محتويات
القرآن والرسل
القرآن الكريم هو أحد الكتب السماوية وآخرها، نزل على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلم- ليصبح ذا منزلة عظيمة في قلوب الأمة الإسلامية بأسرها، وقد نزل القرآن الكريم على مرحلتين؛ الأولى جملة واحدة إلى بيت العزة في السماء الدنيا، بدليل قول الله تعالى: [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ] [الدخان: 3] وقوله تعالى أيضًا: [إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ] [القدر: 1]، بمعنى نزوله مرة واحدة في ليلة القدر، والمرحلة الثانية شهدت نزوله مفرقًا وعلى فترات تبعًا للحوادث والمناسبات المختلفة، إذ استغرق ذلك فترة ثلاثة وعشرين عامًا، وهو الكتاب الرئيسي والمصدر التشريعي الأوّل للمسلمين على الأرض، كما يقف القرآن على الواجب الأول لبني البشر على الأرض وهو عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، ويبين قصص الرسل والأنبياء والأمم السابقة[١].
بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عدد الرسل والأنبياء جملة، فعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- أنه قال: (قلتُ: يا رسولَ اللهِ! أيُّ الأنبياءِ كان أولُ؟! قال: آدمُ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ! ونبيٌّ كان؟! قال: نعم نبيٌّ مُكلَّمٌ، قلتُ: يا رسولَ اللهِ: كم المرسلونَ؟! قال: ثلاثُ مئةٍ وبضعةَ عشرَ؛ جمًّا غفيرًا) [المصدر: تخريج مشكاة المصابيح | خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعلى الرغم من العدد الكبير للأنبياء والرسل، إلا أنّنا لم نُبلغ بتفاصيل أخبارهم، ولا نعرف منهم إلّا قليلًا ممن ورد ذكرهم في القرآن أو السنة النبوية الشريفة، إذ قال الله تعالى: [وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ] [النساء: 164]، كما قال عز وجل: [وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ] [غافر: 78][٢].
عدد الأنبياء والرسل في القرآن
بيّن القرآن أنّ الكثيرين من الأنبياء والرسل أرسلوا إلى الأمم السابقة في حقب زمنية مختلفة، ويؤكّد أنه لم تخلُ أمّة على الأرض من رسول، ويبلغ عدد الأنبياء والرسل الذين ورد ذكرهم في القرآن الكريم خمسة وعشرين نبيًّا ورسولًا؛ ثمانية عشر منهم وردت أسماؤهم في سورة الأنعام في موضع واحد، إذ قال الله تعالى: [وَتِلكَ حُجَّتُنا آتَيناها إِبراهيمَ عَلى قَومِهِ نَرفَعُ دَرَجاتٍ مَن نَشاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكيمٌ عَليمٌ ﴿٨٣﴾ وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ ﴿٨٦﴾] [الأنعام: 83-86]، أمّا السبعة الباقين فهم إدريس وهود وشعيب وصالح وذو الكفل وآدم ونبينا محمد عليهم الصلاة والسلام، وردت أسماؤهم في مواضع أخرى في القرآن الكريم.
ذُكرت في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة أسماء بعض آباء الرسل والأنبياء؛ إذ إن اسم والد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- هو عبدالله، ووالد إبراهيم عليه السلام آزر، ووالد نبي الله إسحاق هو إبراهيم، كما أن والد يعقوب عليه السلام هو إسحاق، كما أن يعقوب هو والد نبي الله يوسف عليه السلام، ووالد سيدنا إسماعيل هو إبراهيم عليه السلام، أما والد سليمان فهو سيدنا داوود عليه السلام، ووالد موسى هو عمران، ووالد هارون هو عمران أيضًا، بالإضافة إلى أن والد يحيى عليه السلام هو زكريا[٣].
أسماء الأنبياء والرسل في القرآن
وردت أسماء معظم الرسل والأنبياء في سورة الأنعام كما ذُكر سابقًا، والبقية ذُكروا في سور قرآنية أخرى، وفيما يلي مجموعة من أسماء هؤلاء الأنبياء مع إشارة إلى بعض الآيات التي ورد فيها اسم كلّ واحد منهم[٤][٥][٦]:
- آدم عليه السلام وهو أول الأنبياء والرسل، ونوح عليه السلام، إذ ورد ذكرهما في الآية: [إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ] [آل عمران: 33].
- هود عليه السلام، إذ ورد ذكره في الآية: [وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ إِن أَنتُم إِلّا مُفتَرونَ] [هود: 50].
- صالح عليه السلام، إذ ورد ذكره في الآية: [وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها فَاستَغفِروهُ ثُمَّ توبوا إِلَيهِ إِنَّ رَبّي قَريبٌ مُجيبٌ] [هود: 61].
- شعيب عليه السلام، إذ ورد ذكره في الآية: [وَإِلى مَديَنَ أَخاهُم شُعَيبًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ وَلا تَنقُصُوا المِكيالَ وَالميزانَ إِنّي أَراكُم بِخَيرٍ وَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحيطٍ] [هود:84].
- إسماعيل وإدريس عليهما السلام، إذ ورد ذكرهما في الآية: [وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ] [الأنبياء:85].
- أيوب عليه السلام.
- موسى عليه السلام.
- هارون عليه السلام.
- عيسى عليه السلام.
- يوسف عليه السلام.
- إبراهيم عليه السلام.
- لوط عليه السلام.
صفات الأنبياء والرسل
يمتاز أنبياء الله ورسله عليهم السلام بعدد من الصفات، أبرزها ما يأتي[٧]:
- الأنبياء والرسل جميهم رجالٌ من البشر، واصطفاهم الله عز وجل على جميع الناس واختارهم ليحملوا رسالته ويدعوا إلى دينه وعدم الإشراك به، قال تعالى: [وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ] [النحل: 43]، كما قال عز وجل: [إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ] [آل عمران: 33]، وقال تعالى: [وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ] [القلم:4].
- الأنبياء هم أفضل الخلق أجمعين علمًا وإيمانًا، طاعةً وتعبدًا، بالإضافة إلى أنهم الأفضل على صعيد الأخلاق والتواضع، قال الله تعالى: [تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا] [الفرقان:1]، كما قال عز وجل: [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ] [الأنبياء:107].
- الأنبياء والرسل هم أصحاب القلوب الأطهر بين البشر جميعهم، فهم الأصدق إيمانًا والأقوى عبادة، بالإضافة إلى أنهم الأذكى عقولًا والأفضل أخلاقًا والأكمل دينًا، فضلًا على أنهم الأشد بأسًا والأقوى صبرًا بين الأقوام، كما أنهم الأعظم رحمة والأكمل أجسامًا والأصدق حديثًا، قال الله تعالى: [فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ] [آل عمران:159]، وقال عز وجل: [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ] [الفتح: 29].
المراجع
- ↑ الشيخ صلىاح نجيب الدق (2016-4-2)، " كيف نزل القرآن؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22. بتصرّف.
- ↑ الشيخ عادل يوسف العزازي (2016-1-18)، "عدد الأنبياء والرسل"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22. بتصرّف.
- ↑ "عدد الأنبياء والرسل المذكورين في القرآن وأسماؤهم وأسماء آبائهم "، إسلام ويب، 2005-8-8، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22. بتصرّف.
- ↑ "عدد الأنبياء والرسل "، إسلام ويب، 2001-8-1، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صالح الكرباسي (2016-12-22)، "كم عدد الانبياء الذين جاء ذكرهم في القرآن ؟"، مركز الإشعاع الإسلامي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22. بتصرّف.
- ↑ الشيخ صالح الكرباسي (2005-12-22)، "آية في كتاب الله جمعت اسماء 12 رسولا صراحة فما هي ؟"، مركز الإشعاع الإسلامي، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22. بتصرّف.
- ↑ "صفات الأنبياء والرسل"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-22. بتصرّف.