profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٣ سنوات
 توفيت السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ليلة الثلاثاء من السابع عشر من رمضان من عام ( 58 ) من الهجرة النبوية . وكان عمرها ( 66 ) سنة 

- ودفنت - رضي الله عنها وأرضاها ورحمها الله (بالبقيع) من ليلتها بعد صلاة الوتر (بحسب وصيتها لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنه، حيث قالت له: (ادفني مع صواحبي بالبقيع لا أزكي به أبداً) أخرجه البخاري.

- فمن خلال الحديث السابق يتبيّن لنا أن السيدة عائشة - رضي الله عنها - قد أوصت بأن تدفن فى البقيع مع أزواج النبى عليه الصلاة والسلام، وقد أنزلها قبرها بنو أخيها القاسم بن محمد بن أبى بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبى بكر، وعبد الله بن عتيق، وعروة بن الزبير، وعبد الله بن الزبير رضوان الله عليهم جميعا. 

- وكانت تتمنى أن تدفن بجانب زوهجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وبجانب أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، إلا أن عمر بن الخطاب عندما استشهد وقبل أن يلفظ أنفساه الأخيره إستأذن من عائشة أن يدفن بجانب صاحبيه (رسول الله وأبيها) فلم تستطع أن ترد سؤال عمر فوافقت فدفن مع صاحبيه، ودفنت هي في مقبرة البقيع المعروفة الآن بجانب المسجد النبوي في المدينة المنورة.

- قال الإمام مالك: قال عمر بن الخطاب حين حضرته الوفاة: إني كنت استأذنت عائشة إذا مت أن أدفن فى بيتها، فقالت: نعم، وإني لا أدري لعلها قالت ذلك من أجل سلطاني، فإذا مت فاسألوها ذلك، فإن قبلت فادفنوني فيه، وإن أبت فانصرفوا بى. 

- حتى أنه يروى في الأثر أن السيدة عائشة رضي الله عنها كانت تدخل حجرتها وتزور قبري زوجها وأبيها بثيابها العادية أو بثياب نومها وحاسرة الرأس، فلما تم دفن عمر أصبحت تزورهم وهي مخمرة بثيابها، وذلك هيبة من عمر وهو ميّت وكذلك كونه أجنبي عنها .
 
- ولا يوجد قبر رابع بجانب القبور الثلاثة (قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبري صاحبيه ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهم ورحمهم الله تعالى).

- وعائشة - رضي الله عنها - هي الزوجة الوحيدة التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بكراً ، وذلك إكراماً لأبيها صاحب النبي أبو بكر الصديق ، ولذكائها وفطنتها ولفقهها - فقد كانت من أفقه النساء في عصرها - حتى أن كبار الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسألونها ويستفتونها في أمور دينهم - ولذلك قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : (خذوا دينكم عن هذه الحميراء) وسميت بهذا الاسم لأن وجهها كان فيه بياض مع احمرار.
 
- ومن أسماء أمنا عائشة رضي الله عنها وألقابها :
( أم المؤمنين،  ابنة الصديق ، أم عبدالله ، الموفقة، ابنة أبي بكر ، الحميراء، عائش)

-وكانت رضي الله عنها من أحب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إليه ، ومن صور تعامل النبي صلى الله عليه وسلم معها :
1- ما رواه الهيثمي وغيره في مجمع الزوائد: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بحريرة وقد طبختها له، فقلت لسودة، والنبي - صلى الله عليه وسلم - بيني وبينها: كلي - فأبت، فقلت: لتأكلين أو لألطخن وجهك فأبت، فوضعت يدي في الحريرة فطليت وجهها، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - فوضع بيده لها، قال لها: الطخي وجهها ففعلت فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم -......)

2- عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر. قالت: فسابقته فسبقته على رجلي، فلما حملت اللحم سابقته فسبقني. فقال: "هذه بتلك السبقة"، وفي لفظ: سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته، فلبثنا حتى إذا أرهقني اللحم سابقني فسبقني. فقال: "هذه بتلك" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي.

- وغيرها الكثير من المواقف .