سبب نزول سورة الإخلاص
مَن هو الذي سأل رسول الله عن صفة الله؟
سورة الإخلاص كغيرها من السور التي ورد سببٌ لنزولها في كتب أسباب النزول، وقد تعددت الروايات حول سبب نزولها، فقد ورد في ذلك حديث ضعيف: "أنَّ المُشرِكينَ قالوا للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: يا محمَّدُ، انسُبْ لنا ربَّكَ، فأنزَلَ اللهُ تَبارَكَ وتعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}".[١][٢]
وقد ورد في كتاب أسباب النزول للواحديّ سببٌ آخر لنزول سورة الإخلاص، وهو حديثٌ حسن: "أنَّ اليهودَ أتوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقالوا صِفْ لنا ربك الذي تعبدُ فأنزل اللهُ عزَّ وجلَّ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ إلى آخرها فقال هذه صفةُ ربي عزَّ وجلَّ"،[٣][٤] وقد ورد أنّ أن عامر بن الطفيل وأربد بن ربيع هما مَن سألا رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- إلى ماذا تدعونا، فلمّا علموا أّنه يدعوهم إلى الله ومن جهلهم به ظنوا أنّه مصنوعٌ من خشبٍ أو ذهبٍ أو غيره كأصنامهم، فنزلت سورة الصمد لبيان صفات الله عزّ وجلّ.[٥]
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الإخلاص وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: مقاصد سورة الإخلاص
أين نزلت سورة الإخلاص؟
ونظرًا لعدم وضوح سبب نزول سورة الإخلاص، فقد تباينت الآراء حول إن كانت السورة مدنيّة أم مكيّة؛ فالجمهور أجمع على أنّها سورةٌ مكيّة، واستدلوا على ذلك أنّها جمعت أصول التوحيد وهذا الأمر غالبٌ على السور المكيّة، وهو القول الأرجح على رأي ابن عاشور، أما قتادة والضحاك والسدي وأبو العالية والقرظيّ ذكروا أنّها سورةٌ مدنيّة، أمّا من حيث ترتيب نزولها فهي السورة الثانية والعشرون، وقد نزلت قبل سورة النجم وبعد سورة النّاس.[٥]
ما سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم؟
وقد ورد أنّ سبب تسمية سورة الإخلاص بهذا الاسم أنها تشمل الحديث عن توحيد الله تعالى، والإيمان الخالص به، كما أنّها تخلّص النّاس من الوقوع في الشرك وتخلصهم من النّار،[٦] وهي من السور التي تعدّدت تسمياتها، فقد ورد لها العديد من المسميات منها: الصمد والمعرفة والتجريد والنجاة والولاية والمعرفة والبراءة وغيرها.[٧]
وقد ورد أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- كان يطلق عليها اسم سورة قل هو الله أحد، كما سميّت بالأساس لأنّها تحدثت عن أساس الإسلام وهو توحيد الله -تعالى- والإخلاص لوجهه الكريم، كما سميّت في بعض المصاحف التونسيّة بسورة التوحيد لأنّها في جميع آياتها تثبت وحدانية الله تعالى، كما ورد تسميتها بالمانعة لأنّ قراءتها -كما روي- تمنع العبد وتقيه من دخول النّار كما تمنع عنهعذاب القبر، وغيرها من الأسماء التي لا يتسع ذكرها في هذا المقام.[٨]
كما ويمكنك التعرّف على ما ورد في فضل سورة الإخلاص بالاطلاع على هذا المقال: فضل سورة الإخلاص
المراجع[+]
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم: 21219 ، حديث ضعيف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 463. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في فتح الباري لابن حجر، عن عبدالله بن عباس، الصفحة أو الرقم:369، حديث حسن.
- ↑ أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي، كتاب اسباب النزول ت زغلول، صفحة 500. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير، صفحة 611. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي، صفحة 461. بتصرّف.
- ↑ محمد سيد الطنطاوي، التفسير الوسيط لطنطاوي، صفحة 539. بتصرّف.
- ↑ محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي، التحرير والتنوير، صفحة 609-610. بتصرّف.