النفاق
النفاق من أكثر الصفات المذمومة التي يتصف بها الإنسان، فهي إن دلت على شيء فإنما تدل على ضعف شخصية المنافق، وفي هذا المقال سنعرف ما هو النفاق، وسنتعرف على وصف الله للمنافقين وصفاتهم.
معنى النفاق في اللغة
النفاق كلمة مشتقة من الفعل الرباعي نافق، واسم الفاعل من نافق هو منافق، ومعنى منافق هو أن يقوم الشخص بإظهار الشخص لعكس جوهره، وفي الإصطلاح فإن النفاق هو إظهار الإيمان وإخفاء الكفر والجحود.
ما هي أنواع النفاق؟
النفاق ينقسم إلى قسمين، الأول هو النفاق الاعتقادي، والثاني هو النفاق العملي، وسنتكلم بالتفصيل عن كل نوع منهما:
أولاً النفاق الاعتقادي
- أو ما يطلق عليه النفاق الأكبر، ويعرف النفاق الاعتقادي بأن يقوم المرء بإظهار المحبة والإيمان وبداخله كراهية للإيمان والإسلام ولله ورسوله، فالكافر معروف بكفره وكراهيته الشديدة للإسلام، وهو واضح ومعروف وموقفه محدد، أما المنافق فلا يعرف أحد ما بداخله، فهو يظن أنه يخدع الله ورسوله، لكن في الحقيقة هو يقوم بخداع نفسه، لأن الله مطلع على كل شيء.
- ويشمل أيضاً النفاق الأكبر تكذيب المرء في قلبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتكذيب لرسالته، وتكذيب للإيمان وشروطه، وكراهية وبغض لأي إنتصار يحققه الإسلام أو المسلمون، والفرح عندما تصيب المسلمين صائبة أو تلحق بهم هزيمة ما،
- وقد أعد الله للمنافقين عذاباً شديداً، جزاءاً لنفاقهم وخداعهم لله، ناسين أن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وقد جاء في الآيات التي تذكر المنافقين قول الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً”.
النفاق العملي
ويطلق عليه النفاق الأصغر، ويعرف النفاق العملي بانه أن يكتمل الإيمان في قلب المرء، بحيث يكون مؤمناً بالله ورسوله لكنه يأتي من الأفعال بما يخالف الإيمان في قلبه، ويحدد النفاق هنا بانه مجموعة من الخصال، فإذا غلبت خصال النفاق أفعال الإيمان كان منافقاً، وقد حدد رسول الله صلى الله عليه وسلم صفات المنافقين في حديثه الشريف، وقد روى عبد الله بن عمرو رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا ، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ) [حديث صحيح].
صفات المنافقين في القرآن والسنة
اتباع الهوى والغواية
حيث يتبع المرء أهوائه ولا يطيع ما أمره الله به، ولا يتوقف عن ما نهى الله عنه، ولا يقيم لحدود الله وزناً.
فهو يسير حسب رؤيته وهواه، ولا يرغب في نيل رضا الله عنه، وفي هذا جاء قول الله تعالى: (فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
الرياء
حيث يكون للمنافق رأيان، رأي يعلنه أمام الناس لكي يحوز رضاهم وإعجابهم، لكن بداخله رأي آخر مخالف لما يريد قوله، لكنه يكتمه خوفاً من إعلانه أمام الناس فتنزل منزلته بينهم، وهناك عبادة يقوم بها أمام الناس حتى يظهرها لكي يعرف الناس أنه صالح وتقي، لكن إذا ما خلا إلى نفسه توقف عن العبادة، أو قام بها دون إتقان طالما أن ليس هنالك من أحد يراه، وفي هذا جاء قول الله تعالى في كتابه العزيز: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً).
الحيرة والتذبذب
حيث ترى المنافق في حيرة من أمره، يوم يكون مع الكفر ويوم مع الإيمان، يوم مع المؤمنين ويوم مع الكافرين، فهو في حيرة من أمره ينتظر أن تميل كفة أحدهم لكي يتبعها، وقد وصف الله هذا بأنه مرض، وفي ذلك جاء قول الله تعالى: (مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً).
ترك أحكام القرآن والسنة
المنافق لا يرى في الحياة سوى هواه، فهو لا يأبه بما جاء في كتاب الله وسنة رسول الله، فهو يصم عن كل ما جاء من التعاليم، ويعمى قلبه وبصره عن اتباع أحكام الله، ولا يفقه حكمته وقدرته، وفي هذا جاء قول الله تعالى: (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ).
كثرة الحلف
حيث يعرف المنافق بأنه كثير الحلف بالله، لأنه يؤمن بداخله أنه كاذب فتأتي كثرة حلفانه لمحاولة إثبات صدقه، وفي ذلك جاء قول الله تعالى في كتابه العزيز: (تَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ).
الكسل في الصلاة
المنافق لا يقوم سريعاً إلى الصلاة، بل طالما لا يراه أحد يقوم إلى الصلاة كسولاً متباطئاً، على عكس حين يكون بين جمع من الناس، وفي ذلك قوله تعالى: (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً).
مظهره عكس داخله
ففي مظهره الخارجي يكون منتظم الهندام والملبس، حسن الكلام ولبق، ذو رأي قوي وصاحب مشورة، ولكن بداخله عكس ما يظهر عليه، فإذا سمعته أعجبك قوله لكن إن حاول تنفيذ ما يقول يظهر كذبه ونفاقه، وفي ذلك جاء قول الله تعالى: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ).
بواسطة: Asmaa Majeed
اضف تعليق