محتويات
أصول الخلفاء العباسيين
تنحدر أصول بني العباس إلى آل البيت -عليهم السلام-، وبالتحديد من العباس بن عبد المطلب، وقد أسّسوا دولتهم الثالثة من حيث الترتيب الزمني للدول في التاريخ الإسلامي، والتي كانت أول دولة تقوم بهذا الشكل، فقد قامت دولة الخلفاء الراشدين على مبدأ الشورى، وقد قامت الدولة الأموية أيضًا على مبدأ الشورى بعد تنازل الحسن بن علي -رضي الله عنه- عن الحكم لمعاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه-، أما الدولة العباسية فقد قامت بالخروج على الحاكم، والانقلاب عليه، بالاستعانة بالترك، والفرس، وبعض العرب الذين نقموا على الدولة الأموية، وسيتم ذكر عصر قوة الدولة، وعصر ضعفها، وأخيرًا زمن سقوطها بالإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي.[١]
قيام الدولة العباسية
اتّخذ العباسيون الكوفة مركزًا لانطلاقة دعوتهم في بادئ الأمر؛ نظرًا لكثرة أنصار آل البيت فيها، وفيما هو معلوم أن العباسيين هم من آل بيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولبعدها النسَبيّ عن دمشق عاصمة الأمويين، وعن طريق بلاد الشام، والسبب الأهم لاتخاذ الكوفة مركزًا، هو اتصالها السريع مع خراسان، والتي تعد أراض تركمانية، وليست فارسية كما يعرف أغلب الناس، فسكان خراسان هم من الأتراك، وكان التركيز عليها؛ لأنها تمثل أهمية كبيرة للفرس والترك، ومع أن المعروف بأنه مؤسس الدولة العباسية هو أبو مسلم الخراساني، ولكنه ذو أصول فارسية.[٢]
ومن بعد قامت الدولة بعد التنكيل بشكل دموي بما تبقى من الأمويين، وتم التخلص من أبي مسلم، وعبد الله بن علي، وتميزت الفترات الأولى بتثبيت أركان الحكم، وتفرد بني العباس به، وكان أول خليفة هو أبو العباس السفاح، ومن ثم تبعه أخوه أبو جعفر المنصور، وسمي ذلك العصر بعصر التأسيس، حتى أن أنه تم القضاء على رغبة الطالبيين أو أحفاد علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، والذين قد خدعهم العباسيون، بأن الدولة ستكون لهم، وتاليًا يذكر العصر الأول وأهم خلفائه، والإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي.[٢]
عصر الدولة العباسية الأول
لقد عرف في زمن حكم العباسيين منذ قيام دولتهم وحتى سقوطها، بكثرة الثورات ومحاولات الانقلاب، وخروج البعض على السلطة، والانصراف إلى الحكم الذاتي والاستقلال عن العباسيين، إلا أن العصر الأول في الدولة العباسية أو ما يمكن تسميته بالعصر الذهبي، قد اتسم بثبات العباسيين وقوتهم، واستطاعتهم التمسك بمقاليد الحكم وتوحيد المسلمين تحت رايتهم، ولذلك كانوا يعينون الأكفاء من الولاة حسب قوتهم ومدى استطاعتهم لصد الثورات وإخمادها[٣]، ومع ذلك، فقد ظهرت بعض الأقاليم المستقلة، مثل:[١]
- دولة الأمويين في الأندلس، والتي أسسها عبد الرحمن الداخل.
- دولة الأدارسة في المغرب.
- دولة الأغالبة في تونس.
- الدولة الرستمية في الجزائر.
وظهر في العصر الذهبي للدولة العباسية بعض الخلفاء الذين خلّد ذكرهم، لما عرفوا به من الصلاح، والقوة، ومؤهلات الحاكم الصالح، ولو جزئيًا، ومن هؤلاء، الخليفة هارون الرشيد، ولم يعرف عصره بأنه الأقوى والأزهر في العصر الذهبي فحسب، إنما في تاريخ الدولة العباسية بأكمله! لما كان له من قوة وحكمة، وصلاح، ومما عرف عنه أنه كان يحج عامًا ويغزو عامًا، فبذلك كانت غزواته على الروم كثيرة، وقد أمن بذلك حدود دولته، وكان قد أخمد كل الثورات التي حاولت إضعاف دور الدولة في الحكم، وامتد زهوّ الدولة العباسية، في عصر المأمون ومن ثم بالمعتصم بن الرشيد، ومن بعده الواثق، وستتم الإجابة لاحقًا عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي.[٢]
عصر الدولة العباسية الثاني
بعد أن برزت إنجازات الدولة العباسية وخلفائها الذين عرف عنهم القوة والحزم، بدأت أوضاع الدولة العباسية بالانحدار، إذ انتهى العصر الذهبي بانتهاء حكم أبي جعفر الواثق بالله، وبدأ العصر الثاني بحكم أبي الفضل المتوكل على الله، وقد اتسم العصر الثاني بضعف إدارة حكامه للأوضاع الداخلية، إذ عُرِفَ على مدّ تاريخ الدولة العباسية نشوبُ الثورات، والحركات الانفصالية، ومن ذلك سيطرة السلاجقة الأتراك، والفاطميين، والخوارج، ومن خلفاء العصر الثاني من كان قويًا وذا حكم ناجح، غير أن معظم الخلفاء في ذلك العصر لم يكونوا على قدر من المسؤولية، فمن أسباب ضعف الدولة العباسية، وبالتالي انهيارها، والإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي، هو ما قام به مؤسسو الدولة، وهو استعانتهم بأفراد من غير العرب، وأكثرهم من الفرس والأتراك، وهذا هو ما قامت عليه الدولة، والذي كان جوابًا عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي، وانهيار الدولة، وفي ذلك العصر قلّت الفتوحات بشكل كبير، إذ كان من طاقة الخليفة أن يحمي حدود دولته، والسيطرة على الثورات، ونتيجة لذلك، بدأت علامات الانهيار تظهر على ملامح الدولة، ولكن بقيت الدولة قائمة بعدد كبير من الخلفاء، مدة طويلة من الزمان، إلى أن وصل الحكم إلى آخر خلفائها، وتاليًا تُذكر الإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي.[٢]
من هو آخر خليفة عباسي
بعد استعراض موجز عن تاريخ الدولة العباسية، ومعرفة مظاهر القوة فيها، وعوامل انهيارها، يتم الآن ذكر الإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي، إذ كان الخليفة المستعصم بالله هو آخر خليفة في الدولة العباسية، وهو أحمد أبو عبد الله بن المستنصر بالله أبي منصور، ولد عام 609هـ، لأم اسمها هاجر، بويع له بالخلافة في عام 640 هـ، وظل في الحكم إلى أن قتل على يد هولاكو خان، وقيل أنه كان صالحًا يحب الخير والعلماء، إلا أن منهم من يقول بأنه كان يكنز الذهب في خزائن قصره، وهذا مشهور عنه، وأما لقبه كما سابقوه، له صدى ووزن، غير أنه ليس كفؤًا لحمله، إذ كان المستنصر بالله يفتقر إلى الإدارة الحكيمة، والشجاعة بقطع أمر بالحرب والغزو، وتوحيد صفوف المسلمين.[٤]
وافتقاره إلى حسن اختيار الأعوان، إذ كان أمراؤه يتفردون بالقرارات، ووزراؤه يسرقون، وشرطته يبطشون، والأهم، افتقاره إلى القوة الكافية لمحاربة الفساد وأهله، والسيطرة على الأوضاع الاقتصادية، ففشا الفساد وانتشر، وطغى بالأمة المجون، إذ تكشّف كل متخفٍّ من العيب والإباحية، وبذلك، استغل المغول تلك الأوضاع المتردية، فدخلوا الدولة، واستباحوا العاصمة، فقتل أكثر من مليون شخص بأربعين يومًا! وقتل الخليفة بأبشع الطرق، وانتهى بمقتله وجود الدولة العباسية، وهكذا تكون قد تمت الإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي، وكان ذلك عام 656هـ/ 1258م، والله المستعان.[٥]
أحداث سقوط بغداد
بعد الإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي، يتم الآن ذكر احداث سقوط الدولة وعاصمتها، فقد كانت الدولة في عهد الظاهر بأمر الله تعيش حياة من الرغد وسعة العيش، وقد شبه حكمَه بعضُهم بحكم العمرين؛ لما كان له من إدارة حكيمة وحزم، وبعدها تولى الحكم ابنه المستنصر بالله، فكان أمره كأمر أبيه، إذ كان شجاعًا فهزم التتار في بعض المواجهات، وحتى وصل الحكم للمستعصم بالله، الذي مثل بدوره الإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي، فكان صاحب خلق دمث، وإتقان للقرآن الكريم حفظًا وتلاوةً.[٦]
ولكنه -مع صلاحه- كان يفتقر إلى مقومات الخليفة الحازم، إذ لم يكن له رأي وصوت مسموع في الدولة، وكان وزيره شيعي المذهب وقيل أنه يهودي، مؤيد الدين محمد بن العلقمي، كان هو السوس الذي ينخر في عظم الدولة، فكان يشي بالأخبار إلى المغول، حتى وصل به الأمر إلى أن حرضهم على اجتياح بغداد، لنقمه على المسلمين، إلا أنه مات في بيته كمدًا بعدما رأى ما حل في بغداد، إذ شنع المغول فيها، حتى دخل المغول قصر الخليفة فقتلوه شر قتلة، وبموته بليت الدولة، وتمت الإجابة عن سؤال: من هو آخر خليفة عباسي.[٦]
المراجع[+]
- ^ أ ب "عباسيون"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "مختصر قصة الخلافة العباسية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
- ↑ سفيان ياسين إبراهيم، سياسة تعيين ولاة الشام والجزيرة في العصر العباسي الأول، عمّان: دار المعتز للنشر والتوزيع، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ "الخليفة المستعصم بالله وسقوط بغداد"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.
- ↑ رجب محمود إبراھيم بخيت، تاريخ المغول وسقوط بغداد، المنصورة: مكتبة الإيمان، صفحة 121. بتصرّف.
- ^ أ ب "سقوط بغداد ونهاية الخلافة العباسية"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 18-11-2019. بتصرّف.