مقال قصير جداً عن البطالة

تعتبر مشكلة البطالة مشكلة قومية كبيرة، فلم توجد في دولة واحدة وبالتالي ستكون مشكلة هذه الدولة فقط، بل إنها توجد في دول كثيرة مختلفة، وهذا ما يوضح مدى حجم تلك الكارثة التي قد تؤدي إلى ظهور انحطاط أخلاقي، لأن العمل يجعل الإنسان شخصاً يحترم غيره من المواطنين، ويؤدي دوره الذي يؤهله بأن يترقى به نحو تدريج وظيفي.

ولذلك فمشكلة البطالة هي مشكلة البطالة وجدت منذ زمن بعيد، ولم يتم الوصول إلى حل لها جذري يجعل الإنسان يحقق ما وجد من أجله، وهو إنشاء أسرة، ووجود أطفال، وعمل مناسب يحقق لهم مطالبهم، ولهذا فإن مرت الكثير من السنوات حتى قامت الدولة بالتركيز على أهم النقاط التي يجب تنفيذها حتى نقوم بعلاج تلك المشكلة تدريجياً، لأنه لا يمكن حلها نهائياً في وقت قصير.

تعرف البطالة على أنها حالة عدم توفر عمل ملائم لعدد كبير من أفراد المجتمع، مع توفر الإمكانيات والقدرات التي تؤهلهم للعمل، واستخدامهم كافة الطرق المتاحة للحصول على عمل يلائم قدراتهم، لكن دون جدوى، ويستثنى من هذا المفهوم الأشخاص العاجزون عن العمل لأسباب خاصة بهم، كالمرضى، أو المتقاعدين، أو الأطفال، ويمكن تسمية هذه الشريحة بالقوى العاملة.

بالنسبة للأسباب التي تؤدي إلى البطالة فهي تكمن في عدة نقاط وهي كالتالي//

  • من أهم أسبابها هي انخراط حكومات الدول في عدد من الحروب والتي تضعف كيانها الاقتصادي وتجعلها غير قادرة على إقامة المشاريع لتوظيف شبابها، كما أن معظم دول الوطن العربي لا تراعي تنمية الشباب اقتصاديا والذي يساهم في النهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
  • الزيادة السكانية من أهم أسبابها، لأن هناك علاقة طردية بينهم، عندما يتزايد عدد السكان تتفاقم البطالة بشكل كبير، لأن الدول تعجز عن توفير الوظائف التي تناسب كل هذا العدد من الشباب.
  • عدم قدرة حكومات الدول التي تعاني من البطالة من تطوير نفسها اقتصاديا وعدم قدرتها على النهوض بقطاع الأعمال، يتسبب في زيادة الفجوة بين قلة الفرص المتاحة وزيادة عدد شباب الخريجين والذي يتسبب في النهاية بتضخم مشكلتها وتعقدها.
  • الموروثات الاجتماعية في عالمنا العربي والتي لا تساعد الشباب على الابتكار وممارسة كل منهم المهنة التي يجد نفسه فيها، حيث أن جميع العائلات تريد أن يعمل أبنائها أطباء ومهندسين وهناك إغفال تام للجانب الفني والحرفي ويعتبرونه لا يليق بمستواهم الاجتماعي على عكس الدول المتقدمة التي لا يوجد لديها ثقافة العيب ولا تتعامل به على الإطلاق، كل تلك الأسباب تزيد من مشكلتها وتجعلها تتفاقم.
  • يمكن أن نعتبر أن عدم تطوير التعليم في الدول التي تعاني من مشكلتها في حد ذاتها، حيث أن مبادئ التعليم الغير مواكبة للعصر الحديث تنتج أجيال غير مواكبة لمتطلبات السوق ولا تلبي احتياجاته، كما أن اليأس يتملك منها بسرعة شديدة.