من هو المختار الثقفي؟

ذكر ابن كثير رحمه الله في كتابه البداية والنهاية عن المختار الثقفي وقصته، فذكر نسبه فهو المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي، أسلم والده في حاية الرسول ولم يره، حين وقعت الفتنة في عهد الخليفة الراشد علي بن أبي طالب وموته رضى الله عنه، كان المختار الثقفي “ناصبي” يبغض علياً رضي الله عنه يتحاشى إظهار ذلك، وقد كان يعيش مع عمه والي المدائن، وقد كان المختار من الأمراء في الكوفة، وعصى ابن زياد عامل معاوية بن أبي سفيان يوماً لمناصرته من يبغون الخروج عليه، فسجنه حتى تدخل بعض الصحابة فأخرجه ابن زياد من السجن.
خرج إلى المدينة مناصرا ابن الزبير رضي الله عنه الذي دعا لبيعة نفسه بعد موت الحسن رضي الله عنه، وعارض حكم يزيد بن معاوية بين أبي سفيان رضي الله عن أبيه، فقاتل المختار بجانب ابن الزبير حتى أخذ ثقته، وعاد بحكم إحدى المدن في العراق كانت تدين بالولاء لابن الزبير، فكان يظهر محبته له، ويخفي محبته للشيعة الذين تكتلوا حوله، فكان يدعوا لابن الزبير على المنبر، حتى ولي الحكم فيها، وأرسل جيشا لقتال عامل يزيد بن أبي سفيان في العراق زياد بن أبيه، فهزمه وقتله، وتتبع بعض قتلة الحسين رضي الله عنه فقتلهم، فعلم ابن الزبير رضي الله أن المختار يعتقد أموراً عقدية مخالفة للإسلام، ويخفي ضغينته لآل البيت ويظهر ما لا يبطن ويحشد حوله الشيعة.
فأرسل إليه مصعب أخاه للتقصي، فلما تيقن من ذلك سار إليه بجيش من الموصل، فقتله وأرسل رأسه إلى أخيه ابن الزبير في المدينة المنورة، وكان بان عمر رضي الله عنه قد سئل عنه فقيل له: إن المختار يزعم أن الوحي يأتيه.
فقال: صدق، قال تعالى: { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ }، وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد القطان، عن حماد بن سلمة، حدثني عبد الملك بن عمير، عن رفاعة بن شداد قال: كنت أقوم على رأس المختار فلما عرفت كذبه هممت أن أسل سيفي فأضرب عنقه، فذكرت حديثا حدثناه عمر بن الحمق، قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «من آمن رجلا على نفسه فقتله أعطى لواء غدر يوم القيامة».