موضوع تعبير عن المولد النبوي الشريف

يوم عظيم شهدته البشرية هو يوم ميلاد نبينا ورسولنا الكريم (محمد) صلى الله عليه وسلم، يوم الاثنين، الموافق للثّاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل في مكة المكرمة، ولد أعظم الخلق، وأكرمهم، سيدنا ومولانا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة. صلى الله عليه وسلم، ولد وقد كان يتيم الأب، مات والده وهو في بطن أمه، أي لم ير أباه قط، ولهذا السبب رفضت المرضعات أن يرضعنه، لأنه يتيم، وأرسل إلى البادية إلى حيث مرضعته حليمة السعدية التي عمّ الخير والبركة والرزق في بيتها منذ  أرضعته، فحمله لم يثقل أمه مثل باقي النساء، وعندما خرج من بطن أمه ، خرج رافعاً رأسه إلى السماء، ونور يخرج  منها يضيء ما بين الأرض والسماء، وولادته عليه السلام ارتبطت بالكثير من المعجزات، ففي يوم ولادته أرسل الله تعالى طيوراً أبابيل تحمي البيت الحرام من بطش أبرهة الأشرم، الذي كان يرغب أبرهة في هدم الكعبة فأرسل الله له طيرًا ، فالعناية الإلهية جاءت مرافقةً لولادته عليه السلام، ومقرونةً فيه.

لقد توفي والده عليه أفضل الصلاة والسلام قبل مولده، توفي في المدينة وكان في الخامسة العشرين من عمره، ماتت أمه وهو في العام السادس، وكانت في الثلاثين من عمرها، في الأبواء بين مكة والمدينة، وتكفله جده عبد المطلب، وبعد وفاة جده، وكان عمره ثماني سنوات، تكفله عمه أبو طالب.

في جميع أنحاء العالم يحتفل المسلمون بيوم المولد النبوي الشريف، ويعلن هذا اليوم يوم عطلة رسمي، ويتم إحياء سيرته عليه السلام وتعليمها للصغار والكبار، وذكر الدروس، والعبر التي مرت في حياته، بالإضافة إلى إحياء سنته الشريفة سواء كانت في الأقوال أو الأفعال، وفي هذا الاحتفال يخلق جواً من المحبة والألفة، والبهجة بين المسلمين، ويتم تقديم الطعام للفقراء والمحتاجين، وتزيين المساجد، ويتم الانشاد الديني بقصائد المديح للنبي عليه الصلاة والسلام، وإنارة الشوارع، وتوزيع الحلوى.

علينا أن نتبع رسالة خاتم النبيين والمرسلين، فهي منارة للمسلمين في كل مكان وزمان، ونحتفل بيوم مولد أعظم الرسل، ويبقى أعظم ذكرى في البشرية جمعاء، مولد النبي الهادي للأمة، الذي حمل رسالة الإسلام، وعمل على نشرها، ونبذ الكفر والتخلف والجهل، فهو عليه أفضل الصلاة والسلام من أخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن بوتقة الجهل والتخلف إلى العلم والوعي، وحثهم إلى التمسك بأفضل تعاليم وهي تعاليم الدين الإسلامي، والتحلي بأجمل صفات كالأمانة، والمحبة، والصدق، والتعاون، السماحة، وغيرها من المبادئ التي يحتاجها أي مجتمع ليصبح قوياً، متماسكاً، متيناَ، فنعم من نقتدي نبينا الأمي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.