قيام الدولة العباسية

قيام الدولة العباسية
قيام-الدولة-العباسية/

 العباسيون

يَعود أصل العباسيّين إلى العبّاس بن عبد المطلب عمّ النبيّ الأكرم محمد بن عبد الله، استغلّ العباسيون أنصار الدعوة العلوية للقضاء على الأمويين بقيادة أبي العباس السفاح، كما استغلّوا الفُرس الحاقدين على الأمويّين، حيث قام أبو العباس وأخوه أبو جعفر المنصور بتدابير دمويّة لتدعيم قيام الدولة العباسية، ليكوّنوا ثاني السلالات المسلمة الحاكمة منذ 132-656 هجري، وقاموا بإنشاء بغداد عاصمة الخلافة العباسية،[١]، مستغلين عدة عوامل أدّت إلى سقوط الأمويين بعد حكم أستمرّ لِـ91 عامًا، ولعلّ أهم أسباب انهياره كانت الصراع بين الأمراء على الحكم، كما أنّ العصبية القبليّة أدت لإضعاف الجبهة الداخلية، وقد كان للثورات والتمردات نصيبٌ في إضعاف الدولة، بالإضافة لخطر الإمبراطورية البيزنطية.[٢]

قيام الدولة العباسية

قامت الدولة العباسية بعد الانقلاب على الخلافة الأموية، ويعَدُّ قيام الدولة العباسية بالخروج المسلّح على الحاكم القائم دون شورى من المسلمين أمرًا غير مسبوق في الإسلام، حيث كانت دماء المسلمين من الأمويين وقود نار للثورة العباسية، واعتمدوا في قيام الدولة العباسية على الفرس لأنهم حاقدين على الأمويين لاستبعادهم من مناصب الدولة الكبرى، واحتكارها على العرب، كذلك استمال العباسيون الشيعة للمساعدة في هدم الدولة الأموية، وقد اتخذت الدعوة العباسية في بادئ الأمر الكوفة مركزًا لها منذ عام 99 هجريًّا، حيث إنّ أنصار آل البيت فيها كثيرون، ويمكن منها الوصول والاتصال بخراسان مركز ثُقل الفرس للقرب بينهما.[٣]

وفي النهاية تمّ الأمر لدُعاة العباسيّة في خراسان، حيث أعلنوا قيام الدولة العباسية فيها، ثم احتلوا مَرو وانتقلوا للكوفة، حيث بايعهم الناس هنالك، ليلتقي بعدها جيش الأمويين بقيادة مروان بن محمد وقاد العباسيون أبو العباس شمال العراق لتكون الغلبة للعباسيون الذين واصلوا تقدمهم ليفتحوا العراق وبلاد الشام ومصر، وقتلوا آخر خلفاء الأمويين مروان بن محمد وفرضوا سيطرتهم على كل الأمصار بعد ذلك، ليُعّلن قيام الدولة العباسية فعليًا عام 132 هجريًّا.[٣]

وقد بلغت الدولة العباسية عصرها الذهبي خلال عهد الخليفة هارون الرشيد وابنه المأمون، حيث ازدهرت في عهدهم الحركة العلمية وترجمة الكتب من مختلف العلوم من إغريقية وهندية وفهلوية إلى اللغة العربية على يد الكتّاب غير العرب من السريان والفرس والروم من أهل الدولة العباسية، وبرعوا في مجالات أخرى كثيرة كالجغرافيا والطب والفلك والهندسة.[٣]

العمارة في العصر العباسي

برع المسلمون منذ قيام الدولة العباسية في مجالات عدة أبرزها العمارة التي أبدعوا فيها، ويتمثل ذلك في مدينة بغداد التي كانت تحوي من العمارة أروع الأمثلة مثل بناء القصور كقصر الأخيضر، والذي يعد أجمل القصور العباسية على الإطلاق، وكذلك الحال في قصر المعتصم في سامرّاء، كما برعوا في عمارة المساجد مثل المسجد الجامع والذى يتميز بتصميم فريد لا يشبه أي مسجد آخر، خاصة في بناء المأذنة الحلزونية الشهيرة، كما أبدع المهندسون المسلمون في تقنيات الصوتيات المتطورة جدًا في هذا المسجد، وبالإضافة لذلك برعوا في التصوير على جدران القصور بالإضافة للزخارف الجصية وفن النحت على الحجر كما وجد في الآثار رسومات لأوراق نباتات ذات تفريعات غاية في الدقة والجمال، وأيضًا النحت على الخشب وفن الخزف، حيث عُثر على العديد من الأواني الخزفية المنسوبة للعصر العباسيّ.[١]

العلوم في العصر العباسي

ظهَرَ عددٌ كبير من العلماء في مختلف العلوم والفنون والآداب بعد قيام الدولة العباسية، كما ظهر أئمة الفقه وبرزت مدرستان علميتان للفقة هما مدرسة أهل الرأي في العراق، ومدرسة أهل الحديث في المدينة المنورة، وبرز في العصر العباسي أيضًا أئمة في علوم القرآن وعلوم اللغة العربية كسيبويه والخليل بن أحمد وأبو عمرو بن العلاء والإمام الفراء والكسائي، وظهرت في علوم اللغة أيضًا مدرستان علميتان هما مدرسة البصرة ومدرسة الكوفة، اما سيرة ابن هشام وكتاب الطبقات الكبرى لمحمد بن سعد فيعدّان أول ظهور لكتب السيرة الكاملة.[١]

وقد تطورت العلوم في العصر العباسى الأول، فبدلًا من التلقين الشفويّ بدأ المسلمون بتدوين المعلومات وتوثيقها في كتب وموسوعات، وكان الظهور لأول مؤسسة علمية من نوعها وهى دار الحكمة التى تخصصت بالتصنيف والترجمة، كما أقيمت المجالس والندوات العلمية للحوار بين العلماء، وشُيّد المرصد الفلكى الذى كان أكبر المراصد الفلكية، وقد كان يعمل فيه أكبر علماء الفلك الذين فسروا ظاهرة الجاذبية، وعينوا خط العرض على الخريطة وقاسوا طول محيط الأرض بمساعدة علماء من الجغرافيا والهندسة، كما تميّز علماء المسلمين في العلوم الطبية كعلم التخدير وطب العيون.[١]

سقوط الدولة العباسية

بعد ما يزيد على الـ 500 عام من قيام الدولة العباسية سقطت الدولة في بغداد عام 656 هجريًا، حين وصل التتار بغداد وحاصروها، يساندهم في ذلك صاحب الموصل، حيث أرسل لهم الإمدادات خوفًا على حكمه، فنصبت على المدينة المجانيق، وقد أحاط التتار ببغداد وبدار الخلافة، وقاموا برشقها بالنبال من كل جانب بمائتي ألف مقاتل في الثاني عشر من محرم من تلك السنة، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، أما جيوش بغداد فقد كانت قليلة للغاية لا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم بقية الجيش الذي كان يضاهي الـ 100 ألف مقاتل، ولكن تم تقليصه لهذا العدد بحجج تقليص النفقات، فأشار الوزير ابن العلقمي على الخليفة المستعصم بالله مصانعة التتار والخروج للتفاوض، فخرج الخليفة ومعه سبعمائة راكب من أبرز القضاة والفقهاء والأمراء، فلما اقتربوا من منـزل السلطان هولاكو، حجبوهم عن الخليفة وقتلوهم جميعا، ولم يبق مع الخليفة إلا سبعة عشر نفسًا، ثم دخل هولاكو بغداد وقد نهب من دار الخليفة الذهب والحلي والجواهر والأشياء النفيسة، ثم أمر بقتل الخليفة وأحرقوا المدينة وقتلوا خلقا كثيرًا، وبموت الخليفة المستعصم بالله انتهت الخلافة العباسية في بغداد.[٤]

المراجع[+]

  1. ^ أ ب ت ث "عباسيون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  2. "الكورس الاول // المحاضرة الاولى (عوامل سقوط الدولة الاموية) "، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "مختصر قصة الخلافة العباسية "، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  4. "سقوط الدولة العباسية .. دروس وعبر "، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.