ابين دور المصريين القدماء والرومان في اكتشاف وسائل النقل وتطويرها
نص الاستماع وسائل النقل وحدة تقنيات
قام المصريون والرومان بتحسينات كبيرة في المواصلات البرية والمائية. نتجت هذه التحسينات إلى حد بعيد بسبب ثلاثة ابتكارات ملحوظة هي، طوق رقبة الحصان الصلب، وحدوة الحصان الحديدية، وعمود العربة الأفقي. ولايعرف الباحثون على وجه الدقة متى وأين ابتكرت هذه الأجهزة، لكن الابتكارات الثلاثة ظهرت في أوروبا قبل نهاية القرن الحادي عشر الميلادي.
ظهر طوق الحصان الصلب في القرن التاسع الميلادي. وكانت الخيول قبل استخدام ذلك الابتكار يوضع لها طقم فرس حول الرقبة مما كان يؤدي إلى اختناق الحصان إذا ما جر حمولة ثقيلة. أما الطوق الصلب فأصبح يحول ثقل الحمولة إلى أكتاف الحصان، فأصبحت الخيول، بذلك الطوق حول رقبتها، قادرة على سحب ثقل مضاعف أربع أو خمس مرات من ذي قبل.
ظهرت حدوة الحصان الحديدية في أوروبا حوالي عام 900م. فكانت الخيول التي بدون حدوات تعاني من حوافر متهتكة إذا ما سافرت إلى مسافات طويلة. أما الحدوات الحديدية، فحافظت على حوافر الحصان من الأذى، وبذلك مكَّنت الحيوان من السفر أبعد وأسرع من ذي قبل.
ظهر العمود الأفقي للعربة في القرن الحادي عشر الميلادي فأمكن للعربات أن تجرّها مجموعات من الخيول. وهذا العمود الأفقي عارضة تدور على محور في مقدمة العربة توثق بها أربطة مجموعة من الخيول. وهي بذلك تعادل قوى السحب لدى الخيول. فبدون هذا الجهاز تتعرض العربة لفقد توازنها مما قد يؤدي إلى انقلابها.
أدى ابتكار طوق الحصان والحدوة الحديدية والعمود الأفقي إلى انتعاش التجارة بطريق البر. فقد مكنت الخيول من سحب ثقل مساو للذي تجره الثيران ولمسافة أبعد وبسرعة مضاعفة.
شجع الازدياد في سرعة المركبات التي تجرها الخيل استخدام العربات على نطاق أوسع لنقل الركاب. ولكن ركوب العربات كان مرهقًا بسبب كثرة المطبات. ولذلك حاول صانعو العربات معالجة تلك المعضلة بصنع مركبات ذات أنظمة تعليق (على محاور) لمقاومة الاهتزاز، وفرت نوعًا من الوسادة ضد المطبات. لكن تلك المركبات لم تكن إلا للأغنياء من الناس، ولذلك ظل معظم الناس في العصور الوسطى يسافرون إما سيرًا على الأقدام أو على ظهور الخيل تمامًا كما كان يفعل الناس في الماضي.
قامت في بلاد الرافدين ومصر بين عامي 3500 و 3000 ق.م. وانتشرت الحضارة تدريجيًا من هذين المركزين غربًا على امتداد سواحل البحر الأبيض المتوسط.
التّطورات المبكرة في المراكب الشراعية. بحلول عام 3000 ق.م. كان المصريون قد تعلموا بناء مراكب شراعية تقوى على الإبحار، بحيث أقدمت بعض هذه السفن على الإبحار في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر في رحلات تجارية قصيرة. وبين عام 2000 ق.م والقرن الحادي عشر قبل الميلاد طورت أقوام شرق أوسطية أخرى سفنًا أكبر وأقوى. وبحلول القرن الحادي عشر قبل الميلاد كان الفينيقيون الذين عاشوا على امتداد السواحل الشرقية للبحر الأبيض المتوسط قد تمكنوا من بناء أسطول كبير من السفن التجارية إلى أسبانيا. وتاجروا في كل البضائع من الأواني الخزفية إلى المواشي، للحصول على بضائع أخرى منوعة من الموانئ التي تقع على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط.
ظل السفر البحري بطيئًا وصعبًا طوال العصور القديمة. فقد افتقر الملاحون إلى أجهزة الملاحة. ونتيجة لذلك كانوا يظلون عادة على مرمى البصر من اليابسة، وكانت السفن صعبة القيادة، لأنها كانت تفتقر إلى الدفة، فكان الملاحون يوجهون سفنهم باستغلال الرياح. فقد كان لأوائل السفن أشرعة تعمل بكفاءة فقط عندما تهب الرياح من الخلف. ولم تكن هذه الأشرعة تعمل جيدًا أثناء الإبحار عكس اتجاه الريح فكانت لدى الكثير من السفن فرق للتجديف لتحريك المركبات في الأوقات التي تركد فيها الرياح.
التطورات المبكرة في المركبات ذات العجلات. من الجائز أن يكون استخدام جذوع الشجر كبكرات تساعد على تحريك الحمولات الثقيلة قد أدى إلى اختراع العجلة. فقد صنع سكان بلاد الرافدين أول مركبات ذات عجلات نعرفها حوالي عام 3500 ق.م. ولكن هذه المركبات لم تستخدم بكثرة إلا بعد عام 3000 ق.م. ثم انتشرت طريقة صنع العجلات والمركبات ذات العجلات انتشارًا بطيئًا من بلاد الرافدين حتى وصلت إلى الهند حوالي عام 2500 ق.م. ثم إلى أوروبا عام 1400 ق.م. ثم إلى الصين حوالي عام 1300 ق.م.
كانت أولى المركبات ذات العجلات هي عربات ذات أربع عجلات تجرها الثيران، ثم أصبح يجرها، حوالي عام 3000 ق.م. حيوان يشبه الحمار يسمى الأخدر. كانت كل عجلة في المركبة تكون من قرص خشبي مصنوع من ثلاثة ألواح خشبية مستطيلة. وكان صانع العجلات لكي يصنع عجلة يربط الألواح معًا من أطرافها بدعائم خشبية ليكون مربعًا. ثم يُدوِّر المربع بعد ذلك عند الأركان ليشكل قرصًا. كان هذا التركيب، ذو الأجزاء الثلاثة، يحول دون أن تصبح العجلات دائرية تمامًا. وكانت العربات البدائية تتدحرج على الطريق بسرعة السلحفاة، وربما اضطرت للتوقف عدة مرات لإجراء الإصلاحات.
كان سكان بلاد الرافدين في أول الأمر يستخدمون الكارّات أساسًا كعربات جنائزية. وبعد عام 3000 ق.م. تقريبًا، أصبحت الكارَّات التي يجرها الأخدر تحمل قوات بلاد الرافدين للحرب. ومع مرور الوقت استُخدمت الكارَّات في نقل الركاب، وحمل الحبوب والرمال والبضائع الأخرى التي يصعب تحميلها على المزالج أو الدواب. ولكنها لم تقدر على منافسة المزالج والدواب حتى تحسن تصميم العجلات.
استمرت العجلات تُصنع من ثلاث قطع خشبية صلبة حتى عام 2000 ق.م. تقريبًا، وبين عام 2000 و1500 ق.م. ظهرت العجلات ذات البرامق. والبرامق هي التي تصل بين مركز الدائرة ومحيطها، وكانت تتكون من إطار ومحور وبرامق. وكان كل جزء من هذه الأجزاء الثلاثة يُصنع على حدة. وقد وفرت العجلات ذات البرامق حركة أكثر سلاسة من العجلات المصنوعة من الخشب الصلب. كما أصبحت أخف وأسرع. والأرجح أن هذا النوع من العجلات كان يُصنع في أول الأمر من أجل المركبات الحربية.
كان لهذه المركبات الحربية عجلات ذات برامق خفيفة لتستطيع الخيول جرها. فقد رُوِّضت الخيول للركوب بحلول عام 2000 ق.م. ولكن لم يتسن استخدامها لجر حمولات كبيرة، لأن طقم الفرس المناسب لم يكن قد اخترع بعد. فإن الطقم المستخدم في ذلك الوقت يضغط على القصبة الهوائية للحصان. فإذا كان الحصان يجر حملاً ثقيلاً كان الطقم يمنع تنفس الحيوان، بينما كان بمقدور حصان جر عربة حربية خفيفة بسهولة، وبذلك أصبحت العربات، التي تجرها الخيول والمستخدمة أساسًا للمحاربين، أسرع مركبات العصور القديمة
حكم الرومان واحدة من أقوى الإمبراطوريات في العصر القديم من القرن الثاني قبل الميلاد، إلى القرن الخامس الميلادي. وشملت الإمبراطورية الرومانية في ذروتها جميع الأراضي المتاخمة للبحر الأبيض المتوسط. كما امتدت شمالاً حتى الجزر البريطانية وشرقًا حتى الخليج العربي. ومن أجل الحفاظ على إمبراطوريتهم الشاسعة متماسكة شيّد الرومان شبكة طرق بالغة التقدم.
كان الناس قد بنوا الطرق قبل عصور الرومان بكثير. فبحلول القرن الحادي عشر قبل الميلاد. تقريبًا بدأ سكان الصين إقامة الطرق بين مدنهم الرئيسية، وبنى الفرس شبكة طرق مشابهة أثناء القرن السادس قبل الميلاد. ولكن معظم الطرق الأولية بين المدن لم تكن أكثر من مسارات ترابية. أما الرومان فقد أقاموا أكبر شبكة موسعة من الطرق المعبدة. وكانت أفضل الطرق الرومانية تصل إلى خمسة أوستة أمتار عرضًا. وكان لها قاعدة مكونة من عدة طبقات من الحجر المطحون والحصى. وكانت الطرق تعبد بالطوب الحجري. وكان الرومان يستخدمون طرقهم بصورة رئيسية لنقل القوات والمعدات الحربية. ولكن الطرق عملت أيضًا كحلقة اتصال بين روما وأقاليمها. فكان السعاة الذين ينتقلون في كارَّات تجرها الخيول، يستخدمون الطرق لنقل الرسائل الحكومية. وبمجيء القرن الثالث الميلادي كان أكثر من 80,000 كم من الطرق المعبدة تربط روما بكل جزء من إمبراطوريتها تقريبًا.
وأثناء القرن الخامس الميلادي غزت قبائل جرمانية معظم الأراضي الرومانية في أوروبا الغربية. وأصاب الدمار أغلبية الطرق الرومانية خلال القرون اللاحقة، لكن القليل منها بقي مستخدمًا. وقد أنشأ الرومان أيضًا أكبر أسطول من سفن الشحن الرومانية بحيث توفر لمدينة روما معظم حاجتها من الحبوب
Post a Comment