أيضاً من العثور على آنية مصنوعة من النحاس تستخدم في المنزل، ووجدوا بعض التماثيل التي كانت تحظى بمكانة دينية في أصحابها، وعلى أختام كانت تستخدم في إثبات الشخص للملكية وكانت تستخدم أيضاً في التوقيع على الاتفاقيات وعلى كثير من العقود، وقد توصلوا للعثور على آنية فخارية.

مظاهر حضارة دلمون وأهميتها

هناك عدة مظاهر لحضارة دلمون ومنها ما يلي:-

نظام الحكم:

  • حيث كان نظام الحكم السائد في ظل وجود حضارة دلمون هو النظام الملكي الوراثي، حيث كان في ذلك الوقت يجب أن يكون خادم الإله ملكاً، ولكن حضارة دلمون كانت في بعض الأحيان تخضع لنظام الحكم السائد في بلاد الرافدين.
  • فكانت تدفع جزية لهم، فقد قام الملك سرجون الأكادي بمهاجمتها وحرق مدينتها الأولى ومن ثم خضعت لحكمه.

الحياة الدينية:

  • قد قام أهل حضارة دلمون بتشييد المعابد المقدسة ومئات الآلاف من المدافن والمقابر بمختلف الأشكال والأحجام، فهذه الأشياء تعتبر دليل على مدى إيمانهم بعقيدة الخلود، والدليل على ذلك أيضاً بنائهم للمقابر الضخمة التي يختلف أحجامها وأشكالها ووجود مخلفات مادية وجنائزية في القبور.
  • ويضاف إلى ذلك الأمر معرفتهم لبعض المعابد التي قد تم العثور فيها على أقداح على شكل المخروط على سبيل المثال الأقداح التي ظهرت في العراق في ظل العصر السومري ومن أهم هذه المعابد (معبد باربار).

الإنتاج الزراعي الذي اشتهرت به حضارة دلمون:

  • تعد الزراعة مظهر من مظاهر حضارة دلمون القديمة، حيث كانت حضارة دلمون من أكثر الحضارات التي كانت تهتم بالزراعة والمحاصيل بشكل جيد.
  • وذلك السبب يرجع إلى تواجد المياه العذبة والأرض الخصبة، فكانت حضارة دلمون معروفة بإنتاجها للتمر.

الصناعة:

  • تعد الصناعة مظهر من أهم مظاهر حضارة دلمون، حيث كانت دلمون تهتم بشكل خاص بالصناعة وبالتحديد صناعة الفخار التي كان لها العديد من الألوان والأشكال والرسومات التي تختلف عن رسومات فخار الحضارات المجاورة التي كانت تميزها من بين كل حضارات العالم.
  • كما أنها كانت معروفة أيضاً بصناعة الأختام الدلمونية الدائرية، فكانت تستخدم هذه الأختام في إثبات الملكية، وكانت تعمل في مجال صناعة التماثيل والأواني الخزفية والنحاسية.

العمارة:

تعد العمارة مظهر من مظاهر حضارة دلمون القديمة حيث كانت تكمن مظاهرها فيما يلي:

  • بناء المعابد فوق التلال كمعبد باربار
  • كانت تُقام المقابر في حضارة دلمون على شكل تلال صخرية تختلف من حيث مدى ارتفاعها حسب المكانة الاجتماعية للشخص المتوفى.
  • تتجلى مظاهر العمارة في حضارة دلمون في وجود الأختام الدلمونية التي كانت تستخدم في إثبات الملكية.
  • من مظاهر حضارة دلمون إتقان فن الرسم على جدران المعابد والمقابر والقطع الفخارية.

الفنون:

  • كانت تكمن مظاهر الفنون في ظل وجود حضارة دلمون في قدرة الدلمونيون على التصوير على القطع التي كانت تُصنع من الفخار وإتقانهم للرسم على الجدران كما هو الحال في قسم العمارة.

صيد الأسماك:

  • كانت تتجلى مظاهر الصيد في ظل وجود حضارة دلمون في أنها كانت من أول الحضارات التي اشتهرت في مجال الصيد بصيد الأسماك واللؤلؤ، فمهنة الصيد من المهن المقدسة التي ما زالت قائمة حتى عصرنا الحالي.

تاريخ نشأة حضارة دلمون

  • قامت حضارة دلمون في الفترة ما بين 2800 إلى 323 قبل الميلاد، فهذه الحضارة قد شُيدت من جزر البحرين ومن المنطقة الشرقية التي تقع في شبه الجزيرة العربية، فكان أهل حضارة دلمون من الأشخاص الذين كان لهم مكانة عالية.
  • وقد استقروا في المنطقة الوسطى من شبه الجزيرة العربية، واسم دلمون من الأسماء التي قد اشتهرت في العديد من الحضارات القديمة كالحضارة الآشورية والسومرية والبابلية والأكادية.
  • وأُنشئت هذه الحضارة بسبب وجودها في موقع جغرافي متميز وأيضاً بسبب وجود مصادر الماء المختلفة ويضاف إلى ذلك توافر الإمكانيات الطبيعية الأخرى.

لماذا سميت حضارة دلمون بهذا الاسم؟

تعد حضارة دلمون من أقدم وأفخم وأعرق الحضارات القديمة التي نشأت منذ قديم الزمان، ويرجع سبب تسمية حضاره دلمون بهذا الاسم لأنها يحيط بها الماء من جميع الاتجاهات, ومن المعلومات التاريخية المهمة عن هذه الحضارة الآتي:

  • وقد أطلق السومريون أيضاً على هذه الحضارة العديد من الأسماء ومنها أرض الفردوس وأرض الخلود والحياة بسبب أنهم اعتبروها مكان مقدس له صفات الجنة.
  • فكانت أرضها نظيفة وخالية من أي أمراض ولا يوجد بها أي عدوان أو سوء، وكانت هذه الحضارة هي حلقة الوصل بين الطرق التجارية الشرقية والغربية.

الأسباب التي أدت إلى اختفاء حضارة دلمون

قد حدثت العديد من الأسباب التي أدت بدورها إلى دخول العديد من الحضارات الأخرى إلى حضارة دلمون ولعل أهم هذه الأسباب ما يلي:-

  1. من أسباب اختفاء حضارة دلمون القديمة طمع الأكاديين والكلدانيين في الاستيلاء على حضارة دلمون بعد تطورها وازدهارها، حيث رسم الأكاديين خطة تمكنوا من خلالها ضم حضارة دلمون إلى سلطة الأكاديين حيث تقدمت جيوش الملك سرجون الأكادي وقاموا بالاستيلاء والسيطرة على حضارة دلمون.
  2. قد قامت سلطة الكلدانيين بالسيطرة على حضارة دلمون، فبذلك أصبحت حضارة دلمون تقوم بدفع الإتاوات وترسل الهدايا للكلدانيين.
  3. بعد نجاح الملك الآشوري توكولتي في السيطرة والاستيلاء على حضارة دلمون أصبحت الحضارة تحت سلطته فكان يفتخر بأنه ملكها وملك ملوكاً.

المدن الدلمونية في حضارة دلمون

لقد عثرت البعثة الدنماركية على بقايا وآثار أربع مد دلمونية تعود إلى هذه الحضارة العريقة، وتشمل ما يلي:

المدينة الأولى :

  • قامت البعثة الدنماركية باكتشاف بقايا آثار هذه المدينة على امتداد ساحل البحر، حيث عثروا على بقايا آثار مميزة، وبعض الأحجار التي تحتوي على نقوش، كما وجدوا أن هذه المدينة تعرضت للحرق ووضح ذلك من بقايا الرماد والأتربة التي تؤكد ذلك.

المدينة الثانية:

  • حملت هذه المدينة طابع خاص وكل ما يشير إليها يؤكد أنها كانت مدينة تجارية من الطراز الأول لهذه الحضارة الدلمونية، حيث عثروا على بقايا مكاييل وأوزان، ولعل الاحتمال الأكبر كانت هذه المدينة هي المقر التجاري لحركة البيع والشراء في هذه المدينة.

المدينة الثالثة:

  • تعتبر المدينة الثالثة من المدن الدلمونية التي اهتمت كثيرًا بالمجال الزراعي ويرجع السبب في ذلك خصوبة التربة ووفرة المياه والمساحة الواسعة مما سمح لها بزراعة الكثير من نخيل الثمور بأشكاله وأنواعه المختلفة.

المدينة الرابعة:

  • وهي آخر المدن الدلمونية التي اكتشافها أصحاب البعثة الدنماركية، وتميزت هذه المدينة بالمباني ذات الهندسة المعمارية الفنية التي تشبه كثيرًا المعمار في بلاد الرافدين، هذا بالإضافة إلى أنها امتداد للمدينة الثالثة أو تم استغلال مساحة المدينة الثالثة بعد انهيارها وإنشاء المدينة الرابعة للحضارة الدلمونية.

حضارة دلمون في الأساطير القديمة

لقد ورد ذكر حضارة دلمون في بعض الأساطير والملحمات القديمة التي كان يتداولها الناس فيما بينهما، وهذا ما يؤكد على مكانة وأهمية هذه الحضارة حينذاك، وأن ليس الرسومات والنقوش وبقايا الآثار هي الدالة على وجودها فحسب، ومن أشهر هذه الأساطير ما يلي:

أسطورة جلجامش

  • تعود هذه الأسطورة إلى الزمن والقديم وتحكي أن هناك رجل اسمه جلجاش كان يبحث عن سر وجود الحياة وقد اكتشف أن سر وجود الحياة في مكان ما مع شخص واحد هو من يعرفه وهو آت نابشتيم وأن هذا المكان هو دلمون، ومن هنا جاء اسمه دلمون أنها المكان الذي تشرق منه الشمس.

أسطورة إنكي

  • تشير أسطورة إنكي أن هناك شخص يدعى إنكي وهو إله الحكمة والخضوبة والنور والحياة وكان يقطن في مكان وقد عرف فيما بعد وذكر في هذه الأسطورة أنه دلمون، وقد وصف السومريين دلمون أو المكان الذي يعيش فيه إنكي بأنه جنة الفردوس ومكان شروق الشمس.
وفي الختام، بعدما تعرفنا عن معلومات عن حضارة دلمون العظيمة يمكننا القول أنها من أعظم وأرقى الحضارات التي شهدتها البشرية وبقي لنا من آثارها ما يدل على مكانتها العظيمة.

للإستفادة من هذا المقال انسخ الرابط

تم النسخ
لم يتم النسخ