كم عدد أبناء الرسول؟ رزق الله تعالى، النبي محمدًا -صلى الله عليه وسلم- بثلاثة أبناءٍ وأربعة بناتٍ، كلّهم من السيدة خديجة إلّا ابنه إبراهيم، فإنّ أمّه السيدة مارية القبطيّة، وأرسل الله عز وجل النبي محمد صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى الدين الإسلامي وإقناع الناس بأن الله وحده هو الأحق بالعبادة وأنه لا يجوز إشراك أحد معه في العبادة.. وممّا تميّز به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن غيره من الرّسل أنّ الله -تعالى- أرسله للنّاس جميعًا، وليس إلى قومٍ معيّنين كباقي الرّسل، وأيّده الله تعالى بمعجزة القرآن الكريم لهداية الناس،وتوفي أبناء الرسول -صلى الله عليه وسلم- حال حياته، وذكر العلماء بعض الحكم من ذلك، ومنها:أن فقد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لأولاده الذّكور في عمْرٍ باكرٍ؛ فكانت من أجل عدم فتنة النّاس بهم وادّعاء النبوّة لهم، وتعزية للنّاس الذين لم يرزقوا بأولادٍ ذكور، أو رزقوا بأولادٍ لكن توفّاهم الله، ومن الحِكم كذلك ابتلاء الرّسول، فالله -تعالى- يبتلي عباده، وأكثر النّاس ابتلاءً هم الأنبياء، ويكون بلاؤهم أشدّ من غيرهم.
أبناء النبي الذكور
القاسم: وهو أكبر أبناء النبيّ-صلى الله عليه وسلم--، وقيل إنّ زينب أسنّ منه، لكنّ النبيّ-صلّى الله عليه وسلّم-كان يُكنّى باسمه، ولد قبل النبوّة، وقيل إنّه عاش سبعة عشر شهرًا ثمّ مات، وورد أنّه ركب الدابة ثمّ مات، وهو أوّل أولاد النبيّ موتًا.
عبد الله:
اختلف المؤرّخون في تاريخ ولادته قبل البعثة أم بعدها، وقد قيل إنّه كان يُلقّب بالطيّب الطاهر؛ لذلك ظنّ البعض أنّه وُلد بعد البعثة، ومات عبد الله صغيرًا في مكّة.
إبراهيم:
وهو ابن النبيّ-صلى الله عليه وسلم-من السيدة مارية القبطيّة، وُلد سنة ثمانيةٍ للهجرة، وكان النبيّ يحبّه حبًّا شديدًا، لكنّه كأخويه تُوفّي طفلًا رضيعًا، وقد بكاه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حين ودّعه قبل دفنه.
بنات النبي
أنجبت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أربع بناتٍ للنبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم-، أكبرهنّ السيدة زينب رضي الله عنها، وفيما يأتي نبذة عنهن.
زينب:
آمنت مع أبيها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأُوذيت في سبيل الله فصبرت على الأذى، وقد بقي زوجها مشركًا حتّى السنة السادسة للهجرة حين شرح الله صدره للإسلام وجاء النبي مسلمًا، وتزوّج زينب مرّةً أخرى، لكنّ زينب -رضي الله عنها- توفّيت في السنة الثامنة للهجرة، ولها من الأولاد عليٌّ وأمامة.
رقيّة:
هي أصغر من زينب بثلاث سنين تقريبًا، أسلمت مع النبيّ-صلى الله عليه وسلم-، وكانت زوجةً لعتبة بن أبي لهب، فطلّقها، ثمّ تزوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه، هاجرت رقيّة الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، ثمّ مرضت والنبيّ يتجهّز لغزوة بدر، وماتت في مرضها.
أمّ كلثوم:
ولم يُعرف لأمّ كلثوم اسمًا، بل عرفت بلقبها، تزوّجها عثمان -رضي الله عنه- بعد وفاة أختها رقيّة؛ ولذلك لُقّب عثمان بذي النورين لزواجه من ابنتيّ رسول الله، وتوفّيت أمّ كلثوم سنة سبعٍ للهجرة، ولم تنجب لعثمان.
فاطمة:
وهي من أحبّ الناس إليه، قيل إنّها وُلدت قبل البعثة بخمس سنواتٍ، تزوّجها عليّ رضي الله عنه، وقال عنها نبيّ الله إنّها سيدة نساء هذه الأمّة، وأنجبت فاطمة الحسن والحسين ومحسن، لكنّ محسنًا تُوفّي صغيرًا، كما أنجبت أمّ كلثوم وزينب، وتوفّيت -رضي الله عنها- بعد وفاة النبيّ بستّة أشهرٍ.
توفىالنبي محمد-صلى الله عليه وسلم- يوم الاثنين الموافق 12 من ربيع الأول، في العام الحادي عشر هجريًا، وهو ما يوافق عام 633 ميلاديا من شهر يونيو، وكان عُمره 63 عامًا،وكانتوفاة النبي-صلّى الله عليه وسلّم- في المدينة المنورة، في حجرة السيدة عائشة -رضي الله عنها-، وقُبض صلى الله عليه وسلم-ورأسه على فخذ عائشة رضي الله عنها، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة.
وفيضحى يوم الاثنين12 من ربيع الأول،بدأ احتضار النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان بجوار السيدة عائشة -رضي الله عنها- فأسندته إليها، وكان موته في بيتها، وفي حِجرها، وعند اشتداد سكرات الموت عليه أقر -عليه الصلاة والسلام- أن للموت سكرات، فرفع إصبعه وشَخِص بصره للأعلى، وسمعت عائشة منه كلماتٍ فأصغت إليه، وإذ به يقول: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارْحَمْنِي وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ»، وقد كرّرها ثلاثًا قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى.
معجزة إلهية عند غسل النبي
وحدثت معجزة إلهية عندغسل النبي محمد-صلى الله عليه وسلم- بعد وفاته، حينمااحتار الصحابة -رضي الله عنهم- فيكيفية غسل النبي-صلى الله عليه وسلم- هل يجردونه من ملابسه أم يباشرون الغسل وثيابه -عليه الصلاة والسلام- عليه دون نزعها،فلما اختلفوا ألقى الله تعالى عليهم النوم حتى ما منهم رجل إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلِّم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن اغسلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وعليه ثيابه، واستجاب الصحابة -رضي الله عنهم- لكلام المنادي، وفعلوا ما أمرهم به.
وروت هذه القصة السيدة عائشة -رضي الله عنها- فقالت: «لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالوا: واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ: أن اغسِلوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ ثيابُهُ».
وباشر علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- غسلَ النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وحده، وأسنده إلى صدره، وكان يقول وهو يُغسّله: «ما أطيبك يا رسول الله حيًّا وميتًا»، أما العبّاس وابناه: الفضل، وقثم فكانوا يُقلّبون النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان أسامة وشقران يصبّان الماء، وشَهد الغسل أوس بن خولي من بني عمرو بن عوف من الخزرج؛ فقد طلب ذلك من عليّ فأذن له، وتمّ تكفين النبيّ -صلّى الله عله وسلّم- بثلاثة أثوابٍ من القطن دون نزع ثيابه عنه.
اقرأ أيضًا:
علامات اقتراب أجل النبي