يمكن أن نتلمس لتسمية سورة النمل بهذا الاسم لطائف وحكم ومنها:
1. اختصاص هذه السورة بورود قصة النمل مع نبي الله سليمان عليه السلام، لما خرج سليمان فمر على واد النمل فخافت النملة أن يدوس عليهم سليمان وجيشه وهم لا يعلمون فصرخت النملة محذرة قومها مشفقة عليهم مبدية العذر لسليمان وجيشه بقولها (وهم لا يعلمون)، فسمع سليمان عليه السلام ندائها ونصحها لقومها وإبداءها العذر لسليمان وجيش، فتبسم فرحاً بنعمة الله لما علمه منطق الحيوانات ومعجباً بحرص النملة على قومها وشفقتها عليهم وحسن ظنها بني الله أنه لا يؤذيهم عمداً.
فهذه القصة لم ترد في موضع آخر بالقرآن بل هو مما ماتزات به هذه السورة، فاستحقت أن تسمى باسم النمل.
2. مناسبة نصح النملة لقومها وشفقتها عليهم مع شفقة الأنبياء ونصحهم لقومهم، فبينهما تشابه من هذا الوجه.
فهذه السورة تطرقت لبعض قصص الأنبياء وهم موسى وسليمان وصالح ولوط عليهم السلام، وهؤلاء الأنبياء إنما قاموا هذا المقام في الدعوة وصبروا على أذى قومهم نصحاً لهم وشفقة عليهم ومحبة للخير لهم، فالأنبياء هم أحرص الناس على قومهم وأنصحهم لهم، كما أن هذه النملة ذكرت قومها وأشفقت عليهم وكانت أحرص قومها عليهم لمان نبهتهم مما فيه هلكتهم كما أن الأنبياء ينبهون أقوامهم مما فيه هلكتهم وهي النار!
3. إن هذه النملة قامت بوظيفة عظيمة وهي وظيفة الأمر بالمعروف، وهي وظيفة أمتنا والصالحين والمؤمنين من بعد الأنبياء، فكان في ذكرها تنبيهاً لنا على فعلها وتذكيراً لنا بوظيفتنا مع بني جنسنا.
قد تقول ولكن وردت في هذه السورة أيضاً قصة الهدهد وهي قصة لم تذكر في سورة أخرى وهي مما اختصت به هذه السورة وقد غار الهدهد على التوحيد وكان له موقف عظيم فلماذا لم تسم السورة باسمه؟
الجواب: قد يكون السبب في ذلك أن قصة النملة لما كانت مع قومها والنمل يعيش في بيئة جماعيةوليسكلنملة على انفراد كان حالها أشبه بحال البشر من حيث الاجتماع وقيام بعضهم بشؤون بعض.
أما الهدهد فقصته قصة حيوان منفرد وطائر يعيش وحده أو مع طائر آخر وليس على شكل جماعات فافترقا من هذه الناحية، وكانت قصة النملة أقرب للبشر من قصة الهدهد.
مع العلم أن أسماء السور اختلف العلماء هل هي اجتهادية من الصحابة رضي الله عنهم أم توقيفية عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم