يسرنا في هذا المساء طلابنا الاوفياء طلاب الصف الاول الثانوي، ان نستكمل واياكم حل اسئلة كتاب النشاط الاجتماعيات للصف الاول الثانوي الفصل الدراسي الأول ومنها سؤال جديد من اسئلة الدرس السادس: “موسى عليه السلام” من الوحدة الأولى: “تاريخ بعض الرسل والانبياء عليهم السلام”، وذلك عبر نوقع المكتبة التعليمية.

ابراز حكمة تكرار قصة بني إسرائيل في القران الكريم

العبرة من تاريخ بني إسرائيل، كثر في كتاب الله الحديث عن بني إسرائيل؛ ليأخذ الانسان العبرة من حياة هذه الامة. فقد أغدق الله تعالى عليهم نعمه، ونجاهم من كيد عدوهم، وأهلك فرعون وجنوده. فما كان منهم بعد هذا الجميل والإحسان الا ان عبدوا العجل وتنكروا لدعوة نبيهم موسى عليه السلام وقتلوا انبياء الله وفعلوا ما تقشعر منه الابدان، وكانت نهايتهم ان غضب الله تعالى عليهم ولعنهم وضربت عليهم الذلة والمسكنة (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) (سورة ال عمران)

المطلوب

مفردا او بالتعاون مع الزملاء قم بالآتي:

1-الاطلاع على مصادر معلومات متاحة لاستنتاج الحكمة من تكرار قصة موسى عليه السلام في القران الكريم.

الحكمة من تكرار قصة موسى عليه السلام في القران:

أحدهما: ان أكثر الرسل المذكورين في القران كانوا من بني إسرائيل، مما يستدعي الحديث عنهم بشكل كبير.

ثانيهما: ان بعض بني إسرائيل كانوا يسكنون في الجزيرة العربية، وكان لهم موقفا معارضا للدين الإسلامي الجديد، وبما انهم اهل كتاب سابق اخذ القران يذكر لهم قصص قومهم مع أنبيائهم للبرهنة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي نفس الوقت ليقيم عليهم الحجة بذلك، هذا الى جانب تنبيه المنتمين للدين الإسلامي على اخبار هؤلاء القوم، وانهم في اغلب احوالهم قوم بهت تغلغلت فيهم العداوة والبغضاء للآخرين، وليس هذا بوليس هذا بمستغرب على قوم قتلوا انبياءهم، ووصفوا الله تعالى بأوصاف لا تليق بالخالق: “سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا”، ولهذا لم يترك القران لهم دسيسة الا ان اخبر بها ولا خسيسة الا اظهرها للعيان حتى يأخذ المسلمون حذرهم منهم ويكونوا على بصيرة بهم، ومن جملة ذلك اكلهم للربا ونقضهم للعهود والمواثيق، الى غير ذلك من الاوصاف.

2-كم مرة ورد فيها ذكر (بني إسرائيل) في القران الكريم؟

ذكر لفظ (بني إسرائيل) في القران 40 مرة ولفظ (بنو إسرائيل) مرة واحدة.

3-مثل لبعض مواقف بني إسرائيل مع انبيائهم.

بنو إسرائيل يطلبون عبادة الاصنام:

لم يكن خافيا على بني إسرائيل –الذين اخرجهم موسى عليه السلام من مصر بمعجزة ربانية، وهرب بهم من كيد فرعون وبطشه- ان موسى رسول من عند الله، جاء بتوحيده والدعوة اليه، ومع ذلك فلم يمض على خروجهم من مصر ونجاتهم من فرعون الا وقت قصير حتى طلب بنو خروجهم من موسى طلبا غاية في الغرابة، إذ مروا على قوم يعكفون على اصنامهم لهم، فقالوا يا موسى: (اجعل لنا الها كما لهم الهة قال انكم قوم تجهلون) (الأعراف: 138). يا الله كيف يطلبون من نبي التوحيد ان يجعل لهم صنما يعبدونه او ليس خروجهم من مصر ونجاتهم من البحر، نعمة تستوجب الحمد والشكر لله على ما اولاهم إياه من نعم، فأي عقول تلك التي أنكرت نعمة لما تمر على أحداثها سوى القليل، إنها عقول اليهود واحلامهم!!

بنو إسرائيل يعبدون الاصنام:

ربما يظن المرء ان في توبيخ موسى عليه السلام لبني إسرائيل عندما طلبوا عبادة الاصنام بقوله: (إنكم قوم تجهلون) (الأعراف: 138)، ربما يظن المرء ان في هذا التوبيخ ما يكون رادعا لبني إسرائيل عن تكرار طلبهم في مستقبل ايامهم، لكن هذا الامر لن يكون أبدا، فلم يجد الزجر او التوبيخ في تقويم اعوجاجهم، او اصلاح انحرافهم، او نزع نبتة الشرك من قلوبهم، فما ان ذهب موسى عليه السلام الى جبل الطور لمناجاة ربه حتى جمع السامري حلي بني إسرائيل وصاغ منه عجلا له خوار، فسجد له بنو إسرائيل وعبدوه، فوا عجبا، بالأمس القريب وبخهم موسى على طلبهم عبادة الاصنام، واليوم يلقون بتوبيخ موسى عرض الحائط فيسجدون لعجل صنعوه بأيديهم، فيا الله ما اجهلها من عقول!!

بنو إسرائيل يطلبون رؤية الباري سبحانه:

بعد تلك الفعلة الشنيعة التي أشرك فيها بنو إسرائيل بالله جل وعلا، وقدوم موسى عليه السلام، وفضله عليهم بسبب شركهم، أرادوا ان يتوبوا الى الله سبحانه، فاختار موسى من قومه سبعين رجلا لمناجاة الله، والتوبة اليه سبحانه، ولكن بني إسرائيل تأبى نفوسهم الوضعية الا ان تظهر التمرد حتى في مواطن التوبة ومناجاة الباري سبحانه، فقد طلب بنو إسرائيل من موسى عليه السلام ان يريهم الله جهرة، فيا سبحان الله، او ليس قدومهم للتوبة، والاوبة والانابة، فما بالهم يسألون امرا هو ممتنع شرعا في الدنيا، لأن ذواتنا لا تتحمل رؤية الباري بوضعها البشري الحالي، والادهى من ذلك والامر انهم علقوا ايمانهم بموسى على حصول الرؤية، وكان ايمانهم به عليه السلام احسان يسدونه اليه، وصدقة يتصدقون بها عليه، قال تعالى مذكرا بني إسرائيل بذلك الموقف المخزي: (وإذ قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهره فأخذتكم الصاعقة وانتم تنظرون) (البقرة: 55). فانظر الى هذه النفوس المتمردة، وانظر الى ضحالة ايمانهم، وقلة تعظيمهم لربهم سبحانه.

بنو إسرائيل يتمردون على احكام الله وشرعه:

تصور قوما يرفع الله على رؤوسهم جبلا عظيما، ثم يأمرهم سبحانه ان يسمعوا امره، ويطيعوا شرعه، فيجيبونه بقولهم سمعنا وعصينا، فلما كاد الجبل ان ينقض عليهم، اضطروا الى السجود، لكنهم سجدوا على شق، ونظروا الى الجبل بالشق الاخر، فرفع الله العذاب عنهم رحمة بهم، هؤلاء هم اليهود معدن التمرد هؤلاء وشدة عنادهم وتمردهم.

قال تعالى حاكيا عنهم ذلك الموقف” (وإذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون) (البقرة: 63) وقال تعالى: (وإذ اخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا) (البقرة: 93) وقال أيضا: (وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا انه واقع بهم خذوا ما اتيناكم بقوة واذكروا ما فيه لعلكم تتقون) (الأعراف: 171)

4-صف قصة بني إسرائيل في مصر.

بنو إسرائيل في مصر:

اقام بنو إسرائيل في مصر وقد كثر نسلهم وتضاعف عددهم فرأى ملوك مصر من الفراعنة ان يبادروهم بالقتل والتعذيب قبل استفحال قوتهم، فكانوا يسخرون الكبار منهم في الاعمال الشاقة ويقتلون مواليدهم من الأطفال الذكور ويبقون على حياة الاناث لاسترقاقهن. ثم تبين لأهل مصر ان المصلحة تقتضي عدم افنائهم جميعا بهذه الصورة، اذ لابد من استبقاء قسم منهم للقيام باعمال الخدمة، فقرر فرعون ان يقتل الأطفال الذكورة من بني إسرائيل عاما ويتركهم في العام الذي يليه.

قال تعالى: (ان فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح ابناءهم ويستحي نساءهم انه كان من المفسدين (4)) (القصص).