مقال اجتماعي قصير عن الحجاب

الحجاب يعد من الفروض التي فرضها الله سبحانه وتعالى على جميع نساء المسلمين، وذلك لكي يؤدي الوظيفة التي فرض من أجلها، وهي حماية المرأة المسلمة من عبث العابثين، وتغطية وستر جسدها باستثناء الوجه والكفين، ولكي تخفي جميع مفاتنها وجمالها، الذي يجب عدم إظهاره لأي شخص ليس له صلة قرابة معها، ويطلق على هؤلاء لفظ الأجانب، ويحرم الخروج مع هؤلاء الأجانب دون لبس الحجاب الشرعي الذي حدده الإسلام.

فالحجاب الشرعي للمرأة المسلمة هو ما يستر جسدها وليس الذي يخفي شعرها فحسب، وإذا نظرنا في الأمر عن قرب فسنجد أنه يفيد المرأة والرجل في نفس الوقت، حيث أنه يعف المرأة ويحفظها من أعين الرجال الفاسدة، كما أنه يحفظ الرجل من الوقوع في الفتن والشبهات والدخول إلى طريق الأفعال المحرمة.

حيث ذكرت آيات عديدة في القرآن الكريم مرتبطة بالحجاب وموضحة لأهميته وما ينجم عن ارتداءه، لقوله تعالى في كتابه الكريم: ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ سورة النور.

مفهوم الحجاب يدلّ مصطلح الحجاب على اللّباس الذي ترتديه النّساء وتحجب به عوراتهن ومحاسنهنّ عن أعين الأجانب والغرباء، ولقد بيّن الفقهاء المسلمون شروط الحجاب الشّرعي بمواصفاته التي تضمن أن يكون وفق ما أراد الله ورسوله، وبما يسدّ الفتنة ويمنعها.

من شروط الحجاب الشرعي

إن الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة يجب أن يكون سميكا غير شفاف، وألا يكون زينة في نفسه كأن يكون ذا ألوان جذابة يلفت الأنظار، ولا ضيقا، ولا لباس شهرة، ولا معطرا؛ لأن النبي حرّم على المرأة أن تتعطر وتخرج إلى مكان فيه رجال أجانب، فقال: { أيما امرأة استعطرت فمرت بالقوم ليجدوا ريحها فهي زانية }، وألا يشبه لباس الرجل، ويجب أن يكون الحجاب أيضا ساترا لجميع البدن بما في ذلك الوجه الذي تساهلت بكشفه بعض النساء بحجة أنه ليس بعورة.

ولقد وردت نصوص كثيرة في الكتاب والسنة تدل على وجوب تغطية المرأة لجميع بدنها؛ لأن المرأة كلها عورة لا يصح أن يرى الرجال الذين ليسوا من محارمها شيئا منها، ومن هذه الأدلة قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ [النور: 31]، قالت عائشة رضي الله عنها: { لما نزلت هذه الآية أخذن نساء الأنصار أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها } أي: غطين وجوههن. وأيضا ما جاء في الحديث المتفق على صحته في قصة عائشة رضي الله عنها في حادثة الإفك لما نامت في مكانها ثم أتى صفوان ابن المعطل إليها قالت: فخمرت، وفي رواية: (فسترت وجهي عنه بجلبابي) الحديث كل ذلك مما يدل على وجوب تغطية الوجه.