ما هو سبب ظهور المنافقين بالمدينة ؟ يطرح طلاب الصف الثاني المتوسط في المملكة ذلك السؤال من مادة التفسير حول سورة المنافقون والتي يحدثنا الله عز وجل فيها عن سبب انتشار المنافقون في المدينة المنورة وما هي صفاتهم وكيف كانوا يحدثون أهل المدينة المنورة ألا ينفقوا من أموالهم وألا يساعدوا الأنصار، وفي نهاية السورة ينادي الله على المؤمنين ويحثهم على الإنفاق في سبيله حتى لا يأتي يوم يندمون فيه على ما فعلوا ويتمنوا لو أن طال عمرهم يوم واحد حتى يمكنهم القيام بطاعة الله وعبادته، ونقدم لطلابنا الأعزاء الإجابة على سؤالهم من خلال موسوعة حتى يعرفون الإجابة الصحيحة حتى يساعدهم ذلك على التفوق في الاختبارات.
في بداية انتشار الإسلام لم يكون هناك من منافقين فقد كان الكفار يظهرون كرههم للرسول الكريم وللمسلمين فقد كانوا يعذبونهم باستمرار ولا ينفكون يبرزون ذلك الكره فقد كانوا يعذبون المسلمين أمام الرسول حتى يضايقون الروس عليه أفضل الصلاة والسلام، ولكن بعد الهجرة إلى المدينة المنورة دخل الكثير من أهل المدينة في الإسلام بعد أن أصبح موقف المسلمين قويًا وذلك حتى لا يسلب منهم جاههم ولكي يحافظون على أموالهم فقد كانوا يظهرون الإيمان بالله وبرسوله ولكنهم يخفون الكفر في داخلهم لذا فقد أنزل الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صورة المنافقون ليصفهم فيها كما يلي:
{إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (2)}.
عرف الله سبحانه وتعالي في الآية الأولى من سورة المنافقون لسيدنا محمد أن المنافقون هم من كانوا يجلسون معه في مجلسه ويظهرون الإيمان ويشهدون بأن سيدنا محمد هو رسول الله ولكنهم يكذبون فيما يظهرون وأنهم لا يؤمنون بأن محمد رسول الله.
وأنهم قد اتخذوا من الحلف بالله ستار وحماية لهم من العذاب ولكن الله يعلم ما يخفون وما يعلنون، ومن الأيتين ندرك أن:
{ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ (3) وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (4)}.
السبب بما فعل المنافقون هو إظهار إيمانهم من الخارج في البداية ولكنهك يكتمون الكفر في داخلهم وبسبب نفاقهم وعدم إيمانهم فقد ختم الله على فلوبهموذلك لأنهم لا يعرفون ما هو الصواب والحطأ ولا يعرفون ما فيه صلاح لهم.
يحدثنا الله عنهم فيقول أنهم أناس ذوى فصاحة في اللسان وأشكالهم حسنة فإن تحدثوا تسمع لما يقولون ولكنهم لا يحملون في قلوبهم إيمان وعقولهم مثل الأخشاب الملقاة لا قيمة لها فهم لا يفهمون ولا يعرفون أي من العلوم، ويعتقدون أن الأصوات المرتفعة هي صياح عليهم وذلك لأنهم يعلمون حقيقة أنفسهم وأنهم لا يؤمنون، ويحذرن الله رسولنا الكريم منهم فهم أعداء المسلمون وينصحه يأن يحذر منهم فقد طردهم الله من رحمته لما فعلواه فقد رفضوا عن اتباع الحق، ونستدل من كلتا الآيتين على:
جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: كنا مع رسول الله في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصاري: ياللأنصار. وقال المهاجري: ياللمهاجرين. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بال دعوى الجاهلية؟ دعوها فإنها منتنة.)
وقد قال عبد الله بن أُبي بن سلول: وقد فعلوها والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن منها الأذل، فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي:(دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه.
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا يَسْتَغْفِرْ لَكُمْ رَسُولُ اللَّهِ لَوَّوْا رُءُوسَهُمْ وَرَأَيْتَهُمْ يَصُدُّونَ وَهُم مُّسْتَكْبِرُونَ (5) سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (6)}.
ويقول الله لسيدنا محمد أنه عندما يتحدث مع المنافقين ويدعوهم للتوبة عما فعلوا وأن الله غفور رحيم سيغفر لهم ذنوبهم فما كان منهم إلا أن يلووا رؤوسهم وحركوها باستكبار واستهزاء وبتعدوا معرضون ومستكبرون.
وأنك إذا طلبت لهم المغفرة أو لم تطلبها لهم فإن الله لن يفصح عنهم ولن يغفر لهم نفاقهم وذلك بسبب إصرارهم على الاستمرار في الكفر، ويستكمل الله عز وجل أنه لا يهدي القوم الكافرين، ومنهما نتعرف على أن:
{هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَىٰ مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّىٰ يَنفَضُّوا ۗ وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ (7) يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (8}
يوضح الله لرسوله الكريم ما يفعل المنافقون فهم ينصحون أهل المدينة ألا ينفقوا على المهاجرين وأن يتركوهم دون مال حتى يتفرقوا عنه ويتركوه بمفرده دون أصحاب، ولكنهم لا يعلمون أن ما بالأرض والسموات من خزائن هي ملك لله وهو المتصرب فيه يرزق من يشاء ويمنع عمن يشاء وذلك لأنهم لا يفقهون ولا يعلمون ذلك فهم لا يؤمنون.
ذلك إلى جانب أنهم يقولون بأنهم عندما يرجعون إلى المدينة سوف يخرجون منها المؤمنين فإهم أذلاء، ولكن الله هو العزيز وله ولرسوله العزة لا أحد غيرهما ولكن المنافقون لا يعرفون ذلك فهم لا يعرفون شيئًا عن الدين، ونستدل من كلتا الآيتان على أن:
ينادي الله في الأيات من 9 وحتى 11 من سورة المنافقون على المؤمنين ويقدم لهم النصيحة والبعد عن التشبه بصفات المنافقين:
بعد أن وضح الله عز وجل صفات المنافقين في الآيات السابقة فإنه يوجه نداءه للمؤمنين ويحثهم على البعد عن الشبه بصفات المنافقين وأن أفضل الإنفاق هو ما يكون في سبيل الله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9)}
ينادي الله عز وجل على المؤمنين ويحثهم على ألا ينشغلوا بالمال والأولاد عن ذكر الله وعبادته ويحذرهم من أن من يفعل لك وينشغل عن ذكر الله فهو من الخاسرين لأنهم سيبتعدون عن الله ورحمته الواسعة بما يفعلون، كما نتدل من الآية على أن:
{وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)}
ويحث الله المؤمنين على أن ينفقوا مما أعطاهم قبل أن يأتيهم ملك الموت ولا يستطيعون فعل شئ بعد ذلك ويندمون على ما فعلوا ويتمنوا لو أن الله أخر موتهم لوقت قصير حتى يمكنهم الانفاق من أموالهم في سبيل الله ويكونوا من الأتقياء الصالحين.
ولكن الله لا يؤخر وقت نزول ملك الموت وانقباض الروح لأي من الخلق فكل منت له عمر محدد ومكتوب والله يعلم ما يفعل الجميع سواء خير أو شر وسيحاسب كل بعمله، ونستفيد من الآيتان أن:
بعد أن تعرفنا على تفسير سورة المنافقون وسبب نزول آياتها على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم جاء وقت تقديم الإجابة الصحيحة لطلاب الصف الثاني المتوسط على سؤالهم التالي:
قدمنا لكم تفسير سورة المنافقون عبر الموسوعة العربية الشاملة (سبب ظهور المنافقين بالمدينة) وما سبب نزول آياتها في بعض أهل المدينة المنورة وما هي صفات المنافقين وكيف يجب على المؤمنين أن يتعاملوا معهم وأن أفضل الإنفاق وخيره هو الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالي وأجبنا على سؤال طلابنا الأعزاء، وحتى يمكنكم التعرف على إجابة بعض الأسئلة الاخرى يمكنكم قراءة الموضوعات التالية: (ما هي أهم صفات المنافقين في القرآن؟) (ما الاثار المترتبه على ترك الانسان المسلم ذكر ربه؟)(الفرق بين النفاق الاعتقادي والنفاق العملي).
المراجع: