أشهر و أهم العادات و التقاليد قديماً في دولة الكويت

يعتز أهل الكويت منذ القدم بالعادات والتقاليد التي توارثوها عن الآباء والأجداد لاسيما تلك المرتبطة بالمناسبات الاجتماعية والدينية ويحرصون على التمسك بها وممارسة طقوسها البسيطة التي تبث مشاعر الفرح والسعادة في المجتمع وتعزز تكاتفه وتعاضده.

ولم يدع الكويتيون قديما مناسبة أو ذكرى سواء كانت اجتماعية او دينية إلا واعتبروها فرصة للاحتفال والتعبير عن الفرح والبهجة من خلال الطقوس الخاصة بأي من هذه المناسبات.

وسائل الترفيه والتسلية

قديمًا استخدم أطفال دولة الكويت المواد البسيطة من المهملات التي يعثرون  عليها في الطرقات وعلى الشواطئ لصنع ألعابهم الخاصة. ونظرًا لقصر ساعات الدراسة، كانوا يجدون الوقت الكافي لابتكار ألعابهم. وأمدتهم مراقبة آبائهم أو أمهاتهم أثناء العمل بكثير من الخبرات التي مكنتهم من إجادة مصنوعاتهم ،على سبيل المثال:
الدويرة: هي نماذج مصغرة للبيوت الكويتية مصنوعة من مواد مماثلة وبالطريقة التقليدية يحفظون بها الطيور الصغيرة أو حاجياتهم.
صناعة القوارب: نتيجة لتأثرهم بمهن آبائهم المتعلقة بالبحر، لعب الصغار بقوارب صغيرة تسمى “العدال”، تُصنع من صفائح الكيروسين الفارغة وتطفو فوق سطح الماء. تُقام مباريات سباق لهذه القوارب.
أما الأطفال الأكبر سنًا فيصنعون قوارب أكبر تسمى “تنك” تكفي لحمل شخصين ويمكنهم التجديف والإبحار بها لمسافات داخل البحر.
العربانة: هي عربة مكونة من صندوق خشبي يرتكز على عجلات.
الأدوات الموسيقية: صنع الصغار أدواتهم الموسيقية مثل “الدنبك” ، وهو طبل صغير يصنع بشد قطعة من جلد الخراف فوق فوهة جرة ماء فخارية. كذلك، صنعوا الأدوات الوترية، مثل العود والربابة بشد أوتار على صفائح الكيروسين الفارغة، كما صنعوا ” الماصول ” وهو ناي بدائي من الخيزران.

القنص وتربية الطيور: كانوا يدربون الطيور الصغيرة كما تدرب الصقور على الصيد، فيربطون في سيقانها خيوطًا ويثبتون طرفها الآخر في أصابعهم ثم يطلقونها ويركضون خلفها، كما كانوا يربون الحمام للبيع أو الأكل أو السباق.

اللعب على الشاطئ: قضى الأولاد أوقاتهم في فصل الصيف على شاطئ البحر للسباحة أو اللعب برمي الحصى فوق سطح البحر، وعد المرات التي تقفز فيها حصاة كل منهم مرددين بعض عبارات التسلية.

الشروكة: لعبت البنات “الشروكة”، وهن متأثرات بالأمهات، وفيها تساهم كل واحدة بنوع من الحبوب أو الخضار كالأرز والعدس والطماطم ثم يشتركن في طبخ كل تلك المواد لعمل وليمة زفاف لعرائسهن.

 الكردية: دُمى تصنع من عصوين متقاطعتين على شكل صليب، أو من عظام الدجاج والخراف تثبت وتكسى بقطع من القماش، ويركب لها رأس من قواقع بحرية أسطوانية الشكل.

ألعاب أخرى: صنعت البنات ألعاب أخرى، من أهمها: الأراجيح من الخشب والحبال والمروحات الورقية وبعض أدوات الزينة عن طريق حرق قشور جوز الهند لينتجلون أسود لتلوين اليد والأظافر.

الغناء والموسيقى والرقصات الشعبية

قديمًا احتلت الموسيقى والرقصات والأغاني والاحتفالات الشعبية في المجتمع الكويتي جانبًا مهمًا. وكونت الطبول والتصفيق أدوات العزف المرافقة لمعظم الأغنيات. لكن يُلاحظ أن الإبداع في الموسيقى الكويتية التقليدية سواء من حيث الكلمات والآلات توقف مع نهاية ما يُطلق عليه الزمن التقليدي أو الشعبي وذلك مع بداية اكتشاف النفط في دولة الكويت.
في الماضي كانت تؤدي النساء فقط كثير من الأغنيات والرقصات المختلفة وذلك في خصوصية تامة، وقد يشارك الرجال في بعض منها بالعزف فقط. لم يكن يُسمح للمرأة بالغناء والرقص في الاحتفالات العامة، لذلك، كثيرًا ما كان يستعان  بفرق نسائية متخصصة في إحياء الحفلات.

حديثًا تعدى الغناء والموسيقى في دولة الكويت الأغاني والموسيقى الشعبية، ذلك على الرغم من استمرار وجودها بين الأجيال الجديدة؛ فمازالت هناك كلمات جديدة تُكتب للألحان التقليدية الشعبية القديمة لتجد لنفسها موقعًا في الموسيقى الكويتية الوطنية.

مناسبات اجتماعية ودينية

ومن المناسبات الاجتماعية التي كان يحتفل بها الكويتيون أيضا (عودة البحارة والغواصة) حيث كان الرجال العاملون على متن سفن التجارة والغوص لكسب الرزق يخوضون رحلات تمتد لعدة اشهر بما تحمله من مخاطر، وكان اهاليهم يستعدون لاستقبالهم والاحتفاء بهم عند عودتهم من خلال الفرق الشعبية والمجموعات التي تردد اهزوجة «توب توب يا بحر..أربعة والخامس دخل».

وهناك أيضا (النون) وهو تقليد شعبي جميل يقام عندما يتحقق امر نذرت (ربة البيت) له نذرا حيث تحتفل بتحقق النذر بدعوة الجيران والأقارب والصديقات مع أطفالهن للاحتفال بهذه المناسبة، وتقوم بنثر خليط من المكسرات والحلويات عليهم، مما اكسب هذا التقليد طابع الفرح الطفولي لتهافت الاطفال على (النون).

ومن العادات القديمة ايضا (الناصفوه والسهر) والناصفوه يأتي موسمها في منتصف شعبان، وأما السهر فيكون ليلة ذلك اليوم حيث يسهر الأولاد على شكل مجموعات في مكان أو بيت ويقدم كل منهم شيئا من المال لشراء المأكولات ليقضوا وقتهم في جو من المرح والسعادة حتى الصباح.

أما مراسم العزاء فكانت العادات المتعلقة بالجنازة قديما ولا تزال تتميز ببساطتها إذ ابتعد الكويتيون عن المبالغة في إظهار الحزن لأن الموت من أمر الله والمبالغة في إظهاره يعد معارضة لمشيئته سبحانه وتعالى وكان يتم غسل الميت وتكفينه والصلاة عليه ودفنه حسب الشريعة الإسلامية قبل غروب الشمس في يوم الوفاة.

اما المناسبات الدينية فقد احتفظت بمكانتها التقليدية ومن أبرزها المولد النبوي الشريف والإسراء والمعراج ورأس السنة الهجرية فكان يقرأ القرآن وتنشد المدائح وتقدم الملابس والنقود للفقراء والمساكين ويحتفل بكل مناسبة على حدة ليوم واحد فقط.

وأما عيدا الفطر والأضحى فكان الكويتيون يحتفلون بهما لمدة ثلاثة أو أربعة أيام وتتجلى مظاهر الاحتفال بهما بالاستعداد لتنظيف وترتيب المنازل وصنع بعض الحلويات الشعبية وتجهيز الملابس الجديدة، كما يقوم المتخصصون بصنع الألعاب للأطفال.

العادات و التقاليد في الكويت

وهناك ايضا مناسبات فرعية لدى اهل الكويت كانوا يمارسون طقوسها قبل وبعد عيد الفطر مثل يوم (القريش) وهو اليوم الأخير من شهر شعبان حيث تذهب النساء وأطفالهن إلى البحر للاغتسال استعدادا لاستقبال رمضان وهو فرصة للأطفال لقضاء وقت جميل في الهواء الطلق والسباحة والمرح.

أما في ليالي رمضان فجرت العادة على فتح الدواوين طوال الشهر لتقديم موائد الإفطار وكان يتواجد فيها قارئ للقرآن.

ويتخلل شهر رمضان عادة (القرقيعان) وهي عبارة عن احتفال بقرب انتصاف الشهر وتبدأ من الليلة الثانية عشرة من رمضان ولمدة ثلاث ليال حيث يترقبها الأطفال الذين يطوفون على البيوت معلقين على صدورهم أكياسا من القماش لوضع ما يحصلون عليه من الحلويات والمكسرات التي تقدم في هذه المناسبة.

ويعد الحج من المناسبات الدينية المهمة حيث كان أهل الكويت قديما يتوجهون إلى الحج على ظهور الجمال ذهابا وإيابا فتجد الناس يترقبون وصولهم بلهفة وشغف وذلك لما تنطوي عليه رحلة العودة من مخاطر والتي قد تستغرق شهرا أو أكثر حيث يعود الحجاج ومعهم الهدايا مثل الخواتم و(القلايد) و(العقل) و(البشوت) وغيرها.

ومن المناسبات أيضا (التهليل) وتقام عندما يحدث خسوف للقمر أو كسوف للشمس، اذ كان الناس يتخوفون من هاتين الظاهرتين فيخرجون مع الأولاد يحملون المصاحف ويرددون الأدعية.

تلك كانت بعض المناسبات التي عاشها الآباء والأجداد وامتزجت بتاريخ الكويت وامتدت الى الجيل الحالي، حيث لايزال الكويتيون يمارسون طقوسها التي اختلطت بأفراحهم وأحزانهم.

شاهد أيضاً : تعرف على أشهر عادات و تقاليد الزواج في الكويت

المصادر / هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
الوطن الخليجية