إن كل دولة من دول العالم تتميز بكونها لها تراث خاص ولباس تقليدي تعرف به ويتم ارتدائه في المناسبات الرسمية والاحتفالات المجتمعية المختلفة أو بشكل يومي على حسب عادات وتقاليد كل دولة، وتأتي المملكة العربية السعودية في قائمة الدول التي تحتفظ بملابسها التقليدية، ونحن في هذا المقال عبر موقعكم مخزن سوف نساعدكم في التعرف على تلك الملابس وأشكالها وتفاصيل أكثر عنها.
الملابس التقليدية في المملكة العربية السعودية للرجال والنساء
الزي الوطني السعودي الرسمي يُعَدُّ لباسًا يعكس هوية المواطنين في المملكة العربية السعودية، متكامل مع متغيرات البيئة والمناخ في البلاد. يشترك بعض عناصره مع الزي التقليدي المتواجد في دول الجزيرة العربية، مع تفرده في التفاصيل. يتميّز بطابعه الفضفاض والقطع المتعددة، وعادة ما يسود اللون الأبيض في العديد من عناصره.
يُظهر الزي الوطني السعودي مكانة المُرتدي ووضعه الاجتماعي أو الديني، حيث يمكن تعديل أو إزالة بعض العناصر للتعبير عن الوضع الاجتماعي. كما يعكس أحيانًا نوع المناسبة، سواء كانت رسمية أو احتفالية أو يومية، كما توجه الأنظمة الرسمية في المملكة العربية السعودية المواطنين بارتداء الزي السعودي الرسمي أثناء زياراتهم للجهات الحكومية والمؤسسات الرسمية.
تصميم الثوب السعودي معقد حيث يتألف من 22 قطعة يتم تجميعها وتطريزها معًا، مما يمنحه مظهرًا متنوعًا وغنيًا. الزي يتألف من الطاقية البيضاء التي تُرتدى تحت الغترة لمنعها من الانزلاق، ويُعتبر الثوب الأبيض الخاص به غير فضفاض ولا ضيق، ويحتوي على ياقات وأكمام تُغلق بأزرار لتنظيم الرداء من الرقبة والأكمام.
عناصر الزي السعودي للرجل
من أهم عناصر الزي السعودي ما يلي:
الثوب
- الثوب في السعودية يُعتبر جزءًا أساسيًا من الزي اليومي للمواطن السعودي و يتألف الثوب من رداء طويل وفضفاض يغطي معظم الجسم، ويتميز بأربعة أزرار على الصدر وأكمام طويلة تنتهي عند الكف. تكون نهايات الأكمام إما مفتوحة أو مغلقة بأزرار وتُعرف هذه النمطية بالكبك. يتميز الثوب السعودي بنوعين من الياقات المعتادة، إما دائرية التصميم والأخرى تأخذ شكل مثلثين متقابلين وتُعرف شعبيًا بـ “القلابي”.
- يتميز الثوب بوجود جيبين متماثلين على الجانبين وجيب ثالث علوي يظهر على يسار الصدر. يجب أن لا يكون الثوب طويلاً جداً أو قصيراً جداً، كما يجب أن لا يكون واسعًا جدًا أو ضيقًا جدًا. يختلف ارتداء الثوب باختلاف أنواعه ويُمكن ارتداؤه مع المحزم أو الصديري أو البشت أو الغترة.
- عادةً ما يكون لون الثوب السعودي أبيض، وفي الشتاء قد يرتديه البعض بألوان داكنة، ولكن نادرًا ما يُلبس السعوديون ثوبًا ملونًا في الصيف.
- لا يتم استخدام الألوان الفاقعة في الثوب السعودي
- يُصنع الثوب من مواد مختلفة مثل السلك أو البوليستر، والقطن الصناعي والقطن الخالص.
المرودن
رداء اشتهر في نجد، يشبه الثوب إلا أن له أيادٍ طويلة ويبرز بوصفه أحد القطع الأساسية في الزي الذي يلبس عند تأدية العرضة السعودية، متميزاً بسمته الفضفاضة، واتساع الأكمام عند طرفيه، بحيث إن أكمامه تصل إلى الأرض عند إرخاء اليدين.
المذيل أو المحرود
في بوادي منطقة عسير والباحة كانوا يرتدون الثوب المعروف باسم (المذيل) وهو ثوب طويل الأكمام وواسع، ويتصف الثوب المذيل بالقصِر فهو يكون إلى منتصف الساق، وتجمع أكمامه الطويلة إلى الخلف وتربط، لمساعدتهم على الزراعة والقيام بالأعمال اليومية.
أما في المناطق السروية (من جبال السروات) المرتفعة ذات الطبيعة القروية، يختلف الثوب إذ يكون غير مذيل الأكمام وليس واسعاً وعريضاً كما هي الحال في الثياب البدوية، وتُلبس عادة فوقه العباءة أو الشملة ذات الألوان السوداء أو البيضاء أو الحمراء الداكنة، والمصنوعة من الجلود أو الصوف.
الإزار/ المصنف
في المناطق التهامية بمنطقة عسير، يرتدي الرجال عادةً على الجزء السفلي من الجسم إزاراً يُسمى بأسماء مختلفة مثل “المصنف” أو “الحوكة” أو “المثلوث” أو “الجرافي”، وتتفاوت هذه الأسماء بحسب نوع القماش وطريقة الصُنع. ويُغطى الجزء العلوي من الجسم عادةً بصديرية تُعرف في بعض الأماكن باسم “كرته” وفي مناطق أخرى بأسماء مثل “صديرية” أو “سميج”، وعادةً ما تصنع هذه الصديريات من الأقمشة ذات الألوان السوداء أو المخططة.
المذولق
في المناطق الشرقية من عسير، يرتدي الرجال نوعين من الثياب: الأول يُعرف بـ “المذولق”، وهو ثوب واسع صُنع بطريقة تجعله فضفاضاً حول الجسم، حيث تكون أكمامه واسعة جدًا ومُقطَّعة من الجزء العلوي وطويلة من الجزء السفلي، أما النوع الثاني فيُعرف بـ “الحائلي”، وهو ثوب فضفاض وأكمامه كاملة دون أن تكون واسعة.
المبرم
يرتدي الرجال في شرق منطقة عسير ثوباً خاصاً للعمل في الزراعة وهو ثوب (المبرم) الذي يتصف بالمتانة والقوة والقصِر، وأكمامه قصيرة أيضاً ليساعد على الحركة والزراعة.
المزندة
في نجران تظهر الأزياء النجرانية القديمة بشكل كبير عند كبار السن حالياً، الذين لم يتنازلوا عن لباسهم التقليدي القديم، خصوصاً ثوب المزنّدة والجنبية عند الرجل. حيث يلتزم الرجل بثوب المزندة ويرتدي من فوقها المذيل، ولا يكتمل الزي إلا بالجنبية والخنجر.
الملابس في مدن المملكة العربية السعودية
تتنوع الملابس التقليدية في المملكة العربية السعودية على حسب المناطق السكنية وذلك على النحو التالي:
- في منطقة جازان فهناك لباس البحر (جازان وفرسان) حيث يرتدي الرجل الذي يعيش على الساحل ويزاول مهنة الصيد الصدرية أو الفنيلة البيضاء والإزار، الذي يسمى الفوطة أو الحوك، ويتكون من قطعة مستطيلة حوالي متر عرضاً و1.5 متر طولاً من قماش ملون أو من قماش القطن الأبيض، فيما يتكون لباس الداخل في جازان من الشميز (القميص) الأبيض أو الملون، والإزار (المصنف) المقلم.
- تشبه ملابس الرجال في جزيرة فرسان ملابس الرجال في المنطقة الغربية، حيث تتكون من الثوب الأبيض وفوقه الصديري (يسمى يلق) وعلى الرأس تلف العمامة ومن أفضل أنواعها البرسيمي الصفراء، وتسمى طريقة اللف “دقلة”.
- يتكون اللبس الأساسي لأبناء المنطقة الغربية من الثوب والغترة والصديري والعمامة وحزام للبطن وسجادة على الكتف. ويتفننون في زخرفة الحزام والسجادة بألوان زاهية.
- أما المنطقة الشمالية في السعودية يرتدي الرجال العقال وله أشكال مختلفة، والشماغ، والغترة بألوان متعددة، والمرودن، والصاية، والدقلة أو الزبون، والفروة، والكوت، والجبة، والعباءة أو المشلح بأنواعها وألوانها مثل عباءة البيدي وعباءة البرقا، والسيوف، والمجاند.
القطع الإضافية في الزي السعودي التقليدي
تكمل الملابس ببعض القطع الإضافية مثل الجنابي والخناجر، وتكون عادة مرتبطة بحزام جلدي يُلبسه الرجال حول الخصر، ويحتوي عادة على مكان مخصص لوضع الخنجر أو الجنبية المعروف باسم “سبتة”، وفي الماضي كانت الجنبية جزءًا لا يتجزأ من زي الرجال في الجنوب خلال أوقات العمل والزيارات والمجالس، وهناك أيضاً المجند أو المحزم في زي العرضة، ويتضمن ذلك الحزام والسجادة في زي المناطق الغربية.
أغطية الرأس في الزي السعودي
- الطاقية: توضع على الرأس وتكون مقاسها مناسبًا دون أن تكون كبيرة أو بارزة جدًا، ويُضع عادة الشماغ أو الغترة فوقها.
- الشماغ والغترة: يفضل السعوديون ارتداء الشماغ بلونيه الأحمر والأبيض أو الغترة البيضاء في حياتهم اليومية وخلال العمل وفي المناسبات المختلفة والأعياد. يأتي الشماغ أو الغترة على شكل مربع في الأصل، وعند ارتدائها يتم طيها على شكل مثلث لتغطية الرأس والأكتاف وثباتها بواسطة العقال. قد يحتوي قماش الشماغ على تطريز بخيوط حمراء أو بيضاء، بينما لا يتم تطريز الغترة.
العباءات السعودية
هناك العديد من أساليب لبس الشماغ أو الغترة ومنها ما يلي:
- الأسلوب الرسمي (تشخيصة الشيوخ): يشتهر بتميزه الرسمي حيث يتم وضع أحد طرفي الشماغ أو الغترة على الكتف المعاكس.
- أسلوب بنت البكار: يتضمن وضع طرفي الشماغ أو الغترة فوق الرأس.
- أسلوب الميزان: يتم برمي طرفي الشماغ أو الغترة على الرأس بدون شد، مما يمنحها شكلًا يشبه الميزان.
- أسلوب الكوبرا: يتضمن لفّ أطراف الشماغ أو الغترة فوق الرأس وحول الأكتاف بطريقة تشبه حركات أفعى الكوبرا.
العباءات في السعودية وأنواعها
هناك مجموعة متنوعة من العباءات في المملكة العربية السعودية، وتتنوع حسب الخامات والتفاصيل التي تميز كل نوع، بما في ذلك:
- العباءة البشت: تُستخدم من قبل النساء في المناطق الشمالية والشرقية والوسطى، وكانت تُعتبر جزءاً من الملابس اليومية وأحياناً تُلبس العروس فوق ملابسها في ليلة العُرس. تتميز بكونها رداءً طويلاً وفضفاضًا مفتوح من الأمام، وقد كانت في السابق تصنع من الصوف الخشن وتُزيّن بخيوط الحرير السوداء أو الزري.
- الخرقة: تُعتبر عباءة نساء البادية في شمال غرب السعودية، تُصنع من قماش أسود وتُزين بالتطريز والخرز الملون.
- أغطية الرأس: تتضمن العديد من الأشكال مثل المسفع، العصابة، المحرمة، المدورة، القناع، والبيرم.
- الشيلة (الغدفة): قطعة قماش مستطيلة خفيفة الوزن وخالية من الزينة، تُلفها المرأة حول رأسها مع كشف الوجه، وتأتي بأنواع مختلفة مثل المشنفة، شيلة التلي، والمريشة.
- الشمبر: ثلاثية صغيرة من الفوال الأبيض أو الكروشيه تُثبت خلف الرأس بخيوط القيطان.
- المحرمة: قطعة مستطيلة مصنوعة من الشاش الأبيض ويختلف طولها بحسب طول الشعر.
- المدورة: مربع صغير من اليشمك أو القماش المطبوع، يزينه ورود ملونة على الأطراف تختلف ألوانها وتصاميمها حسب المناسبة.
