أنواع النثر في العصر الجاهلي

على الرغم من أن أشكال النثر في العصر الجاهلي كانت محدودة إلا أنه يعد من فنون الأدب القديمة جدا، فهو يقف بجانب الشعر وكانت له المدارس الخاصة به، ومن أمثلة النثر الوصايا والأمثال والخطابة، وهناك العديد ممن برعوا في النثر.

جدول المحتويات

مفهوم النثر

قبل أن نتحدث عن أنواع النثر في العصر الجاهلي لابد أن نتعرف على مفهومه حيث أنه يعرف بالكلام المرسل الذي لا يعتمد على وزن أو قافية، فهو خلاف الشعر لأن الشعر يحتاج إلى التنظيم، والعديد من وسائل التعبير الفكري.

نوعي النثر الجاهلي

النثر الكلامي: هو وسيلة من وسائل التخاطب والتعبير والكلام، ولا يمتلك هذا النوع أي قيمة أدبية، فقيمته فقط تنحصر في طريقة التواصل الاجتماعي مع الآخرين.

النثر الفني: هو الذي أهتم به الكثير من النقاد والمختصين في الأدب على اختلاف اللغات، وله علم وبيان، والذي يعبر عن ما يتم من أحداث وأطوار للغة.
وهذا النوع من النثر يتم دراسته إلى التاريخ الذي نتواجد فيه، فنجد أن هناك عصور الجاهلية والعصور الإسلامية والعصر الأموي والعصر العباسي والأندلسي والعصر الحديث.

وقد تنوعت وتعددت أنواع النثر في العصر الجاهلي، وكان أكثر قوة إذا تم مقارنته بالشعر على الرغم من أنه كان قليل.

أنواع النثر في العصر الجاهلي

وتعرض النثر في العصر الجاهلي إلى الضياع، لأنه لم يعتمد على الكتابة، وإنما اعتمد على المشافهة، كما أنه كان صعب الحفظ بالنسبة إلى الشعر.

ويعتمد النثر على التركيز والتفاصيل على النطق اللغوي للكلمات بعكس الشعر الذي كان يركز على الوزن والقافية والإيجاز.

أهم أشكال النثر في العصر الجاهلي

كما تحدثنا من قبل أن أنواع النثر في العصر الجاهلي كانت قليلة ومحدودة ومن أبرزها ما يلي:

الخطابة:

عرفت منذ العصر الجاهلي وما زالت إلى يومنا هذا، كما وصف بعض العلماء الشاعر بأنه أعلى منزلة من الخطيب، وهو من يلقي الخطبة، وكان من أشهر هؤلاء المميزين في إلقاء الخطب قيس بن عاصم وعمرو بن كلثوم وقيس الخفاجي وابن سنان وأكثم بن صيفي.

أنواع النثر في العصر الجاهلي

الأمثال:

نقصد هنا جمع كلمة مثل وهو القول الموجز البليغ المحدد الذي يطلقه بعض الأفراد في وصف شيء أو حدث ما، وأصبحوا الناس ينطقون بهذا المثل عندما يحدث شيء مشابه للموقف الذي قيل فيه، ويمتاز بالواقعية والشيوع وجزالة الألفاظ والإيجاز.

الوصايا:

الوصايا من أنواع النثر في العصر الجاهلي وهي عبارة عن النصائح والمواعظ التي يقدمها الإنسان إلى شخص ما، وتعتبر من ضمن الأوامر والنواهي، وربما تأتي على شكل النثر أو الشعر، وهي شبيهة جدًا بالخطبة إلى أنه يتم توجيهها إلى شخص ما محدد مثل الابن أو الأبنة أو الزوجة بينما الخطبة يتم توجيهها إلى جمهور الناس.

سجع الكهان:

وهي من أنواع النثر في العصر الجاهلي حيث أنها الفنون التي ابتكرها الكهان في العصر الجاهلي، فكانوا ينطقون بها ويعتمدون على السجع، ومن أبرز الكهان في هذه الفترة الأقرع بن حابس وهرم بن قطبة وضمرة بن ضمرة.

أنواع النثر في العصر الجاهلي

اقرأ أيضا: تاريخ الأدب العربي

 خصائص النثر في العصر الجاهلي

تميز النثر في العصر الجاهلي بالكثير من الخصائص والسمات الفنية التي ميزته عن الشعر، وأهمها:

  1. يعتمد على الكلمات الراقية والأفكار والمعاني السماعة: فقد كان يحمل معاني من الحياة الواقعية في العصر الجاهلي، فهو كان موجه إلى مخاطبة القلوب والعقول معًا، ويسعى إلى أن يحقق الأهداف.
  2. كان يمتلك الألفاظ القوية: لأن عصر الجاهلية يتميز بالبلاغة والفصاحة، ويشهد هذا الأمر نزول القرآن الكريم في هذه الفترة لتكون المعجزة من جنس ما يتفوقون فيها.
  3. امتاز النثر بالألفاظ الخشنة والوحشية: لأنها كانت مستوحاة من البيئة الجاهلية في هذه الفترة، فاللغة لابد أن تكون مطابقه إلى البيئة التي تتواجد فيها، وتعبر عن انطباعاتها.
  4. الاهتمام الكثير بالمحسنات البديعة: وأهمها السجع لأنه يعطي الإيقاع الموسيقى، ويمنح الجمل الجمال والوزن.
  5. لم يعتمد على أسلوب واحد فقط: وإنما نوع بين الأسلوبين الإنشائي والخبري، ما أعطى النصوص النثرية قوة الإقناع والجمال والتشويق، وأبعد عنه الرتابة والملل.
  6. صدق العاطفة حيث كان النثر يعطي الإحساس والشعور الصادق والقوى، فالخطب كانت مؤثرة جدًا سواء للعقل أو القلب.
  7. جودة الصور: حيث تمكن الأشخاص في هذا الوقت من عن واقع البيئة التي يعيشون فيها، ويدعون في صياغة وتركيب الألفاظ.
  8. الإيجاز: هو حديث الشخص عن لب الموضوع حتى لا يسبب إلى القارئ الملل أو يشغله بالكلام.

وبهذا يتضح أن النثر نوع من أنواع الفنون القديمة في اللغة، وما زال إلى يومنا هذا، وله مجموعة من الأقسام وأهمها الخطابة، ولابد أن نعمل على إحيائه مثل الشعر تمامًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى