نقدم لكم نشاط جديد من أنشطة الدرس الثامن ” الغزو المغولي ومواجهته ” من الوحدة الثالثة لطلاب وطالبات الصف الثاني المتوسط وهو كالتالي//

نشاط -3-

  • أصف ما آل إليه الوضع الحضاري في بغداد بعد سقوطها.

إن سقوط بغداد وإحتلالها لمرتين في التاريخ مدعاة للتفكر والتذكر في الأسباب والنتائج التي أدت إلى سقوطها على يد المغول فغقط ، دون ذكر النتائج المترتبة على الإحتلال المغولي للعراق ، فنقول وبالله التوفيق:
1-  الإختلاف بين الوزير مؤيد الدين بن العلقمي وقائد الجيش الدويدار الصغير .
2-  ضعف الخليفة المستعصم بالله ، وعدم قدرته على إتخاذ أي قرار حازم لمواجهة المغول .
3- استهانة الخليفة المستعصم بالله بالمغول ( من خلال الرسائل المتبادلة بينه وبين  المغول ) وعدم اتخاذ ما يلزم ، لمواجهة التحديات التي تواجهها الخلافة من عدم الأهتمام بتالجند وتسليحهم وتدريبهم ورواتبهم وتجهيزاتهم . لابل قبيل سقوط بغداد ، تمّ تسريح اعداد كبيرة من الجند لعدم حاجة البلاد لهم ، بدلاً من تجنيد الجند لمواجهة المغول ، وان عدة جيوش مغولية قد دخلت ارض العراق قبل عام 656هـ ، وان احدها قد دحر من قبل الجيش العباسي .
4- ضعف الخطة العسكرية النعدة لمواجهة المغول  ، وعدم وجود خطط بديلة ، فيما لو فشلت الخطة الموضوعة .
5- اكتناز الاموال لدى الخليفة ، بدلاً من صرفها في أهم واجب وهو أعداد الجيش ، لأن الوقت والموقف يتطلب بذل الغالي والنفيس لتجاوز المحنة .
6- ضعف دور العلماء والفقهاء في اعداد العامة والجند وتنبيههم الى ضرورة مقاومة المغول ، وبخاصة وان الاخبار عن اساليب التدمير المغولي قد وصلت الى بغداد واهلها منذ مدة طويلة ، عند احتلال المغول لبخارى وسمرقند ومرو والري وبلخ واصفهان وهمدان ، وغرها من المدن الاسلامية في المشرق ، وحتى المستسلمين لم ينجوا من المذابح ،بل سيقوةا كدروع بشرية أمام المغول ، واستخدموا في أعمال السخرة القاسية جداً.
7- ضعف قدرة الخلافة لوحدها في مواجهة المغول ، وذلك لعدم قدرتها على احداث تحالفات بين مختلف المناطق الاسلامية التي لم تتعرض للغزو المغولي بعد ، مثل امارة بدر الدين لؤلؤ في الموصل والجزيرة وديار بكر ، وبقايا الأيوبيين في الشام ،أو قوة المماليك الناهضة في مصر .
8- ربما كانت صغر مساحة الدولة العباسية الممتدة من اربيل الى البصرة عاملاً حاسماً في ضعف قدرة الخلافة المادية والبشرية ، ولو بشكل محدود .
9-  عدم اتفاق قادة الجيش على قائد يأتمرون بأمره ، فكان كل رجل قائداً بنفسه .
10-اعتماد التجنيد على المماليك ، الذين لاتربطهم بالبلد أية رابطة ( المرتزقة ).
11- التحاق عدد من الجند والقادة بالجيش المغولي ، وتحولوا من مدافعين الى أدلاء ومهاجمين ، فضلاً عن اطلاع العدو على خطط تدريب الجيش العباسي ، واماكن تواجده واماكن تموينه .
12- لم يحاول الدويدار الصغير تجميع قواته قبل وبعد معركة الدجيل ، وانساق وراء الكمين الذي نصب له ، ولم يستمع الى نصائح بعض القادة أمثال فتح الدين بن كر الكردي .
13-لم يكن لآهل بغداد خطة للمجابهة ، بل كانوا منقسمين متخبطين متنازعين .
14- سرقة الاموال التي اعدها الخليفة المستعصم بالله للرماة على الاسوار من قبل المتنفذين في الدولة .
15- استطاع المغول بخططهمةالعسكرية ، ايهام الجيش العباسي وقادته ، عن وجهة الهجوم الرئيسة ، وسحبوا الجيش العباسي الى منطقة قتل قرب الدجيل، وبعد ان انسحب معظم الجيش العباسي من شرق بغداد ، أرسل الخليفة مرشد الخصي الهندي المستعصمي لتغطية جبهة شرق بغداد ، إلا أن ق4ادة الجند رفضوا اوامر الخليفة ، وتركوا الجبهة مكشوفة ، مما سهل للمغول الوصول الى الاسوار الشرقية لمدينة بغداد دون مقاومة تذكر .
16- قدر عدد الجيش العباسي بـٍ 12000مقاتل ، وهذا الجيش كانت تنقصه امور كثيرة ( الخبرة ، التسليح ، التدريب ،انقسام القادة ) .
17-نجاح خطة المغول بمحاصرة بغداد من الغرب والشرق  ( بايجو من الغرب وهولاكو من الشرق ، وهذه هي نفس خطة الغزو الامريكي لبغداد )  وتدمير الجيش العباسي في الدجيل ، ثم استيلاؤه على بغداد الغربية ، ثم هجوم هولاكو على بغداد من جهة الشرق .
18-لم يكتف هولاكو بهذه الخطة ، بل حصن مواقعة شرق بغداد ، خوفاً من أي هجوم قد يقوم  به الجيش العباسي ، فعمل على حفر  وعمل سوراً امامه ، كما أقام جسراً جنوب بغداد لمنع المتسليين من اللجوء الى واسط والبطائح عبر نهر دجلة ( محاولة الدويدار الصغير الهرب الى واسط ).
19-طريقة تدريب الجيش المغولي وفق منهج خاص يعرف بطريقة موغداي وتعني حب الموت .
20- عند وجود خطر امام المغول لايستطيعون مجابهته ، فانهم ينسحبون من ساحة المعركة دون قتال للحفاظ على قطعاتهم العسكرية .
21- عانت بغداد من تسيب وابتعاد عن الدين الذي يحث على الجهاد ومقاومة المحتل المغولي  ، وانشغالهم  بامور لاتخدم البلد ، فضلاً عن الاوبئة والامراض والفيضانات والحصار الاقتصادي الذي فرضة المغول على اهلها .
22-القاء المنشورات على اهل بغداد تحضهم فيها على الاستسلام وعدم القتال والمقاومة ، وان الذي يستسلم سينجو من العقاب .
23- اختار المغول الهجوم على برج العجمي وقصفوه بالحجارة واشجار النخيل ، حتى يضعفوا روح المقاومة  لدى سكان بغداد ( الحجارة كان يؤتى بها من جبال حمرين قرب منصورية الجبل شمال ديالى ) .
24- في 14 صفر قتل الخليفة المستعصم بالله وجميع افراد اسرته والعباسيين المقربين اليه .
25- قتل المغول كل من خرج اليهم مستأمناً .
وقد أعقب هذا الغزو سقوط حضاري واخلاقي واجتماعي واقتصادي وسياسي ، فكل الهجمات السابقة لم تستطع ان تسقط الخلافة والدولة معاً ، لكن هذه الهجمة اسقطت الدولة والخلافة العباسية ، وفتحت الباب لكل الهجمات التالية ، وظلت البلاد تعاني من هذا الغزو ردحاً طويلاً من الزمن.