صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار هو الموضوع الذي سيتناوله هذا المقال. فقد أرسل الله -سبحانه وتعالى- لكلّ أمّةٍ رسول، يدعو قومه لعبادة الله الواحد القهـّار، وليخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور، وبعث النّبيّ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- لكلّ الأمم. فقد اصطفاه وفضّله على العالمين، وأمر الأنبياء بأن يتّبعوه إذا ما بُعث في زمانهم، وجعله شفيعاً لأمّته يوم القيامة. ويهتمّ موقع المرجع بإخبارنا صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار.

النبي محمد عليه الصلاة والسلام

إنّ النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- من أعظم النّاس مكانةً ونسباً. ونسبه هو محمد بن عبد الله بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وينتهي نسبه الشّريف بإسماعيل عليه السّلام. توفّي والده وهو في بطن أمّه، وتوفّيت أمّه وهو ابن ستّ سنين. أرضعته حليمة السّعديّة، كفله جدّه عبد المطّلب إلى حين وفاته، ثمّ كفله عمّه أبو طالب إلى أن بعثه الله تعالى نبيّاً ورسولاً.[1]

فقد نزل عليه الوحي بأمر الله -جلّ وعلا- وهو بعمر الأربعين عاماً. تزوّجته خديجة وله خمسٌ وعشرون سنة، وماتت رضي الله عنها قبل الهجرة بثلاث سنوات، قضى حياته عليه الصّلاة والسّلام يدعو النّاس لدين الإسلام، وأسّس الدّولة الإسلاميّة العظيمة حيث كان مركزها المدينة المنوّرة، وخاض -عليه الصّلاة والسّلام- الكثير من الغزوات والمعراك العظيمة ضدّ المشركين دفاعاً عن الإسلام والمسلمين.[1]

وقد أيّده الله بالكثير من المعجزات العظيمة وخصّه بخصائص فريدةٍ لم يؤتها لأيّ نبيٍّ غيره. وقد حمل رسالة الإسلام وأدّاها بكلّ صدقٍ وأمانةٍ وإخلاصٍ ونشرها في أنحاء الأرض، إلى أن وافته المنيّة في السّنة الحادية عشرة للهجرة. وله من العمر ثلاثةٌ وستّون سنة صلوات الله وسلامه عليه.[1]

شاهد أيضًا: معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار

أنعم الله -تبارك وتعالى- على نبيّه محمّداً وكرّمه بكمال الصّفات الخلْقيّة والخُلُقيّة، فقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجمل وأحسن الخلق، كما كان يملك ويتّصف بأعظم الصّفات. حيث لم يؤت أحدٌ قبله أو بعده بمثل ما أوتي من صفاتٍ، وإنّ جواب كلّ من سئل عن النّبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- كان يصفه بالحسن الشّديد والصّفات الجميلة الفريدة، فعن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال: “رأيتُ رسولَ اللهِ في ليلةٍ إِضْحِيانٍ ، وعليه حُلَّةٌ حمراءُ ، فجعلتُ أنظرُ إليه وإلى القمرِ ، فلهوَ عندي أحسنُ من القمرِ”.[2]

وقد كانت صفاته -عليه الصّلاة والسّلام- واضحةٌ وبيّنةٌ، أمّا عن صفات الرسول -صلى الله عليه وسلم- الخُلُقية، فالنّبيّ هو أعظم النّاس خلقاً، بدءاً من سلوكه المستقيم قبل الإسلام وبعده وأخلاقه الكريمة والرّفيعة الّتي شهد بها أهل مكّة المكرّمة قبل الإسلام، وثبتت في القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}.[3] وإنّ أهميّة معرفة صفات الرسول الخلقية والخلقية لها أهميّة كبيرةٌ في حياة المسلم. فقد جعلها الله -تعالى- من علامات نبوّته وصدقها وبها يعرفه النّاس إذ يرونه في الحلم فحريٌّ بالمؤمنين دراستها ومعرفتها، والله أعلم.[4]

اقرأ أيضًا: كم كان عمر الرسول عندما تزوج عائشة

الصفات الخَلقية للرسول

قد نقل الصّحابة الكرام -رضي الله عنهم- صفات رسول الله الخلْقية بكلّ التّفاصيل وأدقّها، لما فيها من أمارات على نبوّته وصدقه عليه الصّلاة والسّلام، وكذلك هي الصّفات الفريدة الّتي يعرفه من النّاس إذا رأوه. وإنّ الشّيطان لا يستطيع التّمثّل بنفس صفاته فمن يراه فقد رآه حقّاً بإذن الله تعالى، وصفات الرسول الخَلقية العظيمة هي أنّه كان عليه الصّلاة والسّلام:[5]

  • مربوع القامة لا بالطّويل ولا بالقصير.
  • شعره طويلٌ نسبيّاً حيث يبلغ شحمة أذنيه.
  • صاحب كتفين عريضين.
  • ذو وجهٍ مستديرٍ كالقمر والشّمس.
  • ليّن الكفّين وأبيض اللون.
  • شديد طيب الرّائحة.
  • ذو عرقٍ وريقٍ طاهرين.
  • يخرج من قسمات وجهه النّور.
  • كثير شعر اللّحية.
  • شعره لم يكن مجعداً ولا مسترسلاً وقد كان بينهما.
  • له خاتم النّبوّة بين كتفيه.
  • واسع الفم وله حمرةٌ في بياض عينيه.
  • شديد القوّة البدنيّة.

وهذه غيضٌ من فيض الصّفات الخَلقية الّتي خلق الله -سبحانه وتعالى- عليها رسوله الكريم عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم.

الصفات الخُلقية للرسول

قد ذكر القرآن الكريم ووصف مدى عظم أخلاق رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الّتي فطره الله تعالى عليها، فالرّسول عظيم الخلق رفيع الصّفات المعنويّة، ومن الصفات الخُلقية للرسول:[6]

  • كان -صلّى الله عليه وسلّم- رحيماً بالكبير والصّغير ومتواضعاً مع الجميع.
  • أميناً وصادقاً في حديثه وعمله وتجارته قبل الإسلام وبعده.
  • كما كان عادلاً مقسطاً في حكمه الدّولة الإسلاميّة ومنصفاً مع المسلمين.
  • وقد كان شجاعاً مقداماً في الغزوات والمعارك ولا يهاب في سبيل الله شيئاً.
  • وكذلك كان من أخلاقه الحلم والصّبر الشّديد والحياء الشّديد.
  • وإنّ رسول الله كان جواداً كرياً لا يبخل على المسلمين أو على أهل بيته في شيء.
  • كان محبّاً وذو قلبٍ رقيقٍ و رحابة صدرٍ كبيرة.
  • كان عطوفاً على أبناءه وبناته وحنوناً مع أزواجه محبّاً لهنّ جميعاً.

وبذلك هو خير العالمين وسيّد الثّقلين، فهو خير أبٍ وخير قائدٍ وأعدل حاكمٍ وأعظم رجلٍ قد مرّ في تاريخ البشريّة، ولن يمرّ مثله إطلاقاً صلّى الله عليه وسلّم.

اقرأ أيضًا: قصة اثر الرسول فيها اصحابه على نفسه

فصاحة الرسول عليه الصلاة والسلام

قد منّ الله -تبارك وتعالى- على رسوله الكريم بأن آتاه جوامع الكلم وأعطاه لساناً فصيحاً، فكان الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- سلس الحديث وواضح الكلام. حيث كان يختصر ببضع كلماتٍ دروساً ومواعظ عظيمةٍ وثمينة. وكان لا يخرج من نفمه الطّاهر إلّا درر الحديث وعظيمه، كما كان رسول الله لا يقول أيّ كلام قبيح وكذلك يتجنّبه في الحديث ما أمكنه ذلك، ولم يكن رسول الله يتكلّف او يبالغ في حديثه فكان يخرج حديثه وكلامه سهلاً خفيفاً يستوعبه كلّ عاقلٍ ويفهمه.[7]

وإنّ كلام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أيضاً لم يكن ركيكاً، بل كان كلامه من أبلغ وأجمل الكلام وألفاظه أحسن الألفاظ، وإنّه -صلّى الله عليه وسلّم- يعلم أسرار الّلغة جميعها فيخاطب العقول بالطّريقة الّتي تستوعبها وتفهمها بسرعةٍ وسهولة، كما كان يحدّث كلّ قومٍ وكلّ قبيلةٍ بالطّريقة الّتي تفهمها وتتكلّم بها، ولم يكن يوجد من هو أفصح منه لساناً قبل الإسلام أو بعده والله أعلم.[7]

خصائص النبي عليه الصلاة والسلام

فضّل الله -سبحانه وتعالى- النبي محمّداً وكرّمه على سائر البشر والأنبياء والمرسلين -عليهم السّلام- جميعاً، وجعل له خصائص قد تفرّد بها -عليه الصّلاة والسّلام- ولم يؤتها الله لغيره من الأنبياء، والخصائص هذه تكون له في الدّنيا والآخرة، حيث كرّمه بالكثير من الخصائص الّتي يصعب عدّها وحصرها في الكلام وسيذكر فيما يأتي البعض من هذه الخصائص وهي:[8]

  • أخذ الله -سبحانه وتعالى- الميثاق من جميع الأنبياء والرّسل بأنّه لو بعث النّبيّ محمّداً في عهد أيٍّ منهم عليه أن يؤمن به ويتّبع ملّته ورسالته ولا تمنعه نبوّته من هذا الأمر.
  • خصّه الله تعالى بالشّفاعة لأمّته يوم تقوم السّاعة، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.
  • جعله سيّد العالمين والثّقلين وثبت ذلك في سنّته حيث أخبر عن ذلك بنفسه صلّى الله عليه وسلّم.
  • آتاه الله تعالى معجزةً خالدةً إلى يوم القيامة وهي القرآن الكريم، وهي فريدةٌ اختصّه الله بها عن غيره من الأنبياء، فكلّ معجزات الأنبايء انتهت وانقضت.
  • النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قد بعث للعالم أجمع، أي للإنس والجنّ عامّة، بينما غيره من الأنبياء والرّسل قد بعث لقومة خاصّةً.

اقرأ أيضًا: حديث يدل على محبه الرسول صلى الله عليه وسلم للانصار

فضائل النبي عليه الصلاة والسلام

إنّ فضائل النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كثيرةٌ وعديدةٌ، قد كرّمه الله تعالى بها فهو سيّد بن آدم جميعاً، وهو خاتم الأنبياء والرّسل عليهم السّلام، وهو من حمل الرّسالة الأسمى والأعظم ونشر كلمة الله الواحد الأحد في الأرض، ومن هذه الفضائل نذكر ما يأتي:[9]

  •  أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة، وأوّل من يشفع للأمّة الإسلاميّة عند الحساب.
  •  الأمن والأمان لأهله وأصحابه وأمّته كلّها.
  •  ذو المكانة العظيمة والمقام الرّفيع المحمود.
  •  صاحب الشّفاعة يوم القيامة.
  • خليل الله -جلّ وعلا- وهذه الصّفة العظيمة والميزة الفريدة لم ينلها من الأنبياء إلّا هو –صلّى الله عليه وسلّم- والنّبيّ إبراهيم عليه السّلام والله أعلم.

أسماء وألقاب الرسول

للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- العديد من الأسماء والألقاب، وقد كانت من أعظم الأسماء الّتي تشير معانيها إلى بعضٍ من الصّفات الفريدة الّتي اتّسم بها النّبيّ وقد ورد في أسمائه حديثٌ شريفٌ، حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: “إنَّ لي أسْماءً، أنا مُحَمَّدٌ، وأنا أحْمَدُ، وأنا الماحِي الذي يَمْحُو اللَّهُ بيَ الكُفْرَ، وأنا الحاشِرُ الذي يُحْشَرُ النَّاسُ علَى قَدَمِي، وأنا العاقِبُ”.[10] كما أنّ من أسمائه أنّه نبيّ التّوبة ونبيّ  الرّحمة والشّاهد والبشير والنّذير، وكذلك من صفاته السّراج المنير وقد ثبتت جميعها في القرآن والسّنّة المباركة والله أعلم.[11]

صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخلقية والخلقية باختصار مقالٌ ذكر نبذاتٍ ومقتطفاتٍ صغيرةٍ من حياة رسول الله، كما ذكر صفاته الخَلقيّة والخُلُقية، وكذلك تحدّث عن أهميّة معرفة هذه الصّفات وحفظها، كما جاء فيه الحديث عن فصاحة لسان الرّسول الفريدة على مرّ الزّمن، وخصائصة العظيمة وأسمائه وألقابه الكريمة، عليه أفضل الصّلاة وأتمّ السّلام.

المراجع

  1. islamstory.com , محمد رسول الله , 24/02/2021
  2. مختصر الشمائل , الألباني/جابر بن سمرة/8/صحيح
  3. سورة القلم , الآية 4
  4. islamweb.net , قطوف من الصفات الخَلقية والخُلقية للحبيب صلى الله عليه وسلم , 24/02/2021
  5. islamweb.net , صفات الرسول صلى الله عليه وسلم الخَلْقية , 24/02/2021
  6. saaid.net , من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم , 24/02/2021
  7. alukah.net , فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم , 24/02/2021
  8. saaid.net , خصائص النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم , 24/02/2021
  9. alukah.net , فضائل النبي صلى الله عليه وسلم , 24/02/2021
  10. صحيح البخاري , البخاري/جبير بن مطعم/4896/صحيح
  11. islamqa.info , عدد أسماء النبي صلى الله عليه وسلم , 24/02/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *