علام يدل قوله تعالى ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
علام يدل قوله تعالى ان قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا
- تقول الآية الكريمة الرابعة والأربعون من سورة الأعراف (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)، وهو نداء أهل الجنة لأهل النار والذي يدل على أن من دخل الجنة قد وجد بالفعل ما أمر الله به عباده المتقين من خيرات ونعيم، وأنه سبحانه لا يخلف وعده أبداً.
- أما الآية السابقة لها من سورة الأعراف التي تقول (لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ ۖ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا)، ففي تلك الآية دليل على أن ذلك النداء قد جاء بعد استقرار أهل الجنة بها بمعنى أن ذلك النداء لم يحدث إلا بعد الدخول إليها والتأكد من أن وعد الله إليهم قد تحقق.
- وقد قد ورد عن ابن عباس أنه قال (وجدنا ما وعدنا ربنا في الدنيا من الثواب حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم من العقاب حقا؟) حيث جاء الغرض من ذلك السؤال إظهار مدى السعادة التي يشعر بها المؤمن لقاء الخير والثواب الذي يمنحه الله له، وما يقع في قلب الكافر أو العاصي من حزن نظير الجزاء الذي سوف يلحقه مقابل شركه ومعصيته.
بين نوع الاستفهام في قوله تعالى فهل وجدتم ما وعد ربكم حَقًّا
- الاستفهام في تلك الآية وهذه جملة (فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا مستعمل) هو استفهام مجازاً مرسلاً بعلاقة اللزوم في توقيف المخاطبين عند غلطهم وإطلاعه عليه، من أجل إثارة ندامتهم وحزنهم على ما بدر منهم بالحياة الدنيا من إعراض عن طاعة الله والسير في طريق المعصية، والشماتة فيهم على عاقبة أفعالهم وعنادهم، والمعاني المجازية ذات العلاقة باللزوم من الجائز أن تتعدد ومن أمثلة ذلك الكناية، وقرينة المجاز في ذلك السؤال هي: وضوح وإثبات أن أصحاب الجنة يعلمون أن أصحاب النار وجدوا وعد ربهم حقاً.