نشأة الدولة العباسية

نشأة الدولة العباسية
نشأة الدولة العباسية

الخلافة العباسية

إلى من يعود نسب العباسيين؟

هي الخلافة العربيّة الإسلاميّة الثّالثة التي قامت بعد الخلافة الأمويّة، وقد سمّيت باسم حاكميها "بني عباس" وقد أسّسها رجال من سلالة "العباس بن عبد المطّلب" أصغر أعمام الرسول محمد -صلّى الله عليه وسلّم-، واتّخذوا من بغداد عاصمةً لهم، واستمرّت من سنة "132هـ - 750م" وسقطت على يد المغول سنة "656هـ - 1258م".[١]


بداية الدعوة العباسية

أين بدأت الدعوة إلى الخلافة العباسية؟

لقد بدأت الدعوة العباسيّة ببدء تأليف الجمعيّة السريّة للدّعوة، وذلك في بداية القرن الثّاني، ولم يكن حينها علي بن عبد الله بن عباس قد مات بعد، وكان الخليفة آنذاك عمر بن عبد العزيز بن مروان، وكان قد جعل مركزين للدّعوة، الأوّل في الكوفة التي اعتبرت نقطة الوصل، والثّاني في خراسان وقد كانت محلّ الدّعوة الحقيقي، وقد اختير من الدّعاة اثنا عشر نقيبًا، ومنهم: "سليمان بن كثير الخزاعي، ومالك بن الهيثم الخزاعي، وصلحة بن زريق الخزاعي، وعيسى بن أعين الخزاعي، وقحطبة بن شبيب الطّائي، ولاهز بن قريظ التّميمي، وموسى بن كعب التّميمي، والقاسم بن مجاشع التّميمي".[٢]


اختير سبعون رجلًا ليكونوا تحت إمرة هؤلاء الرجال، وقد أرسل إليهم محمد بن علي العباسي -ابن علي بن عبد الله بن عباس- كتابًا يوضّح لهم من خلاله كيف يسيرون في أمورهم، وبقي رجال الدّعوة يعملون بها من بداية القرن الثّاني حتّى سنة "132هـ - 750م" عندما تمّت الدعوة وقامت الدّولة العباسيّة وبويع أبو العبّاس السّفاح أوّل خليفة عباسي لهذه الدولة، وقد انقسمت مدّة الدّعوة إلى قسمين، الأوّل اقتصر به الدّعاة على الدّعوة السّلميّة البعيدة عن استعمال القوّة، والثّاني كان عهد استعمال القوّة مع الدّعوة عندما وجد العباسيّون أنّ الأمر يحتاج إلى ذلك.[٢]


مراحل الدعوة العباسية

إلى كم مرحلة قسّم المؤرّخون مراحل الدعوة العباسية؟

انقسمت مراحل الدّعوة العباسيّة إلى ثلاث مراحل وهي:


المرحلة الأولى

وتمتدّ هذه المرحلة من مطلع القرن الثّاني إلى انضمام أبي مسلم الخراساني إلى الدّعوة، فقد استمرّت بين عامي "100 - 128هـ/ 718 - 746م"، وقد كانت الدّعوة في هذه المرحلة سريّة وسلميّة، فقد خلت من كلّ أنواع العنف، وقد انتشرت في العراق وخراسان، ففي العراق نظّمها ثلاثة دعاة هم: "ميسرة العبدي وأبو سلمة الخلال وبكير بن ماهان"، وفي خراسان قامت الدّعوة على يد مجموعة من الدّعاة، منهم: "عكرمة السّراج ومحمّد بن خنيس وحيان العطار وكثير الكوفي وخدّاش البلخي".[٣]


قد وصل أمر تلك الدّعوة السّريّة إلى الدّولة الأمويّة، فما كان منهم إلّا أن لاحقوا هؤلاء الدّعاة وتمكّنوا من القضاء على بعضهم، وبعد هذه الحادثة أقام محمد بن علي العباسي تغييرًا في الدّعوة فقد خصّصها لنفسه، وأعلم دعاته بذلك على أن يكون هذا على علمهم فقط دون العامّة، ولمّا توفي محمد بن علي بن العبّاسي أوصى إلى ابنه إبراهيم من بعده.[٣]


المرحلة الثانية

بدأت هذه المرحلة بانضمام أبي مسلم الخراساني إلى الدّعوة العبّاسيّة، واستمرّت هذه المرحلة إلى عام "132هـ - 750م"، وهو العام الذي سقطت به الدّولة الأمويّة وقامت الخلافة العباسيّة، فبعد وفاة الإمام محمّد بن علي قامت مجموعة من الحركات الشّيعيّة المستقلّة عن الدّولة العبّاسيّة، ممّا أدى إلى اهتزاز أركان الحكم فيها، فقام إبراهيم بن محمد بإعادة طاعة الخراسانيين إليه، وقد استطاع ذلك بعدما استطاع أن يستميل زعيمهم "سليمان بن كثير الخزاعي"، والذي بدوره استطاع أن يعيد تلاحم الخراسانيين مع الخلافة.[٣]


وبذا استطاع إبراهيم أن يوطّد أمور الحكم من جديد، وقد اعتمدت هذه المرحلة على القوّة في تحقيق الأهداف، فبعد اتّساع أطراف الدّولة العباسيّة وتمكّنها من المجتمع الخراساني كان لا بدّ من قائدٍ قويٍّ يمسك زمام الأمور في خراسان، فعرض إبراهيم القيادة على أكثر من شخصٍ لكنّه قوبل بالرفض، فعزم أخيرًا على تولية أبي مسلم الخراساني على خراسان، وقد كان قرارًا موفقًا؛ فخراسان كان النفوذ الفارسي فيها واضحًا، وتولية الأمور لشخص فارسي أدعى للطّاعة وأنسب للانصياع للحكم، وباستلامه لأمور الحكم في خراسان استقامت أمور العباسيين فيها، وقد استطاع أن يصبح بقوّته وحنكته الدّاعية العباسي المتحكّم في الشّرق كلّه.[٣]


المرحلة الثالثة

هي مرحلة قحطبة بن شبيب، فبعدما استتبّ الأمن في خراسان وأصبحت جميعها بما فيها تحت قيادة أبي مسلم الخراساني وقبل أن يقوم أبو مسلم بالقضاء على نصر بن سيار الذي هرب من خراسان إلى نيسابور، أدرك الإمام العباسي إبراهيم بن محمد ضرورة تسليم أمور الجيش إلى قائدٍ جديد؛ لكيلا يخرج أبو مسلم الخراساني من خراسان، ولا سيّما أنّ القيادة العربيّة كانت قد رأت مستقبل ما سيطر عليه أبو مسلم؛ فهذا الأخير لم يتعامل مع خراسان كونه قائدًا تمّت توليته فيها، بل تعامل وكأنّه الحاكم، فوجوده كان تمهيدًا لوجود الدّولة البويهيّة والبرامكة والطاهريين.[٣]


فلم يُرد إبراهيم بن محمّد أن يتجاوز نفوذ أبي مسلم الخراساني تلك المنطقة، فنصّب قحطبة بن شبيب قائدًا لجيوش الفتح، فقام قحطبة بالسّيطرة على طوس ونيسابور، وعندها أدرك نصر بن سيار أنّ الانتصار مستحيلٌ فهمّ بالهرب إلى الري، وهنا خافت الدولة الأمويّة -التي كانت حكومتها المركزيّة في دمشق- من هذه التّطوّرات فأصبحت ترسل الجيوش للقضاء على تلك الثّورة، ولكنّها فشلت بذلك، واستسلمت المدن مثل نهاوند وأصفهان وغيرها للعباسيين، وأصبح الطريق إلى العراق مفتوحًا أمام الثّورة وجيشها، ومات نصر بن سيار في الري، فخسر الأمويّون بموته قائدًا كبيرًا ممّا أثّر تأثيرًا شديدًا على قوّتهم فأضعفهم.[٣]


بعد ذلك اتّجه قحطبة إلى الكوفة، وكان والي العراق قد اتّجه إليه بجيشه، فالتقى الجيشان وانتصر قحطبة، وزحف ابن هبيرة إلى واسط وتحصّن بها، ولكن لم يرَ قحطبة النتيجة النهائيّة للنصر، فقد غرق وهو يعبر النهر، وخلفه ابنه الحسن في زحفه ودخل الكوفة في الرابع من شهر محرّم عام "132هـ - 749م"، وبهذا تبيّن مصير العراق وكان حصول العباسيين على العراق بعد المشرق نصرًا كبيرًا، فقد تمكّنوا بذلك من إظهار الدّعوة العباسيّة.[٤]


تنظيم أمور الدعوة العباسية

ما التغييرات التي طرأت على دولة الخلافة بعد تسلّم العباسيين؟

بانتقال الحكم من الدّولة الأمويّة إلى الدّولة العباسيّة حصلت مجموعة من التّغييرات التي قامت عليها الدّولة:[٥]


  • أصبحت عاصمة الدّولة العباسية بغداد بعد أن كانت عاصمة الأمويين دمشق.
  • أثّرت الثّقافة والحضارة الفارسيّة على شتّى مناحي الحياة في العصر العبّاسي
  • نشطت حركة التّجارة المشرقيّة.
  • ابتعدت الدّولة العباسيّة عن عالم البحر الأبيض المتوسّط.
  • لم يهتم العباسيون بإنشاء أسطول بحري يجاري الأسطول البحري الذي كان قد أنشأه الأمويون سابقًا.


لقراءة المزيد، انظر هنا: الدعوة العباسية.


خلفاء الدولة العباسية

من هم الخلفاء الذين تعاقبوا على حكم الدولة العباسية؟

ومن الخلفاء الذين حكموا الدولة العباسية ما يأتي:

  • أبو العبّاس السّفاح: بويع بالخلافة في الكوفة سنة "132هـ" وهو أوّل الخلفاء العباسيين، انتهت خلافته بموته سنة "136هـ".[٦]
  • أبو جعفر المنصور: بويع سنة "136هـ" وقد استمرّت خلافته إلى وفاته سنة "158هـ".[٦]
  • المهدي: بويع سنة "158هـ" واستمرّت خلافته إلى وفاته سنة "169هـ".[٦]
  • الهادي: بويع سنة "169هـ" وقد استمرّت خلافته إلى سنة "170هـ".[٦]
  • هارون الرشيد: بويع بالخلافة سنة "170هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "193هـ".[٦]


  • الأمين: بويع بعد وفاة أبيه واستمرّت خلافته إلى موته سنة "198هـ".[٦]
  • المأمون: بويع سنة "198هـ" واستمرت خلافته إلى سنة "218هـ".[٦]
  • المعتصم بالله: تولّى الحكم سنة "218هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "227هـ".[٦]
  • هارون الواثق بالله: تولّى الحكم سنة "227هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "232هـ".[٦]


  • جعفر المتوكّل على الله: تولّى الحكم سنة "232هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "247هـ".[٧]
  • محمد المنتصر بالله: تولّى الحكم سنة "247هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "248هـ".[٧]
  • أحمد المستعين بالله: تولّى الحكم سنة "248هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "252هـ".[٧]
  • محمد المعتز بالله: تولّى الحكم سنة "252هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "255هـ".[٧]
  • محمد المهتدي بالله: تولّى الحكم سنة "255هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "256هـ".[٧]


  • أحمد المعتمد على الله: تولّى الحكم سنة "256هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "279هـ".[٧]
  • أحمد المعتضد بالله: تولّى الحكم سنة "279هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "289هـ".[٧]
  • علي المكتفي بالله: تولّى الحكم سنة "289هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "295هـ".[٧]
  • جعفر المقتدر بالله: تولّى الحكم سنة "295هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "320هـ".[٧]


  • محمد القاهر بالله: تولّى الحكم سنة "320هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "322هـ".[٧]
  • محمد الراضي بالله: تولّى الحكم سنة "322هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "329هـ".[٧]
  • ابراهيم المتّقي لله: تولّى الحكم سنة "329هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "333هـ".[٧]
  • عبد الله المستكفي بالله: تولّى الحكم سنة "333هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "334هـ".[٧]


  • الفضل المطيع لله: تولّى الحكم سنة "334هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "363هـ".[٨]
  • عبد الكريم الطّائع لله: تولّى الحكم سنة "363هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "381هـ".[٨]
  • أحمد القادر بالله: تولّى الحكم سنة "381هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "422هـ".[٨]
  • عبد الله القائم بأمر الله: تولّى الحكم سنة "422هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "467هـ".[٨]


  • عبد الله المقتدي بأمر الله: تولّى الحكم سنة "467هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "487هـ".[٩]
  • أحمد المستظهر بالله: تولّى الحكم سنة "487هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "512هـ".[٩]
  • الفضل المسترشد بالله: تولّى الحكم سنة "512هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "529هـ".[٩]
  • منصور الراشد بالله: تولّى الحكم سنة "529هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "530هـ".[٩]


  • محمد المقتفي لأمر الله: تولّى الحكم سنة "530هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "555هـ".[٩]
  • يوسف المستنجد بالله: تولّى الحكم سنة "555هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "566هـ".[٩]
  • الحسن المستضيء بأمر الله: تولّى الحكم سنة "566هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "575هـ".[٩]
  • أحمد الناصر لدين الله: تولّى الحكم سنة "575هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "622هـ".[٩]


  • محمد الظّاهر بأمر الله: تولّى الحكم سنة "622هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "623هـ".[٩]
  • المنصور المستنصر بالله: تولّى الحكم سنة "623هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "640هـ".[٩]
  • عبد الله المستعصم بالله: تولّى الحكم سنة "640هـ" واستمرّت خلافته إلى سنة "656هـ".[٩]


لقراءة المزيد، انظر هنا: أسماء الخلفاء العباسيين.

ممّا سبق يظهر أنّ الدولة العباسيّة قد بدأت الدعوة لها في وقت مبكر من عمر الخلافة الأموية، وعمل رجالها بصورة منظمة حتى تمكنوا من الاستقلال بالحكم لنحو خمسة قرون.

المراجع[+]

  1. محمود شاكر، التاريخ الإسلامي _ الدولة العباسية، بيروت:المكتب الإسلامي، صفحة 5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد الخضري بك، الدولة العباسية، القاهرة:دار المختار للطباعة والنشر، صفحة 17. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة العباسية، بيروت:دار النفائس، صفحة 21 - 27. بتصرّف.
  4. محمّد سهيل طقوش، تاريخ الدّولة العباسيّة، بيروت:دار النفائس، صفحة 21 - 27. بتصرّف.
  5. شوقي ضيف، العصر العباسي الأول، القاهرة:دار المعارف، صفحة 15. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ مُحمد سهيل طقّوش، تاريخُ الدولةِ العباسية، بيروت:دار النفائس، صفحة 17. بتصرّف.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش محمد سُهيل طَقوش، تَاريخ الدولة العَباسية، بيروت:دار النفائس، صفحة 155. بتصرّف.
  8. ^ أ ب ت ث محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة العباسية، بيروت:دار النفائس، صفحة 217. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز محمد سهيل طقوش، تاريخ الدولة العباسية، بيروت:دار النفائس، صفحة 235. بتصرّف.