Login

د. بهنام ابو الصوف

من هم السومريون؟

كتب بواسطة: Salam Taha. Posted in د. بهنام ابو الصوف

كثُر الحديث عن المسألة السومرية و اختلفت اراء الباحثين حول اصول هذا الشعب المتميز بانجازاته وريادته,في هذا المقال  سنحاور  د.ابوالصوف  في مسألة الجذور و الثقافة السومرية .

 حاوره  عبدالسلام صبحي طه   2 تموز 2010

  عمان - الاردن


  الحوارية  من جزئين اختصت الاولى بموضوعة جذور سكان العراق القديم واصولهم  ( السومريون والاكديون )  والثانية  عن جنة عدن في الفكر العراقي القديم ( رابط ).



الخريطة المقابلة توضح المدن السومرية الرئيسة في اواسط الالف الثالث ق.م 314421531 383045613997600 517063679475426149 n

تقديم  بقلم عبدالسلام صبحي طــه

موضوع نقاشنا سيكون مع الدكتور بهنام ابو الصوف في اطار البحث عن اصول هذا الشعب الذي ارسى احدى اللبنات الاولى المؤسسة للحضارة الانسانية.

 

1- الاسم " سومر"

الأسم سومر بالاصل اكدي  ويلفظ ( شومرو - Sumeru) وما يقابله باللفظ السومري مختلف و يلفظ  ( ki-engir - كي ان كي اي ارض سيد القصب ) وفي الاكدية  اصبح اللفظ "مات شوموريم" اي ارض / اقليم  السومريين.وقد اطلق السومريين بالمقابل على بلاد الاكديين لفظ ( كي اوري ) وهذا ربما دالة على سكنهم البيوت الطينية مقابل سكن السومريين بيوت القصب في الاهوار. وبالاكدية وردت باللفظ ( مات اكديم - اي ارض او بلاد الاكديين)،
2- الاسم شنعار
وقد رد في العهد القديم الاسم ( أرض شنعر او شنعار ولا سند يربطه لغويا ببلاد سومر رغم ان المقصود به بلاد بابل( ربما جراء استيطان بعض من العبرانيين المرحلين من فلسطين الى بابل خلال الحقبة البابلية الحديثة، 626 - 539 ق.م ) وهناك رأي يقول أن لفظة ( شنعآر = شنآر )  معناها ( ارض ما بين النهرين ) بحسب الاستاذ يوسف رزق الله غنيمة في مؤلفه الموسوم  ( نزهة المشتاق في تاريخ يهود العراق ) ان اللفظة شنعار مؤلف من حرفين عبريين ( شنا اوهي اثنا / اثنين )و ( آر ) ومعناه نهر, وان الحرف ( آر بالاصل من اصل شكوزي او كوشي بابلي ).


كان حكام بابل يلقبون انفسهم باللقب الاكدي (شاروم - شارو - شار  وتعني رأس القبيلة او العشيرة ) ، شار سومر واكاد ( Sar Sumeri u akkadi )،

 

ظهر الاسم ( كي إين  گي - ki-engir ) لاول مرة في كتابة تعود الى ملك الوركاء ( Ensakusanna ) نحو 2450 ق.م وكان هذا الاسم يطلق على المنطقة المحيطة بمدينة نّفر ( قرب عفك الحالية - الديوانية ) وبعد ذلك التاريخ بدأ يطلق على مجمل القسم الجنوبي من العراق ,ابتدأ من جنوب مدينة كيش ويمتد الى المناطق المحصورة بين مدينتي نفّر ( نيبور سابقا او عفك في الديوانية الحالية ) واريدو ( ابو شهرين الحالية ) حيث قطنتها اغلبية سومرية في الالف الرابع ق.م واول من لقّب نفسه ملكا على سومر هو الذي وحد  بعض الدويلات السومرية  و ملك مدينة اوما ( لوجال -زاكيزي ) وكان عهده نهاية عهد فجر السلالات السومرية وقد اتخذ من مدينة الوركاء عاصمة لمملكته . وقد ابتدع حينها لقب اخر دعى به نفسه ( لوگال كلاما ) وتعني (  ملك الاقليم ) وكلمة كلام  تضاهي ( اقليم ) بالعربية لفظا ومعنى تعني اقليم الشخص المتكلم اي وطنه ( ينظر مقدمة في تاريخ الحضارات - طه باقر ).

وفد كتب الاستاذ رزوق عيسى مقالتين في مجلة ( لغة العرب ) بعنوان " معنى كلمة عراق ) المجلد 4 (1926-1927 ) ان عددا من المؤلفين الاجانب كالمؤرخ الاميركي ( كلاي ) ان ديار العراق كانت قبل ستة الالاف سنة بأسم ( اورو =  اورا = اوري ) وفي الحقب السومرية والاكادية تسمى ( كي - اووري ) او ( كي-اورا ) وذلك بحسب كتاب ليونارد وليم كنك تاريخ سومر واكد- اضغط هنا ) ومن المحتمل ان الفرس القدماء نقلوا الى لسانهم معنى كلمة اورو التي تفيد بين النهرين الى ( ايراء ) وارادوا بها شاطئ البحر لأن اور تعني ديار او بلاد و( آر= نر ) تعني نهر في لغة الاكاديين والاشكوزيين او كوش بابل.

وفي كتاب تاريخ سومر واكد للاستاذ ( كنك ) ان اول اسم اطلق على العراق كان لفظة ( كلام ) او ( قلم ) ومعناها الارض ثم ابدلت بمرور الزمن بكلمة (  إين گي) ، إين = سيد وبالعربية لا زلنا نلقب السيد ب ( عين ) وجمعه ( أعيان ). و ( گر = قصب )... فيكون المعني بلاد سيد القصب.

ورد في المدونات اسماء والقاب مختلفة لهذا الشعب ك ( بلاد السادة المتحضرين ) و  (الخارجون من البحر / الناجون من الطوفان ) - ( المطرودون من الجنة) . اما التسمية ( ذوو الرؤوس السود ) فمعناها بالضبط هو ( سواد او عامة الناس =  الشعب ).

 

الدكتور بهنام ابو الصوف :
في مطلع القرن العشرين وبعد الإكتشافات التاريخية والإثارية الكثيرة في بلاد النهرين وخصوصا في القسم الجنوبي من دلتا العراق، في ما يعرف ببلاد سومر, تم التعرف على اللغة السومرية الى جانب اللغة الآكادية ( ولهجتيها البابلية والآشورية) ، كما عرفت الكتابة السومرية التي كانت صورية في البداية في مدن مثل الوركاء، وفارة، وغيرهما، و ذلك في أواسط الألف الرابع قبل الميلاد ، وتم التعرف من خلال هذه الكتابة على الكثير من أوجه حياة السومريين كمعتقداتهم ودياناتهم وأساطيرهم وفنونهم وأدبهم وحياتهم الاجتماعية وتقنياتهم في الزراعة وخلافه.
(اللوحة المقابلة سارية الحرب والسلام في اور، خشب عاج ولابيس لازولي ترقى الى  حوالي  2500 ق.م ،ومحفوظة في المتحف البريطاني).

إلا أن اللافت للنظر في هذا السياق، أنه مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرن، بدأت تظهر عند الكثير من الزملاء الإثاريين والمؤرخين والباحثين الغربيين آراء مغايرة تماما للحقيقة، والواقع والتاريخ . وذلك أنهم في اواخر القرن التاسع عشرومطلع القرن العشرين ابان البعثات التنقيبية التي قاموا بها, تشكل لديهم استنتاج أن هذا البلد المتخلف حضاريا وفكريا وحياتيا حينها، لا يمكن أن يكون هو اصل لهذه الحضارة القديمة ، كما لا يمكن له أن ينتج مثل هكذا حضارة متميزة في العالم القديم.

ولقد بنوا استنتاجهم ذلك على عاملين:

الأول : عندما وجدوا أن اللغة السومرية هي لغة ملصقة أي أنها تختلف عن اللغات السامية الشرقية كالآكادية ولهجاتها ( الآشورية والبابلية)  والغربية الكنعانية والفينيقية والارامية والعبرية والعربية ، وهي اشبه ما تكون باللغة الصينية و التركية السائدة في الهملايا و اسيا الوسطى.

الثاني : طريقة بناء السومريين لمعابدهم التي كانت على شكل أبراج مدرجة وزقورات مرتفعة.

الامر الذي دعاهم الى القول وفق هذين الاستنتاجين أنه لابد أن يكون اصحاب هكذا حضارة جبليين، أو انهم انحدروا من مناطق مرتفعة مثل الأناضول أو التبت ، او وادي نهر السند شمال غرب باكستان الحالية ( حضارتي موهنجاداور و خرابا ) ، واستقروا في الدلتا جنوب العراق.

وفي مطلع السبعينات ظهر رأي آخر عند بعض الباحثين يقول أنه قد تعود أصول السومريين الى المجر ( هنغاريا ) ، أو الى حوض بحر إيجه ، ذلك أنه تم أكتشاف قرص كبير ( فستوس دسك ) من الطين المفخور ( بقطر 15 سم وسماكة 1.8 سم ) عليه نوع من كتابة صورية ، ووجدت مدونات أخرىبنوع خط نطلق عليه ( لينير ب ) وهي كتابة مقطعية التي اعتبرت فيما بعد جذرا للكتابة اللاتينية لكنه عندما حلت أو فككت رموز هذه الكتابة في الخمسينيات تبين أنه لا علاقة لها بالكتابة السومرية من قريب أو بعيد، خصوصا اذا علمنا أن هذه الكتابات تعود الىحوالي  2400-1800 قبل الميلاد ، في الوقت الذي تعود فيه الكتابة الصورية المسمارية الى 3300 قبل الميلاد , اي أن هنالك قربة اكثر من ألف سنة تقريبا بين هذين النوعين من الكتابة ثم أن كريت بعيدة جغرافيا عن  سومر مما يعني عدم وجود هذا التلاقح الحضاري المتبادل في ذلك الوقت على الاقل.


ومع تتالي الاكتشافات الاثارية في بلاد الرافدين منذ بدايات القرن العشرين، بدأت تتضح بل وتتغير قناعة هؤلاء الباحثين التي استقرت في نهاية الامر على خصوصية الحضارة السومرية التي تمتد  جذورها المؤسسة ربما الى الفيات ابعد ( واقربها ربما هي دور العُبيد نحو 4500 ق.م وثقافة الوركاء نحو 4000-3500 ق.م) . وكانت قبلها تسمى باسماء المواقع مثل طور جرمو، وادوار حسونة، وسامراء ، وحلف، وهي التي شرعت بالاستيطان بعد الثورة الزراعية ( نحو الالف التاسع ق.م) واخذت بصنع الفخارمنذ الألف الثامن قبل الميلاد .وكانت لديهم معرفتهم وأفكارهم واساطيرهم ومعتقداتهم.

في أوسط الستينات والسبعينات تشكل لدينا تراكم معرفي عن حضارة سومر بسبب كثرة الحفريات والتنقيبات التي جرت حينها بفعل ظهور الجيل الاول من الاثاريين العراقيين كالدكتور طه باقر وفؤاد سفر وغيرهم ، أكدت هذه المعرفة على خصوصية الحضارة السومرية وتميزها وأصالتها ثقافة وتاريخا ومعتقدا وأنها انجاز عراقي صرف.

وخلال دراستي لكثير من الملاحم السومرية . أستطعت أن أتوصل الى مضمون نظرية أخرى مغايرة عن أصل السومريين في جنوب العراق ، لاسبيل الى دحضها لأن الكشوف الاثارية قد ايدتها وبشدة : ويمكن صياغة هذه النظرية بايجاز على النحو التالي: أن أصول السومرين تعود الى عرقين مختلفين:

الاول: هو( الفراتيين ) الذين انحدروا من شمال وشمال غرب العراق الى دلتا الجنوب طلبا لأسباب الرزق وسعيا وراء حياة أفضل ( وهم الذين اسسوا لحضارات حسونة, حلف والعبيد) .

الثاني: هم سكان سهل الخليج العربي الذين خرجوا منه بعد أن غمرت مياه البحر العربي والمحيط الهندي سهلهم، فانتقلوا الى جنوب العراق، وهم الذين راح يطلق عليهم فيما بعد( أصحاب الرؤوس السود). لكن السؤال المهم هنا كيف تم هذا الخروج؟

لقد بات معروفا اركيولوجيا أن العالم القديم مرّ بأربعة مراحل جليدية في المليوني سنة الأخيرة، كل مرحلة كانت تعقبها مرحلة دفء ، حيث أن البحار والمحيطات تتجمد بسبب تجمد نصف الكرة الشمالي ,فتنحسر مياه المحيطات والبحار بحدود 100 الى 120 متر، نتيجة لتجمد المياه ، ثم تعود الى حالتها السابقة بعد ذوبان الجليد خلال 200 عام تقريبا . و آخر مرحلة جليدية إنتهت قبل 20 الف سنة.

مع ذوبان الكتل الجليدية أخذت المياه تغمر البحار والمناطق المنخفضة المتصلة بهذه البحار، ومنها بطبيعة الحال منطقة الخليج العربي، الذي لا يتجاوز عمقه 100 متر . مما يعني أنه كان منطقة امتداد طبيعية لأنسياب المياه القادمة من المحيط.

إن الخليج العربي طيلة ال 200 ألف سنة الأخير كان عبارة عن سهل أخضر خصب، تكثر فيه الأشجار من مختلف أنواعها كما تكثر فيه الحيوانات التي كانت تشكل المصدر الغذائي لإنسان هذا السهل الذي كان يصطادها و يأكل لحمها ويتخذ من جلودها غطاء ولباسا ، يمتد هذا السهل على مساحة يبلغ طولها 800 كم وعرضها 200كم ، ممتدا من دلتا جنوب العراق الحالي، الى مضيق هرمز في عمان , كان نهري دجلة والفرات يجريان فيه ويصبان في هذا المضيق . وفي تلك الفترة كانت الجزيرة العربية خضراء وإنسان هذه المنطقة يتنقل بين الجزيرة والسهل بشكل طبيعي لأنها كانت مجاله الحيوي الذي كان يعيش فيه.

ثم ومع بداية إنحسار الموجة الجليدية الرابعة أخذت الكتل الجليدية تذوب وبدأت المياه تتدفق لتملئ البحار والمناطق المنخفضة ومنها منطقة الخليج العربي، حيث بدأت المياه تترتفع به تدريجيا . وهذا ما أثبتته سفينة الأبحاث الالمانية( ميتيور METEOR ) التي قامت في اواسط ستينيات القرن الماضي بإجراء سلسلة من البحوث في أعماق الخليج العربي ، و توصلت الى أن المياه أرتفعت في أرض الخليج ثلاث مرات متتالية على ثلاثة مراحل ( بمتوسط اعماق 62, 50 و 30 متر من خليج عمان دخولا باتجاه الفاو العراقية الحالية ) . أي أن ارتفاع المياه حصل تدريجيا عبر ثلاثة مراحل. ( بأمكان الراغبين التوغل في هذا البحث عبر مطالعة ابحاث الباحث الالماني فيرنر نوتزل Werner Nutzel والمنشورة في مجلد مجلة سومر الاثارية العرافية - مجلد 31 جزء 1 و جزء 2 - 1975 والمعنون " تشّكل الخليج العربي منذ 14000 ق.م" وكذاك بحوثه الاخرى عن جيولوجية الدلتا العراقية والخليج العربي وما جاورهما منذ 14000 ق. م , تم حفظ نسخ من هذه الابحاث ضمن قسم الاراشيف الخاص بالموقع ).

و مع تدفق المياه الى سهل الخليج الذي اخذ يغرق تدريجيا ، لم يكن أمام السكان الا النزوح والصعود الى جنوب العراق . هذه المنطقة كانت مسكونة في ذلك الحين من قبل سكان العراق الأوائل المنحدرون من الشمال ( الفراتيين). الذين كانوا قد حملوا معهم أثناء انتقالتهم تلك معارفهم العلمية في الزراعة والري عبر القنوات، كما نقلوا أفكارهم واساطيرهم وملاحمهم ومعتقداتهم الدينية ,كانت تلك المعارف متداولة شفاهيا , ولم يعرف سكان الدلتا في هذه المرحلة الكتابة والتدوين.

ألامر المهم الذي أود ان الفت إليه النظر أن الهاربون من الخليج كانوا قد نقلوا معهم أيضا ذكرياتهم والتي حملّت داخل قصص مفعمة بالخيال والوجدان عن جنتهم و فردوسهم المفقود، وعن الطوفان الذي أغرق أرضهم، وعن الحكماء السبعة الذين أسسوا المدن ، هذا التراث الفلكلوري الملحمي الاسطوري كان لا بد له أن يندمج ويتداخل مع التراث والمعارف التي كانت سائدة في منطقة الدلتا وبين سكانها الذين عرفوا أنانا وتموز .. الخ . هذا التداخل والاندماج بين التراثين هو الذي انتج بالنهاية ما بات يعرف بالتراث السومري أو الحضارة السومرية في جنوب العراق .. ونحن نعلم أنه مع تقادم الزمن والتداخل الاجتماعي والثقافي ذابت الفوارق بين العنصرين متحولين الى شعب واحد أو عرق واحد . هم السومريون سكان جنوب العراق القديم. ولا افصح من تصريح الاثاري البريطاني السير ( ماكس مالوان ) " ان السومريين كانوا موجودين في البلاد قبل ان تشهد لهم وثائقهم المكتوبة" .

السؤال الذي يطرح في بعض الاوساط: هل هنالك علاقة بين السومريين البائدة وسكان اهوار العراق الحاليين ؟

جرت محاولات قام بها علماء في الانثروبولوجي للمقارنة بين جماجم السومريين التي اكتشفها الاستاذ فؤاد سفر في مقابر اريدو ( بحدود 1000 جمجمة ) وبعض من جماجم عراقيي الاهوار, الاستنتاج ان كلا الجمجمتين تنتمي الى جماجم انسان شرق المتوسط ( برايكسيفالي ) مع التخفظ على ان قليلا من الجماجم للمعاصرين ( بحدود 5% ) تنتمي الى جماجم انسان اواسط اسيا ( حوض السند ) و شرق افريقيا والتي ربما تثبت ان بعضا ( ولا نقول كل ) من سكان الاهوار ينتمون الى اسلافهم الذين تم جلبهم الى العراق بداعي السخرة ايام الدولة العباسية والتي كانت مركزا امبراطوريا كروما العالم القديم فنتوقع حصول عمليات انتقال لعناصر بشرية مختلفة بقصد العمل والاستقرار وطلب العيش.

 

تعقيب اخير ( عبدالسلام صبحي طه )

"مؤخرا اجريت بعض البحوث في مختبرات الهندسة الجينية والوراثية لاكتشاف العلاقة بين سكان اهوار العراق الحاليين و الشعب السومري الذي استوطن نفس المنطقة الجغرافية , الرابط الاتي( هنا )  يلخص ما تم الوصول اليه بالشفرة الوراثية:

 


تقديم للموضوع  اعلاه للدكتور ابو الصوف على قناة التغيير في حلقتين: 

 

 


 

من هم الأكديون Akkad - Agade

ملحق للقاء تم التصرف به والتوسع  من قبل  مُعــد الحوار عبدالسلام صبحي طــه

 

الأسم أكــد كتب  بالعلامة المسمارية و اللغة  السومرية ( كي اوري Ki Uri / )   وربما تعني ( اقليم بيوت الطين) وقد كتب باالغة الاكدية  ( مات - اكديم Mat Akkadim ) ومعناها بلاد الاكاديين ( نسبة الى اكادة -  Agade) وهي عاصمتهم التي ربما تقع بالقرب او تحت مدينة بغداد الحالية.

 

الاجتهادات في دلالات الاسم ( ولا تاكيد يقيني لحد الان )  :

مات اكاديم = بلاد ( اكد = اجد = جد) = بلاد الاجداد ( د.هنري فرانكفورت ).

مات اكاديم = بلاد اكــد اكد = اخد = اخدود = مهاد الاخاديد ( وهي شبكة الروافد التي تربط ما بين دجلة والفرات و انطمرت بمرور الزمن ).( أ. د. عامر الجميلي )

و بسبب هذه الثانية فالاقرب الى الموقع الجغرافي هو مدينة بغداد نفسها باعتبار ان دجلة والفرات يقتربان جدا في هذا الموضع. وربما ان أكد تغفو الان في مكان ما تحت مدينة بغداد ( الكبرى ) بالقرب من الفرات بالطبع، بدلالة نص سيرد فيه ان السفن كانت ترسو في ميناء اكد على الفرات قادمة من دلمون ( البحرين ) و مگان ( عمان ).

 

الدكتور بهنام ابو الصوف

وهم موجة جزرية قديمة ( نسبة الى شبه الجزيرة العربية الحالية) والتي كانت تضم اقواما مختلفة ابان العصور القديمة هاجرت الى شمالها منذ الألف الرابع قبل الميلاد بسبب قلة الماء وموجات جفاف و استوطنت في دلتا جنوب العراق الحالي ), في منطقة نّفر ( الديوانية ) ثم صعدوا الى موقع قرب مدينة بغداد الحالي، وهم كغيرهم من الأقوام المهاجرة حملوا معهم أفكارهم وتصوراتهم وملاحمهم ومعتقداتهم وقصصهم التي اختلطت بتراث المنطقة السائد انذاك. الواقع أن الآكاديين لم يعرفوا الكتابة، كانت لديهم لغة ، وقد تعرفوا على الكتابه السومرية التي كانت قد تطورت في ذلك الوقت من الصورية الى المقطعية وأخذوا يدونون بها معارفهم. لقد كان الآكاديون بدوا رحلا وقد دخل جلجامش في حروب كثيرة معهم وهو الذي دفعهم الى الصعود الى موقع الى القرب من بغداد الحالية.
ظل الآكاديون على هذه الحالة الى أن ظهر لديهم ملك عظيم هو العاهل  شاروكين / شروكين( ويعني اسمه الملك المكين والثابت او العادل  وهو المعروف في  اللفظ العبري بسرجون ) الآكادي نحو 2237 ق. م ) ليؤسس اول امبراطورية في التاريخ ( بسط العراق القديم  فيها نفوذه من عيلام الايرانية شرقا الى لبنان غربا, ومن جنوب تركيا شمالا الى شبه جزيرة العرب جنوبا) .. وهو ذاته الملك الذي دارت حوله قصة الكاهنة العظمى التي كان محرّم عليها أن تنجب طفلا( النص يرقى الى العصر الاشوري الحديث وربما هو منسوخ عن نص اقدم) . ولكنها أنجبته برغم هذا التحريم ووضعت الطفل في سلة مطلية بالقار والقتها في نهر الفرات ... الى آخر القصة أو الحكاية التي ( ربما ) استعادتها  قصص العبرانيين و اليهود في كتابهم المقدس  بعد حوالي الف عام في قصة  النبي موسى  ( نحو 1271 ق.م حسب مؤرخي النص التوراتي) على النحو الذي نعرفه . سرجون العظيم هو الذي بنى مدينة أكد في وسط العراق, كان عهده حافلاً بالمنجزات العسكرية على جميع الجبهات وأخطر التحديات التي جابهت الأكدين ومصدرها جبال زاجروس إلى الشرق والشمال الشرقي من بلاد الرافدين. فقد واجه سرجون على هذه الجبهة حلفاً شرساً ضمّ عدداً من المقاطعات العيلامية بزعامة ملك (اوان) في الجنوب الغربي من إيران. واستطاع العاهل الأكدي دحر قوات التحالف تلك وضم بلاد عيلام إلى الإمبراطورية الأكدية. وحفظت لنا المدونات الأكدية الكثير من أخبار المنجزات العسكرية للقائد  سرجون: "كان سرجون هو المنتصر في أربع وثلاثين حملة عسكرية، وجرد المدن من دفاعاتها حتى ساحل البحر، وفي مرفأ عاصمته (أكد) رست سفن دلمون ومكان وملوخا. الملك سرجون ركع مصلياً للإله داكان في توتول (تل البيعة في الرقة - سوريا الحالية)، فأعطاه هذا الإله المنطقة العليا: ماري ويارموني (ميناء إلى الجنوب من بيبلوس) وإبلا - تل مرديخ في شمال سوريا حتى جبال الأرز (جبال أمانوس) وجبال الفضة (جبال طوروس) ولم يمكّن الإله أنليل أيّاً من الملوك على الوقوف أمام شاروكين (سرجون) الملك الذي كان يأكل في بلاطه 5400 مقاتل يومياً.وبقيت شهرة القائد الأكدي سرجون ومنجزاته العظيمة في ذاكرة الأجيال طويلا: "جاء شاروكين (سرجون)  إلى الحكم ولم يكن له ندٌّ أو منافس ونشر سناهُ المهيب فوق كل البلدان، فهو الذي عبر البحر إلى الشرق ودحر البلدان في الغرب ووصل إلى أبعد مدى في السنة الحادية عشرة من حكمه". ونتيجة لسمة الإمبراطورية وسيادتها الشاملة على أقاليم متعددة في الشرق والغرب، فقد صارت السفن والقوافل التجارية تأتي بالبضائع والمواد الأولية إلى العاصمة أكد وإلى أمهات مدن العراق القديم الأخرى. فانتعشت الحياة الاقتصادية وعمَّ الرخاء والعمران أنحاء البلاد كافة

"في تلك الأيام كانت مساكن أكد مملوءة بالذهب،

وبيوتها الساطعة اللامعة مملوءة فضة، 

وإلى مخازنها كان يحمل النحاس والرصاص وحجر اللازورد

عجائزها وُهبن سداد الرأي

وشيوخها وُهبوا فصاحة اللسان

وشبابها عُرفوا ببطش السلاح

وصغارها منحوا قلوباً مفعمة بالفرح

في داخل المدن كانت تصدح الموسيقى 

وفي خارجها تُسمع أنغام المزمار

وفي موانئها حيث ترسو السفن

كان يعلو الصخب ويشتد الزخام".


 

عن مدينة أكــــد  Agade ( بقلم عبدالسلام صبحي طــه)

هذه المدينة لم يكشف عنها لغاية الآن. وظلت هناك تكهنات* عن موقعها حتى أن المرحوم العلامة طه باقر كان يعتقد أنها موجودة تحت تل الدير عندما وجد زقورة هناك. وقام بالحفر داخلها لكنه لم يجد رقيم طيني أو شاهد آخر يدل على وجود أكد في هذا الموقع ، الرأي الذي استقر عليه أن مدينة  أكد موجودة ما بين بغداد وبابل وعلى الفرات ونحن نعرف  مدينة بابل (القديمة)  غاصّة بالمياه الجوفية حتى أن قبر حمورابي ربما يوجد تحت هذه المياه.وبسبب استنزاف طاقات الدولة في الحروب المتواصلة التي خاضتها الجيوش الأكدية على عدد من الجبهات، وبخاصة الجبهة الشرقية حيث تقيم قبائل لولوبي والكويتون، وفي إخماد عدد من حركات التمرّد في الداخل وفي بعض الأقاليم، ولضعف القادة الذين تولوا السلطة في الدولة بعد نرام سن حفيد شاروكين (سرجون)، فقد أخذت بوادر الضعف تدبُّ في أوصال الإمبراطورية الأكدية. فلم تقو على صدّ هجوم القبائل الكوتية المنحدرة من جبال زاجروس، إلى الشرق من بلاد الرافدين. نهاية الغزو الكوتي للبلاد، والذي دام ما يقارب القرن من الزمان.
واشهر مدن بلاد اكاد اضافة الى العاصمة : سِبّار ( ابو حبة ) وكوثا وبابل و دلبات وكيش ومرد.
 
*بخصوص اصل اسم المدينة و موقعها يرجى مراجعة البحث في الرابط التالي للدكتور فوزي رشيد الموسوم ( اكد ام باب آيا _ انقر هنا ) و كذلك مؤلفه الموسوم سرجون الاكدي اول امبراطور في العالم _ انقر هنا


مسلة النصر( المحفوظة في متحف اللوفر ) تؤرخ للعاهل الاكادي نرام سن حفيد شاروكين(سرجون )  وهو يوثق لانتصاره على اقوام ( اللولوبي ) في  جبال العراق الشمالية.


بلاد سومر واكد

بعد سقوط الدولة الاكادية على يد الاقوام الكوتيية ( البرابرة ) القادمين من شمال شرق البلاد ,شاعت الفوضى والاضطرابات و تصفهم النصوص المسمارية ب ( اعداء الالهة ) وعلى اثر هذه الظروف قامت ثورة على حكمهم بقيادة الامير السومري ( اوتو - حيكال ) وام طردهم وتأسيس سلالة الوركاء الخامسة و نصب نفسه لاول مرة ( ملك سومر واكد وباللغة السومرية تعني : كي ان كي و كي اوري ) وبعدها حكمت البلاد سلالة اور السومرية الثالثة والتي اسسها المشرع العظيم ( اور -نمو ) والذي حكم ما بين 2048-2030 ق.م و اطلق في شريعته الشهيرة اللقب ( ملك اور وسومر واكد ) وجاء بعده الملك الموسيقار ( شولكي ) واحتفظ بذات الاسم وبقيت البلاد موحدة



أدناه فلم وثائقي نادر بعنوان ( التراث الحي) من انتاج فلم سنتر أنتاج - 1952

وهو عمل مشترك بين المتحف البريطاني - متحف اللوفر- جامعة اوكسفورد - متحف الفنون في واشنطن و ادنبرة , تعليق الاديب جبرا ابراهيم جبرا 





مشاركات الزوار

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 79.98.194.227} 13/7/2010 3:46:02 PM
بسم الله الرحمن الرحيم بشغف وبحب نتلقى الموقع الكبير للعلامه د. بهنام المحترم راجين مالله التوفيق في مشروعكم ونشر الحقائق التاريخيه والوقائع الحقيقيه لتاريخنا الذي صار يعد نهبا لكل من هب ودب وصار الصفحات المسروقة والملوثه من السرقات تملىء االمواقع ومن أجدل هذا نقدم تقديرنا ودعمنا للموقع المحترم أرفدونا بكل جديد ونابع معكم مع التقدير

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 80.251.7.94} 23/7/2010 5:26:28 PM
جميل ان يكون هناك من يعنى بتاريخ العراق ويقدم طروحات حقيقية واقعية مستندا على ادلة حفرية يستكمل ما قام به الكبيرين الدكتور طه باقر وفؤاد سلو ويكون مرجعا الكترونيا للرجوع اليه ومعرفة تاريخنا العراقي وحضارتنا التي كانت مهد الحضارات واول حضارة على وجه الأرض .. اتقدم بشكري الكبير لصاحب الموقع جزاه الله خيرا واتمنى مواصلة المشوار ورفدنا بالمزيد من علمه مع التقدير والاعتزاز

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 195.93.21.39} 3/11/2010 1:43:53 PM
د. عماد الدين الجبوري الواقع إن ما يقوم به عالم الآثار العراقي د. بهنام أبو الصوف من جهد ومثابرة في مشروعه التدويني يعتبر في هذه المرحلة بالذات من سنوات الإحتلال الأمريكي للعراق، عملاً يستحق كل الثناء والتقدير. فالقوات الأمريكية إتخذت من بعض المواقع الأثرية في بابل وغيرها معسكرات لجنودها وآلياتها، والغاية معروفة والهدف مدروس، تدعمه حقائق الخراب والدمار الذي لحق بالمتحف العراقي والسرقات والنهب المنظم لكل ما يتعلق بحضارات العراق التليدة، سواء من قِبل الميليشيات المرتبطة بالنظام الإيراني، أو العصابات المدعومة من الكيان الصهيوني. بحق نحن العراقيون بحاجة ماسة لهذا المشروع كسجل تاريخي علمي موثق يسرده العلامة بهنام ليس لنا فقط، بل وللأجيال القادمة من ناحية، ولكل باحث وطالب ودارس حول العالم من ناحية أخرى.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.221.197.59} 3/11/2010 3:56:32 PM
في الظروف الحالية التي يمر بها العراق والمنطقة والتي تهدف بشكل ما الى اطماس معالمه نحتاج الى مفكرين من بيننا لابراز ونشر معلومات تاريخية واساسية مما تعيد الثقة بماضي هذه المنطقة وتساهم بصورة اكيدة لاعادة الثقة بالنفس . فنحن ليس فقط نقدر ما يقوم به العلامة د. بهنام ابو الصوف في هذا المجال ويمكن ان ناخذ ذلك لكونه راس الرمح الذي يقود جهودا لاعادة الثقة و المعنويات عن قريب لنشر الحقائق ومعرفة الجهود التي بذلت في هذا المجال. فبوركت جهود العلامة ابو الصوف ولتكن محفزا لاصحاب المعرفة والعلم .

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 213.188.93.175} 3/15/2010 10:10:10 AM
الى عالمنا الجليل بهنام ابو الصوف تهنأة كبيرة لهذا الموقع المهم والذي يعكس جهودكم الآثارية الجبارة في ابراز وتقديم الحضارات العراقية القديمة بشكل علمي موضوعي ونأمل ان يشمل الموقع جميع العلماء الذين عملوا في التنقيب عن الآثار في العراق ولهم الفضل في كشف الكثير منها مع تقييم من قبل عالمنا القدير لكل منهم واضافة الآثار المسلوبة ( سابقا و حاضرا ) و أين هي الان

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.157.143} 3/19/2010 8:00:29 PM
ادارة الموقع الى الاستاذ محمد الخالدي شكرا لكم الموقع ما زال في مراحل التطوير وسوف نهتم بمقترحكم وفي كل ما يغني هذا الموقع بالمعرفة الاثارية العراقية ليكون مرجعا مهما للباحث والقارئ على السواء .

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 89.211.196.164} 3/20/2010 2:15:03 PM
when of the best about the Iraqi history thank you Dr for this informative website

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 78.101.174.76} 3/22/2010 6:22:44 AM
الأستاذ الكبير الدكتور بهنام أبو الصوف القدير تحية صدق موقع عالم الآثار العراقي الدكتور بهنام أبو الصوف مفخرة،نرفع لك رايات العظمة والإجلال، في تدوين ما يذوب بين طرقات جاهدة في تمييع تاريخ عالم، خرجت من بينه كل المقومات الحضارية، وتسجيل ما يسحق تحت أقدام جاءت لتدمير باطن وظاهر الأرض، الدكتور بهنام،أيها الشخصية العظيمة، نحن بحاجة لهكذا عمل جليل وبالأخص نحن في وقت، قل من يتابع تاريخ نهوض دولة العراق أرض بلاد مابين النهرين، علاوة على أياد جاءت لتمـّحي الأرض والبشر تسجيلك رسائل موثقة لتاريخ أمة حتى لايبتلعها عاد ولايمحيها مغتصب هل تسمح لي بأن أنشر يوما في كتباتك ومؤلفاتك..؟؟؟ لك كل الشكر والتقدير وداد العزاوي

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.147.111} 4/21/2010 6:10:00 AM
عزيزي الدكتور بهنام لك تحياتي لاشك أن السومريون شعب عظيم .. أنجزوا حضارة في تلك اللحظة من الزمن الموغلة في التاريخ . ولا شك كذلك أن السومريون مهما حاولت هذه اللقى والآثارأن تقوله .. فسيظلون لغزا عصيا على الفهم .. لأن كم الأسلئة التي تثار حولهم عظيم وكبير ... أورد لك مثلا بسيطا على سبيل التوضيح . وأنت اعلم به مني .. كيف استطاعوا أن يوجدوا الكتابة؟ ما هو العقل المرعب الذي فكر بأن يحول الحرف المنطوق الى صورة ؟ أي أن يحول ما هو مجرد الى مادة صورية .. وهذه بدورها تحمل معنى .. والمعنى .. يتحول الى دال في العقل .. ومدلول في اللغة التي هي أداة التعبير أو توصيل المعنى .. ثم كيف تصبح الكلمات المكتوبة مرسومة في العقل وتشكل جزء من بنيته ... أنبه هنا الى أن الأمر بخلاف تعلم أحدنا للكتابة بلغة أخرى نحن نعرف الكتابة وتعلمنا لكتابة أخرى يأتي من خلال تعلم لغة الكتابة أولا وتظل الكتابة في صورتها التجريدية الصرف ما لم تتحول الى محمولاتها الدلالية أصلا .. لكن فيما يتعلق بالسومريون فلم يكن لديهم مثال سابق .. وهنا يا عزيزي الدكتور تبدو الدهشة العظيمة ... اي عقل كان هناك قبل ستة الآف عام .. ما الذي حصل هناك في هذا التاريخ الموغل في القدم .. القضية ليس قولنا لقد اوجد السومريون الكتابة .. ثم نتجاوز هذه الكلمة ونمر عليها مرور الكرام ... إن الانسانية سيدي مدينة للسومريون بذلك وستظل مدينة لهم ... ثم انتقل بعد ذلك الى القوانين والأحكام والقيم ووضع الدساتير وعلاقة الحاكم بالشعب والشعب بالحاكم والعلاقات بين الدول وقواعد الحرب والسلم وقوانين الزواج والأسرة وو ... الخ كل ذلك وغيره كان خلقا سومريا .. خلق من العدم من اللاشيء ثم الحديث عن الملاحم والاساطير وهو حديث ذو شجون ...... لدي تساؤل حول الاكاديون يمكن القول أن الآكاديون هم عرب جلبوا معهم تراثهم الى العراق وحسب رأيكم الكريم أنهم استوطنوا العراق ثم ظهر منهم سرجون الآكادي .. وسرجون هو اول من أنشأء امبراطورية قوية في العراق بعد أن وحد كافة دويلات العراق ثم برز التاريخ الآكادي وساد فيما بعد .. ألا يعني ذلك أن حضارة العراق هذه في جزءمنها ا هي حضارة هؤلاء ايضا الذين حملوا معهم ارثهم وثقافتهم وأفكارهم وأن اختلاطها بافكار السومريون هو من قبيل التأثر والتأثير المتبادل بين القادم والمقيم ثم لماذا سكتت المصادر عن اصولهم العربية .. وكيف انبثقوا او وجدوا في هذه الجزيرة وهل ثمة أدلة على وجودهم في الجزيرة العربية .. هل العرب العاربة هي بقاياهم؟ اية لغة كانوا يتحدثون ؟ ولماذا خرجوا في هذه الرحلة الجماعية ؟ما هي الأسباب التي دعتهم الى ذلك ؟ وهل اضافوا شيئا الى معارف السومريين ؟

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 81.94.95.26} 4/28/2010 4:32:55 PM
الأستاذ الدكتور بهنام أبو الصوف المحترم تحياتي المفعمة بالود للاستاذ المختص بالاثار ذلك الجزء المهم من تأريخنا وتراثنا والذي ضاع اغلبه كما ضاع وطننا . لدي سؤال حول ما هي الطريقة التي تم بها فك طلاسم اللغة السومرية وهو نفس موضوع النقاش الذي دار بيني وبين صديق اخر قبل اكثر من خمسة عشر سنة . مع تقديري واحترامي

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 91.142.58.100} 4/30/2010 7:10:38 PM
انه العراق حضاره جاوزت السبعه الاف عام ارض السواد .. لم تباد باق انت بعبق التاريخ ياوطن فشكرا لمن حفر اسم التاريخ للاجيال ..

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 84.18.95.14} 5/2/2010 3:27:16 PM
تحية عطرة طيبة لاستاذنا العملاق بهنام ابو الصوف والف مليون شكر على هذا المجهود الخارق لتبيان عظمة بلاد مابين النهرين الذي علم البشرية الحرف والعجلة والقانون وانجب الانبياء وجعل من البشر بشرا . منجم الرجال . فلك منا كل تقدير وامتنان

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 78.146.174.79} 5/3/2010 4:31:25 PM
تحية من لندن الى الأستاذ الغالي بهنام ابو الصوف متمنياً له دوام الصحة والعافية وان يستمر عطاؤه الغزير في خدمة حضارات وادي الرافدين

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.57.111} 5/19/2010 5:05:26 AM
على ثمة إغفاءة ما ، أو لحظة إنتباه قصوى وإرادة قمينة بالتقدير والثناء، إنبثق على مساحة ما وامتداد جميل لحلم جميل ، هذا الموقع الذي فتح قلبه قبل ذراعية لاحتضان الأفكار الهاربة من رؤوس خالقيها وعقلية منتجيها ورؤى مبدعيها، للتتصاف هدية لا تقدر بثمن لأبناء ثقافة وحضارة لا تقدر بثمن ولا يمكن وصفها أو الاحاطة بها . أنبثق هذا الموقع من رحم معاناة بحجم الحقيقة ... فكان مساء منذرا بهبوب رياح آتية من أعماق بعيدة، وأغوارحسبنها مظلمة من عهد سومر وأكد وبابل وما هي كذلك . كانت رياح الحقيقة التي كشحت من أمامنا ما تراكم من زيف التاريخ ودجل المؤرخون انبثق هذا الموقع الرائع وفي جناحه رفيف الموت يحوم فوق حقيقة حسبناها كذلك وما هي كذلك ، وفي جناحه الآخر شفيف عطر زاه نتلمسه بقلوبنا ونغذو به ارواحنا المتعبة . كان هذا الموقع رسالة للحياة قمينة بان تحياه ... تكلم بلسانها كلمات من نور وسينصت التاريخ القادم بكليته الى صوته وسيال المعرفة وهي تتندي من جبينه وتنزّ من قلبه .. سنلعن التاريخ . الذي زور الحقيقة . وسنقتل المؤرخين الكذبه ....الذين قالوا لنا أن الحقيقة هي ما قلناها لكم فيجب أن تصدقوها وتصدقونا ؟ وصدقناهم . لأنه ليس لنا إلا أن نصدقهم أتعلمون ما الحقيقة ؟ أن يكون قولكم بلا لغة ولغتكم بلا قول أي أن تصمتوا تماما لكنهم اشبعونا ثرثرة عرفنا فيما بعد أن ليست اعمالكم الا قبض ريح....وهدأت خيال تثوبون منها عرايا الروح والفكر . خالين الوفاض حتى من أجسادكم التي نخرها الدود .. العالم في كل يوم، بل في كل نبضة قلب ورفّة جفن يتغير ،ينتقل من حال الى حال أجمل . فليكن خيالكم فيض ذواتكم ولتكن ذواتكم نبع هذا التغّير ,وأساسه بل قدره وقدر هذه الأمة التي اليها ترتدون. لكنكم ما عرفتم ذلك . أو ربما عرفتموه فما افصحتم .. والإنسان اللاصق بالتراب يستحيل عليه امتطاء الهواء او اقتناص البرق الشارد في الفضاء، أو أن يرسل صوته عبر الصحارى ولا يستطع اختراق حواجز الزمن الماضي لأنه كائن ترابي ، . اغوار العراق وصحاريه تنبض بدفء الحقيقة التي جاءت ناصعة البياض كالشمس في رأدة ضحاها عندما راحت رقائق الطين الآسن تتكلم بل تصرخ ها أنه ثمة ما يقال ايها التاريخ الكاذب .. ألك أن تنصت .. وكذا فلم ينصت التاريخ .. هو صوت قادم من رحم الأسطورة هل لكم أن تسمعوه .. وما سمعتموه .. وما الأسطورة غير تأوهات الحقيقة في انبثاقها هكذا عارية عن كل لباس يشوه جسدها الذي ينضح بالأنوثة البريئة إن للحقيقة أجنحة تحملها الى اقاصي السماء . أما عقولكم فتزحف زحفًا وئيدًا . فأّي عجب إذ ذاك في أن تعاني ما تعانيه من المضض في حربها وأن يكون تقدمها بطيئًا إلى حد أنه لا يكاد يكون محسوسًا إلا على مدى أجيال طوال، السومريون كانوا ثلة من الآدميين الذين تجنّحت إرادتهم وسما خيالهم ورق فكرهم فكانوا وما برحوا حداة القافلة الإنسانية وهداتها الى هذا اليوم كانوا هم الشرارة التي جاءت بعدما قدحوا زناد العقل بحجر الخيال هي شرارة انطلقت كالشهاب حتى اضاءت السماء والارض لكن لسان حالكم يقول : نحن لا نستطيع أن نبني بيتًا من حجارة كثيرة إلا إذا حطمنا حجارة كثيرة. ولا أن نجهز البيت بالأبواب والأثاث إلا إذا أجهزنا على حياة أشجار كثيرة. وأجسادنا لا تقتات إلا بأشياء نميتها، ولا تنمو إلا بغير الانحلال. لكن ما الغاية أيها السادة المؤرخون من وراء قولكم هذا ؟ ما شككت يومًا في وجود الغاية. والغاية التي يدلّني عليها فكري وخيالي هي أن هذا الكون الجيّاش بالحركة والحياة إنّما يتحرك من اللاوعي إلى الوعي،و من الجهل إلى المعرفة، من الحسّ إلى ما وراء الحسّ،و ومن الخير والشر إلى ما فوق الخير والشر،ومن الغريزة المخلوقة العمياء إلى الإرادة الخلاقة المبصرة.إنه لموكب هائل رائع ساحر هذا الذي نؤلفه في طريق أنفلاتنا من ربقة حدود الزمان والمكان، والانعتاق من قيود الحس والانطلاق الى عالم من خيال . إنه لموكب الحياة التي تأبى الحصر. .. كل كلمة هي مساحة من التفكير، وكل مساحة من التفكير هي فضاء مفتوح على أفق كوني أعلى ... وكل أفق هو بالنهاية كلمة يصوغها كاتب محترف أو مثقف ممتاز ... لا يهم أن تكون الكلمة قلقة رجراجة أو ساكنة هادئة المهم أن تحمل هدف وتنشد غاية ... ومتى أتيح للكاتب ان يكتب بغير ما رقيب او حسيب ومن غير أن تكون فوق رأسه سيوف مسلطة من الجهل والخرافة ، سهل عليه أن يكون خالقا يخلق كونا جميلا ويبدع فكرا معبرا ... وإذا ذاك فما أقرب الإنسان من الإنسان، وما أجمل هذه الأرض مسرحًا نمثل عليه جميعنا رواية الجهاد البشري للخلاص . بل ما أبدع الزمان رقًّا نسجل فيه فتوحات الفكر والخيال والإرادة في دنيا الحرية...... إنه لمن الشنار علينا أن تدعونا الحياة في كل نبرة من نبراتها وفي كل نبضة من نبضاتها أو همسة من همساتها أو رفة فراشة تحمل على جناحها عطر زهره وفي الآخر خيالها .. إلى الانعتاق من القيود والسدود، وأن ترانا لا نحطم قيدًا حتى نخلق لأنفسنا قيودًا، ولا ندكُّ سدًا حتى نقيم بأيدينا سدودًا. وإني لتعروني قشعريرة إذا ما حاولت أن أصور أوجاع مخاض الكلمات التي قد تلد فكرة لاأريدها . لا أود أن أكون مبشرا يرفع الأثقال عن كواهلكم التي تحمل اثقال الوجود وقلق السؤال وتناطح الفكر والواقع .. لا .. لا .. فأنا أقلكم شأنا ولكن هي كلمة اقولها وأمضي الي الزاوية المظلمة من التاريخ ... .. أتدرون أن اول من عهرّ وزور الحقيقة هم مؤرخو اليهود .. وكتبة الدين اليهودي .. انتصر الدين اليهودي أخيرا .. سألت صديقي السومري ذات مرة كيف حدث أن أختفى كل هذا الإرث العراقي المعرفي فجأة من التاريخ ؟ هل يمكن أن يختفي التاريخ الذي امتد عبر ستة الآف عام قبل الميلاد وتختفي معه الحقيقة فجأة ودون مقدمات .. لتظهر على السطح صورة مشوهة بحجم الكارثة . هي صورة الدين اليهودي . ؟ كيف امتد التراث الهندي والصيني حتى اليوم وانقطع التراث السومري .. من الذي اغتاله وألقى به تحت ركام الطين العراقي أو في قلب صحراءه اللاهبة.. لكن الصديق السومري لم يجبني لعل السؤال كان بحجم التاريخ أو بحجم ألمه ولذلك لم يجب .. فصمت كان صمته دهشة رسمت على تقاطيع وجهه وانثالت سيالا متدفقا في أغوار روحه التي جرحها السؤال .. آه كم اسفت الى هذا السؤال .. أنا ادري يا صديقي أننا سنرحل من هذه الدنا دون أن نحظى بإجابة تهدء من حرقة السؤال الآثم أو السؤال المحرم أو الذي طالته لعنة التحريم المقدسة . فكيف لي أن اسألك ؟ وعلى اليهود حلت لعنة ايل قديما فجعلتهم يهود حتى هذه اللحظة والى ابد الآبدين ..

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 79.98.197.156} 6/6/2010 9:57:32 AM
السلام عليكم الدكتور والعالم الكبير نحن بحاجه ماسه لمواقعكم وكتاباتكم القدير والتي لها قدر كبير تحقيق سير وقائع التاريخ واثباته في خضم هذة الضروف الصعبه التي نمر بها , ومنها كثرة منافذ المنتديات والفضائيات التي تنشر كما يحلوا لأصحاب الغراض الأخرى من تشويه وتكذيب وتقديم وـاخير اخذ مأخذة بين الأوساط الوسطى والأدني وصار صعبا على الوسط الثقافي تثبيت الوقائعوالحقائع الأ حصلنا على روافد عميقه وصادقه في الدلاله ومنها منبركم وصفحاتكم ولقد كنا طلاب في البدايه نتابع ماتنيرون به واليوم نكبر على حاجه أكبر للحفاظ على تاريخ وتراث العراق والمه العراقيه حاضرا وتاريخ .. تقبلوا خالص التقدير الشاعر حسين يعقوب الحمداني

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 109.127.101.179} 12/17/2010 12:43:31 PM
استاذي الدكتور بهنام موقعك هذا فخر لكل العراقيين الشرفاء الباحثين في عمق الحضاره السومريه العريقه مزيدا من العطاء والله يطول في عمركم. عضيد ابراهيم - جغرافي

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 118.92.28.111} 12/18/2010 7:21:55 PM
عهد جلجامش و أول إنتفاضة في التاريخ رغم أن سومر قد شهدت أولى بذور الحضارة الإنسانية وأهم إشراقاتها المادية والروحية، إلا أن الواقع السياسي بقي يراوح في مكانه لأسباب لها علاقة بالتنوع البيئي للبلاد وحجم التحديات التي تواجهها من حين إلى آخر من الطبيعة والمحيط. ورغم أن سومر شهدت أقدم أشكال الديمقراطية – اسماها ثاركيلد جاكوبسن الديمقراطية البدائية، حيث النظام البرلماني الأقدم في التاريخ، وبمجلسيه، الذي يشابه النموذج الحديث[1] – إلا أن هذا النوع من الديمقراطية لم يكن قادرًا، على ما يبدو، على الحد من سلطات الحكام ومن هيمنتهم السياسية الكبيرة، فكان لزامًا على الشعب أن يواجه هؤلاء الحكام المستبدين للمطالبة بحقوقه وصونًا لحريته وكرامته. وأقدم مطالبة تذكرها النصوص المسمارية هي تلك التي أشارت إليها ملحمة جلجامش في معرض تناولها لحالة الوركاء أثناء حكم جلجامش، ما يتيح عدها أقدم انتفاضة من نوعها في العالم لأنها حدثت قبل منتصف الألف الثالث قبل الميلاد، وهي أقدم من ثورة أوروانمكينا في لكش[2]، والثورة الاجتماعية في مصر[3]، بما لا يقل عن ثلاثة قرون. فهل بإمكاننا أن نعيد كتابة تاريخ الكفاح من أجل حقوق الإنسان لنمد به إلى عهد جلجامش؟ هذا ما نحاول فعله في السطور التالية. قبل أن نتناول هذه الانتفاضة المهمة لا بدَّ أن نشير إلى أننا لا نملك أي وثيقة تاريخية تتناول هذه الثورة، وليست لدينا معلومات عنها عدا تلك المدونة في ملحمة جلجامش[4]، الملحمة التي يغلب عليها الطابع الأسطوري، ما يجعلها دون درجة الوثيقة، ليس لاحتوائها على عنصر المبالغة واتصافها بالطابع الأسطوري وحسب، بل لأنها دونت في مرحلة لاحقة لعهد جلجامش، حدود أواخر الألف الثالث قبل الميلاد أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، وهي فترة بعيدة نسبيًا عن فترة حكم جلجامش التي يحددها المختصون بحدود 2650 قبل الميلاد. لكن بإمكاننا التفريق بين الأحداث الملفقة أو الأسطورية والأحداث الحقيقية استنادًا إلى علاقة تلك الأحداث بحبكة الملحمة أو مضمونها العام، فقد أثبتت الحقائق أن الكثير من الأساطير والملاحم تحمل قدرًا من الحقيقة، وأن الكثير من تفاصيلها يمكن ردها إلى أحداث حقيقية، كما هو الحال مع الملاحم العالمية الشهيرة كملحمتي المَهابهارتا والرامايانا الهنديتين وملحمتي الإلياذة والأوديسة الإغريقيتين، حيث ترتبط تلك الملاحم بأحداث حقيقية تم التأكد من بعضها بالاعتماد على معطيات الآثار والبحث العلمي، وملحمة جلجامش ليست مستثناة من ذلك بدليل ما طرحته عن بناء جلجامش لسور الوركاء والذي أثبتت التحريات الأثرية صحته بعد العثور على بقيا سور الوركاء، وهو مبني باللبن "المستوي – المحدب" الذي يميز أبنية عصر فجر السلالات السومرية، لا سيما مباني الطورين الثاني والثالث منه[5]، أي في الفترة التي حكم فيها جلجامش. ولدينا نص يعود إلى الملك "أنام"، ملك الوركاء، في مستهل الألف الثاني قبل الميلاد يؤكد بناء جلجامش لسور الوركاء[6]، هذا بالإضافة إلى أطروحة الديمقراطية البدائية[7] التي طرحها الباحث ثوركليد جاكوبسن عن الواقع السياسي لبلاد سومر في عصر فجر السلالات، والتي تعرض الملحمة صورة عنها خلال النزاع بين "اكا" حاكم كيش و"جلجامش" حاكم الوركاء[8]. عدا ذلك أصبحت حقيقة جلجامش بعيدة عن الشك بفضل حصيلة المعلومات التي تجمعت لدى المؤرخين عن شخصيته، ومنها إشارة إثبات الملوك السومرية عنه بكونه خامس ملوك سلالة الوركاء الأولى، على الرغم من المبالغة في سنوات حكمه التي بلغت بحسب الإثبات 126[9] سنة، والتي لم تقتصر عليه بل شملت عهود كل الملوك الذين سبقوه، ما يعكس اعتقادًا لدى الأقدمين بأن الناس في السابق كانوا يعيشون أعمارًا طويلة. كذلك نلحظ اختلافًا في اسم والد جلجامش بين الإثبات والملحمة؛ ففيما أشارت الملحمة إلى أن اسم والد جلجامش هو لوكال بندا، الذي هو ثالث ملوك سلالة الوركاء الأولى وزوج ننسون التي أشارت الملحمة إلى كونها أم جلجامش[10]، يذكر الإثبات أن والد جلجامش هو (للا)، الأمر الذي أثار بعض الشكوك عن شخصية جلجامش واحتمال أن لا يكون الشخص المذكور بالإثبات هو نفسه جلجامش بطل الملحمة، فقد يكونا ملكين مختلفين وإن حكما نفس المدينة. لكن هذا الأمر يمكن حله بالتأكيد على أن (للا) هو صيغة أخرى لاسم والد جلجامش وليس بالضرورة شخصًا آخر، أو أنه أُقرن بجلجامش عن طريق الخطأ. فإذا كان لجلجامش صلة دم بملوك السلالة الآخرين فلا بد أن نصدق صلته بلوكال بندا، أحد أسلافه في حكم الوركاء، لا سيما مع ورود اسم "أور – ننكال" في الإثبات والملحمة كابن لجلجامش، والذي تم تأكيده من نص تمال ذو الأهمية التاريخية، حيث أشار النص إلى أن جلجامش وابنه شاركا في تجديد معبد الآلهة ننليل في نفر[11]. أسباب انتفاضة أهل أوروك ضد جلجامش رغم الدراسات العديدة التي تناولت نص ملحمة جلجامش فإن الملحمة ما زالت تغري على البحث والدراسة، لأنها كل يوم تقدم لنا درسًا جديدًا من دروس التاريخ وتطرح بعدًا آخر من أبعاده الخفية، حيث أصبحت إحدى المصادر المهمة لدراسة الواقع الاجتماعي لذلك العصر، بما حفلت به من معلومات تناولت مختلف أوجه حياة القوم وظروفهم وتعاملاتهم، كما أسهمت في إثراء معلوماتنا الاقتصادية والدينية والسياسية عن ذلك العصر. ولعل مما يعطي للملحمة قيمة خاصة وفريدة، ويجعلها في عداد الملاحم التي تحمل ثيمة إصلاحية، تناولها حالة الجدل بين مطالب الناس ورغبات الحاكم، في ظل التحول الكبير في الواقع السياسي، والذي أعطى للحكام سلطات أكبر مما كان لدى أسلافهم في عصور السلالات الأولى، والذي نجم، على ما يبدو، من تعرض الدويلات السومرية للمخاطر ونشوب النزاعات فيما بينها أو ضد القبائل المجاورة، ما فرض تركيز بعض السلطات في شخص يكلف من قبل مجلس المدينة ليقوم بمهام الحكم ومواجهة المخاطر بقوة وشجاعة[12]. وبالتالي تحوَّل هؤلاء الحكام بمرور الوقت إلى سلطة متعالية تنظر إلى الناس من منظار مصالحها وأهوائها، وليس من منظار المصلحة العامة وحقوق الناس، انطلاقًا من الطبيعة البشرية الضعيفة والميالة إلى الأثرة وحب الذات، وفي ظل مغريات السلطة والنفوذ لا يردع الحاكم عن ركوب طيشه وغروره سوى ضميره وأخلاقه، لذا لا غرابة أن يظهر نموذج من الحكام يشبه نموذج جلجامش في الملحمة حيث وصفت الملحمة أفعال جلجامش بقولها: على ضربات الطبل تستيقظ رعيته لازم أبطال أوروك حجراتهم ناقمين مكفهرين لم يترك جلجامش ابنًا طليقًا لأبيه لم تنقطع مظالمه عن الناس ليل نهار أهذا جلجامش راعي أوروك المسورة أهو راعينا القوي الكامل الجمال والحكمة. لم يترك جلجامش عذراء طليقة لأمها ولا ابنة المقاتل وخطيبة البطل[13]. وفي ترجمة أخرى: كان يسوق شباب أوروك [إلى العمل] دون مسوغ لم يدع كلكامش ابنًا طليق لأبيه ويوما بعد يوم كان طغيانه يزداد قسوة كلكامش القائد لشعبه المحتشد ولكن كلكامش لم يدع ابنة طليقة لأمها ... لم يدع أي عروس تذهب بحرية إلى عريسها ولا ابنة المقاتل ولا عروس الشاب[14]. ومن خلال تحليل هذا النص نجد أن أفعال جلجامش اتسمت بالنزق والطيش والاستهانة بحقوق الناس بحيث فرض على أهل الوركاء نظامًا من الحياة خاضعًا لمشيئته ورغباته، فعلى ضربات الطبل تستيقظ الرعية المغلوبة على أمرها على الطريقة العسكرية من أجل تلبية رغبات الحاكم وتنفيذ طلباته وأداء بعض الأعمال العامة أو الخاصة بالحاكم، كبناء المعابد والقصور أو سور المدينة الذي يحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة، والذي قلنا إنه من عمل جلجامش، وفق ما لدينا من أدلة، حيث فرض جلجامش على سكان الوركاء، كبارًا وصغارًا، نساءً ورجالاً، المشاركة في بناء السور بأسلوب السخرة (أي دون مقابل) على غرار ما كان يفعل الفراعنة مع رعاياهم عند بناءهم للأهرامات[15]، وهو أمر لم يعتده السكان من قبل، الأمر الذي أثار غضبهم ودفعهم إلى التذمر والثورة. وإذا استرسلنا مع النص واعتبرنا أفعال جلجامش الأخرى حقيقية وليس مجرد إضافة من الراوي غرضها التشويق أو إعطاء جدوى أكبر للثورة، فإن جلجامش قد تجاوز الكثير من الحدود وحطَّم الكثير من القيم، لا سيما عندما سلب العوائل أبنائها من أجل أن يمارسوا الخدمة في القصر أو يدأبوا على تلبية رغباته الخاصة، أو ما كان يفعله مع الفتيات العذراوات عندما يقوم بانتهاك شرفهن وسلب عذريتهن بطريقة تنم عن الغطرسة والاستهانة بمشاعر الناس. فلو كان جلجامش يمارس أمرًا مألوفًا اعتاد عليه الناس لما تذمروا أو غضبوا. لكن ما كان يفعله جلجامش كان بلا شك أمرًا جديدًا ولم يألفه الناس بعد، لأن الاستبداد لم يبرز بغتة بل تطور بالتدريج مع توسع السلطات وتصاعد النفوذ، حيث بلغ جلجامش في قسوته وجبروته حدًا جعل الناس يخرجون عن صمتهم ويبدأوا عملهم لمواجهة هذا الجبروت والطغيان بالأفعال لا بالأقوال. لكن إلى أي مدى تجاوز جلجامش أخلاق العصر وقيم الناس؟ وهل يمكن للحاكم في ذلك العصر أن ينتهك الحرمات ويستبيح الشرف بهذا الشكل المشين المثير للمشاعر؟ لا شك أن الملحمة أجابت عن ذلك عندما بينت غضب الشعب من سلوك جلجامش وتذمرهم من أفعاله. فلو كان الناس معتادين على هذا السلوك وهذه الأفعال لسكتوا ولما بحثوا عن سبيل للتخلص منه كما هو الحال مع شعوب أخرى ليست بعيدة عنهم، إلا أن شعب الوركاء المتمدن المعتز بحريته وكرامته كان يأبى هذا الضيم ويرفض هذا الإذلال، وهذا دليل على حيوية الشعب واعتزازه بقيمه. لكن هل كان لطبقة الأبطال "المقاتلين"[16] دور في إحداث شرخ بين الشعب وجلجامش؟ بعد أن أمعن جلجامش في إذلالهم، أولاً عندما أشركهم في أعمال البناء التي تتنافى مع منزلتهم كحماة لأوروك، وأيضًا عندما خاض في شرفهم وعفة بناتهم ونسائهم لكي يرضي غروره ويشبع غرائزه، وبالتأكيد فإن لهذه الطبقة قدرة تتجاوز ما لدى سواها من قدرات نظرًا لمعرفتها بفنون القتال وطرق المواجهة، على الرغم من أنها ربما لم تصل درجة احتراف الجندية التي لم تبرز بشكلها الواضح إلا في الطور الثالث من عصر فجر السلالات. مظاهر الانتفاضة بعد أن تطرقنا لدواعي الثورة ضد جلجامش لا بدَّ أن نتناول مظاهر الثورة وطبيعتها، بمعنى هل حملت طابع العنف المسلح؟ أم اعتمدت النموذج السلمي الذي يرتبط بطابع الحياة السياسية القائمة آنذاك والمبنية على صيغة الديمقراطية البدائية؟ ومن خلال معاينتنا لملحمة جلجامش، نجد أن الانتفاضة قد تبنت المظاهر التالية وفق تسلسل مخطط له، وهي: 1. التذمر والشكوى. 2. التضرع إلى الآلهة واستمالة السلطة الدينية. 3. استمالة البرلمان البدائي. 4. البحث عن منقذ. إن أول موقف اتخذه الشعب من جلجامش هو تشكيكه بمكانة جلجامش كوكيل للآلهة، وفي شرعية إعماله التي تتناقض مع طبيعة المهام الموكلة إليه، سواء من الآلهة أو من مجلس الشعب. فقد بدأ الناس يتسألون: هل هذا هو راعي أوروك المسورة؟ أهو راعينا الذي يتصف بالجمال والحكمة[17]؟ أم أن هذه الأوصاف لا تنطبق عليه؟ ثم بدأ الناس بالتذمر والشكوى والتكلم عن مظالم جلجامش بغية فضحها وتأليب الناس عليه، مما يندرج ضمن نطاق العمل الدعائي أو الإعلامي. وقد لمسنا كيف أصبح الناس يجهرون بتذمرهم ولا يحسبون لغضب جلجامش حساب، بدليل تحولهم إلى صيغة أخرى من صيغ المواجهة وهي التضرع للإلهة[18]، واستمالة السلطة الدينية طلبًا للخلاص من ظلم جلجامش وجوره. وهو تقليد دأب الناس عليه منذ قديم الزمان وإلى الآن. لكن، هل تجدي هذه الأمور نفعًا؟ أم لا بد من عمل قوي يهز عرش جلجامش ويضرب سلطته في الصميم؟ يبدو أن الثورة وصلت إلى البرلمان مع أننا لا نملك إشارة واضحة عن ذلك، لكن يمكننا الاستدلال على ذلك من أمرين: الأول الوفد الذي التقى بأنكيدو ونقل إليه معاناة المدينة[19]، والثاني حدوث المواجهة بين جلجامش وأنكيدو التي لم تكن لتحصل لولا وجود سلطة ما سمحت بذلك، وإلا بإمكان أي شخص قتل الحاكم وانتزاع حكمه متى يشاء. فصعود أنكيدو كمنافس لجلجامش أو متحدٍ له، جاء بإيعاز من مجلس المدينة الذي نقل لأنكيدو معاناة الناس وحفَّزه على مواجهة جلجامش مقابل توليه الحكم بدلاً عنه. لكن لماذا أصبح النزال هو الفيصل في تحديد هوية الحاكم؟ هل كان هذا تقليدًا عامًا في بلاد سومر، أم هو أمر اختص بجلجامش وحده لكونه يدعي القوة والصلابة؟ وللإجابة على ذلك نقول إن تلك المواجهة كانت نوعًا من التحدي لكسر غرور جلجامش، وإسقاط هيبته بين الناس. فليس جلجامش وحده من يستطيع حماية المدينة أو يدَّعي أنه الأقوى بين الناس، بل هناك من يبزه قوة وصلابة. ولذلك وجد رجال المدينة في أنكيدو الشخص الذي يمكنه تحقيق هذه الغاية انطلاقًا من قواه العضلية ومؤهلاته البدنية. يبقى أن يقبل بالمهمة ويساهم في جهد المدينة للإطاحة بجلجامش. لقد صورت السلطة الدينية أنكيدو على أنه هبة الآلهة إلى الناس، وأعطت لظهوره صفة قدرية انسجامًا مع نسقها الديني[20]، أما أنكيدو فلم يظهر بمظهر المغفل أو المغرر به لأنه كان مستعدًا ومتحفزًا للمواجهة، انطلاقًا من إمكانياته البدنية ومواهبه القتالية، ناهيك عن تعاطفه مع قضية الناس ورغبته في وضع حد لشرور جلجامش وطيشه. حيث كان أنكيدو واعيًا بطبيعة المهمة مدركًا تبعاتها التي قد تصل حد الموت، وليس أدل على نزاهته وابتعاده عن الشعور الأناني من نجاحه في تغيير جلجامش وتحويله من شخص طاغ ومستبد إلى راع يهتم بشؤون الشعب ويسهر على راحته. فتغيُّر جلجامش إلى الأحسن هو الدليل الأكبر على حسن نية أنكيدو من النزال مع جلجامش، فلو كان هذا الهدف أنانيًا أو نابعًا من مصلحة خاصة لما شهدنا هذا التغيير في نفسية جلجامش وفي تصرفاته بحيث استوى حاكمًا عادلاً ومتزنًا بخلاف ما كان عليه في السابق، كذلك لمسنا التغيير في أنكيدو نفسه عندما لم تستهوه مغريات السلطة ومباهجها. لقد عرضت الملحمة وقائع النزال بين البطلين عرضًا بديعًا ومشوقًا عندما قالت: سد أنكيدو الطريق إلى باب بيت الحمي ولم يسمح لجلجامش بالدخول فاشتبكا عند باب بيت الحمي وتصارعا في الشارع وفي الساحة العامة حتى اهتز الباب وارتج الجدار لقد كان جلجامش الأقوى في شد الذراعين في البلاد كلها فقوته كانت تضاهي قوة صاعقة السماء[21]. وعلى الرغم من أن نتيجة المعركة كانت لصالح جلجامش بحسب ما أشارت إليه الملحمة إلا أن أمرًا غريبًا حصل بعد ذلك، فبدلاً من أن ينتقم جلجامش من عدوه وينكل به لتحديه إياه أمام الناس أبدى إعجابه بشجاعته وقوته وعرض عليه أن يكونا صديقين[22]. وربما أدرك جلجامش خطأه فأراد أن يكفر عنه بهذه الصداقة، التي تعني من بين ما تعنيه قبول جلجامش بطلبات أهل المدينة ونزوله عند رغباتهم. فتحوَّل منذ تلك اللحظة من حاكم ظالم مستبد إلى حاكم عادل يحرص على حقوق الناس وحريتهم، ما يعني أن الانتفاضة قد حققت أهدافها وبلغت ما كانت تأمله من هذه المواجهة الكبيرة. وأخيرا ماذا نستطيع أن نستنتج من هذا البحث؟ هذا هو السؤال المهم الآن، والذي تتوقف عليه أهمية هذا البحث وقيمته. فهل نستطيع القول إن البحث أضاف شيئًا جديدًا إلى معرفتنا بجلجامش، وقدَّم لنا فحوى كانت خافيةً علينا لنص الملحمة، الذي يبدو أنه حمل أكثر من ثيمة وعالج أكثر من قضية لأنه مرتبط بعصره الذي هو عصر التحولات الكبيرة في حياة البشر. فلأول مرة يبرز كفاح الإنسان من أجل الحقوق ضمن حيز الجماعة لا خارجها، ولأول مرة يجد الفرد أنه بحاجة لأن يفرز حقوقه عن حقوق الجماعة أو السلطة، فينزع ذلك الوهم الذي يجعل الحقوق – قبل أن تفهم على هذه الشاكلة – هبة لا حق، فالصراع مع الخارج الذي شهده الإنسان في السابق كان صراعًا من أجل الحياة والمصير، وهو صراع يؤسس الحقوق ولا ينتزعها. لكن في ظلِّ الجماعة أصبح الصراع موجهًا نحو تلك الحقوق التي تمنح الإنسان وضعًا أفضل، فهو من جهة نتاج الجماعة ومخلصها، لكنه من جهة أخرى يزعزع الجماعة ويحملها على مواجهة نفسها، بعد أن كادت أن تكون آمنة مطمئنة بما لديها من حقوق اعتقدت أنها أعلى ما يمكن أن تتأمله من هذه الحياة. *** *** *** المصادر 1. صوموئيل كريمر، من ألواح سومر، ترجمة: طه باقر، مراجعة وتقديم: أحمد فخري، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر. 2. فوزي رشيد، القوانين في العراق القديم، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1988. 3. رمضان عبدة علي السيد، معالم تاريخ مصر القديم، القاهرة، مكتبة نهضة الشرق، 1986. 4. طه باقر، ملحمة جلجامش، الطبعة الخامسة، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1986. 5. طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول، الطبعة الثانية، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1986. 6. طه باقر، مقدمة في أدب العراق القديم، بغداد، دار الحرية للطباعة. 7. ثاركيلد جاكوبسن وآخرون، ما قبل الفلسفة، ترجمة: جبرا إبراهيم جبرا، مراجعة: محمود الأمين، بغداد، 1960. 8. سمير ديب، تاريخ وحضارة مصر القديمة، الإسكندرية، 1997. 9. دياكونوف، ظهور الدولة الاستبدادية في العراق القديم، من كتاب العراق القديم، مجموعة من الباحثين الروس، ترجمة: سليم طه التكريتي، بغداد، دار الشؤون الثقافية، 1986. 10. فاضل عبد الواحد علي، سومر أسطورة وملحمة، بغداد، دار الشؤون الثقافية، 2000. 11. فؤاد يوسف قزانجي، ملحمة جلجامش: النص الكامل الجديد، مجلة آفاق عربية، العدد 7- 8، 2001. [1] صوموئيل كريمر، من ألواح سومر، ترجمة: طه باقر، مراجعة وتقديم: أحمد فخري، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، ص 81 – 88. [2] لقراءة نص أوروانمكينا حول إصلاحاته في لكش انظر: فوزي رشيد، القوانين في العراق القديم، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1988، ص 10 – 33. [3] للاطلاع على بعض المعلومات حول الثورة الاجتماعية في مصر انظر: رمضان عبدة علي السيد، معالم تاريخ مصر القديم، القاهرة، مكتبة نهضة الشرق، 1986، ص 709- 215. [4] هي ملحمة سومرية مهمة تتناول مغامرات جلجامش ملك الوركاء خلال عصر فجر السلالات السومرية، النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد، وهي من أقدم الملاحم التي أنتجتها الحضارات القديمة. للاطلاع على الملحمة ومعرفة تفاصيل عنها يمكن الاطلاع على المصدر التالي: طه باقر، ملحمة جلجامش، الطبعة الخامسة، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1986. [5] طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، الجزء الأول، الطبعة الثانية، بغداد، دار الشؤون الثقافية العامة، 1986، ص 309. [6] طه باقر، مقدمة في أدب العراق القديم، بغداد، دار الحرية للطباعة، ص 102. [7] ثاركيلد جاكوبسن وآخرون، ما قبل الفلسفة، ترجمة: جبرا ابراهيم جبرا، مراجعة: محمود الأمين، بغداد، 1960، ص 175. [8] طه باقر، ملحمة جلجامش، ص 191- 195. [9] طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة، ص 293. [10] طه باقر، ملحمة جلجامش، ص 76. [11] طه باقر، مقدمة في تاريخ الحضارات، ص 306. [12] خير ما يؤكد هذا التحول تغيُّر الألقاب السياسية للحكام حيث كان يطلق على الحاكم لقب "أن" الذي يعني السيد، وهو لقب له علاقة بالوظائف الدينية، ثم تحول اللقب إلى "إنسي"، أي الأمير، والذي قد يعني انفصال السلطتين الدينية والدنيوية. وأخيرًا ظهر لقب "اللوكال" الذي يعطي معنى الملك بالإشارة إلى تزايد السلطات وامتداد النفوذ السياسي، حيث عاش جلجامش في فترة الانتقال بين لقب "الإنسي" ولقب "اللوكال" الأمر الذي يفسر تلقب بعض الحكام بلقب إنسي وتلقب آخرين بلقب لوكال. [13] طه باقر، ملحمة جلجامش، ص 77. [14] فؤاد يوسف قزانجي، ملحمة جلجامش: النص الكامل الجديد، مجلة آفاق عربية، العدد 7- 8، 2001، ص 70 – 71. [15] يمكننا أن نقرن تسخير الناس في بناء سور الوركاء بتسخير الناس من قبل الفراعنة في بناء الأهرامات، لكن وجه الاختلاف هو أن المصريين كانوا يفعلون ذلك على أساس من العقيدة والإيمان على عكس السومريين الذي يجدونه أمرًا مسيئًا لحريتهم وكرامتهم. للمزيد عن تسخير الناس في مصر القديمة انظر: سمير ديب، تاريخ وحضارة مصر القديمة، الإسكندرية، 1997، ص 74 – 75. [16] على ما يبدو لم تبرز في العصور السومرية المبكرة طبقة عسكرية خاصة، فجميع سكان المدينة القادرين على حمل السلاح كانوا يجندون في أوقات النزاعات، ولذلك لم يملك الحاكم أو من يقوم مقامه أي وسيلة تمكنه في التحكم برقاب الناس. لكن الأمر تغير في عصر فجر السلالات الثالث أو ربما قبله بقليل عندما حتمت الظروف إنشاء جيش للدفاع عن المدينة، حيث أصبح هذا الجيش وسيلة الحكام في الهيمنة والتسلط. حول هذا الموضوع انظر: دياكونوف، ظهور الدولة الاستبدادية في العراق القديم، من كتاب العراق القديم، مجموعة من الباحثين الروس، ترجمة: سليم طه التكريتي، بغداد، دار الشؤون الثقافية، 1986، ص 263 – 310. [17] طه باقر، ملحمة جلجامش، ص 77. [18] طه باقر، ملحمة جلجامش، ص 78. [19] طه باقر، ملحمة جلجامش، ص 91. [20] طه باقر، ملحمة جلجامش، ص 78. [21] فاضل عبد الواحد علي، سومر أسطورة وملحمة، بغداد، دار الشؤون الثقافية، 2000، ص 196. [22] هناك تفسير آخر لتصرف جلجامش أثناء المعركة، إذ ربما نجم عن تهاون أنكيدو معه حفاظًا على كرامة الحاكم، فأراد جلجامش أن يرد له الجميل ويقبل بما جاء من أجله. (رأي شخصي).

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 41.191.1.21} 12/23/2010 5:34:05 PM
تحياتي لكم على هذا الجهد الجبّار في خدمة وطننا الحبيب و إبراز وجهه الحضاري الناصع و ما قدّمه أجدادنا للإنسانيّة جمعاء بالنسبة لمشاركة السيّد باسم حبيب، تحياتي لك على هذه القراءة الجديدة للملحمة و التي يبرز كل يوم مدى عمقها و إنسانيّة موضوعاتها فهي تناقش نضال الإنسان في سبيل حريّته ضمنيّا و بطريقة غير مباشرة، فهي تبدو للقارئ العادي مناقشة لموضوع الخلود و الذي لم ينله كلكامش و أدرك بأنّه يناله من خلال إعماله الجيّدة فقط و ليس كخلود عضوي لجسده الفاني! و هذا في الوقت نفسه مغري للبشر بأن يحسنوا معاملة الآخرين ليخلّدهم الناس من خلال الذكر الحسن لهم بعد وفاة الجسد يبدو بأنّها فعلا ثورة على الظلم و أول إنتفاضة في التاريخ حقّا ، كما يدل على نوع من الديمقراطية، فقد قابل أنكيدو كلكامش في غضون فترة قصيرة من طلب المقابلة، ليس كما هو الحال عليه في هذه الأيام عند طلب مقابلة مسؤول مهم، بالإضافة إلى الوضع في مصر الفرعونيّة و بلاد فارس حيث لم يكن يحق رؤية الملوك، بالإضافة إلى قبوله للنزال! من قد يجرؤ على ذلك في دولة ديكتاتوريّة و لكن أعتقد بأنّ كلكامش قد غيّر من معاملته لسكّان أوروك بعد أن فشل في الحصول على الخلود حسب فهمي! و ليس بعد أن أصبح صديقا لأنكيدو! خالص محبتي و تقديري لجهودكم الجبّارة

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 99.244.126.242} 3/1/2011 4:14:39 AM
باك الله في جهودكم في خدمة الانسانية و البحث عن الحقيقة ولا شيء غير الحقيقة

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 82.224.64.204} 7/1/2011 6:18:02 PM
وطن السومريين عبد الرحمن الصباغ لايمكن باية حالة من الأحوال دراسة أصل السومريين دون دراسة الجغرافية القديمة للمنطقة بالمعنى الشمولي لأبعادها أي جيولوجيا وجيمورفولوجيا والنشاط التكتونيكي للقارات والمناخات القديمة في الرباعي والغطاء النباتي وهجرة الحيوان والأنسان ومستقره وغيرها من الدراسات ذات العلاقة وذلك لوضع الأطار العام الذي أحاط بنشأة هذا الشعب والقاء الضوء على الخصوصيات الطبيعية التي حكمت تطوره. فلا يمكن أن يترك السؤال العمومي والمتعارف عليه من أين جاء السومريين على طاولة البحث دون فحص السؤال نفسه اذ ما هو المبرر بطرح سؤال يستدعي قبول فكرة أن السومريين قدموا من مكان آخر وما المبررأيضا أن يكون هذا الشعب ظهر فجأة فالسؤال يفترض مكانيا أن السومريين جاؤا من منطقة أخرى للمكان التي وجدت حضارتهم فيه و زمنيا ظهورهم في تاريخ معين وفجأة تقريبا. في الحقيقة لايمكن أبدا الأجابة عن هذا السؤال أو عن وطن السومريين الأصلي لمجرد أن يكون الباحث متخصص باللغة السومرية أو أن يكون آثاريا. ان أكون جغرافيا هوشيئ مفيد لخوض غمار هذا الموضوع ولكن دراستي لجيومورفولوجية العراق لسنوات عديدة حقليا ونظريا وأهتمامي الشديد بتاريخه القديم واللغات القديمة فسح المجال أمامي للتوصل إلى الكثير من النتائج التي ربما تساعد على الأجابة على بعض التساؤلات بخصوص وطن السومريين ومن هم أو تلقي ضوءا جديدا يوضح بعض ماهو موجود منها في موقع الظل كما يقول السومريين. ولتوضيح الصورة لابد من العودة بالتاريخ إلى الوراء بعيدا خلف مرحلة ظهور السومريين على مسرح التاريخ في منتصف الألف الخامسة قبل الميلاد تقريبا , بالعودة إلى حقبا جيولوجية غارقة بالقدم كان فيها العراق ضفتين تطلان على بحر يتواصل عبر سوريا ليلتقي بالأبيض المتوسط أي بعبارة اخرى أن الخليج العربي الحالي كان يتصل بالبحر الأبيض المتوسط عبر العراق وسوريا في بداية الحقبة الجيولوجية الثالثة أي منذ أكثر من 65 مليون سنة,أي أن القارة الأفريقية وأرض شبه الجزيرة كانت مفصولة عن آسيا بهذا الممر الضيق ولكن ارتفاع قاع هذا الخليج التدريجي نتيجة بدأ ظهور انكسارالبحرالأحمروتقدم وانزلاق درع شبه الجزير تحت الدرع الأيراني والتركي أدى إلى ضحالة مياه هذا الخليج أولا, في الثلث الأخير من الثلاثي وتحديدا في الميوسين, وبأزدياد قيم التبخر ثانيا والتي من نتائجه ظهور طبقات جيرية وملحية سميكة تسمى بتكوينات الفارس الأسفل والتي أعقبتها تكوينات رملية وطينية تدعى بتكوين الفارس الأعلى معلنة بدء الأنشطة النهرية وظهور بحيرات وجسورأرضية بين الضفة والأخرى للخليج وخصوصا في المناطق السورية وغرب العراق.وفي نهاية الثلاثي أي أثناء البليوسين أي منذ ما يقرب من الخمسة ملايين سنة أصبحت الرمال والحصى والطين هي التكوينات السائدة في وسط العراق وجنوبه الشرقي وهومايسمى بتكوين البختياري الأسفل وهذا يدل علىان الجبال في شمال العراق كانت قد بدأت تتشكل وأن انهارا نشطة كانت تنقل مواد التعرية إلى العديد من المناطق التي كانت مغمورة آنفا بماء البحرأي أن الخليج كان قد أنسحب نحو الجنوب بالنسبة لكل سوريا وأرض الجزيرة غرب دجلة على الأقل.هذه هي الصورة في نهاية الثلاثي أي قبل مايقرب من مليونين عام. خلالها كانت الحيوانات تستطيع العبور بسهولة قادمة من أفريقيا بأتجاه آسيا وبالعكس وأيضا كان خلالها المناخ مداري في منطقة الشرق الأوسط. أما في الحقبة الرباعية فأن الأمورأختلفت فبالأضافة إلى أن هذه المرحلة تتمثل ببدأ ظهور الأنسان الحديث الذي انتشر تدريجيا في العالم فهي تتميز أيضا بظهور حقب جليدية وأخرى معتدلة في أوربا يقابلها مطيرة وجافة في العراق والجزيرة وشمال أفريقيا. يبقى أن نعرف بأن العصور الجليدية التي سادت أثناء الرباعي وعددها مابين أربعة وستة حسب تصانيف الأخصائيين والذين يعتبرون أحداها رئيسي في حين يعتبره الآخر ثانوي أوضمن المرحلة الأولى من الرباعي المسمات البليستوسين والتي هي فترة انتقالية بين المرحلة المدارية التي سادت نهاية الثلاثي واول مرحلة جليدية للرباعي وأثنائها جائت حمولات ضخمة من الحصى الخشن يسمى بتكوين البختياري الأعلى والذي يمثل أعلى نشاط تكتونيكي ونهري ظهرت خلاله ما يسمى بالمرتفعات الواطئة مثل حمرين ومكحول وسنجار وأخرى غيرها نحو الشمال الشرقي وأستقرت أثتائه منظومة الأنهار الكبرى في العراق وأخذت صورتها شبه الحالية.أدت هذه الفترات الجليدية لأنخفاض مستوى سطح البحر مما أدى لظهورأراضي كانت يوما مغطات بالبحر وهذا الأمر ينطبق على الخليج أيضا أثناء هذه المراحل , مما يعني أن رأس اللخليج سيتأثر صعودا ونزولا وكذلك الشواطئ ذاتها المحيطة به وما لذلك من تبعات بخصوص مصبات الأنهار فيه والرواسب التي تحملها ونظم المسنقعات والدالات البحرية. فان أنسحب الخليج أثناء الفترة المطيرة عمقت الأنهار مجاريها في المناطق الداخلية للعراق أي في السهل الرسوبي وأنخفض خطر الفيضان وظهور مستنقعات جانبية وأن تقدم نتيجة لحلول الفترة الجافة التي يقابلها المعتدلة في أوربا امتلأت مجاري الأنهار بحمولاتها وارتفع مستواها أحيانا عن مستوى الأراضي المحيطة بها في منطقة السهل الرسوبي مثلا مما سيؤدي إلى حدوث ثغرات أثناء مواسم الفيضان وانغمار السهل بمياه النهر والذي قد يبدل مجراه فتظهر مناطق مستنقعات ومسطحات مائية جديدة وهكذا دواليك والمسألة ,غير ذلك وأكثر استقرارا, في الشمال و الشمال الغربي وعلى الهضبة غرب العراق اذ أنها كانت بمنئى عن حدوث الفيضانات بسبب أرتفاعها المحسوس, فالأنهار الكبرى كالزابين ودجلة شمال حمرين والفرات قبل دخوله منطقة السهل الرسوبي كانت قد عمقت مجارها منذ زمن بعيد وأستقرت نسبيا ضمن هذه المجاري يبرهن ذلك المصاطب الموجودة على ضفافها.وبالرغم من تعقد الصورة وتداخل المؤثرات خلال المرحلة الرباعية من عوامل تكتونيكية وتقلبات مناخية ظخمة نستطيع القول بأنه أثناء الرباعي كانت المناطق الشمالية المرتفعة والأقل أرتفاعا ومناطق الشمال الغربي أي الموصل وأرض الجزيرة جنوبها غرب الثرثار وكذلك الهضبة الغربية غرب الفرات نزولا لجنوبه تمثل مناطق مثالية يجوبها مجاميع من الصيادين والجامعين اللاقطين حتى بداية ظهور الزراعة بحدود ما لايقل عن عشرة آلاف سنة قبل الميلاد.أما المنطقة المتمثلة شمالا مابين جبل حمرين ومنخفض الثرثار والهضبة الغربية أو امتداد خط جبل حمرين نحو الجنوب الشرقي والمرتفعات شرق دجلة بشكل عام فلقد كانت مسرحا لواقع طبيعي آخر عنصر الماء فيه هوالسيد منذ بداية الرباعي فالمنطقة وأمتدادها الطبيعي في الخليج كانت عبارة عن منخفض كبير توضع فيه كل حمولات التعرية القادمة بالأنهار من الشمال والشمال الشرقي وفيها شبكة معقدة من الأنهار والروافد والمساحات المائية الواسعة بسبب انبساط الأرض وانخفاض مستواها وكل هذه الأنهار والمساحات المائية هي ليست مستقرة لانوعا ولاكيفا فالأنهار تغير مجاريها ويتبع ذلك تغير في أشكال ومساحات المسطحات المائية وخصوصا أثناء المراحل الجافة أما أثناء المطيرة فالأنهار تعمق مجاريها تبعا لأنسحاب رأس المصب نحو الجنوب ومداه ومايترتب من ذلك من تقلص لحجم المساحات المائية لمرتبطة بنظام الفيضان وتسرب المياه الجوفية بسبب ارتفاع مناسيب الأنهرمباشرة أثناء الجافة. في حين أن المنخفضات التي لها علاقة مباشرة بالأمطار ستكبر وتمتلأ اثناء الفترة المطيرة مثل منخفض الثرثار وبحيرة الشارع شرق سامراء والرزازة والحبانية وبحرالنجف وبحيرة منخفض الرطبة على الهضبة الغربية والكثير من المنخفضات المتناثرة على الهضبة وغرب الثرثار وشمال حمرين وضمن المناطق الجبلية العالية والواطئة.كل هذه الأمور تلقي ضوء على التوزيع البشري والنباتي والحيواني أثناء المرحلة الرباعية وتقلباتها وترسم صورة البيئات المختلفة والمترابطة بنفس الوقت. لقد وجدت في العراق الكثيرمن بقايا الأنسان القديم بمن فيهم النياندرتال في الشمال و في الرطبة مما يعني أن الأنسان كان موجود هنا منذ حقب قديمة جدا وقد وجدت أيضا بقايا الكثيرمن الحيوانات التي كانت تجوب هذه المنطقة وتعيش فيها. فمنذ بداية الرباعي نرى تشكل ثلاثة مناطق مترابطة, مناطق المرتفعات في الشمال الشرقي ومناطق السهول في الشمال الغربي والغرب والجنوب ثم مناطق الأنهار والمستنقعات في الوسط والجنوب. وخلال الفترات المطيرة والتي تمتد لعشرات الآلاف من السنين تكون هناك وفرة نسبية في حيوانات الصيد والغطاء النباتي مما يقدم بيئة مثالية لأنشطة الجمع والألتقاط والصيد في مناطق السهول والمرتفعات الواطئة عكس العالية التي ستغطيها الثلوج لفترات طويلة من السنة و ستكون مناطق الأنهار والمستنقعات هي أيضا غنية بالنباتات بالحيوانات والطيور وستكون كذلك أيضا ملاذا جيدا أثناء المراحل الجافة للصيادين والجامعين اللاقطين.هكذا فنحن نعتقد أن أجداد السومريين هم نفس الصيادين اللاقطين الجامعين الذين كانوا يجوبون سهول غرب وجنوب العراق والذين اثناء بداية ظهور أول فترة جافة بدؤا يستقرون ويتفاعلون مع مناطق المستنقعات وما تتمتع به من خيرات نباتية وحيوانية كمصدررزق دائم ويتركونها بأتجاه الأطراف الغربية عندما تغمرها الطوفانات من جديد ثم يعودون اليها مرة أخرى متى ماتراجعت المياه وغارت. وعبر الزمن تطورت لهجات وثقافات سكان هذه الأصقاع فاهل المناطق الغربية والجنوبية ينتقلون للبداوة والرعي أثناء المراحل الجافة وكذلك اهل المرتفعات الواطئة في حين يميل أهل الأنهار والبطائح والمستنقعات إلى الأستقرار وهذا أول سر من أسرار نشوء الحضارة. فيما بعد وفي نهاية آخر مرحلة رطيبة رئيسية قبل حوالي 14000 وبدأ الفترة الرئيسية الجافة التي مازلنا نعيشها لحد اليوم كانت مناطق غرب الثرثار وتلك المحيطة بالموصل بشكل خاص مؤهلة لظهور الزراعة بعد أن أخذت أعداد حيوانات الصيد والغطاء النباتي بالتضائل تدريجيا, ولتوفر عدة عوامل منها التربة الخصبة و الأمطار الكافية والمناخ المعتدل ونشوء القرى وهذا يعني الأستقرار أيضا والتطور اللغوي المصاحب في حين أصبحت البداوة والرعي سمة المناطق الأكثر جفافا للغرب والجنوب و سمة مناطق المرتفعات. بالمحصلة نرى أن أجداد السومريين كانوا موجوديين في العراق من بداية تشكله في نهاية الثلاثي أي منذ أكثر من مليوني عام وأنما الذي حصل أنهم انتقلوا بأماكن سكناهم تدريجيا نحو الجنوب تدرجا مع انساحاب الخليج التدريجي اليه وتدرج بيئة الأهوار اليه أيضا , في حين انتقل المزارعون على أثرهم من الشمال الغربي نحو الجنوب الشرقي متماشين مع ظهور أراضي قابلة للزراعة بعد تجفيفها من المستنقعات.وهكذا بقي السومريين مرتبطين بالبحر والمنخفضات المائية وثرواتها وبالأهوار التي تمثل بيئة مثالية لهم و لحيواناتهم وبالأخص الجاموس وبقي المزارعون مرتبطون بالأنهار وبالأراضي الواقعة للغرب منها تلك التي يأتي منها مددهم السكاني. بوصولنا إلى هذه المرحلة من الموضوع وبعد أن أستعرضنا بعجالة المنطقة التي عاش بها أجداد السومريين بقي أن نطرح سؤال من أين أتى هؤلاء الأجداد. أن البشر كانوا من قبل صيادين جامعين وينتقلون خلف الحيوانات المهاجرة كما تفعل الضواري ورأي الأخصائيين بشكل عام هو انتقال الحيوانات من أفريقيا إلى آسيا عن طريق سيناء عبر العراق وسوريا , وهذا ما حصل بالفعل ولكنه حصل بعد أن انسحب الخليج تدريجيا عن العراق وسوريا كما أسلفنا , في هذه الأثناء كان البحر الأحمر شبه مغلق والعبور إلى ضفته الشرقية امرسهل أما بعد انفتاحه فسينقطع طريق العودة على هذه الحيوانات التي عبرت أو التي كانت موجودة اصلا وستنتشر وتتطور ضمن بيئاتها الجديدة في الجزيرة بشكل منقطع نوعما عن أفريقيا ونقول نوعما لأن طريق سيناء تبقى سالكة أيضا. والذي ينطبق على الحيوان قد ينطبق على الأنسان أيضا. أي بعبارة أوضح نحن نعتقد أن الأنسان القديم قد انتقل من أفريقيا عبر باب المندب, أو كان أصلا موجودا ضمن الجزيرة منذ البداية, على الأقل في بداية الحقبة الرباعية عندما كانت هذه البوابة أكثر ضيقا وربما ملتحمة تماما خصوصا أثناء هبوط مستويات المحيط في الفترات الجليدية. وأن أعداد كبيرة من المهاجرين عبروا إلى أرض الجزيرة عبر اليمن أو كانوا أصلا موجودين هنا ثم انتشروا فيها شمالا وشرقا وبأتجاه الدواخل سعيا وراء رزقهم خلف الحيوانات المهاجرة والتي كان بضمنها الجاموس البري الأفريقي وأن هؤلاء بقوا هنا لفترة طويلة من الزمن وتأقلموا مع بيئاتهم الجديدة والأمر نفسه حصل بالنسبة للحيوانات التي أكتسبت صفات وميزات وتغيرات لم تكن موجودة عندها أثناء تواجدها في الشرق الأفريقي أو على ألأقل قبل الرباعي وذلك خصوصا أثنا ء التقلبات المناخية التي سادت فيه وعلى سبيل المثال ظهور سلالات جديدة من الجاموس تتميز بأنها سلالات نهرية أومائية بالدرجة الأولى وذلك بسبب ظهور الجفاف ومن ثم لجوء هذه الحيوانات إلى المنخفضات المائية حيث المرعى والمياه الوفيرة مقارنة بالمحيط الصحراوي الجاف ذلك أنها حيوانات مدارية أصلا ,وهذا يعني أن الأنسان قد واكب هذا الحيوان لصيده أول الأمر ثم للتعايش معه فيما بعد. هذه هي كانت الهجرات الأولى نحو الشمال وموطن المساحات المائية والأنهار في العراق ومنذ بدايات ظهور أول فترة جافة حيث استقرت هذه الأقوام تدريجيا هنا.فالسومريين هم أوائل المهاجرين الذين جائوا من الجزيرة العربية بعد أن أصبحت تعاني من الجفاف فأنتقلت قطعان الماشية الوحشية وبضمنها الجاموس البري نحو الشمال الشرقي حيث الكلأ والماء الوفيروعلى أثرها سار الأنسان القديم. ولايمنع هذا المنطق أيضا ورود الحيوانات والأنسان أيضا ولنفس الأسباب إلى العراق ومنخفضاته عن طريق سيناء. بعد ذلك تواردت الهجرات وخصوصا أثناء الفترات الجافة صعودا نحوالشمال أو قدوما من الغرب. والقادمون الجدد سينافسون الأقدم منهم على ما عندهم أوينتشرون للأقامة في مناطق أبعد. وقد أستمرت هذه الحالة حتى مرحلة الهولوسين أي الفترة الجافة الأخيرة وظهور الزراعة ومجيئ هجرات جزيرية للعراق متمثلة بالأكديين الذين سكنوا للشمال من سومر وللغرب منها أولا. إن غلبة الثقافة الأكدية على السومرية سببه الأنغلاق النسبي وان السومريين تمسكوا بثقافة الصيد والجمع والأعتماد على المنتجات الطبيعية والتجارة البحرية في حين أن الأكديين كانوا زراعيين أي مرحلة متقدمة على الثقافة السومرية كما المرحلة الصناعية مقارنة بالزراعية اليوم. الشعب السومري هو شعب عراقي أصيل تطور ونشأ على هذه الأرض وامتدادها في الخليج ويعتبر مكونا أساسيا لسكان العراق اللاحقين.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 82.224.64.204} 7/1/2011 6:22:36 PM
لاسومريين في قاع الخليج عبد الرحمن الصباغ منذ زمن بعيد وفي نهاية السبعينات من القرن الماضي وبحكم تخصصي في الجغرافيا الطبيعية ,وتحدبدا الجيومورفولوجيا, كنت أحدث زملائي ومن حولي ولم يكن هنالك طبعا أنترنيت ,عن امكانية أن يكون الخليج بمعناه الجغرافي الواسع وطنا لشعبا قديم أي ليس فقط أن يكون الأنسان قد عاش في جنوب العراق والى الجنوب منه على الضفة الغربية للخليج كما تثبت ذلك اللقى الأثرية ورقم السومريين وانما ايضا داخل الخليج نفسه أي بعبارة أوضح على قاعه الحالي. ذلك أن دراسات المناخات القديمة للحقبة الجيولوجية الرباعية والتي أستمرت لحدود المليونين سنة كانت قد شهدت انقلابات مناخية كبيرة سميت بالعصور الجليدية في أمريكا الشمالية وأوربا وبالفترات المطيرة في المناطق التي تقع الى الجنوب منها بشكل عام كما في شمال أفريقيا والشرق العربي وكانت تتضمنها أي بين كل فترة وأخرى فترات تسمى معتدلة في أوربا وأمريكا الشمالية وفترات جافة في شمال أفريقيا والمشرق وكانت هذه الفترات تستمر لفترات طويلة جدا تقاس بعشرات الآلاف من السنين. ولقد انجرعن هذه التغيرات المناخية الكبيرة نتائج كبيرة أيضا منها تفاوت مستويات سطح البحر بين قمة كل فترة وتلك التي تعقبها ذلك أن المحيطات والبحار المتصلة بها سينخفض مستواها أثناء الفترة الجليدية بسبب تحول جزء كبير من الرطوبة الجوية على دائرتي القطبين وحولهما على اليابسة الى جليد بسبب أنخفاض الحرارة مما سيأخذ كميات هائلة من مياه المحيطات فينقص من مستواها في كل العالم وسيصل الأنخفاض أعلى مستوى له عندما نصل القمة للفترة الجليدية.أما أثنا الفترة المعتدلة أي تلك الفترة التي تعقب الجليدية وتوصف بالأعتدال وهي ستشبه نسبيا المرحلة التي تعيشها أوربا اليوم وأمريكا الشمالية فسيذوب فيها الجليد وترتفع مستويات المحيطات لأعلى مستوى عندما نصل الى قمة هذه المرحلة المعتدلة. وبطبيعة الحال ان البحار والمحيطات ليس كلها بنفس العمق فقد يؤدي انخفاض مستوى البحر أثناء الفترة الجليدية ان يكون البحر ضحلا أوأن ينسحب عن أراضي كان يغطيها من قبل أوحتى ينسحب مخلفا بحرا أوبحيرة داخلية. ولكل من ذلك تبعات على طبيعة الأنهار ومجاريها فعندما ينسحب شاطئ بحر سيتبعه مصب النهروسيعمق مجراه بالنظر لهبوط مستوى البحر. وما تقدم هووصف عام ونظري لما قد كان يحدث ولكن الواقع هوطبعا أكثر تعقيدا.فلرسم صورة أقرب للواقع لابد من الأخذ بنظر الأعتبار بالمؤثرات الأخرى التي تكتسي بأهمية كبيرة وعلى رأسها العامل التكتونيكي أي حركات القشرة الأرضية والزحف القاري فمنطقة الخليج بالذات وامتداده في العراق كانت وما زالت تتعرض لهذ المؤثرات لأن كتلة أودرع الجزيرة العربية تزحف نحوالشرق فترتطم وتنزلق تحت كتلتي أيران وتركيا وذلك بسبب الأنفتاح المستمر للبحر الأحمر, وهذا هوسبب ظهور واستمرار الزلازل والهزات الأرضية في كل من تركيا وأيران من آونة لأخرى.أن هذا الزحف المستمر منذ ملايين السنين أدى لأرتفاع قاع البحر وظهور جزء كبيرمن العراق وسوريا ثم أدى الى ضحالة مياه الخليج. ظحالة مياهه جعلته أن يتأثر بشكل كبير ومحسوس بالتقلبات المناخية أثناء الرباعي.وهكذا فأن هبوط مستوى المحيطات العالمي أثناء فترة جليدية مهمة سيؤدي الى انسحاب مياه الخليج الى مديات معينة وستعمق الأنهار مجاريها لتصل الى رؤس مصباتها التي تتراجع ومن أهم هذه الأنهار دجلة والفرات التي قد تاخذ شكل نهر موحد يستمر عشرات أومئات الكيلومترات جنوب مصبه الحالي جنوب البصرة وستصب في هذا النهر العظيم أنهار أخرى كانت فاعلة أثناء الفترات المطيرة قادمة من مرتفعات ايران شرق الخليج وأخرى من أرض الجزيرة للغرب كوادي الباطن والدواسر والرماح. وستصبح مناطق شاسعة على ضفاف هذا النهر موطنا لسكن الأنسان القديم. ولم لا يستمر هذا النهر أيضا بمتابعة انسحاب الخليج ومن ثم يصب في البحر العربي عند مضيق هرمز؟ أوان ذلك الخليج سينسحب قبالة مضيق هرمز ليترك خلفه بحيرة داخلية تتبخر لتترك رواسب ملحية وسبخات أوأن تظهر بحيرات مائية عذبة تدريجيا نتيجة ملئها بمياه الأنهار. نظريات واحتملات عديدة وممكنة تستوجب دراسة معمقة قبل التحدث بأحتمال سكن الأنسان قاع الخليج الحالي مع الأقرار بان الأحتمال قائم. أما ما سيتم أثناء المرحلة المعتدلة في أوربا وأمريكا الشمالية فهوارتفاع منسوب المحيطات ومن ثم تقدم مياه الخليج للداخل وتبعات ذلك على المحيط الجغرافي المباشر أي حوض الخليج وارتفاع مستوى قاع الأنهار والوديان وشحة الأمطار في الفترة الجافة وظهور المستنقعات عند رأس الخليج. أي بعبارة أخرى أن نظام المستنقعات والأهوار هومرتبط بالفترة الجافة وليس الرطيبة. وهذا له دلالات بعيدة اذ أن السومريين وطبيعة معيشتهم مرتبطان بهذه البيئة لأرتباط حيواناتهم وعلى رأسها الجاموس بها أصلا. فلا يمكن تصور الحضارة السومرية دون الأخذ بنظر الأعتبار نوع بيئتهم وتشابك وترابط مكوناتها وهي بيئة خاصة متميزة جائت نتيجة لضروف طبيعية خاصة ومتميزة في فترة مناخية تعود للمرحلة الجافة بشكل خاص وليس الرطيبة المطيرة. أي في المرحلة التي يكون فيها الخليج متقدما للداواخل وليس منسحبا أوبعبارة أخرى مرحلة أرتفاع منسوبه وليس العكس.وبالمقايل فليس لدينا أدنى شك بأن الأنسان الذي يمثل جد الأنسان السومري والذي عاش في مرحلة أقدم بكثيرمن بداية الفترة السومرية بمعنى خلال الرطيبة كان هنا ولكن ليس بالشكل والصورة التي عاش بها السومري في بيئته التي نعرفها أي كان صيادا جامعا لاقطا يجوب أرجاء الجزيرة وشمالها في العراق وسوريا وشمال أفريقيا. أن وجود دلائل على حدوث انسحابات خليجية بواقع وجود جروف ومصاطب بحرية تعود للرباعي لاتعني وبغياب الدليل قيام حضارة سومرية في مكان آخر بعيدا جدا عن جنوب العراق , ولوأدركنا بأن الفترة الجافة الأخير ة بدأت منذ 14000 سنة تقريبا وأنها رافقت بدايات ظهور الزراعة في العالم والتي للشرق الأوسط وللعراق بالذات السبق بذلك في مناطقه الشمالية الغربية وعلاقة الزراعة بالجفاف وكذلك ظهور الأهوار والبيئة الخاصة بها وكملاذ طبيعي للحيوان خلال هذه المرحلة وللأنسان الصياد الجامع اللاقط الذي بدأ يعاني من نقص الصيد والغطاء التباتي فهمنا معنى توجهه واستقراره في هذه المناطق دون غيرها فهواضطرار أكثر منه خيار فالتحول للزراعة في الشمال الغربي ثم الوسط له متطلباته والتحول للعيش في وقرب الأهوار له متطلباته ايضا وهي متطلبات لاتأتي بالصدفة. ولكن قد يقول قائل لماذا لانفترض عدة دورات سومرية أي لماذا لا يكونوا قد كرروا نفس الحياة في كل مرة تكون فيها فترة جافة بعد كل رطيبة على طول الحقبة الرباعية.وهوتسائل ساذج اذ بمجرد فحصه سيتبخر فهويستوجب ثبوت حالة وطول الفترات الرطيبة والجافة على ماهي وثبوت النشاط التكتونيكي وتوقف ارتفاع قاع الخليج وتوقف التطور المعرفي للأنسان بحيث يعود دوما لنقطة الصفر ليبدأ من جديد وكذلك سهولة التغيير للثقافة والحياة كلما تغيرت البيئة حوله أي مرة صياد جامع لاقط وأخرى راعي مستقر تاجر بحري حسب الضروف وبعد ممارسة في كل مرة تستمر عشرات الآلاف من السنين.واذا اغمضنا عيوننا عن كل ذلك فماذا سنقول عن الزراعة التي ماأكتشفت الا في الفترة الجافة الأخيرة.لم لاتكون هي أيضا تدخل بنفس الدورة أي مرة يكتشفها الأنسان يمارسها ثم في الرطيبة التالية ينساها فيعود للصيد ثم يعود للزراعة بعدها وهكذا.ثم يتوجب اثبات كل ذلك وكل هذه الدورات.وحقيقة الأمر هي أن الفترات المناخية التي مرت على الأرض خلال الرباعي متباينة بالفترة الزمنية وبالتأثير وان الفترة الجافة الأخيرة التي نعيشها والتي هي معتدلة في أوربا وأمريكا الشمالية هي من أكثرها جفافا وان الأنسان حقق خلالها قفزات ثقافية هائلة على شكل متوالية هندسية ففيها انتقل من العصر الحجري القديم للحديث وبدأ يصنع الأواني والفخار ومن ثم أكتشف المعادن والأستقرار في دور مبنية وباشر التدجين والزراعة ثم التجارة ومنذ ستة آلاف سنة تقريبا بدأ يكتب في سومر.أليس كل ذلك يعني تسلسلا واضحا في الأحداث والوقائع؟. ليس من السهل اذن القول بأن الشعب السومري كان موجودا أيضا وبنفس الصيغة التي وجدناها في جنوب العراق خلال مرحلة جافة سابفة لأن ذلك يعني وبكل بساطة زمنيا ما بين 130 و110 ألف سنة أي في الفترة التي ما يزال فيها انسان النيندرتال حيا يرزق في العراق ومناطق أخرى من العالم. في النهاية يمكن القول ان رأس الخليج كان متواجدا جنوب موقعه الحالي عند بداية التحول من الفترة الرطيبة الأخيرة الى الجافة أي بحدود مايقارب ال16000 سنة ولكن تطور وظهور السومريين كثقافة تستند على بيئة نهرية بحرية ومستنقعات وتدجين الجاموس يعود لفترة لما بعد ذلك أثناء أشتداد الجفاف وظهور الحاجة للجوء الى هذه الملاذات بالنسبة للحيوان والأنسان. ونستطيع القول بأن جنوب العراق الحالي, أوقليلا للجنوب أوللشمال, كان الوطن الأول والأخير للسومريين والتي انتهت هيمنتهم بهيمنة الأكديين اللذين جاؤا من بعدهم.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.244.98.76} 7/9/2011 12:41:26 PM
شكر خاص للسيد عبد الرجمن الصباغ من د. ابو الصوف و ادارة الموقع على اضافته العلمية الجميلة والتي تصب في قلب البحث, فقط تعليق على ما ورد في بحثه الاول عن لا وطن للسومريين في قاع الخليج نود ان نبين ان رؤيتنا للموضوع لا تقترح ان السومريين هم سكان قاع الخليج بل تتجه الى ان الشعب السومري ما هوالا ناتج من تلاقح العراقيين الاصليين ( الفراتيين الاوائل بحسب د. طه باقر ) مع الهاربين من طوفان الخليح, هذا التزاوج في الثقافات انتج ما ندعوه بالثقافة او الحضارة السومرية.

 

Delete Click to disapprove comment.
   
 

 

Delete Click to disapprove comment.
   
 

 

Delete Click to disapprove comment.
   
 

 

Delete Click to disapprove comment.
   
 

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 77.245.6.55} 9/27/2012 1:10:36 AM
عبدالوهاب حميد رشيد في الحوار المتمدن ج 4 عصر فجر السلالات (عصر دول المدن السومرية) بعد أن ولدت عناصر الحياة في شكل تجمعات بشرية شمال البلاد، وتوجت بِأعظم ثورة اقتصادية في تاريخ البشرية (الزراعة)، وظهور القرى الزراعية، لتمتد تدريجياً نحو السهل الجنوبي، بدأت إشراقة حضارة أصيلة متكاملة بالظهور التدريجي من أقصى جنوب وادي الرافدين. ومع أن هذه المنطقة فقيرة في الموارد الأساسية اللازمة للبناء الحضاري مثل الأخشاب والأحجار وخامات المعادن، لكنها غنية بثلاثة مصادر أُخرى هي: ضوء الشمس، الماء، والتراب (الطين). من الطين بنى الرواد الأوائل حضارتهم، وعلى الطين كتبوا تاريخهم، فأتاحوا للإنسان المعاصر أن يرى الماضي على مدى أكثر من خمسة آلاف سنة هي الفترة الفاصلة بين الحاضر وبين الحضارة السومرية(1). ولم تكن (مهد الحضارة) لتتجاوز شريطاً أرضياً طويلاً وضيقاً بين محافظتي الديوانية والناصرية (من نفر إلى أقصى الجنوب)، سُميت (بلاد سومر). تعايشت في هذه المنطقة ثلاثة أقوام: السومريون، الاكديون (الجزريون/الساميون)- أقدم الموجات البشرية المهاجرة من شبه الجزيرة العربية إلى منطقة جبل سنجار/ شمال العراق، وانتقلوا في الربع الثاني من الألف الثالث ق.م إلى وسط السهل الرسوبي شمال بلاد سومر في المنطقة التي عُرفت بعد العام 2400 ق.م باسم "بلاد اكد"(2). وعُرفت المجموعة الثالثة بـ(الفراتيين الأوائل) Proto-Euphratans. وكانت المجموعة الأولى السباقة لاستيطان جنوب البلاد، وتركت بعض الآثار اللغوية المميزة التي استخدمت لاحقاً من قبل السومريين. ونظراً لأِنهم عاشوا واختفوا قبل التاريخ (قبل اكتشاف الكتابة)، لذلك اعتبرهم الباحثون قوماً مجهولين(3). من هم السومريون؟ هل حضروا من مناطق خارجية شرقية أو غربية أم أنهم من سكان البلاد الأصليين أبناء أُولئك الأسلاف الذين أقاموا أقدم القرى الزراعية في شمال البلاد لتمتد جنوباً في أدوار عصور ما قبل التاريخ مثل جرمو، حسونة، حلف، سامراء.. ولغاية العبيد، الوركاء، اور جنوب البلاد؟ سبق ملاحظة أن الزراعة- أساس بناء المجتمع السياسي المنظم والتمدن والحضارة- بدأت تاريخياً شمال البلاد (جرمو 7000 ق.م) ولم تصل إلى أوربا إلا بعد 3500 سنة، في حين عُرفت الأقوام الجبلية في الشرق بحياتهم الهمجية، وأطلق السومريون عليهم "ثعابين الجبال". بينما وَصفوا الأقوام الجزرية: أنهم بدو الصحراء لا يعرفون الزراعة والحضارة.. أما السومريون فكانوا على خلاف هذه الأقوام شعباً متحضراً شديد التعلق بِأرضه الطيبة (السهل الرسوبي)، يتحسَّبون دائماً للبدو الأجلاف في المناطق الغربية الذين دأبوا على مهاجمة قوافلهم ومدنهم وقراهم. "إن النزاع التقليدي لمجتمع السهل الرسوبي والقبائل البدوية تملأ فصولاً طويلةً من تاريخ العراق القديم(4)." بمعنى أن أهل بلاد الرافدين كانوا الأكثر تحضرا وتأهيلاً لبناء ومواصلة الطريق الحضاري(5). ورغم ظهور ما لا يقل عن تسع نظريات تحاول كل منها تنسيب أصل السومريين لجهة خارجية، فإنها بقيت ضعيفة الحجة لأِن كلاً منها اعتمدت أسباباً جزئية دون أخذ الحضارة السومرية- الرافدينية بصورة مترابطة ومتكاملة(6). من المعروف أن اسم سومر (شومر) تسمية مشتقة من المنطقة التي سكنها السومريون ولا تُعبر عن أصل أو عن عرق، بل هي مرتبطة باسم المنطقة التي استوطنوها (بلاد سومر)- سيد القصب. أما لغتهم- وتشكل أقدم لغة مدونة بالخط المسماري- فهي فريدة ليست لها علاقة بإحدى العائلات اللغوية المعروفة. كما أن الفحوص الانثروبولوجية لبقايا الهياكل التي عُثِرَ عليها في المقابر السومرية أظهرت عدم وجود ما يمكن تسميته بالعرق السومري. وحيث أن اللغة وحدها تستطيع فهرسة العلاقات العرقية، ولأِن الكتابة لم تكن معروفة، لذلك لم يكن بالإمكان معرفة لغة الرواد الأوائل بناة أُولى القرى الزراعية شمال البلاد. من هنا بقيت اللغة السومرية فريدة، ليس بالإمكان معرفة علاقتها بلغة أوُلئك الرواد، في حين ليست لها علاقة بلغة القادمين الجدد من الجزريين(7). فهل كانت اللغة السومرية هي لغة العراقيين الأوائل التي انحسرت وماتت مع الانحسار السياسي للسومريين نتيجة غلبة لغات الأقوام الأُخرى القادمة من الخارج، خاصة اللغات الجزرية التي توجت باللغة العربية في العصور التاريخية اللاحقة؟ يقول جورج رو: إن التراث الأدبي السومري يقدم صورة لقوم مثقف جداً ومتين جداً لكنه لا يعطي معلومات عن أصل السومريين. وتدور الحوادث والقصص والأساطير السومرية في وسط غني بالأنهار والبحيرات والبردي والنخيل- وهذه خلفية نموذجية لمنطقة جنوب البلاد- وتعطي انطباعاً قوياً أن السومريين عاشوا دائماً في ربوع هذه المنطقة. وليس هناك في كتاباتهم وآثارهم ما يؤكد أو يشير إلى وجود أي موطن سابق للسومريين يختلف عن وادي الرافدين. وهذا يعطي انطباعاً متينا أن السومريين يمكن أن يكونوا قد تواجدوا دائماً على أرض هذه البلاد منذ العصور الحجرية الحديثة المبكرة. ويدعم رأيه هذا بما خَلُصَ اليه أحد المسشرقين:T F.FRANKFOR "بِأن المناقشة المسهبة لهذه المشكلة يمكن أن تتحول تماماً في النهاية إلى ملاحقة وهم لا وجود له مطلقاً(8)." ويرتبط بالأصل الحقيقي للسومريين- الذين سموا أنفسهم "ذوي الرؤوس السود"- أن حضارتهم تفتحت منذ عصور ما قبل التاريخ في ربوع العراق نفسه فعكست مزاج وطموحات المجتمع الفلاحي المحافظ المستقر الذي شكل على الدوام العمود الفقري لهذه البلاد. وأخيراً يؤكد جورج رو بقوله "وليس هناك من شك في كون هذه الحضارة (عراقية) أساساً وجوهراً(9)". لهذا السبب استمرت هذه الحضارة حتى بعد اختفاء السومريين كقوم سائد بعد حوالي العام 2000 ق.م، وبقيت تستخدم من قبل القادمين الجدد الذين تعاقبوا على هذه الحضارة ذاتها والتي ظلًّت سائدة وصاروا جزءاً منها. "فلأِكثر من ثلاثة آلاف عام، عُبِّدَتْ آلهة سومر من قبل السومريين والساميين على حد سواء. ولأِكثر من ثلاثة آلاف عام لعَبَتْ المعقدات الدينية السومرية دوراً غير اعتيادي في توجيه مناحي الحياة العامة والخاصة لسكان وادي الرافدين، فقولبتْ مؤسساتهم وأغنت أعمالهم الفنية والأدبية وعمَّت كل نشاطاتهم من أرفع مهام الملك وحتى أصغر الممارسات اليومية لرعاياه(10)." ربما تلقي بعض الآثار الادبية التي خلَّفتها حضارة وادي الرافدين المزيد من الضوء على أصل السومريين. لنقرأ شيئاً من إحدى أساطير الخلق السومرية "قصيدة المعول"- ف16/1- فالقصيدة تعود في جذورها الأُولى إلى بدايات الثورة الزراعية في شمال البلاد، والإِله انليل بعد أن "... أسرع بفصل السماء عن الأرض، عمل على خلق الإنسان الأول، فحفر شقاً في الأرض... ووضع بدايات البشرية في الشق، وعندما بدأ البشر بالظهور كالحشيش، كان انليل ينظر مرتاحاً إلى "شعبه السومري". ألا يوضح هذا أن السومريين يكشفون عن أصلهم في الفقرة الأخيرة بِأنهم أبناء أُولئك الأسلاف رواد الثورة الزراعية في الشمال!؟ وإذا قبلنا الجواب بالموافقة، حق لنا أن نؤكد بِأن السومريين هم أصل الشعب العراقي. تراوح عدد المدن (دول المدن) السومرية في حدود خمس عشرة مدينة مستقلة، منها: اريدو (أبو شهرين- جنوب غرب الناصرية) )، اور (المقير- جنوب غرب الناصرية)، لارسا (سنكرة- شمال غرب الناصرية)، اوروك (الوركاء- شمال غرب لارسا)، لكش (تلو- جنوب قلعة سكر)، اوما (جوخا- جنوب غرب قلعة سكر)، شروباك (فارة- شمال الوركاء)، ايسن (ايشان بحريات- جنوب شرق الديوانية)، ادب (بسماية- شمال غرب اوما)، نيبور (نفر- شمال غرب ادب- شرق الديوانية)، اكشاك (..)، بادتبير (..)، كيش (..)(11). كما تميز عصر دول المدن السومرية (عصر فجر السلالات) بثلاثة أدوار رئيسة: دور فجر السلالات الأول (2900/2800-2700 ق.م)- المرحلة الأخيرة من أطوار العصر الشبيه بالكتابي- الذي ضمَّ كذلك طور الوركاء وجمدة نصر.. دور فجر السلالات الثاني 2700-2550 ق.م) تكاملت في هذا الدور الكتابة المسمارية واستخدامها في شؤون الحياة إلى جانب التدوين الرسمي وظهور الحياة السياسية على هيئة دول المدن المستقلة.. دور فجر السلالات الثالث (2550- 2334) بلغت هذه الحضارة الوليدة أوج ازدهارها ونضجها في اور. ومن السلالات الحاكمة التي اشتهرت في هذا العصر: سلالة الوركاء الأولى التي عُرفت بملكها الخامس كلكامش (في حدود 2700 ق.م)- بطل ملحمة كلكامش- وسلالة اور بمقبرتها الملكية المشهورة، وسلالتا لكش واوما بصراعاتهما التي دامت زهاء قرناً من الزمن(12). اكتسبت (مقبرة اور الملكية) Royal Cemetery شهرتها بفضل آثارها النفيسة. وتعود أغلبية هذه القبور إلى عصر فجر السلالات الثالث. تضمنت ما يناهز 2500 مقبرة بشرية، وشخصت من هذه القبور ما لا يقل عن ستة عشر من القبور الجماعية التي ضمَّت كلاً منها عدداً من الشخصيات الحاكمة: ملوك وملكات وأُمراء وأميرات وجدوا مقبورين مع حاشيتهم وأتباعهم ومتاعهم وأثاثهم. ولم ترد في النصوص السومرية أو المسمارية ما يميط اللثام عن حقيقة هذه المقبرة باستثناء إشارات مقتضبة وردت في إحدى الأساطير السومرية (اسطورة موت كلكامش). وكان كلكامش، بصفته شخصية تاريخية، عاش في الفترة الزمنية لأِحد ملوك المقبرة (ميسكلام- دك). جاء رأيان لتفسير طبيعة المقبرة: الأول يعود لمكتشف المقبرة (وولي) يقول أن الحكام السومريين كانوا في فترة قديمة من عصر فجر السلالات (2600- 2550 ق.م) يمارسون عادة التضحية بِأتباعهم ليُدفَنوا معهم بعد موتهم. وأن أُولئك الأتباع الملحودين كانوا يدخلون إلى قبورهم أحياءً ثم تُقتل الحيوانات من جانبهم، ويتناولون، بعد ادخال جثة سيدهم، سموماً كانت تُهيأ لهذا الغرض، وكان الدفن يجري في احتفال ديني. ويربط الرأي الثاني تفسير هذا الإنتحار الجماعي بما كان يُمارس في فترة ما من عصر فجر السلالات من شعائر: الزواج (الإلهي) المقدس، حيث يتم بموجبها اختيار الملك أو الحاكم أو الكاهن الأعلى ليمثل إِله الخصب (دموزي/ تموز) ويتم اختيار الملكة أو الكاهنة العليا لتمثل الآِلهة (انانا/ عشتار) ويقومان بشعائر هذا الزواج في بدء كل سنة جديدة لإِحلال الخصب والخير، ثم يُسمّان مع أتباعهما ويُدفنون في احتفال مهيب، وذلك ارتباطاً بعقيدة القوم الدينية. ويضيف هذا الرأي أن عادة التضحية البشرية هذه لم تستمر ممارستها في حضارة وادي الرافدين لاحقاً(13). وجِدَتْ في المنطقة وخارجها ممارسة مثل هذه الطقوس (التضحية البشرية): قبور كيش (عصر فجر السلالات)، الموقع الأثري (نوزي)- 13 كم غرب مدينة كركوك، مدينة ماري (تل الحريري- 11 كم شمال غرب بلدة البوكمال- داخل الحدود السورية)، الاسرة الأُولى من ملوك النيل ( 3000- 3100 )، قبائل أُخرى في جنوب روسيا (القرن الثالث عشر ق.م)(14). اتصفت الحضارة السومرية منذ بدابة نشأتها بثلاث سمات رئيسة: التعددية اللغوية- العرقية، التعددية السياسية (دول المدن)، الصراعات التناحرية. فمنذ بدء هذه الحضارة في مطلع الألف الثالث ق.م تميزت بإزدواجية اللغة. وباستثناء (الفراتيين الأوائل) الذين لم تُعرف لغتهم، كانت اللغتان الرئيستان في التدوين والكتابة: اللغة السومرية واللغة الاكدية (التي تفرعت إلى فرعين رئيسين هما البابلية والآشورية). وهذه التعددية اللغوية مثَّلت خاصية رئيسة لحضارة وادي الرافدين على مدى كافة مراحلها بإعتبارها البوتقة التي صهرت مختلف الأقوام التي دخلت البلاد. والمعروف أن السلام الاجتماعي ساد الحياة المشتركة بين أهل سومر واكد(15). ومن الناحية السياسية تميزت الحضارة السومرية منذ نشأتها على أساس عدة كيانات سياسية (دول المدن). اشتملت كل دولة مدينة على مركز المدينة وضواحيها من حقول وبساتين العائدة لها أو بالأحرى إلى إِله المدينة (الإِله الحامي) واستخدم سهل (الاستب) غير المزروع المحصور بين مناطق الري لرعي الماشية. وكانت منطقة الرعي هذه تُسمى بالسومرية (ايدن)، وهي الكلمة التي ربما اشتق منها لفظة (ايدن)- عدن- الواردة في التوراة(16). كانت دول المدن السومرية متميزة بتمسكها باستقلالها، ولكل منها حاكمها وإِله المدينة الخاص بها. وتشير الآثار التاريخية المكتشفة أن العلاقات بين دول المدن هذه غلبت عليها صفة التنازع والحروب المستمرة، وعُرفت هذه الفترة بـ (حقبة دول المدن المتحاربة) تميزت بكثرة تبدل السلالات الحاكمة(17). مع استمرار النزاع والصراع بين مدينتي (لكش) و (اوما)، جاء إلى حكم اوما آخر الحكام السومريين في عصر فجر السلالات وهو لوكال زاكيري الذي نشأ من عائلة تنتمي لطبقة الكهنة. كان أبوه كاهن الإِلاهة (نصّابا) NISABA في مدينة اوما، وُيرجَّحْ أن أصله جزري (اكدي) كما يُشير اسمه (بوبو) BUBU. وكان حاكم مدينة لكش هو اوروكاجينا أشهر الحكام المصلحين في حضارة وادي الرافدين (ف13). نجح لوكال زاكيري في إنهاء حكم اوروكاجينا بهجوم مفاجئ مُنهياً الصراع الذي استمر بين المدينتين زهاء قرن من الزمن. جاءت الضربة ماحقة دمرت المدينة وأُعمل فيها وفي أهلها السيف والنار. وبالإضافة إلى مقدرته العسكرية، لعلَّ ما سهَّل على لوكال زاكيري انتصاره الخاطف، هو الأحوال الداخلية غير المستقرة لدولة لكش. ذلك أن الإصلاحات التي فرضها اوروكاجينا لم يُتح لها الوقت الكافي لنضوجها واستقرارها، وكانت في بداياتها محل مقاومة الطبقات النافذة ومجالاً للبلبلة وعدم الاستقرار. وبعد قضائه على دولة لكش، استولى زاكيري تباعاً على بقية دول المدن في بلاد الرافدين، بل وكما جاء في نصوصه المدونة، بسط فتوحاته من البحر الأسفل (الخليج العربي) إلى البحر الأعلى (البحر المتوسط). دام حكه 25 سنة، حسب قائمة الملوك السومرية، ونجح في توحيد البلاد وإنشاء أول إمبراطورية شملت أجزاء من الشرق. شكلت نهاية لوكال زاكيري، بداية العصر الاكدي وانتقال السلطة السياسية إلى الاكديين الجزريين وظهور الدولة الوطنية الموحدة التي اتسعت بالفتوحات الخارجية إلى إمبراطورية بزعامة سرجون الاكدي. هوامش الفصل الثالث (1) ساكز، هاري، الحياة اليومية في العراق القديم (مترجم)، بغداد،2000، ص26. (2) صاغ لفظة (سامي،سامية) الاستاذ الالماني SCIÖZER (1871) لاطلاقها على لغات وثيقة الصلة ببعضها (لغات شبه الجزيرة العربية):الاكدية (بفرعيها البابلية والآشورية)، الآرامية، العبرية، الكنعانية، العربية. وسميت المجموعات التي تتحدث بإِحدى هذه اللغات بـ (الساميين). ومن هذه اللغات الأكثر انتشاراً حالياً: العربية، العبرية، الحبشية. وبعد أن طرأ تغيير كبير على اللغة الآرامية، اصبحت تستخدم من قبل الكنائس الشرقية (السريانية) وفي لهجات تتحدث بها أقلية في لبنان وشمال العراق. اشتقت هذه التسمية (السامية) من سام بن نوح والد (آشور) و (آرام) و (عبران)- التوراة: سفر التكوين 5- 21- 31 والذي يُدعى أنه جد الآشوريين والآراميين والعبرانيين (رو، جورج، ص22). ويرى طه باقر ان تسمية السامية "ليست موفقة ولا صحيحة"، ويقترح تسمية هذه اللغات بـ "لغات الجزيرة" أو "اللغات العربية"، وتسمية الأقوام السامية بالأقوام العربية أو أقوام الجزيرة (باقر،طه،ص67) وقارن،علي،فاضل عبدالواحد،من ألواح سومر...،ص57-58..،وفيمت يخص موقع"بلاد سومر "، انظر أيضاً، يونغ، كافن، العودة إلى الأهوار، دار المدى، دمشق 1998، ص38. (3) باقر، طه، ص77. (4) رو، جورج، ص30. (5) الماجدي، خزعل، ص24. (6) نفسه، ص28- 34..، علي، فاضل عبدالواحد، من الواح سومر...، ص26- 38.., Nickolas,Postage,P.7-8. (7) علي، فاضل عبدالواحد، "السومريون والاكديون"، العراق في التاريخ، ص66- 67..، باقر، طه،11،62. (8) روج، جورج، ص123. (9) نفسه، ص127.., Hallo,William W.,P.28. (10) نفسه، ص128. (11) اوينهايم،ليو، ص463- 512..، بوستغيت، نيكولاس، ص125- 142..، البدراوي، عدنان مكي، حضارة العراق، ج3، ص291..، الماجدي، ص42- 44..، نفسه، الدين السومري، عمّان، ص63.. باقر، طه، مقدمة في تاريخ...، ص77- 78. (12) علي، فاضل عبدالواحد، العراق في التاريخ، ص66- 67..، باقر، طه، ص323.. الجدير بالملاحظة ان كلكامش هو خامس ملوك سلالة الوركاء الاولى (باقر، طه، مقدمة في أدب العراق القديم، بغداد 1976، ص102) وسادس ملوك هذه السلالة حسب: علي، فاضل عبدالواحد، من ألواح سومر...، ص147.., Hallo,William W.,P.35-50. (13) باقر، طه، مقدمة في تاريخ…، ص 277- 283..، علي، فاضل عبد الواحد، من ألواح سمر...، ص74-77.., Hammond mason,P.46. (14) باقر، ص283- 285. (15) نفسه، ص60.., Hammond Mason,P.50. (16) رو، جورج، ص181-182.. وايضاً فيما يخص تقسيمات المدينة السومرية: باقر، طه، مقدمة في تاريخ، ص328…، اوينهايم، ليو، ص140. (17) سليمان، عامر، ص139..، بوستغيت، نيكولاس، ص72.., Kramer,P.1-3. د. عبد الوهاب حميد رشيد، حضارة وادي الرافدين،ميزوبوتاميا،" العقيدة الدينية.. الحياة الاجتماعية.. الأفكار الفلسفية" STOCKHOLM – SWEDEN, ISBN 978-91-633-7539-

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 85.8.56.8} 2/11/2013 2:12:50 AM
الاكاديون ليسوا عربا ولم ياتوا من الجزيرة العربية للعراق يا عزيزي، وانا ما زلت اتكلم الاكادية في بيتي ومن الاكادية جاءت االعربية. اي يمكننا القول ان العرب هم اكاديون وليس العكس. وشكرا

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.72.172} 2/16/2013 4:44:09 PM
الاخ بيطورو كزيرو , شكرا لمداخلتك , ما متفق عليه في الاوساط الاثارية حاليا وهو ليس بجديد ان الاقوام التي نزحت للعراق من الجنوب تمت تسمميتهم بالجزريين ( نسبة الى شبه الجزيرة المسماة العربية حاليا والتي تحد العراق من الجنوب والجنوب الغربي ) وهو رأي قوي أيده كل من الاساتذة طه باقر , عبد الاله عبد الواحد , فؤاد سفر , بهنام ابو الصوف ولفيف من الباحثين الاثاريين المتقدمين والمتأخرين ومنهم البروفسور ماكواير جبسن المحاضر حاليا في معهد الدراسات الشرقية وهؤلاء الاقوام هم ( ما اصطلح عليهم توراتيا بالساميين نسبة الى نوح التوراتي ) , بحسب علمنا ان اللغة الاكدية بشكلها الأول قد اندثرت واستحالت بمرور الوقت الى بابلية ومن ثم اشورية وشئ من الارامية و انتقل بعضها الى العربية الحالية, وليس جديدا ان نقول بأن في العراقية الحالية مفردات تعود بأصولها الى الاكادية, يوجد بحث منشور على الموقع بهذا الخصوص تستطيع تنزيله والاطلاع عليه , لا نعلم بأقوام تتحدث الاكادية بصيغتها الاصلية وسنكون شاكرين لجنابكم لو القيتم بعض الضوء على ما تفضلتم به من تحدثكم بها حاليا, ولكم منا جزيل الشكر.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 86.111.144.37} 7/31/2013 11:14:00 PM
الذي يظهر من مجموع مطالعاتي ان السومريين من الهند القديمة باكستان حاليا لاسباب عديدة ذكرتها في احد بحوثي ولعل اقلها تسميتهم باصحاب الرؤس السوداء وهذا اللقب يتناسب تماما مع الشعوب الهندية ومنها التشابه الكبير بين اللغة الهندية القديمة والكتابة السومرية ومنها اختيارهم السكن في الاهوار لتشابه المناخ الذي اعتاد عليه الشعب السومري ومنها تسميتهم فان سومر من اسمر بمعنى اللون القريب من السواد وهو لون الشعوب الهندية وكلمة اسمر كلمة عراقية وصفت بها هذه الاقوام مع التحية

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 203.59.103.243} 12/11/2013 12:12:16 PM
هناك نسخه مختلفه كليا عن قرائه التاريخ السومري لباحث امريكي مشهور اسمه زكريا سيتشن امضى من سنه 1976 الى 2012 وهو يدرس تاريخ السومريين وهو اول من فك سيفره اللغه السومريه والف 12 كتابا كبعت بكل اللغات العالميه ماعدا العربيه لقناعته ان العرب لن يفهمو ولن يصدقوا ماجاء في قرائته للاف الرقم السومريه الموجوده في المانيا وبريطانيا وفرنسا وامريكا لانها كلها سرقت وبيعت للخارج والنسخه التي قدمها زكريا للعالم عن تاريخ الحضاره السومريه مخيف ومرعب من هول المفاجئات لذلك لم تترجم للعربيه لانها ثقيله علينا وعلى مخنا انصح الكل بقرائه كتبه لفهم حضارتنا وانسوا كل ماتعلمتوه وكتبتوه سابقا

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.76.81} 1/5/2014 10:15:51 AM
د. سيف الدين الشامي شكرا لزيارتك الموقع ونود اعلامك ان زكريا ستيشن لا يعترف بتنظيراته في المجاميع الاثارية العلمية الرصينة ولا يتعد بأرائه , انه ليس بأثاري ولكنه باحث على منهج معين فله اجر الاجتهاد, وللعلم ان ترجمات كتبه الى العربية متوفرة ولدينا نسخة من كتاب انكي المفقود للتحميل لو وددت, واليك الرابط : http://www.abualsoof.com/INP/Upload/pdf/Inky-Book.pdf

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.76.206} 1/28/2014 1:52:18 PM
رأي في اصل السومريين ( مبحث ضمن اطروحة الدكتوراه / البنية الاجتماعية في العراق القديم ) ان المميزات الحضارية في فترة عصر العــُبيد كانت سبب في اعتقاد لاندزبيركر وبعض الباحثين بان هناك اقوام جديدة قد دخلت الى المنطقة ؛ وان المستجدات على هذه المميزات الحضارية مرت بفترة انقطاع حضاري . وهذا الامر مرفوض لانه يمثل تواصلا ً حضاريا ً من دور العــُبيد ونمو المظاهر العمرانية والفنون ، لاسيما وان سكنى جنوب العراق كانوا يمتلكون نفس التراث الفني والمعتقدات الدينية والتكنيك الصناعي ؛ فالمعابد مثلاً استمرت بشكلها المنحدر من دور العــُبيد ثم تطورت واصبحت تبنى على مصطبة (زقورة) لإعطائها طابع السمو والرفعة . وكذلك الاختام تدل على نضج علمي في صناعتها أملته الظروف والتجربة العلمية . ويمكن ان نضبف قول الاستاذ ( ماكس مالوان ) " ان السومريين كانوا موجودين في البلاد قبل ان تشهد لهم وثائقهم المكتوبة" . رأي الباحث في اصل السومريين ، فأنة يختلف مع كثير من هذه الآراء اذ من المعروف عن السومريين هم اقوام سكنوا الاهوار والأحراش وقد سموا بلادهم - كما مربنا – بأرض سيد القصب ، ومن المعروف ايضاً عن بيئة الاهوار بانها بيئة صعبة وقاسية ومن الصعوبة العيش فيها لما تتميز به من وجود المستنقعات وتكاثر القصب الذي يعيق حركة الطرق والمواصلات بصورة عامة ؛ فضلاً عن صعوبة السكن في منازل عائمة في الماء ( جبيشة ) الى غيرها من الأمور الحياتية الصعبة الموجودة في بيئة الاهوار والتي يصفها الأستاذ ادوارد كييرا بأنها تمثل استمراراً واضحاً لما كان موجودا منذ بداية السكن والاستقرار فيه إلى يومنا هذا . هذه البيئة القاسية تجعل من الصعب على الإنسان العادي ان يتعايش معها بسهولة فيكيف الامر اذا كانوا اقوام مهاجرين من منطقة جبلية او من بيئة صحراوية ؟ اذ ليس من المعقول ان تنزح الاقوام من مناطق جبلية باردة وسهول خضراء الى مناطق اهوار ومستنقعات وأحراش ! كما ان تلك الاقوام التي نحت من الجبال قد مرت ، اثناء هجرتها نحو بلاد سومر ، بكثير من الاراضي المنبسطة والصالحة للزراعة والملائمة للعيش اكثر بكثير من بيئة بلاد سومر . وكذلك الامر اذا افترضنا ان الاقوام هذه الاقوام قد جاءت من بيئة صحراوية او من مناطق البادية . لذا فان الباحث يفترض بان السومريين هم السكان الاصليون للمنطقة ، وانهم قد اسسوا بدايات حضارتهم في بيئة الاهوار والمستقعات وما جاورها ، بدليل ان اقدم استيطان في بلاد سومر هو في مدينة أريدو (أبو شهرين ) وهي منطقة تعج بالبطائح فضلا ًوالتي أصبحت فيما بعد ميناء بلاد سومر ، كما ان إله المدينة (انكي = أيا) اله المياه العميقة ، قد اوجد الكثير من فنون الحضارة- حسب اعتقاد القوم – التي أقامها السومريون حتى مجيء الطوفان والذي تذكرة المصادر المسمارية إلى جانب معظم الأديان السماوية والوضعية . ومن المتفق علية بان الطوفان قد حدث في بلاد سومر وقد حمل بطل الطوفان معه في فــُلكه(السفينة) عدداً من الناس(السومريون) فضلاً عن أصناف أخرى من المخلوقات والمقومات الأساسية للحضارة ، وقد استقرت السفينة بعد الطوفان على قمة جبل . ان استقرار السفينة على الجبل (بغض النظر عن مكانه)يفيد بان يطل الطوفان وشعبه السومري قد استقروا في منطقة جبلية ، وبما ان السومريين قد اعتادوا على العيش في بيئة(بطائحية) تختلف تماما عن بيئة الجبال، فقد نزحوا رجوعاً الى مناطقهم الاصلية (بلاد سومر =ارض سيد القصب) ؛ وربما في أثناء رجوعهم ومسيرتهم من المنطقة الجبلية قد يكون البعض منهم استقر في المناطق السهلية او مناطق البادية او غيرها من المناطق التي مروا بها اثناء رجوعهم . المهم ، ان السومريين قد رجعوا الى أرضهم وبيئتهم واهوارهم بهجرة او بهجرات متقطعة مستأنفين الحياة وبناء الحضارة مرة اخرى ؛ هذا العودة -اي رجوع السومريون الى ديارهم- قد صوره بعض الباحثين على انه نزوح اقوام جديدة الى بلاد سومر استقرت في المناطق والمدن المختلفة واقامت حضارة بدائية جديدة ساهمت في ارساء القواعد الاساسية للحضارات اللاحقة وهو امر قد تبين لنا نقاط ضعفه مسبقا ً . إذن ، فان السومريين هم اول من سكن بلاد سومر (جنوب العراق ) وهم السكان الاصليين للمنطقة ؛ خرجوا من البلاد إثر الطوفان العظيم الذي بدأ في احدى مدنهم (شروباك= تل فارة) واستقروا في منطقة جبلية لم يتأقلموا معها كونهم اقوام اعتادت على العيش في بيئة الاهوار والبطائح ، وهي بيئة صعبة جداً على غير سكانها الاصليين ، وحتى عليهم ايضاً . ويمكن ان نستدل على ذلك مثلا ُ بهجرة الاموريين التي توقفت على مشارف بلاد سومر كونهم ( الاموريين ) وجدوا في بلاد سومر ارض صعبة العيش ولايمكن التأقلم معها والاستقرار فيها لذلك فانهم فضلوا مناطق بلاد اكد وبابل والمناطق الشمالية لبلاد سومر . ونستشهد هنا أخيراً بتساؤل للاستاذ فاضل عبد الواحد : " لماذ لم تحصل هجرات سومرية اخرى في العصور اللاحقة ؟ أليس من المنطق ان ياتي ممن بقى منهم في موطنه الاصلي وراء اصحابهم بعد ان استقروا ونجحوا في مكانهم الجديد ؟ " . وعلى اية حال فان السومريين اقاموا حضارة قوية وعريقة امتدت تاثيراتها الى عموم منطقة الشرق الادنى القديم ، كبلاد عيلام وسوريا القديمة ( بلاد الشام ) وما يجاورها من مناطق حضارية ، ليس كما يزعم البعض بانها بقيت مقتصرة على النصف الجنوبي من العراق ولم تنتشر في كل أرجائـــه وان حدودها انما وصلت بابعدها الى منطقة الفرات الاوســــــط الشمـــالي ( الجزيرة الفراتية ) .

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.76.206} 1/28/2014 2:08:39 PM
نعم تسأؤل مشروع للدكتور فاضل عبد الواحد علي بخصوص المعضلة السومرية ويستدعي التفكر ... " لماذ لم تحصل هجرات سومرية اخرى في العصور اللاحقة ؟ أليس من المنطق ان ياتي ممن بقى منهم في موطنه الاصلي وراء اصحابهم بعد ان استقروا ونجحوا في مكانهم الجديد ؟ "

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.73.26} 3/7/2014 9:57:00 AM
" حدود الأقاليم والمقاطعات عند سرجون الأكدي " 2334 حتى - 2279 ق.م " لعل النص الجغرافي المعروف الذي اصطلح الباحثون المعاصرون على تسميته بـ " جغرافية سرجون" والذي وصلنا من خلال نسختين من الالف الاول ق,م، الاولى وجدت في ارشيف شخصي للكاتب كصر آشور. assur –kisri من العصر الاشوري الحديث ومن مدينة آشور عثرت عليه البعثة الالمانية عام 1910، اما النسخة الثانية فقد عثر عليها في سبعينات القرن العشرين في مدينة بابل، الا انه ربما تكون اجزاء من النص الاصلي اقدم من هذا التأريخ بكثير ، وهذا النصّ يصف مملكة شرّوكين (سرجون) الاكدي ، يوضح لنا بما لا يقبل الشك مفهوم الجغرافية الاقليمية عند العراقيين القدماء، اذ يحدد لنا الكاتب حدود الاقليم باتخاذ نقطتين حدوديتين (موقعين) لتثبيت حدود البلدان، كما لم يغفل الكاتب ايراد الاقاليم والجزر التي تقع على ساحل البحر او في عرضه : "من دَمِرُ damiru (صالحية الفرات في سوريا) الى سِبَر sippar (ابو حبه) هي بلاد أكد؛ من تِركَن tirgan شمال غربي كفري الحالية في كوتيوم gutium شمال شرقي العراق (كردستان العراق) الى اوزاريلولو(تل الضباعي) هي بلاد ايدمروص edmaru ) (قناة مهروت حالياً) من أوزَرلل uzarilulu (تل الضباعي) الى بيت – سين bît – sin هي بلاد ماري من بيت – سين الى مشكن شابر maskansapir (تل ابو الضواري) هي بلاد ملكِ malgi اقليم يقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة جنوب مصب نهر ديالى واحيانا تعينّ بمنطقة السماوة الحالية وذلك بربطها مع مدينة ماكامي makame "حافات المياه " ( منطقة الكوت والعمارة حالياً في العراق) من شار – سين sar – sin الى "مي مر" (المياه المرّة هي بلاد اموتبل emutbal –جبل سنجار ومنطقة الجزيرة جنوب تلعفر غرب الموصل) من بيت خُبَّbît ubba (مدينة تقع غرب الفرات ونسبت الى القبيلة الكّشية المعروفة بذات الاسم)الى رَخَبُra abu هي بلاد ايسن isin من بيت – كابا كالbit – gabagal (شط الهندية وسط العراق حالياً) الى اِريبَ eriaba [هي بلاد …] من تُركُ turgu تقع قرب قره خار في اعالي نهر ديالى الى "نهر الجبل" -ربما المقصود به نهر ديالى او نهر دويريج او نهر الوند - هي بلاد مُوتي-بل mutiabal ؛ من "بوابة سوسة" الى كيمدب gimdub هي بلاد امورو عند (حدود ماري)، هي بلاد سومر وأكد ، أناكّو anakku (قبرص او اليونان) وكبتاراkaptara (جزيرة كريت)، البلاد التي تقع عبر البحر الاعلى تامت إيليتِ tamti elîti (البحر المتوسط)، دلمون (dimlun) (البحرين) ومكان magan (عُمان)، البلاد التي تقع عبر البحر الاسفل tamti shapliti (الخليج العربي) والبلاد من شروق الشمس حتى غروبها، وهي المجموع الكلي للبلاد، التي غزاها شروكين، ملك الكون، ثلاث مرات، من " أنشان " - تل مليان - 46 كم شمالي شيراز غربي إيران الى مصر وصور (في لبنان) وشورشتال، بيبلوس (جبيل) الى [..]. لولوبون، ما كان، بازا. […] وبلاد اوداني عند حدود سومر، كل ذلك موجود، [مو] آب … تيما/تل تيامينا (في الاردن) … إيدم، كنريتم … موني، …، لابو تل خلابو [.... ]

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.72.12} 4/9/2014 3:27:25 PM
في المشكلة السومرية (1)- د. زهير صاحب تؤكد منهجية تاريخ الفن، على أن دراسة الفنون السومرية، لن تكون بوصفها وحدة منعزلة عن غيرها، بل ينبغي أن تُدرس في سياق المحصلة الثقافية لتاريخ الحضارة الرافدينية. كونها تمتلك أواصر رابطة قوية بما سبقها وأعقبها في سلسلة التطور التاريخي للفن على أرض الرافدين. وكان للتطور الهام والكبير الذي حققه السومريون، في مجالات إختراع الكتابة والآداب وفن العمارة والفنون التشكيلية بكل أجناسها، منذ منتصف الألف الرابع قبل الميلاد. أن جعلَ بعض الباحثين يعتقدون أن هذا الشعب المُبدع، لم يكن من سكان أرض الرافدين، بل وفدوا نتيجة هجرة خارجية مفترضة في زمن ما. فيما إعتقد البعض الآخر، بأن السومريين هم من سكان أرض الرافدين منذ عصر قبل الكتابة، ولم يصلوا نتيجة هجرة خارجية. وأزاء تضارب وإختلاف هذه الآراء، نشأ ما يُعرف في تاريخ الفن بالمشكلة السومرية. فقد إعتقد الآثاري البريطاني الجنسية (ليوناردوولي) الذي نقبَ المقبرة الملكية السومرية في أور في الثلاثينات من القرن العشرين، "أن السومريين قدموا من أرض جبلية ومن مكان ما في أواسط آسيا" (وولي، د.ت، ص 541). فيما اعتقد الأستاذ (فرانكفورت): "على نزوحهم من المرتفعات الشرقية المحاذية لبلاد الرافدين" (فرانكفورت، 1959، ص 41). وكان رأي المرحوم العلامة (طه باقر) مخالفاً لكلا الرأيين، "إعتقد بأصول محلية للسومريين وللحضارة السومرية" (باقر، 1973، ص64). وإننا إذ نقدم حلاً منطقياً للمشكلة السومرية من وجهة نظر تاريخ الفن، فأننا نؤكد منذ البدء، إن الآراء التي نَسبت أصولاً خارجية للسومريين، تعوزها الأدلة المادية، فهي منذ البداية خاوية في إفتراضاتها. ذلك ان جميع المستوطنات السومرية على ارض الرافدين، لم تدلّل على وجود ثغرات في تسلسل الطبقات الأثرية أو الأدوار الحضارية. وإنما تؤكد أن هناك تسلسلاً علمياً متصلاً ومتواصلاً للطبقات الأثرية، الأمر الذي يَدحض حجة وجود الهجرة الخارجية. فلو كان السومريون قد جاءوا نتيجة هجرة، فان ذلك يوجب حصول إنزياح كبير في بنية الحضارة الرافدينية، ومثل هذا التحول الخطير، يقوم على إلغاء بل وموت أنظمة حضارة عصر قبل الكتابة، لتحل محلها أنظمة حضارة جديدة، وذلك ما ترفضه نتائج إكتشافات علم الآثار رفضاً قاطعاً. إن النشاطات الفنية التي تؤسس بنية الحضارة بشكل عام، تنبع من صميم الحياة نفسها، بوصفها نشاطاً إجتماعياً، تنحصر غايته في الحياة أو في الواقع نفسه. فالحضارة الرافدينية في بنيتها الكلية المميزة، بقيمها العليا وعواملها الفكرية المهيمنة، كانت قد صهرت إبداعات الشعب السومري وفنونهِ وطقوسه وأساطيره وقيمهِ الجماعية، بروحيتها وقالبها العام. ذلك أن بنية الأدب السومري تتحدث عن خصوصيات بيئية رافدينية مئة بالمئة، فأسطورة عشتار ومأساة تموز العظيمة في تاريخ الأدب العالمي، بأنتشارها الجماهيري الواسع، وطقوسها وشعائرها، هي بمثابة صور شعرية لموت الطبيعة صيفاً، ونمائها وإزدهارها في الربيع. فماهية المدلولات الفكرية في النصوص الأدبية السومرية، كما في ملحمة كلكامش الخالدة، وإدبّا وإيتّانا والطوفان وغيرها الكثير، قد عاشت في وسيط بيئي ذو مدلولات ثقافية وإجتماعية، وتبادلت معه الأثر والتأثير بطريقة دينامية متفاعلة، من خلال منظومة من الرموز إكتسبت دلالاتها من الخارج، فهي بذلك مرتبطة بالحالة العامة للفكر الحضاري، الذي كيّفته وهيمنت عليهِ ضغوط البيئة الرافدينية. ولذلك فإِن مثل هذه (الدراما) الأولى في تاريخ الأدب العالمي، كانت إبداعاً سومرياً خالصاً، وقد تناقلته الأجيال العراقية شكلاً ومضموناً حتى الوقت الحاضر، والأختلاف يقع في آليات الفهم وطرق الإخراج ليس إلا. فجميع ما يتصل بالفنون والإبداعات الأدبية من تقاليد وأعراف، ما أن تستقر وتختبر وتصل من جيل إلى جيل، حتى تصبح لها طبيعة مترسخة، ويبقى الناس متشبثين بها، بل ويغلبهم أزاءها التوقير والأحترام، بفعل إرتباطها بسلسلة متصلة من الأفكار والقيم الأجتماعية.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.72.12} 4/9/2014 3:28:45 PM
لمشكلة السومرية (2)- د. زهير صاحب إن ما تتضمنهُ الآداب السومرية من إستعارات بيئية، تُؤكد (محلية) الحضارة السومرية، وإنتمائها في إصولها لأرض الرافدين. فالفكر السومري كان ينتقي ويستدعي مفردات البيئة، ويؤولها إلى مفردات رمزية مرتبطة في دلالاتها بالمفاهيم المتحركة في بنية الفكر الأجتماعي، وذلك شيء عظيم، لكن المهم في مشكلتنا هو كشف مرجعيات هذه المنظومة من المفردات الرمزية. فالثور وذكر الماعز وشجرة الصفصاف وشجرة الأثل وكرمة العنب، والريح الجنوبية (الشرجي) والعاصفة الترابية، والقصب والبردي والطين وسعف النخيل وغيرها الكثير، هي مفردات بيئية رافدينية بكل تأكيد، وقد إستثارت مكنونات الفنان التشكيلي والأديب السومري، في ظل تأثير الواقع المُحيط بهِ، فأسقط عليها دلالات فكرية، محولاً إياها إلى أشكال رمزية، في بنية الإبداعات التشكيلية والنصوص الأدبية. والمباني المعمارية السومرية رغم شكلانيتها، هي واحدة من إجناس الفنون التشكيلية، إذ تخبّئ في أنظمتها تأثيرات البنية الثقافية لعصرها، وتتحدد بنظم من المرجعيات والأفكار العاملة كقوى فكرية ضاغطة في زمانها ومكانها، وهي بذلك أفراز هام من إفرازات الحضارة السومرية. والمهم في العمارة السومرية، هو المخطط الذي يشكل اللب الجوهري للتكوين المعماري، وكذلك توجيه البناء نحو إستقبال أثر الأنارة الطبيعية والرياح، وخاصية خامات البناء، والأخراج الجمالي للتكوين المعماري، بما يحمله من حُلي معمارية رمزية، تدلل على خصوصيتهِ، وتكسبُه احتراماً وتوقيراً خاصين. وتُظهر أبنية المعابد السومرية من منتصف الألف الرابع قبل الميلاد، تشابهاً مع أقدم المزارات الرافدينية في تل الصوان من دور سامراء في النصف الثاني من الألف السادس قبل الميلاد. بصدد مخططات الأبنية ومواقع مداخلها، ومواد البناء، والأهم من ذلك موقع (قدس الاقداس) Cella، حيث مكان تجلي (الأله) بدلالة تمثلهِ حين يستدعيهِ فعل العبادة. وتتضح أصالة الحضارة السومرية ومحليتها وهويتها الرافدينية، في ظاهرة تطابق مخططات المعابد السومرية مع مخططات المعابد من دور العبيد في مدينة اريدو من الألف الخامس قبل الميلاد. ففي كلا الطرازين، يتكون المعبد من باحة وسطية مكشوفة، يتوزع على جانبيها الطويلين عدد من الغرف، في حين تحتل (خلوة) الأله الضلع القصير البعيد عن بوابة المعبد. كان المعبد السومري، عبارة عن نسق من العلاقات الرابطة بين مجموعة من العناصر البنائية، وقد إمتلك خصوصية من خلال تقديس الفكر الأجتماعي له، إذ حَلّت به روح الأله حلولاً، فتسامى نحو عالم القدسية. ولذلك حرص السومريون بشكل خاص، على تجميل المعابد وتزويقها وتوقيرها، فقد كانوا يجملون جدرانها الخارجية بنظام من الطلعات والدخلات، التي كان لها فعلٌ جماليٌ من خلال عمليات عكس ضوء الشمس وإمتصاصهِ. وإضافة لذلك فقد كسوا جدرانها الخارجية بطلاء لماّع، كان يتألق كالنحاس تحت أشعة الشمس، كما جاء وصفه في ملحمة كلكامش. هذا النوع من الأحساس الجمالي بسطوح المباني المعمارية، نجده (متجذراً) بذات الفعل والروحية في مزارات دور سامراء (5300 ق.م)، ومعابد دور العبيد (4500 ق.م)، الأمر الذي يؤكد تواصل الوعي والفهم، وترسخ التقاليد وتطورها المستمر، ويوفر بالتالي، دليلاً آخر على إنتماء السومريين لأرض الرافدين الطيبة المعطاء. وكيَّف السومريون المبدعون، سيقان القصب الجميلة لبناء أكواخهم القائمة على سطوح مياه الأهوار، والمستقرة على حافاتها. إذ تُظهر طبعات الأختام الاسطوانية السومرية نماذج رائعة من هذه الأكواخ الفلاحية، فقد ورد ذكر كلمة (كوخ) في اسطورة الطوفان السومرية، حين خاطب الأله (إنكي) إله المياه، بطل الطوفان السومري بعبارة رمزية: "أسمع ياكوخ وأفهم ياحائط". والمهم هنا، هو إن طريقة بناء هذه الأكواخ القصبية، وأنظمتها المعمارية، وحليتها التزينية الخارجية، ما زالت مستخدمة في الريف العراقي إلى وقت قريب. وإذ يؤشر ذلك إنتماء الحضارة السومرية لبيئة ارض الرافدين، بوصفها (الرحم) الذي إحتضن هذه الحضارة، فأنه يفصح من جهة أخرى، عن حيوية الفكر الحضاري السومري وتواصلهِ حتى الزمن المعاصر. كانت الصورة الذهنية للمكان ـ المعبد ـ عند السومريين، تشعر الجماعة باستمرار، بوجود أحداث كونية معينة، تضفي على المكان دلالات روحية. ومن هنا كان إعتزاز السومريين بالمكان، فقد إعتادوا على تجديد بناء المعبد كل مرة، دون تغيير مكانهِ. ولهذا بدت المعابد في الوركاء وغيرها من المواطن السومرية، كأنها قائمة على تلال إصطناعية. ثم فعـَّل السومريون هذه الرؤية بابتداع أبنية الزقورات، والزقورة كلفظ في اللغة السومرية، مشتقة من الفعل (زَقرَ) بمعنى إرتفع. فالمهم في (روحانية) الفكر السومري، هو إقامة سُلّم يربط عالم السماء بعالم الأرض، بغية إستظهار الماورائي من تخفيهِ، ليعقد نوع من الصلة مع حضوره الأرضي. فتساموا بضآلة الأرضي نحو تعالي الماورائي، ولعل هذه الفكرة ـ النظرية ـ هي التي وجهت ومغنطت الفكر السومري، وكانت له بمثابة الحامل. ولعل ذلك، من شأنه ِ أن يُدحض وإلى الأبد، الفكرة الخاطئة التي تنص: على أن السومريين قد بنوا معابدهم على مصاطب عالية، كونهم قد هاجروا من منطقة جبلية، وإن معابدهم كانت تقليد لشكل الجبل. ذلك أن الفعل الأبداعي هنا، ليس هو فعل الذكريات، وإنما توليد وتجديد الأفكار وتطويرها بفعل التجريب، المستند إلى كمٍ وكيف من المرجعيات والسياقات العقائدية الدينية، التي تحكمت بالفكر السومري برمتهِ.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.76.158} 4/14/2014 4:45:03 AM
المشكلة السومرية (3) ونحت السومريون معظم تماثيلهم من أحجار غير متوفرة في البيئة الطبيعية لوسط وجنوب العراق، بفعل إدراكهم لأهمية الخامة في الخطاب الروحي الذي يَبثهُ التمثال، حيث تمتص الخامة فكرة المضمون إمتصاصاً، وتتسامى بفعلهِ إرتقاءاً نحو عليائها المعهود. ولذلك نحتت أشهر تماثيل تل أسمر من منطقة ديالى، من حجر الألبستر الشمعي (الكريمي) اللون، الذي يمكن الحصول عليه من مناطق جنوب الموصل وأماكن أخرى. وهذه الأنتقائية الابداعية الذكية للخامات من قبل السومريين، لم تكن وليدة عصرها، فقد نحتت تماثيل تل الصوان قبل السومريين بأكثر من ألفي عام من ذات الخامة، وبذات الفعل الإبداعي في الأنتقاء والتجريب، لتفعيل تعبيرية التماثيل، وبما يتفق مع المضامين الكامنة في بنيتها العميقة. فهنا تؤسس التقنية في إنتقاء الخامات وتجميعها في تركيب التماثيل، سلسلة من التقاليد والتجارب المتصلة، تمتد من العصر السومري، حتى أعماق التاريخ على أرض الرافدين، الأمر الذي يُزيد من فكرة (محلية) الشعب السومري ترسّخاً، على حساب هجرتهم المفترضة التي لا تعززها أية براهين. وكان لأنظمة تصفيف الشعر في التماثيل النسوية من العصر السومري الذهبي، مرجعيات ثقافية ترتبط بالموضات السائدة في الفكر الأجتماعي، وفي ملمح آخر، فأنها تظهر تشابهاً مع نظام تصفيف الشعر مع ما يعرف برأس فتاة الوركاء من العصر السومري المبكر. وفي ذات الوقت، تؤسس التماثيل السومرية سلسلة إتصال مع أنظمة تصفيف الشعر في التماثيل الفخارية من دور سامراء ومن مستوطن (جوخة مامي) بالقرب من مندلي والتي تعود لدور سامراء (5300 ق.م). حيث يتشكل نظام تصفيف الشعر، بشكل سلسلة من أنصاف الأقواس تعلو الجبهة، في حين يحفر في سمت الرأس أخدود عميق لوضع إكليل من الشعر المستعار، ويحتمل أن يكون بشكل كتلة من الخيوط الذهبية، التي تمتد لتؤطر الوجه من الجانبين. ففي مثل هذه التماثيل الخالدة، يُعرض الموضوع ـ الشخصية ـ ببناء عاطفي وروحي، متراشحان في تكوين المنحوتة، فتكتسب حيوية خاصة لا يملكها أنموذجها في النماذج المألوفة، فالأشكال هنا تؤسس لها سلسلة كلية من الأفكار والتقاليد عِبرَ العصور، لتؤكد نظاماً من الأتصال بين سمات التماثيل الفنية، بدءا ً من دور سامراء من عصر قبل الكتابة، مروراً بالعصر السومري في فاتحة العصور التأريخية، وحتى الوقت الحاضر. وإذ يتمظهر ما يُعرف بتمثال رجل (أريدو) من دور العبيد (عصر قبل الكتابة 4500 ق.م) بغطاء رأس أشبه (بالعرقجين)، فاَن في ذلك نوع من التشفير العلامي بأهمية الشخصية، فالشكل هنا إكتسبَ أهمية من دلالاتهِ التي ترتبط بالمفاهيم والأعراف الأجتماعية. والمدهش في الموضوع، هو أن أحد التماثيل السومرية من ذات المستوطن قد أصَّر على أن يتمظهر بنفس غطاء الرأس وهو يؤدي طقوسه الخاصة في محراب الأله، فكلا التمثالين هما بمثابة تمثالين احتفاليين، وقد اكتسبا أهميتهما من مرجعياتهما العرفية والأجتماعية، كونهما جزءً فاعلاً في الممارسات الطقوسية الناشطة في مستوى الوعي الاجتماعي. ولعل مثل هذه الأعراف، كانت قد حددت أنظمة الأزياء الطقوسية، لما من شأنه أن فعَّل ظاهرة توارثها وديمومتها من عصر قبل الكتابة وحتى العصر السومري في فاتحة العصور التاريخية على أرض الرافدين.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.77.177} 4/15/2014 5:21:00 PM
لمشكلة السومرية (4) كانت فكرة إبتكار الختم الاسطواني سومرية بحتة، والموضوع لا يحتاج إلى نقاش، كونهِ متحقق في الأدلة المادية والأثرية والتأريخية بشكل ثابت. فبدلالة الأختام إستطاع الشعب السومري، أن يُحيل التأملي والخيالي والأسطوري في بنية الأختام السوسيولوجية الى خطاب تواصل بين الأفراد. وإن منظومة الأستعارات البيئية في مشاهد الأختام الأسطوانية تؤكد رافدينيتها مئة بالمئة، ومن المدهش حقاً، هو إعتقاد بعض الباحثين، أن الشعب السومري قد هاجرَ من الهند إلى العراق، بدلالة ظهور بعض الأختام الأسطورية السومرية في (موهنجدارو)، مقابل مئات الآلاف من الأختام الاسطوانية التي تداولها الشعب السومري على أرض الرافدين. ولذلك فان ظهور هذه الأختام القليلة في الأراضي الهندية، متأتي من نظم العلاقات التجارية بين التجار السومريين والهنود. وربما تكون هذه الأختام قد تركت لسبب ما، بعد الأنتهاء من توقيع المعاملات والأتفاقات التجارية بين الطرفين. ويمكن القول: أن بنية الفكر السومري محمّلة بمرجعيات ثقافة عصر قبل الكتابة السابقة لها في خارطة تاريخ الحضارة على أرض الرافدين، أما حاضرها فيتمثل في تواجد عصرها في كيانها. ومن هنا يمكننا القول أن السومريين لم يأتوا بشيء خارجي غريب عن بنية الحضارة الرافدينية، بل تبنّوا وطوروا ما كان موجوداً، وإندفعوا بهِ نحو الأمام بسرعة كبيرة. فأشكال المنحوتات الفخارية النسوية من عصر قبل الكتابة (دور العبيد)، التي ترتبط بفكرة عبادة الخصب في الوجود بشكل عام، قد شهدت كذلك إنتشاراً إجتماعياً في العصر السومري، حتى أنها أصبحت من ضمن مصاحبات النسوة الشخصية. ورغم وجود بعض الأختلاف في السمات الشكلية التي تميز هذه التماثيل بين عصر قبل الكتابة والعصر السومري، إلا أن العناصر المهيمنة في أشكالها ما زالت متطابقة، وإن الشفرة التي تبثها في خطابها الأجتماعي هي نفسها في كل العصور، الأمر الذي يؤكد ثبات دلالات بنياتها العميقة، وتداولها وإنتقالها بأمانة عِبرَ الأجيال، وأما التفاوت وبعض الأختلافات في سماتها الشكلية، فأنه يرجع إلى تنوع الأفراد ممن قاموا بنحتها بوصفها صناعات شعبية. ومرة أخرى تثبت أصالة الحضارة الرافدينية (محلية) الإبداعات السومرية، وإمتلاك الحضارة السومرية جذوراً عميقة، تمتد لعصر قبل الكتابة على أرض الرافدين. وفي النصف الأول من القرن العشرين، تم تمرير رأي لا تؤيده الأدلة المادية، ومفاده إن الفخاريات السومرية في جنوب العراق، تعود لفخاريات (سوسة) التي إنتشرت في المناطق الجنوبية الغربية من إيران في أواخر الألف الخامس قبل الميلاد. وإدى إكتشاف فخاريات أريدو (العبيد الأول) في جنوب العراق بعد ذلك، التي يرجع تاريخها إلى بعد زمني أقدم في فاتحة الألف الخامس قبل الميلاد، إلى تفنيد صحة هذا الرأي، بل وقلبه على عقب، فقد أصبح الرأي العلمي المنطقي الآن، هو أن فخاريات (سوسة) الأيرانية، هي بمثابة تنوع محلي لفخاريات العُبيد، وبكل ما يتصل بصناعة الفخار من خصوصيات. وكذلك كُتب في أوائل السبعينات من القرن العشرين، بان الفخاريات السومرية في جنوب العراق، كانت ذات أصول خليجية، بدلالة ظهور نماذج منها في مستقرات مؤقتة على سواحل الخليج العربي الشرقية في الأراضي السعودية وغيرها. إلا أن التحليلات الكيميائية لأطيان هذه الفخاريات، أظهرت إنها معمولة من تربة جنوب العراق، الأمر الذي أثبتَ بطلان هذا الرأي. إضافة إلى إن قراءات كربون (14) الأشعاعي أثبتت ايضاً، قدم مستوطنات الحضارة الرافدينية في جنوب العراق بالنسبة لمماثلاتها على أرض الخليج. وصارَ الرأي الآن: أن ظهور نماذج الفخاريات من العصر القبل كتابي والعصر السومري في العراق على أرض الخليج العربي، متأتي عن نوع من العلاقات التجارية وفعاليات الصيد المشتركة، بين أناس تلك المناطق، الأمر الذي أدى إلى إنتشار تلك الفخاريات إلى تلك المناطق البعيدة عن الأراضي العراقية.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 188.247.73.159} 4/19/2014 4:34:58 AM
المشكلة السومرية (5) والآن علينا أن نقدّم حلاً منطقياً لمشكلة مرجعية الشعب السومري زمانياً ومكانياً، وذلك بأثارة عدد من التساؤلات أهمها: من أين جاء السومريون؟ وأين كانوا؟ وكيف وصلوا إلى موطنهم؟ وكيف كان ذلك؟ وإستناداً للمنطق العلمي، يمكن القول بأن الأدلة المادية وكما هي مؤكدة في الأكتشافات الأثرية، تشير إلى أن أسس البناء الأولى للحضارة العراقية كانت في القسم الشمالي من البلاد. ففي الشمال كانت الظروف مهيئة لقيام النشاطات الأقتصادية وأهمها الزراعة وتدجين الحيوان، بسبب ثراء البيئة الطبيعية بالأمطار الكافية لنمو الحاصلات الزراعية، وتواجد أعداد كبيرة من قطعان الحيوانات. وجميع هذه الفعاليات كانت بسيطة ومحدودة الجهد، ولم تتطلب من الأنسان سوى الحرث اليسير حيث الحقل الذي يُزرع كان بسيطاً، ومن ثم البذر والأنتظار إلى موسم الحصاد والجني. والحضارة الأولى في بيئتها الشمالية عُرفت بحضارة حسونة (6750-5000 ق.م). وفي الوقت الذي كانت فيهِ النفس البشرية تبحث عن ذاتها، وقد خطت أولى خطواتها، بإبداعها أنظمة المباني المعمارية وفن الفخار والمنحوتات الفخارية والحجرية والرسوم الجدارية، التي تَضم في أنسجتها البنائية جميع ما يجتاز حركة الفكر الأجتماعي من إشكالات فأنها تؤكد هيمنة ضغوط عوامل البيئة الطبيعية، على بنية الفكر في خصوصياتهِ المتنوعة في زمانهِ ومكانهِ الأولين، وتفضح أيضاً، على أن الفكر الإنساني كان في بدايتهِ الحضارية الأولى، وإن خبرتهِ المستندة إلى التجريب كانت بسيطة كذلك. وبسبب الزيادة الحاصلة في عدد السكان، وتذبذب كميات الأمطار وعدم كفايتها في قيام الزراعة الديمية. جاءت الهجرة الأولى، حيث نزحَ العراقيون من مواطنهم في الشمال، ليؤسسوا بنيتهم الحضارية الجديدة على ضفاف الأنهار، وذلك بتأسيس عدد من القرى الكبيرة على ضفاف نهر دجلة (قرب سامراء الحالية)، وكذلك حول مدينة مندلي في الشرق. حيث تمكنوا بفعل تعاظم الخبرة القائمة على التجريب، من إقامة أنظمة الزراعة الأروائية الأصطناعية، وذلك باستخدام تقنيات الري بالسيح، وزراعة ضفاف نهر دجلة القريبة من التربة الغرينية (الشواطي). وقد كان ذلك في النصف الثاني من الألف السادس قبل الميلاد، وبالتحديد في (5300-4800 ق.م) حيث شغلت حضارة دور سامراء معظم هذه الفترة من عصر قبل الكتابة. ودخل الفكر الحضاري في حينهِ، بصراع مرير مع عوامل البيئة، فتعاظمت الخبرة الفكرية وكثرت الإبداعات والابتكارات الحضارية، إذ أسست أُولى النظم الأجتماعية وأقدم الشعائر والمعتقدات الدينية. وإذا إستثمرنا دراستنا التحليلية التي مَرَّ ذكرها، التي أظهرت وجود علائق لا ينتابها الشك بين فنون دور سامراء من عصر ما قبل الكتابة والفنون السومرية، يمكن القول: بأن السومريين الأوائل قد أفصحوا عن خصوصيات حضارتهم في هذه المنطقة، وإن أصولهم الأولى تقع في الحزام الوسطي من أرض العراق (خارطة 1). وبفعل صعوبة إنجاز المشاريع الأروائية الكبيرة في هذه المنطقة، بسبب إرتفاع ضفاف نهر دجلة عن مستوى المياه، لتوفير موارد غذائية للسكان الذين تكاثرت أعدادهم، كانت الهجرة الهامة من هذه المناطق، وتتبع مجرى النهر نحو منطقة إلتقائهِ مع نهر ديالى. حيث يكون مستوى الماء في النهر قريباً من ضفافهِ، الأمر الذي سهلَّ عملية إقامة قنوات الري الكبيرة فتوسعت مساحات الأرض المزروعة، وتكاثرت المحاصيل الزراعية من الحنطة والشعير وغيرها، وأتاحت البيئة الطبيعية الجديدة، قيام نشاط إقتصادي يعتمد على الصيد، حيث تتوفر أعداد كبيرة من الطيور المائية والأسماك وغيرها الكثير من الثروات الطبيعية في الأحراش المائية العديدة في هذه المنطقة (خارطة 1). وإن البقايا الحضارية في مدينة تل أسمر وغيرها في هذه المنطقة، تعلن عن هويتها بأنها سومرية، منذ عصر الوركاء وجمدة نصر وحتى العصر السومري الذهبي، بدلالة الكتابات وأنظمة المعابد المعمارية وإبداعات النحت بضروبهِ المختلفة. وقد كان ذلك بدءاً من منتصف الألف الرابع قبل الميلاد وحتى الربع الأول من الألف الثالث قبل الميلاد. وسبقت هجرة السومريين من وسط العراق نحو منطقة ديالى، هجرة كبيرة أخرى، حيث نزح السومريون نحو شواطيء دجلة والفرات في جنوب العراق، وكان ذلك في منتصف الألف الخامس قبل الميلاد (4500 ق.م)، حيث أقام السومريون حواضرهم المشهورة في أريدو ـ العُبيد ـ الوركاء ـ جمدة نصر ـ أور ... الخ. ففي ثروات هذه البيئة الطبيعية الجديدة، توفرت إمكانات لخلق إقتصاد زراعي ناجح، بفعل توفر كميات المياه والأراضي الخصبة، وتنوع موارد البيئة النباتية والحيوانية (خارطة 1)، وقد ذكرت الكتابات المسمارية السومريين باسمهم في هذه المنطقة من العراق. وإذ لم تُظهر الاكتشافات العلمية الأثرية، ثغرة في التطور والتواصل الحضاري، ما بين أواخر عصر قبل الكتابة (دور العُبيد) والعصر السومري الذي يُعّد أول العصور التاريخية في حضارة بلاد الرافدين، وكذلك لم تُدلّل البقايا المادية ودلالاتها الحضارية على وجود عناصر فكرية إجنبية في فترة التحول نحو العصر الكتابي السومري، بل أن أنظمة البنية الفكرية القبل كتابية، ما زالت تعمل ذاتها كمهيمنات في بنية الحضارة بشكل عام، حين دخل تاريخ الحضارة العراقية ما يُعرف بالعصر السومري. وإذا إستثمرنا ما أسلفنا شرحه وتفصيله بخصوصية بنية الأدب السومري، وبما يجتازها من عناصر ورؤى فكرية، ومفردات إستعارية، تثبت إنتماء الصور الأدبية السومرية بجميع ملابساتها، إلى البيئة الطبيعية السومرية على أرض العراق، وكذلك تفعيل فكرة إنتماء السومريين إلى أصول رافدينية، بدلالة تواصل أنظمة فن العمارة السومرية في مخططاتها الهندسية وخاماتها وحلياتها التزيينية، مع مماثلاتها من عصر قبل الكتابة في العراق. فأن فن النحت السومري في بنيتهِ الفكرية وانظمتهِ الشكلية ووظائفهِ المرتبطة بالطقوس والعقائد والمفاهيم المتحركة في الفكر الأجتماعي، يؤكد كذلك (عراقية) الحضارة السومرية. فقد عاش السومريون منذ أقدم أطوار عصر ما قبل الكتابة على أرض الرافدين الطيبة المعطاء، وإستطاعوا أن ينهضوا ويطوروا هذه الحضارة بشكل فاعل، الأمر الذي جعل الأجيال تتحدث وتناقش مآثرهم الإبداعية على مَرّ التاريخ.

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 5.10.227.108} 5/7/2014 8:53:08 AM
السلام عليكم كما تبين معظم العلماء والاثاريين متفقين ان اصل السومرين هم شعوب جزرية سامية ما لفت انتباهي هو قبل عدة ايام وكنت اقراء في خارطة اربيل السياحية وتضمنت تعريف باربيل التتي يسموها (هولير) كونه كرديا وقرأت ما معناه وليس ما نصه للدقة والامانة (ان الاقوام السومرية لم يتم تحديد او لا يعرف اصلهم لحد الان) باسلوب للاسف لا يرتقى للعلمية وانما ينطبق المثل القائل ( كلمن يشوف الناس بعين طبعه) لا اعرف لماذا هذا الطعن والقدح ؟ لماذا لا نقول ان اصل السومريين اكراد حتى يرتاحون ؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!! حتى نبي ابراهيم عليه السلام يقولون ان كردي لم يبقى غير الله جلى وعلا ان يكون ؟!!!!!!!! سبحانك ربي اسف على اسلوبي لا استطيع ان اكمل

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 37.239.144.61} 9/29/2014 1:01:15 PM
المرجح لدى كبار الباحثين والمؤرخين ومن خلال القرائن اللغوية والسلوكية ان أصولهم من خارج وادي الرافدين وقد هاجروا إليه في مرحلة مبكرة. غير ان الكثير من الباحثين العراقيين - ولأسباب وطنية وربما سياسية دون مستند علمي - يعدونهم من الاقوام الذين هاجروا من شمال العراق إلى جنوبه، معترفين بأصولهم الجبلية!!. ولكن هذا الرأي يتنافى مع ماذكره السومريون أنفسهم عن أصلهم كما ورد في أحد الألواح الطينية السومرية ونقله كبير الباحثين العراقيين الدكتور أحمد سوسة (ما نقله السومريون عن أنهم تركوا موطنا في ارض جبلية يمكن الوصول إليها بحراً)، حيث إن شمال العراق ارض جبلية ولكن لايفصلها عن جنوب العراق اي بحر!! لذا فالرأي القائل بهجرتهم من شمال العراق يعتبر بعيداً عن الواقع

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 109.127.99.34} 12/16/2014 1:03:50 PM
اخي رواس ليش مزعل نفسك الكل ينسب لنفسه مايشاء وكيفما يشاء ولقد تعودنا بل غسلت ادمغتنا على مر السنين وجعلونا نصدق بان التاريخ هو ما يقولون ويكتبون والحقيقة هي ان الاكتشافات مستمرة وتظهر بان هناك الكثير مما لانعرفه عن العالم القديم فمثلا اكتشفت مدينه في كوبكلي تبة بتركيا يعود تاريخها ل11 الف سنة او اكثر وهي من اهم المكتشفات لحد الان .والاكراد محقون عندما يحاولون ان يثبتو بانهم عاشو لالاف السنين في هذه المنطقة ولهم تاريخ نال اكبر نصيب من التحوير والتهميش والانكار بل والسرقة ايضا ارجع لتاريخهم واكتب مثلا الحوريون او الهوريين او الميتانيين لعلك تجد شيئا ربما يقلل من استهجانك واستخفافك بهم .يكفي طمسا للحقائق حسب مزاجكم وما تمليه عليكم روحكم القومية فانتم تكتبون التاريخ كما يحلو لكم ولكن الايام والسنين ستثبت لكم خطأكم!!!!!

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 27.252.113.247} 2/11/2015 10:47:49 PM
لسومريون واللغة السومرية – دراسة علمية عبدالوهاب محمد الجبوري المقدمة بعد أن تعددت أنشطته اليومية وازدادت التجمعات السكانية ، كان على العراقي القديم أن يتبنى وسيلة ثابتة للتعبير عن أفكاره ولتسجيل أحداث حياته اليومية ..وليس من شك في أن الإنسان ظل لفترة طويلة يتعامل بوسائل مؤقتة للتعبير عن الفكرة ، ولعل من أبرزها استخدام الإشارات المتبادلة لتحقيق التفاهم بين الأفراد والجماعات .. وجاء اختراع الكتابة تعبيرا عن الاستقرار المادي والمعنوي وتعبيرا عنان هذا الإنسان كان مهيئا للنهوض بأعباء هذه الخطوة البارزة على طريق حضارته الرائدة .. ثم هي تعبير عن أن البيئة التي عاش الإنسان العراقي القديم في رحابها قد ساعدت على تحقيق الاستقرار له ، ذلك الاستقرار الذي افرز الكثير من الإبداعات ، فالمناخ المناسب المستقر إلى حد كبير والأرض المستوية – خاصة في جنوب العراق – ونهري دجلة والفرات الخالدين ، فضلا عن الأنهار الأخرى العديدة التي تمر في أراضي بلاد الر افدين ، وهي النهار التي حققت الرفاه والخير للبلاد منذ أن خلقها الله ، كل هذه العوامل وغيرها دفعت العراقي القديم إلى استثمار مقومات النهوض ببلده وتحقيق الأهداف التي ينشدها .. تتسم اللغة السومرية بشخصية متميزة ، هي استمرار لتميز بلاد الر افدين ارضا وشعبا ، وهي – واللغات الأخرى التي تعايشت معها أو تلتها تاريخيا - تمثل هذا التميز اللغوي في احتفاظها بمبادئ نحو وصرف اختلفت بها عن غيرها من لغات العالم القديم .. ورغم هذا التميز ، ولان بلاد الرافدين كانت حضاراتها من أقدم الحضارات وأكثرها شمولية ولانها ايضا كانت عضوا في جسد الشرق القديم وذات صلات متفاوتة مع مناطق العالم القديم شرقا وغربا ، وبحكم الانفتاح الاقتصادي الناتج عن علاقات تجارية أو عسكرية للعراق القديم مع جيرانه ، كان لابد أن تدخل اللغة السومرية – ومعها – اللغة الاكدية بفرعيها البابلية والأشورية – في دائرة التأثير المتبادل ومن ثم فقد تضمنت قواعد ومفردات تشير إلى قيام علاقات قوية مع جيران العراق ودول العالم القديم الأخرى من اصحاب المجموعة السامية ( العاربة اوالجزرية ) أو اللغات الأخرى شمال البلاد وشرقها وغربها وجنوبها .. وليس هذا مجال البحث في أصول اللغة السومرية ، وعما إذا كانت حامية أو سامية الأصل ، فاللغة السومرية – كما أسلفنا – لها شخصيتها المتميزة النابعة من شخصية العراقي القديم وتراب أرضه ، ولكنها ككل لغة كان لابد وان يحدث التقارب والتفاعل بينها وبين لغات أخرى للشعوب المجاورة ، ولا يعيب هذه اللغة أو تلك أن تأخذ من غيرها ما يمكن أن يثريها ويحقق لها التكامل ، طالما احتفظت بخصائصها الأصلية .. لغات العراق القديم وفي العراق تشير المكتشفات الأثرية التي تمت في عدد من الكهوف والمغاور في القسم الشمالي منه ، إلى أن الإنسان عاش فيه منذ فترة موغلة في القدم تسبق تاريخ ابتداع الكتابة بعشرات الآلاف من السنين .. ومن البدهي انه استخدم خلال تلك العصور الطويلة لغة أو لغات تفاهم بها مع أخيه الإنسان ، إلا أن معلوماتنا عن تلك اللغة أو اللغات قليلة ، ومازال البحث والاستكشاف جاريا لمعرفة المزيد عنها .. وان جل ما نعرفه عن لغة السكان القدماء هو مفردات لغوية وتسميات جغرافية عن اللغات المعروفة التي ظلت مستخدمة في لغات المنطقة كاللغة السومرية واللغة الاكدية ،مما يشير إلى أن تلك المفردات والتسميات تنتمي إلى لغة السكان في العصور السابقة لتاريخ ابتداع الكتابة وسيلة للتدوين ، ولعل من ابرز تلك التسميات اسم مدينة آشور الذي ورد في النصوص المسمارية على هيئة بال – تيل Bal. Til وربما كذلك اسم بابل Babil و اربيل Erbil .. السومريون يعد السومريون في تاريخ بلاد وادي الر افدين من أقدم الشعوب العريقة التي استطاعت وضع لبنات الحضارة الأولى في القسم الجنوبي من العراق القديم الذي عرف ببلاد سومر ... وما يزال شان السومريين ودورهم في التاريخ القديم يتعاظم باستمرار كلما استجدت مكتشفات أثرية واستظهرت نصوص سومرية جديدة لتسلط الأضواء مرة بعد أخرى على جوانب مشرقة من منجزاتهم الحضارية ودورهم في أغناء الشعوب بالمعرفة في مختلف جوانب الحياة اليومية .. وقد اختلف العلماء في أصل السومريين وهناك من قال أنهم قدموا إلى جنوب العراق من مناطق قريبة أو أخرى بعيدة إلى غيرها من الآراء .. فهذه الآراء مما قيل بخصوص أصل السومريين بقيت في نطاق التخمين والافتراض ولم يحظ أي منها في يوم من الأيام بقبول الأغلبية من علماء الآثار .. وفي اعتقادنا انه ليس هناك ما يبرر الافتراض القائل بهجرة السومريين من بلد آخر إلى جنوب وادي الرافدين .. صحيح أن هناك خصائص أو عناصر مميزة للحضارة السومرية لكن هذا لا يعني بالضرورة أن تلك العناصر جاء بها السومريون معهم من خارج العراق ، والشيء المنطقي هو أن نفترض بان هذه العناصر المميزة للحضارة السومرية التي نشاهدها في عصر الوركاء ( 3500 – 3000 ق . م ) عبارة عن نتيجة وامتداد طبيعيين لمدنيات عصور ما قبل التاريخ الأخرى التي سبقت هذا العصر مثل حسونة وسامراء وحَلَف في شمال العراق والعبيد في الجنوب .. بمعنى أننا نرى في السومريين امتدادا لأقوام عصور ما قبل التاريخ في وادي الر افدين وأنهم انحدروا من شمال العراق إلى الجنوب واستوطنوا في منطقة كانت على الأرجح تعرف باسم سومر والتي عرف السومريون باسمها في العصور التاريخية اللاحقة .. اللغة السومرية تمثل العلامات الصورية على الألواح الطينية المكتشفة في مدينة الوركاء ، الطبقة الرابعة أ ، أقدم محاولات الإنسان العراقي القديم في الكتابة وتدوين اللغة ونقلها إلى الغير .. ( وهناك من يرى بان علامات هذه الألواح لا تمثل أقدم الكتابات بل كان كاتبوها ، وهم من السومريين قد استخدموا نظاما كتابيا كان موجودا أصلا إلا انه من صنع حضارة مبكرة مفقودة حتى الآن ) .. ويرقى تاريخ هذه الألواح إلى الفترة ( 3500 – 3200 ق. م) أما أقدم الألواح التي تحمل علامات كتابية أمكن التعرف على لغة كاتبيها فتمثلها الألواح المكتشفة في كل من الوركاء ( الطبقة الثانية والثالثة ) وجمدة نصر والعقير التي يرقى تاريخها التقريبي إلى دور جمدة نصر الذي أعقب دور الوركاء .. ولقد تمكن الباحثون بعد محاولات عدة تحديد لغة علامات هذه الألواح باللغة السومرية التي ظلت بالاستخدام في الفترة التالية وطوال الألف الثالث قبل الميلاد وما بعده .. ويؤكد علماء اللغة العرب والأجانب أن اللغة السومرية هي أقدم اللغات العراقية القديمة من حيث تاريخ التدوين ، بل أنها أقدم اللغات البشرية المعروفة التي وجدت طريقها للتدوين وتليها اللغة الاكدية واللغة المصرية القديمة ، حيث عرفت الكتابة الهيروغليفية في مصر في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد ، أي بعد ابتداع الكتابة في القسم الجنوبي من العراق بمدة من الزمن قدرها بعض الباحثين بعدة قرون أو قرنين عل أرجح الآراء .. واللغة السومرية هي لغة الأقوام السومرية التي استقرت في جنوب العراق وبرزت على المسرح التاريخي والسياسي طوال الألف الثالث قبل الميلاد .. ومن العلماء الأجانب الذين اهتموا بدراسة هذه اللغة هو العالم ( هنكس ) الذي ألقى محاضرة عن هذه اللغة عام 1850 أمام الجمعية الانكليزية لتطوير العلم والعالم الانكليزي (رولنصون ) الذي وجد عام 1852 من خلال دراسته لبعض النصوص المسمارية المكتشفة في نينوى ، أن هناك جداول مسمارية ثنائية اللغة تضم مفردات بابلية والى جانبها ما يقابلها بلغة أخرى جديدة تماما لا علاقة لها باللغة البابلية أو الأشورية وقد أطلق ( رولنصون ) على هذه اللغة اسم اللغة الاكدية .. كما أشار بعد ذلك إلى أن هناك نصوصا مسمارية كشف عنها في بابل وهي مدونة باللغة الجديدة التي أطلق عليها اللغة الاكدية وخلص إلى الافتراض بان السيئيين البابليين ، أو الاكديين ، هم الذين اخترعوا الكتابة المسمارية وهم الذين أسسوا المدن والمعابد الأولى .. وهكذا تمكن ( رولنصون ) من اكتشاف حقيقة وجود السومريين ولغتهم إلا انه سماهم باسم آخر غير اسمهم الحقيقي .. وفي عام 1869 ألقى العالم ( يوليس اوبرت ) محاضرة أعلن فيها بأنه ينبغي أن يسمى هؤلاء الناس الذين سماهم ( رولنصون ) بالسيئيين البابليين او الاكديين بالسومريين وتسمى لغتهم بالسومرية استنادا إلى ما جاء في لقب ( ملك سومر وأكد ) الذي استخدمه عدد من الحكام الأوائل ، كما أشار ( اوبرت ) إلى الشبه الموجود بين اللغة السومرية واللغة التركية والفنلندية والهنغارية .. ومع أن التسمية التي اقترحها ( اوبرت ) كانت دقيقة وصحيحة ، كما أثبتت فيما بعد ، فانه لم يأخذ بها بعض العلماء في حينه واستمر استخدام مصطلح اللغة الاكدية للإشارة إلى اللغة السومرية لفترة ليست بالقصيرة .. بل أن احد علماء اليهود ، وهو ( جوزيف هاليفي ) أنكر وجود الشعب السومري واللغة السومرية أصلا على الرغم من وجود الأدلة العلمية والمادية المتوفرة ونشر مقالات متتابعة حول نظريته غير العلمية هذه وقال بان ما يعرف باللغة السومرية ما هو في الواقع إلا من ابتداع الكهنة البابليين .. وقد أيده في رأيه هذا بعض علماء الأشوريات ، ثم تبين خطا هذا الرأي وبعده عن الواقع التاريخي .. ولعل السبب في هذا التضليل اليهودي راجع إلى اعتبار الكثير من علماء اليهود أن اللغة العبرية هي اللغة الأقدم في العالم وان ادم تكلم بها .. ( ولنا دراسة عن هذا الموضوع وتفنيد هذا الرأي علميا وتاريخيا وماديا إن شاء الله ) .. وكان من نتائج التنقيب في أهم المدن السومرية ، مثل مدينة لكش ونفر وأور ( بلد أبي الأنبياء إبراهيم الخليل عليه السلام ) أن تم الكشف عن المئات من النصوص المسمارية المدونة باللغة السومرية ، وبدأت الدراسات العلمية عن اللغة السومرية معتمدة على هذه النصوص وعلى النصوص ثنائية اللغة المكتشفة في مدينة نينوى ، ومنذ مطلع القرن العشرين ظهرت بحوث عدة عن قواعد اللغة السومرية وخواصها وسماتها .. وهناك مسالة مهمة نشير إليها وهي أن الدراسات اللغوية التي تمت عن اللغة السومرية تؤكد أنها لغة منفردة لا تشبه الاكدية ولا غيرها من اللغات المحلية المعاصرة أو التالية لها سواء في التراكيب أم القواعد أم المفردات أم حتى الأصوات .. وتشير هذه الدراسات أيضا إلى أن اللغة السومرية لا تنتمي إلى أي من العائلات اللغوية المعروفة كاللغة التركية والهنغارية والقوقاسية إلا أن هذا الشبه لا يرقى إلى درجة القرابة أو الانتماء إلى عائلة لغوية واحدة .. ولعل من الممكن القول أن اللغة السومرية تنتمي إلى عائلة لغوية قديمة انقرضت جميع لغاتها من الاستخدام ، باستثناء اللغة السومرية ، وذلك قبل أن تخترع الكتابة وسيلة للتدوين ولحفظ اللغات للأجيال التالية .. لذلك فلا سبيل إلى معرفة أفراد تلك العائلة اللغوية وخصائصها لعدم توفر الأدلة العلمية والمادية عنها .. مراحل اللغة السومرية كان اول استخدام اللغة السومرية للتدوين منذ الألف الرابع قبل الميلاد – كما مر ذكره - إلا أن اللغة السومرية لابد أن كانت في الاستخدام قبل هذا التاريخ بفترة معينة تتزامن وتاريخ استقرار السومريين في جنوب العراق .. وخلال النصف الأول من الألف الثالث قبل الميلاد وحتى قيام المملكة الاكدية ( 2371 ق . م ) كانت السومرية هي اللغة الرئيسة السائدة على النطاق الشعبي والرسمي ولغة المكاتبات الرسمية والشخصية والدينية ، وقد جاءتنا آلاف من النصوص المسمارية المدونة خلال تلك الفترة تضمنت مختلف المواضيع فمنها الوثائق الإدارية والاقتصادية والنصوص الملكية والكتابات الأدبية كالترانيم والرقي والصلوات والشرائع القانونية والقرارات القضائية والأمثال والأساطير وغيرها .. ثم بدا استخدام الاكدية إلى جانب السومرية مع مجيء الأقوام الاكدية في فترة غير معروفة على وجه الدقة .. إلا أن الانتقال من اللغة السومرية إلى الاكدية بدا بعد تأسيس المملكة الاكدية وأصبحت اللغة الرسمية في البلاد هي اللغة الاكدية إلى جانب السومرية .. ولما طرا على اللغة السومرية تغييرات عبر العصور التي مرت بها واختلاف اللغة المدونة حسب الفترات الزمنية التي تعود إليها النصوص المكتشفة ، وان كان الاختلاف بسيطا ، فقد ميز الباحثون عددا من المراحل التي مرت بها اللغة السومرية استنادا إلى النصوص المكتشفة وحسبما يأتي : 1 . المرحلة السحيقة ( 3500 – 2600 ق. م) ومعظم هذه نصوص هذه الفترة مقتضب وبسيط وذو طابع اقتصادي .. 2 . مرحلة العصر السومري القديم ( 2600 – 2350 ق. م ) عثر على نصوص هذه المرحلة في مدينة لكش ( تقرا الكاف كالجيم المصرية ) بالدرجة الأولى وبعض المدن السومرية الأخرى وجلها نصوص اقتصادية وكتابات ملكية ... 3 . المرحلة السرجونية والكوتية ( 2350 – 2150 ق. م ) ونصوص هذه الفترة قليلة ولا سيما الفترة الكوتية .. 4 . مرحلة العصر السومري الحديث ( 2150 – 2000 ق. م ) ومعظم نصوص هذه الفترة التي تميزت بسيادة الأقوام السومرية في عهد سلالة أور الثالثة جاءتنا من مدينة لكش واوما وأور وغالبيتها نصوص اقتصادية وبعض النصوص القانونية .. وفضلا عن ذلك خلفت لنا هذه الفترة نصوصا قانونية وأدبية كثيرة بعضها مستنسخ في فترة العهد البابلي القديم .. 5 . مرحلة العهد البابلي القديم ( 2000 – 1600 ق. م ) وهناك أكثر من مرحلتين من مراحل اللغة السومرية خلال هذه الفترة .. 6 . مرحلة ما بعد العهد البابلي القديم ( 1600 – 1000 ق . م ) ومعظم نصوص هذه المرحلة عبارة عن استنساخات لنصوص سومرية من الفترات السابقة وكذلك بعض النصوص الملكية الكشية وبعض النتاجات الأدبية الكشية ولغة هذه النصوص متأثرة باللغة الاكدية .. الخط السومري وتطوره تعد ألواح الطين المكتوبة والتي عثر عليها في الطبقة الرابعة من مدينة الوركاء من أقدم النماذج المكتشفة لحد الآن .. وقد شاع استعمال مصطلح الكتابة المســمارية للدلالة على الخط المستعمل في بلاد وادي الرافدين .. هنا نشير إلى حقيقة مهمة وهي أن مصطلح الخط المسماري يمكن إطلاقه على الكتابة في مراحلها المتطورة .. فظهور الكتابة في بلاد سومر إنما يرجع بالدرجة الأولى إلى الحاجة الملحة لوجود وسيلة لحفظ سجلات بواردات المعبد المتزايدة وبمدخولات دويلة المدن السومرية التي أصبح اقتصادها في نمو مستمر .. وقد سميت الحقبة التي شهدت ظهور الكتابة في مراحلها الأولى ب( الدور الشبيه بالكتابي ) وهو دور يتميز بكون الكتابة في أطوارها الأولى ومحدودة في استعمالها وانتشارها .. وقد مرت الكتابة في هذا الدور( شبه الكتابي ) باطوار مهمة هي كالأتي : الطور الصوري : أي التعبير عن الشيء برسم صورته .. الطور الرمزي : أي استنباط معان جانبية من صورة الأصل كاستخدام العلامة الدالة على الشمس للتعبير عن معان مشتقة منها مثل ( لامع ، ساطع ، مشرق ...) وبالمثل للتعبير عن كلمة ( يوم ) لان شروق الشمس وغروبها يمثلان يوما .. الطور الصوتي : وفيه استخدمت العلامة ليس من اجل معناها الصوري أو الرمزي وإنما من اجل صوتها .. وبهذه الوسيلة أمكن كتابة أسماء الأعلام والأشياء على هيئة مقاطع صوتية .. وقد صاحبت هذه التغييرات في مدلول العلامات تغيرات في الشكل أيضا ..إذ أخذت العلامات تفقد شكلها الصوري بصورة تدريجية نتيجة عوامل عديدة لعل من أبرزها أن المادة المستعملة للكتابة وهي الطين غير ملائمة لرسم صور الأشياء ، لكنها ملائمة جدا لكتابة العلامات بشكل خطوط مستقيمة وذلك بضغط رأس القلم قليلا على وجه الرقيم .. وبذلك صارت العلامات تتكون من خطوط مستقيمة أفقية وعمودية ومن زوايا مائلة .. كما أن القلم المثلث أعطى هذه الخطوط رؤوسا تشبه المسامير .. وقد بلغ عدد العلامات في العصور الأولى من تاريخ الكتابة ما يزيد عن 3000 علامة ، لكنها لم تلبث أن اختزلت بمرور الزمن حتى أصبحت في نهاية عصر فجر السلالات الثاني ( 2600 ق . م ) في حدود 800 علامة فقط .. كان الطين مادة الكتابة الأساسية في بلاد الرافدين ، وقد كُتبت على الحجر وعلى مواد أخرى ، وكان السومريون في جنوبي العراق أول من استنبط هذا النمط من الكتابة ، بدليل أقدم النصوص الكتابية التي وصلتنا لحد الآن مدونة باللغة السومرية .. ولم تلبث الكتابة في القرون اللاحقة أن انتشرت وتعارف النسّاخ السومريون على أشكالها وقيمها الصوتية والرمزية .. انتشار الخط المسماري من المعروف ان الخط المسماري انتشر خارج حدود بلاد الرافدين في عصر مبكر وكان انتشاره وشيوع استعماله في البلدان القديمة من الوطن العربي قد اوجد رباطا وثيقا كانت له نتائجه المهمة في انتقال كثير من المفاهيم والمعتقدات الدينية والنتاجات الأدبية والثقافية ... ولا نكون مغالين إذا قلنا أن أعظم انجاز حضاري قدمته بلاد الرافدين في تاريخها القديم ، أفادت منه شعوب الشرق الأدنى القديم هو الخط المسماري الذي كان من أقدم وسائل التدوين التي توصل إليها الإنسان للحفاظ على تاريخه وتراثه ومنجزاته ، والذي بقي في الاستعمال عبر مسيرة طويلة من الزمن تزيد على ثلاثة آلاف سنة .. وانتشر الخط المسماري في عيلام ( ايران ) حتى أن الخط العيلامي القديم إنما ظهر بتأثير الخط المسماري الذي اخترعه السومريون في جنوب وادي الرافدين .. والى الغرب من العراق كشفت البعثة الايطالية العاملة في مدينة إبلا ( تل مرديخ ) في شمالي سوريا عن بضعة آلاف من رقم الطين مدونة بالخط المسماري يعود تاريخها إلى عصر فجر السلالات الثالث أي إلى حدود ( 2450 – 2400 ق . م ) وهي تشمل نصوصا اقتصادية وإدارية بالإضافة إلى معاجم لغوية .. كما انتشر الخط المسماري من بلاد آشور إلى آسيا الصغرى في مستهل الألف الثاني قبل الميلاد ( في حدود 1950 ) بدليل العثور على ما يزيد على ثلاثة آلاف رقيم مسماري في المستعمرة التجارية الأشورية التي كشفت عنها التنقيبات في مدينة كول تبه ( كانش ) في الأراضي التركية .. وصار الخط المسماري وسيلة التدوين المتعارف عليها في منطقة واسعة من الشرق الأدنى القديم وخاصة في الأراضي السورية والفلسطينية كما تدل على ذلك الوثائق المسمارية المكتشفة في ماري ( تل الحريري ) التي سلطت الأضواء على العلاقات بين دول المنطقة في الحقبة الزمنية المعروفة بالعصر البابلي القديم ، أي ابتداء من 1800 ق . م .. وفي القرون اللاحقة شاع استعمال الخط المسماري في المنطقة بشكل أوسع من أي وقت مضى حيث استعملته شعوب أخرى من غير الاموريين مثل الحثيين في الأناضول والخوريين والميتانيين في شمال سوريا .. وفي حدود 1400 ق .م أصبح الخط المسماري وسيلة التدوين للوثائق الدبلوماسية المتبادلة بين ملوك وأمراء وحكام العراق وسوريا وفلسطين ومصر كما ثبت ذلك من رسائل تل العمارنة .. وكان الاوراتو في أرمينيا الذين استخدموا الخط المسماري في كتابة لغتهم في النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد ، آخر الأقوام التي استعارت الخط المسماري من بلاد وادي الرافدين .. فك الخط المسماري وتم فك رموز الخط المسماري في القرن التاسع عشر وبذلك تسنى للعلماء قراءة النصوص الإدارية والرياضية والتاريخية والفلكية والمدرسية والطلاسم والملاحم والرسائل والقواميس المسمارية ، ويوجد حوالي 130000 لوح طيني من بلاد الرافدين في المتحف البريطاني .. وكانت الكتابة المسمارية لها قواعدها قبل سنة 3000 ق.م. إبان العصر السومري حيث انتشر استعمالها ، فدون السومريون بها السجلات الرسمية وأعمال وتاريخ الملوك والأمراء و الشؤون الحياتية العامة كالمعاملات التجارية والأحوال الشخصية والمراسلات والآداب والأساطير و النصوص المسمارية القديمة و الشؤون الدينية والعبادات ، وأيام حكم الملك حمورابي (1728 – 1686ق.م.) وضع شريعة واحدة تسري أحكامها في جميع أنحاء مملكة بابل ، وهذه الشريعة عرفت بقانون حمورابي أو مسلّة حمورابي الذي كان يضم القانون المدني والأحوال الشخصية وقانون العقوبات .. وفي عصره دونت العلوم ، فانتقلت الحضارة من بلاد الرافدين في العصر البابلي القديم إلى جميع أنحاء المشرق وإلى أطراف العالم القديم . . وكان الملك آشوربانيبال( 668 - 626ق.م.) من أكثر ملوك العهد الآشوري ثقافة ، فجمع الكتب من أنحاء البلاد وخزنها في دار كتب خاصة شيّدها في عاصمته نينوى ، وكان البابليون والسومريون والآشوريون بالعراق يصنعون من عجينة الصلصال Kaolin مسحوق الكاولين ألواحهم الطينية الشهيرة التي كانوا يكتبون عليها بآلة مدببة من البوص بلغتهم السومرية فيخدشون بها اللوح وهو لين ، بعدها تحرق هذه الألواح لتتصلب. . سمات اللغة السومرية 1 . تعتبر اللغة السومرية لغة ملصقة ،ويقصد بالإلصاق هنا قابلية تكوين ألفاظ ذات معان جديدة بلصق كلمتين أو أكثر مع بعضهما البعض ( تتكون كلمة لوكال : ملك أو الرجل العظيم من الكلمتين لو بمعنى رجل وكال بمعنى عظيم ) .. 2 . السومرية لغة غير قابلة للتصريف ، أي أنها ليست من اللغات المعربة ،كما هي اللغات السامية ( أو العاربة أو الجزرية ) واللغات الهندية – الأوربية ،وجذورها بصورة عامة لا تتغير .. إنما وحدتها القواعدية الأساسية فهمي المركب اللفظي وليس الكلمة المفردة .. 3 . أصوات اللغة السومرية ، أي حروفها ، تتألف من حروف علة وأخرى صحيحة .. ومن قواعدها الصوتية إسقاط الحرف الصحيح إن هو جاء في نهاية الكلمة ولم تتبعه أداة نحوية تبدأ بحرف علة .. أما إذا أعقبته أداة نحوية تبدأ بحرف علة فيتكون من الحرف الصحيح وحرف العلة مقطع صوتي جديد .. 4 . تتألف الجذور السومرية بصورة عامة من مقطع واحد وان كان هناك بعض الجذور المؤلفة من اكثر من مقطع واحد ، وتتألف كثير من المفردات السومرية من أكثر من كلمة واحدة حيث تتصف اللغة السومرية بصفة التركيب أو الإلصاق .. 5 . لا تفرق اللغة السومرية بين الاسم المذكر والمؤنث قواعديا إلا إذا كانت طبيعة الاسم مذكرة أو مؤنثة ، وقد تضاف أداة خاصة لتحديد جنس الاسم في حين أن هناك تفريقا واضحا بين العاقل وغير العاقل من الأسماء يتبع غالبا واقع الأمر وحقيقة الاسم ... أما العدد فليس هناك سوى المفرد والجمع وقد يُضعّف الجذر للإشارة إلى الجمع أو تضاف أداة نحوية خاصة بالجمع .. 6 . والفعل في السومرية نوعان أصلي ومركب ،والفعل بصورة عامة على ثلاثة أنواع هي : المتعدي واللازم والمبني للمجهول ،وللفعل زمنان ماض ومضارع فضلا عن صيغة الأمر .. 7 . والصفات في السومرية قليلة وغالبا ما يستعاض عنها بتعابير في حالة الإضافة وقلما تستعمل الصلات وأدوات العطف بل توضع الكلمات بعضها إلى جانب بعض دون رابط .. 8 . أما الجملة السومرية فتتألف من جزأين رئيسيين يضم الأول جملة الاسم والثاني الفعل وسوابقه وحشواته وملحقاته ،وتأتي وحدة الفعل عادة في نهاية الجملة ، وقد أثرت هذه الحقيقة بالذات على الفعل في اللغة الاكدية فجاء غالبا في نهاية الجملة خلافا للأسلوب المتبع في بقية اللغات السامية ( العاربة ) .. 9 . وتزخر اللغة السومرية بالمفردات الدخيلة الاكدية منها التي دخلت السومرية منذ فترة مبكرة ومنها ما يعود إلى تراث الفراتيين الأوائل اللغوي .. ملاحظة مهمة ( لغة الفراتيين الأوائل .. يقول الباحث لاند بركر أن السومريين لم يكونوا أول من عاش في ارض جنوب العراق بل سبقهم أقوام أخرى لا تزال هويتهم العرقية مجهولة لدينا غير انه يمكن التأكد من وجودهم من خلال آثارهم المادية التي عرفت بآثار دور العُبيد .. ولذا فان اللغة السومرية لم تكن أول اللغات المستخدمة في هذا الجزء من العراق القديم بل سبقتها لغة سكان دور العبيد وانه بالإمكان تتبع بقايا تلك اللغة وتشخيصها من خلال دراسة النصوص السومرية والاكدية .. وقد اصطلح لاندبركر على تسمية سكان دور العبيد باسم الفراتيين الأوائل لان مســـــتوطناتهم الأولى كانت على أطراف نهر الفرات ونسب تراثهم اللغوي إلى ذلك أيضا ) .. *********** مراجع مستفاد منها في إعداد الدراسة 1 . الأستاذ الدكتور عامر سليمان ، أستاذ اللغة الاكدية في جامعة الموصل ، كتاب اللغة الاكدية ( البابلية – الأشورية ) دار ابن الأثير للطباعة والنشر – جامعة الموصل / 2005 2 . الدكتور فاضل عبدالواحد علي ، أستاذ السومريات في جامعة بغداد ، دراسة عن السومريين والاكديين ، كتاب العراق في التاريخ ، دار الحرية للطباعة ، بغداد 1983 . 3 . الدكتور فاضل عبدالواحد علي ، حضارة بلاد الرافدين ، أصالتها وتأثيرها في بلدان الشرق الادنى القديم ، العراق في التاريخ ، دار الحرية للطباعة ، بغداد 1983 .. 4 . جورج رو ، العراق القديم ، ترجمة حسين علوان حسين ، منشورات وزارة الثقافة والإعلام العراقية – سلسلة الكتب المترجمة ، دار الحرية للطباعة – بغداد 1984

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 37.236.176.83} 2/21/2015 9:24:12 AM
السلام عليكم في تزاحم الاراء حول اصل السومريين هل تقبلون رايا مخالف لكل ما قيل عن اصل السومريين؟واظن كل باحث منصف سيتفق مع ما قيل مؤخرا

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 27.252.104.54} 2/27/2015 3:01:19 PM
لغات عاربة وليس لغات سامية عبدالوهاب محمد الجبوري (*) تنويه / تحدثت عن هذ الموضوع اكثر من مرة ولكن صيغته النهائية هي الواردة في ادناه ومن يرغب بالحصول على المراجع يمكن الرجوع للباحث .. مع الشكر والتقدير *** مقدمة في نشوء اللغات بداية نشير إلى انه مرت أزمنة طويلة إلى أن وصلت ألينا اللغة بشكلها الحالي ، فهي بهذا مرتبطة بنشوء الإنسان وعمره في هذه الأرض ، لكن الذي يعنينا في هذا الشأن هو الإنسان الذي نشأ وعاش في جزيرة العرب وأطرافها وفي ساحل أفريقيا الشرقي ، في حقبة معينة من الزمن وكون لغة واحدة أصلا .. ولما كثر المتحدثون بهذه اللغة وتفرقوا نشأت ألفاظ وتعابير جديدة لدى كل فئة ، ونظرا لأن الناس يتباينون في صفاتهم العقلية والجسمية ، ومن ذلك التفاوت في نطق الأصوات بين إنسان وآخر لتفاوت بعض صفات أعضاء النطق ، أو لعيوب فيها نشأت من اللغة الأولى لهجات .. وبمرور الزمن ولاختلاف البيئة والحاجات بين مجموعة وأخرى نشأت اللغات من تلك اللهجات وأصبح التفاهم بين كل مجموعة وأخرى عسيرا ، ثم متعذرا ، وسنلتزم هنا بهذا الفرق بين اللغة واللهجة ، فأصحاب اللهجات المختلفة يمكن أن يفهم بعضهم بعضا ، وبخلاف ذلك أصحاب اللغات المختلفة .. وهكذا فان اللغة مرت بثلاث مراحل : لغة – لهجة – لغات .. وحسب هذا النظام يتواصل نشوء اللهجات من اللغات ومنها لهجات ، تارة أخرى ، ثم لغات وهكذا .. أما الآن ، وبعد أن ظهرت الكتابة وانتشرت وأخذت الأمم والشعوب تعتز بلغاتها وتراثها ، فقد توقف هذا التوالد أو كاد ، وكلما عدنا إلى الوراء تضيق أوجه الخلاف إلى أن تصل إلى اللغة الأولى ، فالتطور بهذا المفهوم هو هرمي .. اللغة الأولى في القمة واللهجات واللغات تتوزع في الأضلاع بانفتاح إلى القاعدة .. فصائل اللغات الانسانية وقد دأب الباحثون اللغويون منذ القرن التاسع عشر على تقسيم اللغات الإنسانية المعروفة إلى عدد من الفصائل اللغوية التي تجمع كل فصيلة منها أوجه شبه صوتية أو نحوية وصرفية ومعجمية ترقى إلى درجة القرابة .. وكان أكثر الآراء شيوعا هو تقسيمها إلى ثلاث فصائل رئيسة تأتي في مقدمتها فصيلة أو عائلة اللغات الهندية - الأوربية من حيث عدد المتكلمين بها ، حيث ضمت جميع اللغات الأوربية الإغريقية واللاتينية والجرمانية فضــلا عن اللغات الهندية والإيرانية .. أما الفصيلة الثانية فكانت تسمى بفصيلة اللغات السامية – الحامية أو الافرو- أسيوية أو السامية الإفريقية ، وتضم اللغات السامية واللغة المصرية القديمة واللغات التشادية والبربرية والكوشية .. أما فصيلة اللغات الثالثة فهي الطورانية وتضم جميع اللغات الإنسانية الأخرى التي لا تنضوي تحت أي من الفصيلتين السابقتين كاللغات التركية والمغولية واليابانية والكورية والصينية والتبتية والقوقازية وغيرها ، جاء جوازا ذلك لأنها ، كما يقول الدكتور عامر سليمان في كتابه ( اللغة الاكدية ) ، لا ترتبط بعضها ببعض بصلات وروابط تشير إلى قرابتها ، كما أن هناك بعض اللغات البشرية التي لم توضع ضمن هذه الفصيلة ، لذا فقد عمد الباحثون في الفترة المتأخرة إلى اقتراح تقسيم أدق فيما يتعلق بالفصيلة الثالثة وقسموا اللغات خارج الفصيلتين الأولى والثانية إلى تسع عشرة فصيلة أو عائلة .. وتؤلف مجموعة اللغات العاربة ( السامية ) مجموعة مستقلة من اللغات ضمن الفصيلة الثانية من الفصائل اللغوية المذكورة آنفا ، ولها خصائصها المميزة مع الاعتراف أن هناك علاقة لغوية قديمة بينها وبين اللغات الأخرى ضمن الفصيلة الثانية ذاتها ، لذا فإنها تمثل عائلة لغوية فرعية ضمن العائلة الرئيسة المسماة بالافرو – أسيوية .. وقد اصطلح الباحثون اللغويون على تقسيم اللغات العاربة نسبة إلى أماكن انتشارها وان اختلفوا أحيانا في تفاصيل كل تقسيم .. وسنأتي على هذا بعد قليل .. تسمية اللغات السامية أما تسمية اللغات السامية بهذا الاسم فهي تسمية لا تستند على أساس رصين من الواقع التاريخي .. ويعتبر المستشرق النمساوي شلوتزر أول من أطلق في أبحاثه سنة 1781 ميلادية مصطلح الساميين على تلك الأقوام لتشابه لغاتهم ، وذلك بناء على ما جاء في شجرة الأنساب في الإصحاح العاشر من سفر التكوين من العهد القديم ، من أن تلك الأقوام تنحدر من ســـام ، وهو احد أبناء نوح الثلاثة : حــام وســام ويافث ، فسميت لغات نسل سام باللغات السامية والمتكلمين بها بالساميين في حين سميت المجموعة الثانية من اللغات التي انتشرت في شمال أفريقيا بخاصة باللغات الحامية نسبة إلى حام .. ولم يكن شلوتز أول من تنبه إلى أوجه الشبه بين لغات هذه المجموعة بل سبقه إلى ذلك عدد من الكتاب العرب المسلمين منذ القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي ، فقد ذكر الخليل بن احمد الفراهيدي المتوفى في العام 175 هجرية / 786 ميلادية في معجمه( العين ) ما نصه : ( وكنعان بن سام بن نوح ينسب إليه الكنعانيون ، وكانوا يتكلمون بلغة تضارع العربية ) أما المسعودي علي بن حسن بن علي المتوفى في العام 346 هجرية / 956 ميلادية ، فقد ذكر في كتابه (مروج الذهب ومعادن الجوهر) معلومات دقيقة عن الأقوام التي تكلمت بهذه اللغات وعن علاقات بعضها ببعضها الآخر إلى درجة دفعت الباحث الروسي ( كرتشوفسكي ) أن يقول عنه ( من الغريب أن توجد لديه فكرة وحدة الشعوب السامية ، وذلك قبل عهد طويل من ظهورها كنظرية علمية في أوربا) .. وشبه ابن حزم الأندلسي المتوفى في العام 465 هجرية / 1064 ميلادية القرابة اللغوية بين العربية والعبرية والسريانية بقرابة لهجات اللغة الواحدة وذكر أن هذه اللغات إنما هي لغة واحدة في الأصل ، وذلك في كتابه ( الأحكام السلطانية ) الذي ورد فيه : ( أن الذي وقفنا عليه وعلمناه يقينا أن السريانية والعربية هي لغة مضر وربيعة – لا لغة حمير – لغة واحدة تبدلت مساكن أهلها فحدث فيها جرس كالذي يحدث من الأندلسي إذا رام نغمة أهل القيروان ، ومن القيرواني إذا رام نغمة الأندلسي ، ومن الخراساني إذا أراد نغمتها .. فمن تدبر هذه اللغات أيقن أن اختلافها من نحو ما ذكرناه ، من تبديل ألفاظ الناس على طول الزمان واختلاف البلدان ومجاورة الأمم وأنها لغة واحدة في الأصل ) .. وشاعت تسمية اللغات السامية والأقوام السامية أو الساميين منذ أواخر القرن الثامن عشر وحتى الوقت الحاضر ، رغم ما فيها من قصور في الدلالة ولبس وافتراض سلسلة من النسب لا يعلم إلا الله صدقها فضلا عن عدم دقتها وافــتقارها إلى الأساس العلمي ، الذي يثــبت أن كـل هـذه اللغات وأهـلها ينتسبون إلى سام بن نوح ، حتى وقعت موقعا حسنا في نفوس الباحثين واللغويين ، ولا سيما الأوربيين منهم ، لسهولتها ولأنها تؤكد ما جاء في الكتاب المقدس الذي يقره اليهود والنصارى في جميع أنحاء العالم .. وبدأت التسمية تأخذ طريقها في الانتشار واستخدمت من قبل الباحثين العرب والأجانب على حد سواء حتى غدا من الصعب والمحرج لأي باحث أن يناقش دقتها ومدى مطابقتها للمعلومات التاريخية المتوافرة لدينا عن تاريخ المنطقة لان مثل هذه المناقشة قد تتمخض عن نتائج تتعارض مع ما جاء في الكتاب المقدس .. ومع ذلك ، دعا عدد من الباحثين العرب وبخاصة من العراقيين المهتمين بالدراسات التاريخية واللغوية ، منذ سنوات عدة ، إلى ضرورة إعادة النظر في هذه التسمية في ضوء الدراسات التاريخية واللغوية والانثروبولوجية الحديثة والى إيجاد تسمية بديلة في حالة ثبوت عدم دقة التسمية القديمة .. ويبدو أن من الأسباب التي دعت هؤلاء الباحثين إلى إيجاد تسمية بديلة هي حقيقة أن الدراسات الاثارية والتاريخية واللغوية ، فضلا عن الدراسات الانثروبولوجية ، التي تمت خلال القرنين الماضيين قد أثبتت عدم دقة ما ورد في أسفار العهد القديم عن انساب نوح عليه السلام ، ومع ذلك لو افترضنا جدلا ، أن أولاد سام بن نوح ( عليه السلام ) قد انتشروا فعلا ، كما يذكر سفر التكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم ، فانه يتبع هذا الافتراض أن تكون لغات جميع الأقوام التي ذكر بأنها من نسل سام مثلا ، متقاربة ومتشابهة وتنتمي بأصولها إلى أصل مشترك واحد ، وهذا ما لا ينطبق على ما ورد في سفر التكوين ، حيث يذكر الإصحاح العاشر من السفر المذكور ما نصه ( بنو سام عيلام وآشور وارفكشاد ولود وارم ) أي انه عدّ العيلاميين والليديين والكوشيين من جملة الأقوام السامية ، حسب تسمية شلوتزر ، في حين أثبتت الدراسات الحديثة أن كلا من العيلاميين ، وهم الذين استقروا في القسم الجنوبي الغربي من إيران ، والليديين ، الذين استقروا في القسم الشمالي الغربي من إيران وبعض أجزاء آسيا الصغرى ، هم من الأقوام التي عرفت بالأقوام الهندية – الأوربية المختلفة عرقيا ولغويا عن الأقوام التي سماها شلوتزر بالأقوام السامية ، وان الكوشيين هم من الشعوب الزنجية الأفريقية ومنهم الأحباش الذين يتكلمون بإحدى اللهجات اليمنية القديمة وبخط مشتق من خطها المسمى المسند .. وفضلا عن ذلك فان سفر التكوين أقصى الأقوام الكنعانية عن هذه المجموعة من الأقوام ، في حين يمثل الكنعانيون أول هجرة من هجرات الأقوام التي سميت بالسامية التي جاءت أصلا من شبه الجزيرة العربية واستقرت منذ أقدم العصور في بلاد الشام في ارض كنعان ، وهي المنطقة التي عرفت فيما بعد بفلسطين ، وبذلك فأنهم ، أي الكنعانيين ، يمثلون أقدم سكان ارض فلسطين المعروفين حتى الآن ، ويؤيد ذلك الأسماء الكنعانية الأصل التي تحملها أهم المدن التي قامت في هذه المنطقة مثل أريحا وبيت شان ومجدو وأورشليم وجازر وغيرها .. كما أن سفر التكوين لم يذكر العرب من بين أولاد نوح أو سام وكأنه لم يكن لهم وجود في المنطقة ، في حين أثبتت الدراسات الحديثة ، ومنها دراسة الأستاذ رضا جواد الهاشمي الموسومة ( العرب في ضوء المصادر المسمارية ) المنشورة في مجلة كلية الآداب – جامعة بغداد عام 1978 ، بان اسم العرب كان معروفا منذ فترة طويلة جدا سبقت تاريخ تدوين أسفار العهد القديم بعدة قرون ، وكان يدل على بعض القبائل البدوية من سكان شبه الجزيرة العربية ولا يقتصر هذا الارتباك على أولاد سام فحسب ، بل نجده واضحا أيضا في انساب حام ، حيث ذكر الحيثيون على أنهم من نسل كنعان بن حام ، والحيثيون هم ، كما هو ثابت اليوم ، من الأقوام الهندية – الأوربية التي جاءت من جهة أواسط آسيا واستقرت في آسيا الصغرى وشمالي سوريا في الألف الثاني قبل الميلاد .. إن هذا الاضطراب والخلط في سفر التكوين لا يمكن تفسيره إلا بأنه ناتج عن جهل كتاب العهد القديم بأصول أقوام الشرق الأدنى القديم وعلاقة بعضهم بالبعض الآخر ، وربما اعتمادهم في إيجاد العلائق بينهم على بعض المظاهر الحضارية ، كاستخدام الكتابة المسمارية مثــلا ووضع ذلك في إطار ديني يرتبط بنوح ( عليه السلام ) دون أن يكون هناك سند تاريخي لذلك .. فضلا عن ذلك ، فان التسمية الحديثة ، وهي السامية قد أصبحت تستخدم في العصر الحديث ، ولا سيما في أوربا أبان الحرب العالمية الثانية وما بعدها ، للدلالة على اليهود فقط دون غيرهم ، كما وُصِف من يعاديهم من الأوربيين النازيين بأنهم ضد السامية ، ووُصف العرب أيضا بأنهم ضد الساميين على الرغم من أنهم من مجموعة الأقوام التي أطلق عليها مصطلح الأقوام السامية حسب تسمية شلوتزر ، وهو أمر يدعو إلى الاستغراب ويشير إلى المغالطات التي استخدمتها الحركة الصهيونية العالمية في دعايتها المغرضة ضد العرب .. لغات عاربة وليس لغات سامية وفي ضوء ما تقدم بات من الضروري إيجاد تسمية بديلة لهذه الأقوام وللغات التي استخدمتها ، وكان أول من دعا إلى ذلك هو المرحوم الدكتور جواد علي ، إذ جاء في كتابه ( تاريخ العرب قبل الإسلام ) ما نصه : ( إني سأطلق لفظ عرب على جميع سكان الجزيرة بغض النظر عن الزمان الذي عاشوا فيه والمكان الذي وجدوا فيه ، سواء أكانوا سكنوا في الشام الشمالية أم في الأقسام الوسطى من جزيرة العرب أم في الأقسام الجنوبية منها ، فكل هؤلاء في نظري عرب ، وعرب علم لقومية خاصة ومصطلح ظهر متأخرا في النصف الأخير من الألف الأول قبل الميلاد ، وتركز وتثبت بعد الميلاد خاصة ، وقبيل ظهور الإسلام على الأخص .. وعلى هذا فالذين عاشوا قبل الميلاد بقرون عديدة وبألوف من السنين ، هم عرب ، وبالطبع وان لم يدعوا عربا .... ولعلني لا أكون مخطئا أو مبالغا إذا قلت أن الوقت حان لاستبدال مصطلح سامي وسامية بعربي وعربية ، فقد رأينا أن تلك التسمية ، تسمية مصطنعة تقوم على أساس التقارب في اللهجات وعلى أساس فكرة الأنساب الواردة في التوراة ... أما مصطلحنا العرب الذي يقابل السامية ، فهو اقرب عندي – في نظري – إلى العلم وليس ببعيد ولا بقريب عن العلم والمنطق أن السامية عربية لكونها ظهرت في جزيرة العرب ونحن نعلم أن كثيرا من العلماء يرون أن جزيرة العرب هي مهد الساميين ) .. ويبدو أن المرحوم الأستاذ جواد علي ، كما يقول الدكتور عامر سليمان ، لم يكن واثقا كل الثقة من التسمية التي اقترحها ، كما انه تعرض إلى انتقادات كثيرة مما دفعه إلى التراجع عن هذا الرأي في العام 1968 في كتابه التالي ولم يقدم مصطلحا بديلا كما فعل في المرة الأولى .. وفي العام 1973 أشار أستاذنا المرحوم طه باقر في كتابه ( مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ) إلى تسمية الساميين واللغات السامية واقترح ضرورة استبدالها بتسمية أخرى بعد أن ثبت عدم دقتها وقال : ( يجدر بنا أن نبيّن أن هذه التسمية الشائعة ، أي الساميين واللغات السامية ، غير موفقة ولا صحيحة في رأي رغم شيوعها في الاستعمال ، ولو أننا سمينا هذه اللغات بلغات الجزيرة أو اللغات العربية والأقوام السامية بالأقوام العربية أو أقوام الجزيرة لكان ذلك اقرب إلى الصواب ) .. إلا أن الأستاذ طه باقر لم يأخذ بأي من مقترحاته ، إذ استخدم مصطلح السامية واللغات السامية في الصفحة التالية من كتابه نفسه واكتفى بتقديم المقترح .. كما أشار الأستاذ لطفي عبدالوهاب في كتابه ( العرب في العصور القديمة ) إلى خطا التسمية القديمة من الجــوانب العلمية والانثروبولوجية والتاريخية واللغوية ، إلا انه لم يقــدم بديلا عنها .. وفي العام 1978 قال الدكتور عامر سليمان في كتابه ( محاضرات في التاريخ القديم ) بضرورة استبدال الاسم ، بعد أن بين خطاه ، بمصطلح اللغات العربية القديمة ، وتسمية المتكلمين بها بالأقوام العربية القديمة ، اعتقادا منه بأنه لابد وان تضم التسمية البديلة اسم العرب ، وهم العنصر الأول والأساس ، الذي عاش في شبه الجزيرة العربية وما يزال ... ولتمييزهم عن العرب الحاليين ، الذين يؤلفون قسما مهما منهم ، وصفهم بالقدماء ووصف لغاتهم بالقديمة .. وفي الأعوام التالية استخدم عدد من الباحثين العراقيين مصطلح اللغات الجزرية والأقوام الجزرية بدلا من اللغات السامية والساميين .. وابرز هؤلاء الباحثين المرحوم الدكتور سامي سعيد الأحمد ، فهو أول من استعمل اصطلاح الجزري واللغات الجزرية والأقوام الجزرية بدل السامي والسامية والأقوام السامية في بحث عنوانه ( الجزرية وليس السامية ) باللغة الانكليزية ونشر في جريدة ( بغداد اوبزرفر ) في 27 تشرين الأول 1978 عدد 3259 ، وخلاصة رأيه تتمثل ، بما أن المجموعات البشرية التي اندفعت من شبه الجزيرة العربية سواء من شمالها الغربي ( منطقة الجزيرة الفراتية ) أو من أجزائها الأخرى فيستحسن إطلاق لفظة الجزريون ( سكان الجزيرة العربية ) عليهم .. وفي العام 1999 أغنى المكتبة العربية الأستاذ الدكتور محمد بهجت قبيسي بكتابه القيم ( ملامح في فقه اللهجات العربيات ، من الاكدية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية ) ، إذ انه استخدم مصطلح اللهجات العربيات ، للدلالة على اللغات التي تفرعت عن اللغة الأم التي كان موطنها الأول في شبه الجزيرة العربية وبذلك أطلق على كل لهجة تفرعت عن تلك اللغة الأم اسمها كما ورد في النصوص القديمة مسبوقا بعبارة ( اللهجة العربية ) فسمى الاكدية مثلا اللهجة العربية الاكدية والآرامية اللهجة العربية الآرامية وهكذا .. وكان آخر تسمية مقترحة هي التي قدمها الأستاذ الدكتور خالد إسماعيل ، الذي عنون كتابه عن فقه هذه المجموعة من اللغات بالتسمية المقترحة وهي ( فقه اللغات العاربة المقارن ) .. وعن تسميته المقترحة يحدثنا الدكتور خالد إسماعيل فيذكر انه من الأفضل لو قلنا اللغات العاربية أو العاربة ، لان العاربة ، كما تروي الأنساب ، هم سكان جزيرة العرب الأوائل الذين بادوا أو تفرقوا في القبائل مثل طسم وعاد وجديس وثمود ، ويشير علماؤنا أيضا إلى السريان والسريانية كإحدى اللغات القديمة والى أن بابل كانت الموطن الأول الذي اجتمعت فيه الشعوب قبل تفرقها ، مما يومئ أيضا إلى إدراكهم صلة البابليين بهذه الأقوام وبلغاتهم .. ومع أن أخبارهم تفتقد إلى الدقة ، إلا أنهم كانوا يدركون بشكل عام أن تلك الأقوام واللغات كانت تنضوي تحت مصطلح العاربة .. ويضيف ، انه ابتغاء للشمول ورفعا للبس ، وأخذا بما هو معروف ومأثور لدى علماء الأنساب والتاريخ عندنا فقد اخترت مصطلح ( اللغات العاربية ) أو ( لغات العاربة ) و ( العاربة ) بدلا من اللغات السامية والساميين للأسباب الآتية : 1. يتفق علماؤنا على أن سكان جزيرة العرب الأوائل القدامى هم العاربة ، ومنهم : طسم وعاد وجديس وأميم وحمير وثمود وأرم وقوم تبع ومَدين وسبأ ، وأقوام غيرهم لا يعلمهم إلا الله .. هؤلاء هم الأقرب إلينا زمنا .. ومن العاربة أيضا من ذكرهم القرآن الكريم مثل : قوم نوح وقوم إبراهيم ومن ذريتهم إسماعيل واسحق ويعقوب ومنهم أيضا : اليسع وذو الكفل ويونس وإدريس ولوط وبني إسرائيل الذين يذكرون أيضا بقوم موسى وقوم هود ، وأصحاب الأيكة وأصحاب الرس وقوم مريم وزكريا وعيسى كل تلك الأقوام التي كان بعضهم ينتسب إلى بعض بألسنتهم المختلفة كانت مساكنهم تنتشر في شتى أجزاء جزيرة العرب وأطرافها ، في سبأ والاحقاف ومدين والحجر والعراق وبابل وسيناء ومكة والرقيم ومصر والأرض المقدسة فلسطين والمدينة .. هؤلاء كلهم العاربة ومنهم الأعراب والعرب ، وتلك هي منازلهم ومواطنهم ومدنهم وقراهم ولكل امة منهم لسان وآخرهم اللسان العربي المبين ، الفصيح ، لسان القرآن الكريم المُعرب ، الذي نُسي ، أو كاد ، ثم بُعث وحياً إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم النبي فأعجز العرب ، بل الإنس والجن بقوله تعالى : ( قل لأان اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا )( الإسراء 17/ 88 ) .. 2. كانت العربية الأولى تتسم بأغلب خصائص لغات العاربة الموغلة في القدم كالاكدية والابلية والاوجاريتية ، وفي مقدمتها الإعراب الذي زال في منتصف الألف الأول قبل الميلاد ، فلما بُعثت العربية الأولى بالقرآن الكريم ، بلسان عربي مبين ، بعد ذلك بنحو 1500 سنة ، أعجزت العرب عن مجاراتها ، إذ وجدوا فيها لغة قد نسيت أو كادت ، لغة كان العاربة يعرفونها زمن الاكديين ، أي قبل نحو 3000 سنة على الأقل ، ولم يبق شاهدا عليها إلا أبيات قليلة وأمثال وكلمات مفردة هنا وهناك ، يعرفها فصحاء الأعراب في القبائل الفصيحة .. 3. قسّم بعض علماء الأنساب العرب العاربة أي الأوائل و القدامى إلى : العاربة والمتعّربة والمستعربة ويقصدون بالعاربة ، الأقوام الأولى التي بادت أو تفرقت في القبائل والأمصار ، والذين كانت لغاتهم معربة ، كالعرب العاربة ، الذين جاء القرآن بلغتهم والاكديين والابليين والاوجاراتيين الذين نعرف من كتاباتهم أن لغاتهم كانت معربة ، وربما كان منهم قوم عاد وطسم وجديس واميم والله اعلم ، إذ لا دليل لدينا كتابيا على ذلك .. أما المتعربة : فهم الذين يلونهم ، وقد فقدت لغاتهم أكثر العلامات الإعرابية ، كالآرامية القديمة والفينيقية واللهجات الكنعانية القديمة .. وتؤرخ هذه كلها ابتداء من الألف الأول قبل الميلاد فما دون .. أما المستعربة فهم العرب في الجاهلية والآرامية الحديثة ولهجاتها ، والسريانية والنبطية والحضرية والتدمرية والمندائية وغير ذلك مما يؤرخ بنحو منتصف الألف الأول قبل الميلاد فمادون ، حتى ظهور الإسلام ، وهي اللغات واللهجات التي فقدت أو كانت تفقد العلامات الإعرابية تماما .. فالعرب المستعربة هم الذين تعلموا الإعراب واللغة الفصيحة وخصائصها القديمة بالقرآن الكريم فاستــعادوا لغتهم الأولى القديمة، أما لغــة العوام ولهجات القبائل المختلفة فبقيت كمــا هي تقريبا منذ ظهور الإسلام حتى الآن .. 4. قسم علماؤنا لغات العرب ولهجاتهم إلى عدنانية شمالية وقحطانية جنوبية بلهجاتها ، كلهجة مضر ، التي ذكر ابن خلدون في مقدمته ، أنها شمالية ، ولهجة حمير الجنوبية .. وكان رأي علمائنا أن الناس كانوا امة واحدة فتفرقوا وكانت لغتهم واحدة ثم تشعبت .. وكان بعضهم يظن أن لغتهم كانت العربية وفريق آخر قال : إنها السريانية ، وهذه في جملتها أقوال غير دقيقة ، ولكنها تشير إلى قدم بابل ى العرب ورد اسمها في اقدم نصوص العراق القديم في السومرية والاكدية بمعنى باب الاله ( باب ال ) . وهي ليست مشتقة من البلبل . لهذه الاسباب جميعا ، من اجل الشمول ورفعا للبس واتباعا لما كان معروفا وشائعا في صدر الاسلام . وهو زمن قريب الينا ، وليس رجما بالغيب ، نهجنا في هذه الرسالة على تسمية الساميين بالعاربة او لما يسميهم بالجزريين واللغات السامية باللغات العاربية او لغات العاربة او ( اللغات الجزرية ) ومن مزايا هذا المصطلح انه يخلو من المدلول السياسي الحديث الذي لصق بالساميين والسامية . وخص به اليهود دون غيرهم .. وهكذا تعددت المقترحات وغدا كل باحث يستخدم التسمية التي يراها أفضل من غيرها إلا أن جميعهم أرادوا في التسمية البديلة أن تشير إلى الموطن الأول الذي يفترض أن خرجت منه الأقوام التي تكلمت بهذه الفصيلة من اللغات ، وهو شبه الجزيرة العربية .. يقول الدكتور عامر سليمان في كتابه ( اللغة الاكدية ) مع انه قدم مقترحه في العام 1978 وانه يفضله على غيره من المقترحات إلا انه اثر حينئذ استخدام المصطلح الذي استخدمه عدد من الباحثين العراقيين فيما بعد ، وهو اللغات الجزرية والأقوام الجزرية ووضعه إلى جانب مقترحه بين هلالين ، رغبة منه في توحيد الآراء وتثبيت إحدى التسميات علّها تزيح التسمية القديمة وتبطل استخدامها .. وهو يرى أن من شروط التسمية الواجب استخدامها ، فضلا عما ذكر سابقا ، أن تكون معبرة عن السكان الأوائل للمنطقة التي يفترض أنها كانت الموطن الأول الذي هاجر منه المتكلمون بمجموعة اللغات موضوع البحث ، وانتشروا في بلاد الرافدين والشام بالدرجة الأساس .. وطالما كان هناك شبه إجماع على أن شبه الجزيرة العربية هي ذلك الموطن ، فان علينا أن نبحث عن الاسم الذي يمكن أن يستخدم للدلالة على سكان شبه الجزيرة الأوائل ونشتق منه اسما يطلق على اللغات التي تفرعت عن اللغة ألام التي يفترض انه تكلم بها السكان الأوائل .. ويرى الدكتور عامر سليمان أن هذا الشرط يستبعد إمكانية استخدام الساميين الذي لا علاقة له باسم السكان الأوائل لشبه الجزيرة العربية ، ويرشح إحدى التسميات البديلة الأخرى التي ترتبط باسم سكان شبه الجزيرة وهو اسم ( العاربة ) الذين يمثلون أقدم سكان شبه الجزيرة العربية حسبما ورد في كتب الأنساب العربية ، واسم العرب الذين يمثلون العنصر الأساس في شبه الجزيرة العربية منذ أقدم ورود الاسم وحتى الآن ، وكلا الاسمين مشتق من الجذر الثلاثي ع ر ب .. ويضيف الدكتور سليمان ، أن البحث عن أصول اسم عرب وعاربة يقودنا إلى أقدم النصوص التي وردت فيها صيغة هذا الاسم ، وهي النصوص الأشورية المسمارية ، إذ ورد في النصوص التي ترقى بتاريخها إلى أواسط القرن التاسع قبل الميلاد تسمية تتألف من الحروف الثلاثة انفه الذكر للدلالة على أقوام معينة وعلى موطنهم الذي كان في أطراف شبه الجزيرة العربية .. والباحث يتفق في الرؤية إلى هذا الموضوع مع ما ذهب إليه الأستاذان الفاضلان الدكتور خالد إسماعيل والدكتور عامر سليمان ، وقد استقر رأيه على تبديل تسمية اللغات السامية إلى اللغات العاربة وستحل هذه التسمية أينما وردت في كتاباته السابقة واللاحقة بدل التسمية القديمة ..

 

Delete Click to disapprove comment.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. {IP: 27.252.60.100} 3/21/2015 7:32:15 AM
في كتاب للمؤلف قاسم محمد غريب : أصل السومريين الحقيقي .. رؤيا جديدة ، والواقع في 259 صفحة وبالحجم الكبير، والمحفوظ في خزائن دار الكتب والوثائق الوطنية جاء أن أقوالاً كثيرة قيلت في اصل السومريين ، وذهب القائلون مذاهب شتى ، حتى التبست عليهم الطرق ، واختلفت المسالك ، ولم يعد أي واحد منهم ليصدق اويؤمن بما تطرحه الأبحاث الصادقة التي اهتدت الى الأصل الحقيقي للسومريين ، نتيجة لتزعزع الثقة في كثرة ماقيل وقال . واستقرت الأغلبية العظمى من العلماء على جعلها قضية اومشكلة. أما أغلبهم وهم من غير العرب ، فقد درجوا على جعل السومريين غرباء عن العراق ، لأنهم يستبعدون أن يكون العراق هو أصل أولئك الأقوام الذين أسهموا بقسط كبير من الحضارة ، وإن كل هذا الالتباس الذي وقعوا فيه راجع الى إن السومريين لاينتسبون الى اللغة السامية بل الى أصول لغوية تركية اومغولية. فمن العلماء من قال إن أصلهم من منطقة القفقاس ، وغيرهم قال من جنوب بحر قزوين ، وأقوال أخرى فمن قائل إن أصلهم من هنغاريا بدليل تشابه لغوي ، والأغرب والمضحك من قال إنهم جاءوا من الفضاء. استعرض الكتاب بعض آراء كبار الخبراء وعلماء الآ ثار، ومنهم : رأي العالم هندكوك : إن السومريين جاءوا من المنطقة العيلامية ، حيث كان السومريون والعيلاميون يتكلمون بلغة غريبة غير سامية وكلاهما ورث عن أجداد العيلاميين ثقافة واحدة مشتركة وكلاهما استعمل الكتابة المسمارية . رأي المستشرق فرانكفورت : يقول فرانكفورت إن السومريين هم من بلاد عيلام أي إن السومريين والعيلاميين كلاهما من سكان المستنقعات أي الأهوار . رأي الدكتور صموئيل نوح كريمر : أما أستاذ السومريات كريمر فيقول : ليس السومريون أول من استوطن في جنوب وادي الرافدين ، فاسما دجلة والفرات لاينتميان الى اللغة السومرية كما إن أسماء أهم المدن السومرية اريدو ، اور ، لارسا، ادب ، لكش ، نيبور، كيش ، هي كلمات ليس لها أصل لغوي سومري . وأخيراً يؤكد الباحث كريمر أنه لايعرف موطن السومريين الأصلي . رأي الدكتور فاضل عبد الواحد أستاذ السومريات في جامعة بغداد : إن هذه الأراء وغيرها مما قيل بشأن أصل السومريين بقيت في نطاق التخمين والافتراض ولم يحظ أي منها في يوم من الأيام بقبول الأغلبية من علماء الآثار ، وفي اعتقادنا إنه ليس هناك مايبرر الافتراض القائل بهجرة السومريين من بلد آخر الى جنوب وادي الرافدين . صحيح إن هناك خصائص اوعناصر مميزة للحضارة السومرية لكن هذا لايعني بالضرورة أن تلك العناصر جاء بها السومريون معهم من خارج العراق والشيء المنطقي هو أن نفترض بأن هذه العناصر المميزة للحضارة السومرية التي نشاهدها في عصر الوركاء (3500-3000ق.م) عبارة عن نتيجة وامتداد طبيعيين لمدنيات عصور ماقبل التأريخ الأخرى التي سبقت هذا العصر مثل حسونة وسامراء وحلف في شمال العراق والعبيد في الجنوب ، وبتعبير آخر إننا نرى في السومريين إمتداداً لأقوام عصور ماقبل التأريخ في وادي الرافدين وأنهم انحدروا من شمال العراق الى الجنوب واستوطنوا في منطقة كانت على الأرجح تعرف باسم (سومر) والتي عرف السومريون باسمها في العصور التأريخية اللاحقة . رأي د.جورج رو : إن القصص والأساطير السومرية تدور أحداثها في وسط غني بالأنهار والبحيرات وبالبردي والنخيل ، وهذه خلفية نموذجية لمنطقة جنوب العراق ، وتعطي انطباعاً قوياً بإن السومريين قد عاشوا دائماً في ربوع هذه المنطقة ، وليس هناك مايؤكد وجود أي موطن سالف للسومريين يختلف عن وادي الرافدين ثم يستدرك رو قائلاً : لقد كان السومريون شأنهم شأننا ، مزيجاً من الأجناس ، كما كانت حضارتهم كحضارتنا ، مزيجاً من العناصر الأجنبية والمحلية الأصلية. رأي الباحث آدام فلكنشتاين : من أين جاء السومريون ؟ فربما لن نعرف الإجابة على هذا السؤال أبداً ، فكما رأينا سابقاً لابد من أنهم كانوا مهاجرين كبقية سكان السهل البابلي وأنهم دخلوا البلاد في وقت ماقبل العهد الشبيه بالكتابي . إلا أن هناك من الباحثين من وضع نقاطاً جديرة بأن تعطي لنا القناعة ، وأغلبهم من العراقيين ، أبرزهم الأستاذ طه باقر والأستاذ فوزي رشيد . رأي الأستاذ طه باقر : إن السومريين هم إحدى الجماعات المنحدرة من الأقوام المحلية في وادي الرافدين، ثم استقروا أخيراً في السهل الرسوبي جنوبي العراق في حدود الألف الخامس ق.م ، او بعد ذلك الزمن بقليل ، وإنهم لم يكونوا المستوطنين الوحيدين ، بل تعايشوا مع الساميين ، ومهما يكن من أمر فإنهم لم يجلبوا الحضارة . رأي فرج بصمة جي : إن السومريين هبطوا من شمال العراق من الهضاب المرتفعة المتاخمة لوادي دجلة ، وانحدروا جنوباً ، حيث وجدوا بعض الساميين المستوطنين جنوب العراق قبل الموجة السومرية والأكدية ، وقد ثبت ذلك من وجود كلمات سامية في أقدم ماورد في كتابات اللغة السومرية لأسماء آلهة ومدن وآلات. رأي الدكتور فوزي رشيد : نشر الدكتور فوزي رشيد مقالتين في مجلة آفاق عربية ، والثانية في جريدة الجمهورية ، أكد في المقالة الأخيرة على إن السومريين لم يكونوا مهاجرين من خارج العراق ، بل هم قوم نزحوا من أقسامه الشمالية ، نتيجة لازياد عدد الساكنين مما دفعهم الى البحث عن أراض جديدة . وفي مجلة آفاق عربية قال إن السومريين من سكان القسم الجنوبي من العراق وليس شعباً مهاجراً ، إنهم من الأصل نفسه الذي يعود الى عصر الوركاء أول وحضارة العبيد وحاج محمد واريدو.

Comments powered by CComment

موقع الاثاري العراقي د.بهنام ابو الصوف

stampلزياره الموقع أنقر الصوره

 

صفحه ابو الصوف في الفيسبوك

facebook logo

بحث

صفحات التواصل الاجتماعي

FacebookTwitterPinterest

مكتبه اشور بانيبال

أبحث في المكتبة

بحث: 
الكاتب: 
عنوان_الكتاب: 
ISBN: 
المجموعة:

حكم وامثال

اكتب اسمك بالمسماري البابلي

Switch to Desktop Version