فوائد ضرب الامثال في الحديث

فوائد ضرب الامثال في الحديث فضرب الأمثال للناس بالحديث يكون للأخذ من سير وقصص وروايات النّاس السّابقين، حيث يتم ذكر الأمثال لأنها تنفع في الذّكرى ولتكون شاهدة ودليل في التّحذير من الوقوع في المعاصي والآثام، وقد ضُربت الأمثال في القرآن الكريم والسّنة النبويّة الشريفة لتوضيخ بعض الأمور ولتكون عبرةً لمن يعتبر من أولى العقل، وفي هذا المقال سيبيّن ويوضّح موقع المرجع فوائد ضرب الامثال في الحديث وفوائد ضرب الأمثال في القرآن والسنة.

فوائد ضرب الامثال في الحديث

فوائد ضرب الامثال في الحديث فإنّ المتحدّث كالدّاعية وغيره يحتاج لأسلوب ضرب الأمثال والتّشبيه، وذلك لتقريب المعاني للمستمع وإيقاظ حسّه، وبالأخص في المواضيع الشّرعية والأحكام، ولقد بيّن الله -سبحانه وتعالى- أنّه يضرب الأمثال لعباده ودعا لسماعها والتّفكّر بها والاعتبار منها، وقد قال تعالى: {وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}.[1] وقد زخرت السّنة النبوية الشّريفة بضرب الأمثال وتقريب المعنى بها، ويستخدم المتحدّث أسلوب ضرب الأمثال في الحديث ليحثّ المستمع على التّمسّك بالإسلام والتّحلي بالأخلاق الحميدة، حيث أنّ لضرب الأمثال أثرٌ عظيم في إقناع العقل وإيصاله للمنطق، حيث يصيغ ضرب المثل للمستمع الأمر كأنّه صورة محسوسة، فيشعر بها وكأنّه يراها في عينه المجرّدة، فترغيب المتحدّث للسامع في الإيمان إذا كان مجرّداً من ضرب المثل فيه فلا يتأكّد تأثيره، وكذلك التّقبيح بالكفر فهو لا يتحقّق إذا لم يمثّل ذلك ويُضرب فيه المثل بالظّلمة والشجرة الخبيثة وغير ذلك، وعلى من يضرب المثل  أن يكون على معرفة بالأمثال الواردة في القرآن الكريم والسّنة النبوية المطهّرة واستعمالها لبلاغتها ولعظم العبر والعظات التي جاءت فيها، وكذلك عليه أن يُراعي مستوى العقل والفهم للسّامع ليحرص على أنّ ضرب المثل سيحقّق المراد منه، وعليه الحرص كلّ الحرص أن يتأكّد من توضيح المثل المضروب وحسن انتقائه وتوضيحه، ومن فوائد ضرب الامثال في الحديث:[2]

  • التّشويق وجذب الانتباه وتركيز الذّهن، وكذلك بالمثل تُثار المشاعر لأنّه يشدّ السّامع لمجريات القصّة والحدث.
  • التّحفيز للسامع أو القارئ لأخذ العبرة وانتظارها بنهاية الحديث وتشجيعه عل اختيار السبيل المناسب.
  • التّحفيز على تبنّي الموضوع الذي يتمّ ضرب المثل فيه ونبذ ما هو دون ذلك.
  • في ضرب المثل إشباع رغبة الإطّلاع لدى السّامع فهو دائماً سيكون في ترقّب لمعرفة الجديد.
  • توفير الوقت والجهد في الشّرح وإيصال فكرة الحديث بأوضح صورة.

فوائد ضرب المثل في السنة النبوية

بعد معرفة فوائد ضرب الامثال في الحديث فسيتم معرفة فوائد ضرب المثل في السنة النبوية، حيث أنّ  ضرب المثل من أساليب التربية في السّنة النبوية الشريفة، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّه قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَتَخَوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ في الأيَّامِ، كَراهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنا”.[3] ولهذا الأسلوب الذي تمّ انتهاجه في السّنة النّبوية كان له أثراً بالغاً في تربية نفوس المسلمين وتهذيبها، فهذا الأسلوب يخاطب النّفس مباشرةً ويرقّق قلب السامعين ويستثير العواطف، والنّفس البشريةّ معروفٌ عنها أنّها ميّالة لما يُلقى إليها من الكلام، وهذا الأسلوب في السّنة كان من الأساليب الإقناعيّة في بيان الحقائق التي يهتدي بها النّاس، وبه تُقام الحجّة ويؤتى بالبرهان، وقد حقّق الكثير من الأهداف التّربويّة الإسلاميّة من تربيةٍ للعواطف الرّبانية بإثارة الانفعالات الصحيحة، وتربية العقل على التفكير السليم والصّحيح، و يُساعد ضرب المثل في السنة النبوية على تصْوير المعاني، وتَجسيدِها في الذِّهْن، وعن طريقه يسهل الفهْم وإثبات المعاني في الذَّاكرة، واستِرْجاعها عند الحاجة وغير ذلك من الفوائد العظيمة.[4]

صور من ضرب الامثال في الحديث في السنة النبوية

تمّ الاطّلاع في هذا المقال على فوائد ضرب الامثال في الحديث، وفيما يأتي بعض الصور من ضرب الامثال في الحديث في السنة النبوية:[5]

  • الدّنيا :  فلقد ضرب النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- الكثير من الأمثال فيها، وذلك ليبيّن قيمتها ودنوّ مكانتها، فقد ورد عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّه قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَرَّ بالسُّوقِ، دَاخِلًا مِن بَعْضِ العَالِيَةِ، وَالنَّاسُ كَنَفَتَهُ، فَمَرَّ بجَدْيٍ أَسَكَّ مَيِّتٍ، فَتَنَاوَلَهُ فأخَذَ بأُذُنِهِ، ثُمَّ قالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أنَّ هذا له بدِرْهَمٍ؟ فَقالوا: ما نُحِبُّ أنَّهُ لَنَا بشيءٍ، وَما نَصْنَعُ بهِ؟ قالَ: أَتُحِبُّونَ أنَّهُ لَكُمْ؟ قالوا: وَاللَّهِ لو كانَ حَيًّا، كانَ عَيْبًا فِيهِ، لأنَّهُ أَسَكُّ، فَكيفَ وَهو مَيِّتٌ؟ فَقالَ: فَوَاللَّهِ لَلدُّنْيَا أَهْوَنُ علَى اللهِ، مِن هذا علَيْكُم. غيرَ أنَّ في حَديثِ الثَّقَفِيِّ: فلوْ كانَ حَيًّا كانَ هذا السَّكَكُ به عَيْبًا”.[6]
  • الصلاة والطهارة من الذنوب: فالمرء كما يتدنّس بالأقذار المحسوسة في البدن، فإنّه يتدنّس بالذّنوب ، وكما تطهّر الماء البدن فالصّلوات الخمس تطهّر الرّوح والعبد من الذّنوب، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- قال: “أرأيتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببابِ أحدِكُم يغتسِلُ منهُ كلَّ يومٍ خمسَ مرَّاتٍ هل يَبقى من درنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبقى من درنِهِ شيءٌ. قالَ: فذلِكَ مثلُ الصَّلواتِ الخمسِ يَمحو اللَّهُ بِهِنَّ الخطايا”.[7]
  • وقد ضرب النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- الكثير من الأمثال التي يصعب حصرها، كمثل الصّاحب الصّالح ونافخ الكير وحامل المسك، وكمثل قراءة القرآن حيث شبّه قارئ القرآن بالأترجة ذات الطّعم الطّيب والرّيح الطّيب.

ما الحكمة من ضرب الأمثال في القرآن والسنة

يقول الله العزيز الحكيم في كتابه في سورة الكهف: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا}.[8] فلقد جاءت الأمثال صريحة في القرآن الكريم، وذلك لهداية النّاس ممّن لم يهتد، ولزيادة إيمان من آمن بالله ورسوله، ولكنّ ضرب الأمثال في القرآن الكريم لم يقتصر على ما كان يفهمه العرب من أمثال، وقد كان من الحكمة من ضرب الأمثال في القرآن والسّنة أن يتمّ إخراج الغامض إلى الظّاهر، حيث يعدّ ضرب الأمثال من أقوى أساليب البلاغة وأسرع في التّأثير في القلوب، وأوقع في الأنفس، وأبلغ في الوعظ، وأيضاً أقوى في الزّجر وأقدر على الإقناع،  لما له من تأثير مباشر على الفكر، وضرب الأمثال أسلوبٌ تربوي عظيم في الدّعوة والتّعليم، وفيه تقريبٌ للمعاني بسهولة وتوضيحها وبيان الغامض منها، فضرب الأمثال في القرآن كانت لغاية هداية النّاس من الضّلالة، وإخراجهم من ظلمات جهلهم إلى نور الإسلام.[9]

شاهد أيضًا: من الحشرات الضارة البعوض وقد ورد ذكرها في القران الكريم

حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال

إنّ معرفة فوائد ضرب الامثال في الحديث يدفع المسلم للبحث عن حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال في الحديث وغيره، ويكون ضرب المثل باستخدام الآيات القرآنية بالاقتباس منها أو ذكرها كلّها، ويرى جمهور أهل العلم أن الاقتباس من القرآن جائز إذا كان لمقصدٍ صحيح وشرعي، وتحسيناً للكلام ، أما لو كان الكلام فاسداً فلا يجوز الاقتباس من القرآن فيه، فلقد أجازه الشّافعية ولكنّ المالكية حرّموه نكّروا على فاعله، وقال السيوطي أنّ الاقتباس يكون على ثلاثة أقسام، مقبول وهو ما اقتبس منه في الخطب والمواعظ واعهود، ومباح وهو ما كان في الغزل والرّسائل، والثّالث مردود وغير مقبول ومنه ما نسبه الله إلى نفسه من آيات، أو تضمين الآية في هزلٍ ومزاح ومجون، فلا بأس بالتّمثيل بالقرآن الكريم إذا كان لغرضٍ صحيح، أمّا التّمثيل به على وجه السّخرية والاستهزاء فهو يُعتبر ردّة عن دين الإسلام وهذا القول الغالب عند أهل العلم والله ورسوله أعلم.[10]

شاهد أيضًا: ما هي السورة التي ذكر فيها البعوض؟

في نهاية مقال فوائد ضرب الامثال في الحديث، نكون قد تعلّمنا معكم فوائد ضرب المثل في السنة النبوية الشريفة، واطّلعنا على بعض صور من ضرب الامثال في الحديث في السنة النبوية، حيث أجاب المقال على سؤال ما الحكمة من ضرب الأمثال في القرآن والسنة، وختم ببيان حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال.

المراجع

  1. سورة العنكبوت , الآية 43
  2. alukah.net , أسلوب ضرب الأمثال في الدعوة: أهميته ومتطلبات نجاحه , 15/08/2021
  3. صحيح البخاري , البخاري/عبد الله بن مسعود/ 68/صحيح
  4. alukah.net , التربية باستخدام المواعظ وضرب الأمثلة والقصص , 15/08/2021
  5. islamweb.net , ضرب الأمثال في السيرة النبوية , 15/08/2021
  6. صحيح مسلم , مسلم/جابر بن عبد الله/2957/صحيح
  7. صحيح الترمذي , الألباني/أبو هريرة/ 2868/ صحيح
  8. سورة الكهف , الآية 54
  9. islamqa.info , فائدة الأمثال في القرآن , 15/08/2021
  10. islamqa.info , الاقتباس من القرآن ، أنواعه ، وأحكامه , 15/08/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *