موضوع تعبير عن الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين

الوحدة الوطنية مقوم من مقومات المجتمع الناجح والمتقدم، إنها عامل رئيسي في نشر المحبة، والود، والتسامح، والتعاون فيه، بالوحدة الوطنية نستطيع أن ننعم بمجتمع خالي من المشاكل والخلافات، ونشعر بالأمن، والأمان، والاستقرار، والسلام، وهذا يؤدي بنا إلى مواكبة الدول الأخرى في التقدم والرقي.

المسلمون والمسيحيون بينهم تاريخ عريق من المحبة والمودة، فهم يقطنون مكان واحد، ويتنفسون هواء واحد، ويشربون من نفس الماء، ويعيشون في كنف وطن واحد، وتحت راية واحدة، وينتمون إلى جنسية واحد، ويدافعون عن وطنهم ضد عدو واحد وهو الذي يتعدى على وطنهم وحقوقهم.

ونتمنى أن الوحدة الوطنية، والخوف على الوطن أن يكون هما الهدف الأسمى للجميع سواء مسلم أو مسيحي، ويتجمعون على نفس المبادئ، ويتبعون نفس العادات، والتقاليد، وأيضًا عندما تربط الوحدة بين أشخاص فهذا الأمر ينزع كل الحقد، والشرور، والعنصرية من قلوبهم، وتستبدلها بالحب والخير، والتسامح، ونحمي كل حريات المواطنين، والدفاع عن هذه الحريات.

ولكن هناك بعض المضللين والحاقدين الذين يحبون أن ينشروا الفتن، والخلافات، والحقد، والكره والتفكيك بين الطائفتين في الوطن وذلك لمصلحتهم، ولكن نتمنى من المولى عز وجل أن يرد كيدهم في نحورهم، وأن يبقى المسلمين والمسيحيين يد واحدة، ويجمعهم الحب والود، ولا يؤثر على علاقتهم أي تأثيرات خارجية، وعدم إعطاء فرصة لأي شخص يحاول الإيقاع بين المواطنين، وتهديد أمن الدولة، ويحاول نشر الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، لأن مثل هؤلاء الأشخاص ما يرغبون في شيء إلا تخريب الوطن، وإسقاط اقتصاد الوطن.
فالدين الإسلامي هو دين تسامح وتعاون، دين سلام وليس تعصب أو تطرف، وقد دعا إلى التسامح مع الديانات الأخرى،
وقد قال الله تعالى في آياته الكريمة: “لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ،إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”، فالإسلام قد رسم لنا منهجًا عامًّا في التعامل مع غيرنا من غير المسلمين، ودليل على حسن تعامل الإسلام مع المسيحيين عندما فتح الخليفة عمر بيت المقدس “إن أهل إيلياء قوم يُستأمنون، فأمنوهم”. وكتب لهم كتاب صلح وعهد “أمان” لهم ولكنائسهم، مقابل أن يعطوا الجزية، وترك لهم حرية البقاء، أو الذهاب مع الروم الذين قضى الكتاب بأن يخرجوا، ففي الفتوحات الإسلامية كان لا يعني الجهاد تحويل أولئك السكان من الديانات الأخرى إلى الإسلام، لا بل فقط اعترافهم بالحكم الإسلامي وبمنزلتهم أناساً يحميهم الدين الإسلامي.

فلنبقى يداً واحدة مسلم مسيحي لحماية أوطاننا ومواجهة أعداءها المتربصون للإيقاع بها، ونشر الفتن والخلافات بين أفرادها.