ما هو سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد

ما هو سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد، فقد خاض النبي -عليه الصلاة والسلام- في حياته العديد من الغزوات التي حارب فيها أعداء الله، كجزء من تبليغ رسالته التي أمره الله تعالى بها، ومن تلك الغزوات كانت غزوة أحد التي كاد أن يفوز بها المسلمون لولا ما حدث في المعركة من أمر المسلمين، حتى باءت غزوتهم بالفشل، وتعرضوا للهزيمة على يد المشركين، وفي مقالنا اليوم عبر موقع مقالاتي سوف نتعرف على سبب هذه الهزيمة وأحداث هذه المعركة ونتائجها والدروس المستفادة منها.

التعريف بغزوة أحد

غزوة أحد هي من الغزوات التي حدثت في عهد النبي -عليه الصلاة والسلام- والتي كانت بقيادته، وإلى جانبه الصحابة -رضوان الله عليهم- وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر بن الخطاب، وحمزة بن عبد المطلب، ومصعب بن عمير -رضي الله عنهم جميعاً، وعلى الطرف المقابل كان جيش المشركين بقيادة سفيان بن حرب، وإلى جانبه خالد ابن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة بن جهل الذين أسلموا فيما بعد، وجرت المعركة في جبل أحد بتاريخ السابع من شوال في العام الثالث للهجرة.[1]

شاهد أيضًا: كم كان عدد المسلمين في غزوة احد

غزوة أحد في القرآن 

إن غزوة أحد من الغزوات التي أفاض القرآن الكريم في ذكر أهك الأحداث فيها، بما في ذلك الخيانة التي تعرض لها المسلمون من قبل المنافقين، الذين ساروا مع جيش المسلمين، وتركوهم في الطريق إلى أحد، حتى نقص جيش المسلمين الثلث، إضافة إلى الأحداث للتي وقت، وذكرت بأكثر من خمسين آية من القرآن الكريم، والتي ذكرت جميعها في سورة آل عمران.[1]

ما هو سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد

سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد هو مخالفة أوامر النبي -عليه الصلاة والسلام-، إذ أنن أمر الرماة في الغزوة أن لا يبرحوا أماكنهم سواء كانوا غالبين أو مغلوبين، وما كان منهم أن نزلوا مخالفين أمره، فانقلبت الآية بعد أن كانت كفة المسلمين هي الراجحة في الغزوة، وكانوا في طريقهم إلى النصر، وبنزولهم عن الجبل التف جيش المشركين بقيادة خالد بن الوليد، فانتصر المشركون بعد أن قتلوا سبعين من الصحابة -رضوان الله عليهم- وأصيب النبي -عليه الصلاة والسلام- في الغزوة.[1]

أحداث غزوة أحد

فيما يلي نقدم سر لأحداث غزوة أحد من بداية التجمع وإعلان الغزوة، وحتى مخالفة الأمر والهزيمة، وهي كالتالي:[1]

بداية التجمع

في البداية، اقترح بعض الصحابة على النبي -عليه الصلاة والسلام- أن يلقوا المشركين في المدينة، وذلك لأن جيش المشركين لن يقوى على القتال في أزقة المدينة، وليساعد النساء والأولاد في المعركة من على أسطح المنازل، واستشار الصحابة في ذلك، فمنهم من وافقه على ذلك، ولكن المتحمسين للقتال ممن لم يستطيعوا المشاركة في غزوة بدر، اختاروا لقياهم خارج المدينة، وألحوا على النبي -عليه الصلاة والسلام- في طلبهم حتى سمح لهم بذلك، فتلاوموا على ما فعلوه، وأرسلوا له حمزة بن عبد المطلب يعتذرون منه، وأنهم نازلون عند رغبته، فرد المصطفى: “إنه لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يحكم الله”، فتجمعوا في أحد قرب المدينة المنورة.

شاهد أيضًا: لماذا سمي جبل احد بهذا الاسم

الاستعداد للغزوة

كان جيش المسلمين قوامه ألف مقاتل، وفي الطريق إلى أحد، انسحب عبدالله بن أبي بن سلول بحركة ماكرة ومعه ثلث الجيش، وقام النبي -عليه الصلاة والسلام- بتقسيم ما بقي من الجيش إلا ثلاث كتائب “وهم الأوس والخزرج والمهاجرون” وَتمركزوا قبالة جل أحد ليكون ظهرهم إلى الجبل، ووجههم إلى ساحة المعركة، وانتقى خمسين من خيرة الرماة، وأمرهم أن يتم وضعوا على الجبل يحمون ظهور المجاهدين من غدر جيش المشركين، وأوصاهم ألا يبرحوا أماكنهم، ولا يؤازرونهم سواء كانوا غالبين أو مغلوبين.

بداية المعركة وغلبة جيش المسلمين

انكب المجاهدين والصحابة -رضوان الله عليهم- على المعركة منذ بدايتها، وبالرغم من أن المشركين أكثر عدداً، لم يصمدوا أمام قوة الإيمان التي تسلح بها المسلمون، حتى فروا مدبرين وخلفهم نساءهم، وبالرغم من محاولة قادة جيش المشركين من تثبيت جنودهم، إلا أن بسالة جيش المسلمين أفضت إلى فشل مساعيهم، وكانت الغلبة لجيش المسلمين.

نزول الرماة وهزيمة المسلمين

لما رأى الرماة حال المعركة ونصر المسلمين بات محققاً بإذن الله، ظنوا أن المعركة قد انتهت فنزلوا حتى يغتنموا، وبالرغم من أن قائدهم عبدالله بن جبير حاول منعهم، إلا أنهم خالفوا ما أوصاهم به النبي -عليه الصلاة والسلام- ونزلوا تاركين خلفهم ثغرة، استغلها خالد بن الوليد ومن معه، والتف على المسلمين من خلف جبل أحد، فقتل من بقي من الرماة وقائدهم، وعاد جيش المشركين الذي ولى، فحوصر المسلمون من كل الجهات، وأشاع المشركون أن المصطفى مات، فتضعضعت صفوف المسلمين وخسروا المعركة.

شاهد أيضًا: من هم الأحزاب في غزوة الخندق

ماذا حدث للرسول في غزوة أحد

عندما حاصر جيش المشركين المسلمين من كل الجهات، استطاعوا أن يطالوا رسول الله – -عليه الصلاة والسلام- وقيل أنهم شجوا رأسه، وكسروا أنفه رباعيته “وهي السن التي بين الثنية والناب” وسال دمه الطاهر على وجهه، وعلم حينها أن المدة لن تعود إليهم إلا إذا كسر طوق الحصار الذي فرضه المشركون، فصعد إلى الجبل ومعه الصحابة الذين استبسلوا في الدفاع عنه، فراحوا يردون عنه السهام والطعنات بأجسادهم، ثم عاد النبي -عليه الصلاة والسلام- وأصحابه مقبلون على جيش المشركين، فاشتد عود المسلمين من جديد وعادوا لرشدهم، لكن جيش المشركين ولى مكتفين ما حققوه من نصر في تلك المعركة.[1]

نتائج غزوة أحد

كانت غزوة أحد من الغزوات التي تضرر بها المسلمين، وقد جاءت نتائجها على الشكل الآتي:[2]

  • هزيمة المسلمين في المعركة.
  • استشهاد سبعين صحابياً في المعركة.
  • تعرض النبي للأذى ومحاولة الكفار قتله، فحماه الصحابة.
  • استرداد الكفار لجزء من هيبتهم، ولكن الأمر لم يدم طويلاً، فرد المسلمين سريعاً بغزوة حمراء الأسد وانتصروا على المشركين.
  • معرفة المسلمين الحكمة من ضرورة الالتزام بأمر النبي -عليه الصلاة والسلام-.

شاهد أيضًا: متى وقعت غزوة حنين

الدروس المستفادة من غزوة أحد

إنما حياة النبي -عليه الصلاة والسلام- كلها، بما في ذلك غزواته، إنما كانت دروس للمسلمين وللأمة الإسلامية كلها من بعده، ومن الدروس التي أفضت إليها غزوة أحد، نذكر ما يلي:[2]

  • معرفة المنافقين الذين يدعون الإيمان، ومعرفة الخائنين لعهد الله تعالى.
  • ضرورة الاعتصام بحبل الله وأمره وأمر النبي -عليه الصلاة والسلام.
  • إظهار بعض خصال المسلمين التي توارثوها عن جاهليتهم، كالرماة الذين خالفوا أمر المصطفى لينزلوا طمعاً بالغنائم.
  • أهمية دور نساء المسلمين الذين كانوا لا يقلون عن الرجال بغيرتهم على الإسلام ولهفتهم للجهاد في سبيل الله.
  • ضرورة ثبات المسلمين فلا يصدقوا ما أشاعه الكفار بقصد النيل من عزيمتهم، مثلما أشاعوا خبر وفاة النبي -عليه الصلاة والسلام.

وبهذا القدر نصل إلى نهاية مقالنا الذي كان بعنوان ما هو سبب هزيمة المسلمين في غزوة أحد، والذي تعرفنا من خلاله على غزوة أحد ونتائجها وأسباب هزيمة المسلمين فيها، كما تعرفنا على أحداثها كاملة وما حصل مع النبي -عليه الصلاة والسلام- فيها والدروس المستفادة منها.

المراجع

  1. ^ islamweb.net , غزوة أحد , 30/05/2022
  2. ^ islamweb.net , من دروس أُحُد ... ( ليس لك من الأمر شيء ) , 30/05/2022