دور الاسلام في المحافظة على البيئة مختصر

إن الاسلام يربط الانسان بما حوله برباط وثيق يتعرف على الكون الذي يعيش فيه وعلاقته علاقة عدل واحسان لا يظلم ولا يسئ الى شيء مما حوله تكون علاقته بها الود والمحبة وعليه يعدل ويحسن الى من حوله ومن معه, والمسلم مأمور بان تكون علاقته الود والحب، حيث قال تعالى: (ألم تروا ان الله سخر لكم ما في السموات والارض), وكل ما حولنا هو من النعم لذلك يجب ان نشكر النعمة ونحب الكون الذي خلق للإنسان وضرب مثالا لحديث شريف عن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: (احد جبل يحبنا ونحبه) ولذلك يجب علينا ان نراعى البيئة التي نعيش فيها واضاف اننا نجد في الاسلام تأصيلا شرعيا لحماية او رعاية البيئة مشيرا الى ان العلوم الاسلامية تدعو للحفاظ على البيئة حيث تعتبر نعمة واية من آيات الله. وقال ان تلويث البيئة يضر بالأرض ومن يمشي عليها مثل الانسان والحيوان والنبات والمحافظة على الثروات البيئية ضرورية للعيش من اجل حياة سليمة لا نضر فيها احد. واوضح فضيلة الدكتور يوسف القرضاوي الركائز التي تقوم عليها حماية البيئة في الاسلام وهي التشجير والتخضير والعمارة والتثمير والنظافة والتطهير والمحافظة على الانسان وصحته والمحافظة على الثروة الحيوانية. واورد مثالا على التشجير والتخضير بأنه يعطي ثمارا يأكل منها الانسان وظلا يستظل به ويلطف الجو عبر امتصاص الدخان والغبار والغازات مضيفا اننا مطالبون دينيا بأن نوسع الرقعة الخضراء للمساهمة في حماية البيئة ورعايتها مستدلا على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما من مسلم يغرس غرسا او يزرع زرعا فيأكل منه انسان او دابة الا كتبت له صدقة) وقال صلى الله عليه وسلم (ان قامت الساعة وفي يد احدكم شجرة فان استطاع الا تقوم الساعة حتى يغرسها فليغرسها)،

 فعلى المسلم ان يزرع ويغرس ما استطاع واوضح ان المسلم معطاء للحياة فلذلك يجب علينا ان ننفع الحياة والبيئة من حولنا مستدلا بقول الله تعالى (ولا تعثوا في الارض مفسدين) اي لا تفسدوا في الارض واصلحوها لتنبت وتثمر, وذكر ان الاسلام دعانا الى احياء الموات اي الارض الميتة وزراعتها والعناية بها. والأمثلة على عظمة الإسلام في هذا الشأن تكاد لا تحصى، وكلها إما آيات كريمة أو أحاديث نبوية شريفة تحض جميعها على مكارم الأخلاق والسلوك الصحي السليم وقاية للإنسان المسلم من الأمراض فيحيا في الدنيا صحيحاً وقوياً وسعيداً في ظلال طاعة الله عز وجل ورسوله {، فلنعتز بإسلامنا؛ لأنه دين الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، ولا من خلفه، ونتمسك جيداً بتعاليمه القويمة وإرشاداته الحكيمة ودستوره الأمثل.

ف الدين الاسلامي حرص كل الحرص على نظافة الطرق والاماكن العامة، من اجل تواجد بيئة نقية وسليمة وصحية للإنسان ورسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم حذر من ايذاء الطرق او الاماكن التي يقصدها الناس للراحة وظهر ذلك بقوله: (اتَّقُوا اللَّاعِنَيْنِ قَالُوا وَمَا اللَّاعِنَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ ظِلِّهِمْ) وفي هذا يظهر الدور الكبير والحرص الاكبر من الدين الاسلامي على البيئة التي نعيشها، ويؤكد علينا ان الله عز وجل خلقنا من اجل عمارة الارض.