المنهج الكمي والمنهج الكيفي والفرق بينهما

 الفرق بين المنهج الكمي والكيفي:

1. لا تركز البحوث النوعية على الطرق الرقمية والاحصائية في تفسير البيانات المجمعة والنتائج ، كما في البحوث الكمية، بل تعمل على تفسير الظواهر المبحوثة بأسلوب إنشائي يعتمد التعبير بعبارات وجمل توضح ماهية وطبيعة تلك الظواهر، وعلاقاتها المتداخلة مع بعضها. 

2. يستخدم الباحث النوعي الملاحظة المتفاعلة، والمقابلة الشخصية المتعمقة، وتحليل الوثاق، كأدوات لجمع البيانات. وقد تختلف طريقة المقابلة هنا، بين فرد وآخر من أفراد مجتمع الدراسة، أو عينته. بخلاف الباحث الكمي الذي تكون فيه أسئلة المقابلة (والاستبيان) نمطية، ومعدة مسبقاً

3. يحاول الباحث في البحث النوعي فهم الظاهرة في ظروفها التي تمت فيها. ولا يهدف إلى تعميم النتائج. بينما يعتمد البحث الكمي على قياس الظاهرة، وإيجاد العلاقات بين الأسباب والنتائج، والتعبير عنها (رقمياً) ، وتعميم نتائجها على حالات أخرى 

4. غالباً ما يختار الباحث، في البحث النوعي، عينة مقصودة (عمدية)، تكون محدودة العدد، بينما يختار الباحث، في البحث الكمي عينة عشوائية في الغالب، تكون ممثلة لمجتمع الدراسة، بغرض تعميم النتائج على الحالات المشابهة الأخرى. 

5. لا يكون الباحث محايداً، في البحث النوعي، بل تكون لديه مرونة في التغيير في خطة البحث، وفق مجريات البحث والبيانات المجمعة. فهو يضع خطة أولية قابلة للتعديل. بينما يلتزم الباحث الكمي بالخطة الموضوعة، والموافق عليها، وأسئلة البحث بشكل مسبق، يلتزم بها خلال بحثه. وعلى هذا الأساس فإنه عندما يضع أسئلة المقابلة والاستبيان، بشكل مسبق، لا يغير فيها، ويلتزم بسمات الصدق والثبات في أدوات جمع البيانات.

6. المنهجان النوعي والكمي ليسا متعارضين أو متضادين، حيث أنه يمكن استخدامهما معاً في نفس البحث. فيكون جانباً من البحث نوعي، وجانباً آخر، يكمله، كمي. ويحصل الباحث على نتائج من خلال خلط المنهجين. 

كذلك فإنه يمكن أن يستخدم البحث النوعي لدراسة الظواهر والحالات التي لا تتوفر معلومات وافية عنها، أو لمعرفة أشياء جديدة عن حالات مطلوب التعمق فيها، بغرض فحصها ودراستها لاحقاً بطريقة وببحث كمي

7. يستخدم البحث النوعي عادة في المجالات التي يتبين للباحث أن الأساليب والمقاييس الكمية لا تستطيع وصف أو تفسير المشكلة أو الحالة المعروضة. مثال ذلك دراسة خاصية التفوق والإبداع عند الطلبة أو الموظفين، والخصائص العقلية الذهنية الإبداعية، عند الأفراد والجماعات

8. يجمع الباحث النوعي بياناته، ويشتق معلوماته ميدانياً، من المصادر الطبيعية للأحداث. حيث يعمل الباحث موقعياً، طيلة فترة البحث، في مكان الظاهرة أو الحدث، ويشتق معلومات من العاملين في الموقع، إضافة إلى الوثائق التي قد تتوفر في ذلك الموقع. وقد يحتاج إلى جمع مزيد من البيانات والمعلومات من أشخاص آخرين في مواقع أخرى، ولهم علاقة بمجريات الأمور في الموقع المعني بالبحث.

9. الباحث في البحث النوعي يكون هو الأداة الأساسية لجمع المعلومات. ويعتمد في مقابلاته ومشاهداته وتحرياته على إمكاناته الذاتية ومهاراته في التحليل والتفسير. لذا فهو يتحدث مع المبحوثين، أو يلاحظ أنشطتهم، أو يقرأ وثائقهم وسجلاتهم، من موقف ومنطلق خاص به.

10. يسلم البحث النوعي بأن السلوك الإنساني مرتبط بالبيئة التي يجري بها البحث ويعيش فيها المبحوثين. وهنالك تأثيرات اجتماعية وثقافية وتاريخية على الخبرات الإنسانية. بينما تدعو البحوث الكمية إلى عزل السلوك الإنساني عن المحيط الذي يتواجد فيه الأفراد المعنيين بالبحث.

11.لا يتحدد البحث النوعي بفرضية معدة مسبقاً، أو يختبر العلاقة بين المتغيرات المستقلة والمتغيرات التابعة المعدة مسبقاً. بل أنه يدرس جميع العوامل والمؤثرات في موقف معين، أي الخبرة الإنسانية بشكل كلي أولاً. لذا يأخذ الباحث من المقابلة أو الملاحظة الأولى معنى ما يسمع أو يرى، ثم يضع في ضوءه تخمينات تتطور لاحقاً إلى فرضيات، يعمل على تأكيدها أو نفيها، من خلال مقابلاته وملاحظاته اللاحقة، ويخرج بالتفسيرات والنتائج.

12. عمليات جمع البيانات والمعلومات تتداخل مع عمليات تحليلها في البحث النوعي. كذلك يتطلب البحث النوعي وقتاً أطول في تحليل البيانات من البحث الكمي. فهو يحتاج إلى وقت مساوي لوقت جمع البيانات، ويتطلب تحليل مستمر ومتزامن مع جمع البيانات. وبعبارة أوضح أن الباحث لا ينتظر حتى يتم جمع البيانات كاملة ليبدأ بالتحليل، كما هو الحال في البحث الكمي.

13. يحكم على مصداقية البحث في البحث النوعي من خلال قناعة رأي القارئ في رأي الباحث، وليس من خلال العمليات الإحصائية والمعادلات المستخدمة في البحث الكمي.


مالدليل علي انهما ليس متعارضان

إعجاب
الرد

لعرض أو إضافة تعليق، يُرجى تسجيل الدخول