مقال عن المخلفات البلاستيكية خطر يهدد البيئة البحرية

تتعرض البيئة البحرية لخطر دمار كبير ويعد هذا الخطر غير قابل للإصلاح على الإطلاق، ولعل ذلك يرجع لوجود ملايين المخلفات البلاستيكية التي يتم إلقاؤها بها، فمن الجدير ذكره أن” ليزا سفينسون” مسئولة المحيطات بمنظمة الأمم المتحدة، قامت بتوجيه تحذير كبير بشأن هذه المشكلة، وأكدت على أنها تهدد كوكب الأرض كله، بالإضافة لأنها تهدد أيضًا النظام البيئي الخاص بالمحيطات

حيث تعتبر النفايات البلاستيكية من أكثر أنواع النفايات تواجداً في البحار والمحيطات وتعتبر البيئة البحرية الأكثر تضرراً بالنفايات البلاستيكية حيث تجرف التيارات البحرية النفايات البلاستيكية من الشواطئ وتدفعها بعيداً جداً في أعماق البحار والمحيطات, وقد أفاد رواد رحلة استكشافية لشمال المحيط الهادي, والتابعة لمؤسسة آلغاليتا للبحوث البحرية ومقرها كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية, إلى وجود بقعة من المحيط قد تركز فيها ما يقدر بـ3,5 مليون طن من النفايات البلاستيكية, وتقدر البعثة كمية المواد البلاستيكية المتسربة للبحر بـ4,5 طن يومياً من مدينة لوس آنجلوس وحدها. إضافة الى ما سبق فقد وجد أن تركيز حبيبات البلاستيك غير المصنعة في مياه المحيط يساوي6 أضعاف تركيز البلانكتون في مياه المحيط في هذه المنطقة.

وتتشكل مناطق تجمع النفايات البلاستيكية في مركز دوران التيارات البحرية حيث تكون المياه ساكنة هناك وتمسى هذه المناطق بـ (gyre) وقد وجدت مناطق ساكنة تبلغ مساحتها مساحة ولاية تكساس تطفو علي سطحها النفايات البلاستيكية من كافة الأحجام.

يعتقد البعض أن جل النفايات موجودة على اليابسة، ولكن الواقع والدراسات والبحوث تفيد بأن أغلب كميّة النفايات البلاستيكية ينتهي بها الأمر إلى مياه البحر والمحيطات، فآلاف الأطنان من بقايا الزجاجات والحقائب والأغلفة والأكياس تستقر في بطون الأسماك والطيور والسلاحف والحيتان.

البقايا البلاستيكية الظاهرة على السطح ليست سوى جزء صغير للغاية من هذه النفايات، فالأدهى والأمر هو الجزيئات البلاستيكية متناهية الصغر التي تغوص في القاع وتأكلها الأسماك وغيرها من حيوانات الحياة البحرية وينتهي بها الحال إلى أطباقنا اليومية.

وأكدت دراسة واسعة للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة أن الجزيئات البلاستيكية الصغيرة التي تتسبب فيها الأقمشة الصناعية وإطارات السيارات تلوث البحار بشكل واسع لم يكن معروف الأبعاد بهذا الشكل من قبل.

وقال معدو الدراسة التي أعلنت عنها إنغر أندرسن، مديرة الاتحاد، الأربعاء في جنيف إن هذه الجزيئات التي لا يتجاوز حجم الواحدة منها بضعة مليمترات يمكن أن تمثل ثلث النفايات البلاستيكية في البحار.

وحسب الاتحاد، فإن تقديرات إجمالية تذهب إلى أن نحو 9.5 مليون طن من البلاستيك تلقى سنويا في بحار العالم “وتساهم أنشطة يومية مثل غسل الملابس وقيادة السيارات بشكل هائل في هذا التلوث الذي يخنق محيطاتنا”.

وتشكل الأجزاء البلاستيكية خطرا كبيرا على الكائنات الحية في البحار حيث تتجمع مواد معينة من هذه الأجزاء في السلسلة الغذائية لهذه الكائنات وهو ما قد يمثل خطرا على البشر أنفسهم.