موضوع تعبير عن النظافة

هناك الكثير من الأخلاق الحميدة والعادات الطيبة التي يجب أن نتبعها، ونغرسها في نفوس أطفالنا منذ الصغر، مثل النظافة، فهي جزء من حياتنا، علينا المحافظة عليها، والتمسك بها لأنها من العادات والسلوكيات الحسنة التي دعانا إليها ديننا الإسلامي الحنيف، فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرضى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، ففي هذه الآية دعوة صريحة من الله عز وجل للنظافة، والطهارة والوضوء عند كل صلاة، ففيها نظافة لبدن المسلم.

للنظافة فوائد عديدة فهي تقي الإنسان من كثير من الأمراض، وتجعل جسمه صحياً وخالياً من الأوبئة والأمراض، وتعمل على تغيير نظرته إلى ما يتعامل معه باستمرار؛ إذ تضفي على نفسيته الراحة، والاطمئنان والسعادة بحيث يصبح أكثر قدرة على البذل والعطاء، والعمل والإنتاج، وينعم بحياة صحية خالية من الأمراض، كما لها تأثيراتها الكبيرة على نفسية الإنسان فبإمكان البيئة النظيفة أن تضفي جوًا من الراحة على كل من يتواجد فيها، على عكس البيئات التي تنتشر فيها القاذورات والأوساخ،

فعلى كل إنسان قدر الإمكان الحفاظ على النظافة، فالنظافة تشتمل كل ما يخص الإنسان من جسمه من استحمام وتقليم الأظافر، وقص الشعر، وملابسه فقال تعالى: (وثيابك فطهر والرجز فاهجر)، والمكان الذي يعيش فيه كالبيت، والشارع، والمدرسة، والعمل، والنادي، وطعامه، والأثاث، فبدون النظافة ستتحول الحياة إلى فوضى عارمة، وستنتج مشكلات عدة كان الإنسان بغنى عن الخوض فيها، وإهدار طاقته ووقته سعيًا وراء حلها.

وعلى كل فرد المحافظة على نظافة مجتمعه، فالنظافة معنى سامي جدًا وراقي تستريح له النفس وتقر به العين، يتمنى كل إنسان أن يكون طاهرًا نظيفًا داخليًا وخارجيًا، كما أنّها تترك انطباعًا جميلًا عند الآخرين، لأنّ الإنسان الذي يُحافظ على نظافته إنسانٌ واعٍ بالضرورة، ويعرف أنّ النظافة ضرورة وليست مجرّد شيءٍ كمالي، وتُشعِر الإنسان بالراحة النفسية، وتجعله يتصرف بشكل منضبط، بعيدًا عن التشنُّج والانفعال وإيذاء الآخرين.

فالنظافة تُعطي انطباعًا عن طبيعة السكّان، ومستوى مسؤوليّتهم وأسلوب حياتهم، وتجذب السائحين، وتزيد من دخل المجتمع، وكله يعود بالفائدة على الفرد والمجتمع.

هيا معاً لنجعل عنواننا النظافة، لأنها هي المرآة التي تعكس رقي وتقدم المجتمع وأفراده، ولما لها من فوائد عديدة لا حصر لها ولا عدد، فقال الله تعالى في كتابه المحكم: (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)، فما أجمل أن نعيش في مجتمع نظيف، خالي من الأوساخ والقاذورات، والأوبئة والأمراض، فالنظافة من الإيمان.