موضوع تعبير عن القدوة الصالحة للشباب
القدوة هي تقليد شخص في تصرفاته، وأفعاله، وأقواله، بسبب تأثره به، والاقتناع التام به، فشبابنا وبالأخص في الزمن الحاضر يحتاج إلى قدوة حسنة يقتدي بها ويتبعها، ولن نجد أفضل من نبينا الكريم، محمد صلى الله عليه وسلم، قدوة عظيمة لهؤلاء الشباب، فرسولنا الكريم خير قدوة يقتدوا بها، والأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والسلام، والصحابة والتابعين، فهم نبراس في الأخلاق والفضائل التي لن نجدها في أي ديانة أخرى.
قال تعالى في محكم تنزيله: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا).
فالرسول صلى الله عليه وسلم هو بر الأمان لهؤلاء الشباب، ففي زمننا هذا العديد من المشاكل منها البسيطة، ومنها المعقدة والخطيرة، فيحتار الشباب في حلها، وأحياناً لا يجدون الحل المناسب لها، فهنا نجد رسولنا الكريم وسيرته خير نموذج، فهو النجاة والفلاح في الحياة، والآخرة، فالرسول صلى الله عليه وسلم يتصف بصفات علينا جميعاً الاقتداء بها لأنها تساعدنا على مجاراة الزمن الحالي، وكيفية التعامل مع البيئة المحيطة بنا، فقد اتصف عليه أفضل الصلاة والسلام بالأمانة، والصدق، العطف، الحنان، الحب، والصبر، والتعاون، والتواضع.
القدوة الحسنة للإنسان تلعب دور أساسي في حياته، فالقدوة إما فرد أو جماعة، وهي إما تؤدي بالإنسان إلى طريق النجاح، أو إلى طريق الفشل، وتساعده إلى مواجهة العقبات والصعاب، فالقدوة حتى تكون قدوة حسنة لا بد من توافر شروط عديدة ومنها: الشخصية القوية، الغير مترددة، ذات الإيمان القوي، والعلم الواسع، والتي تتحلى بالصبر، والتواضع، وقادرة على تقديم النصيحة بالشكل السليم، والتطبيق الفعلي لكل ما يدعيه، أو يقوله.
الأب والأم هما المثل الأعلى، وأكثر من يؤثر على أبنائهم، فعليهما أن يكونا القدوة الحسنة لهم، ويتحكموا بكل تصرفاتهم لأن الأطفال لا يقلدون أحد أكثر من آبائهم وأمهاتهم، فعليهم التحلي بالصفات الحسنة التي دعانا إليها الإسلام كالصدق، والأمانة، ومساعدة الآخرين، والتواضع، والتعاون، والإحسان إلى الجار، واحترام الضيف، وعلى الأسرة توعية الأطفال جيدا لكيفية اختيار القدوة الحسنة التي يتبعونها، والمعلم أيضاً في المدرسة أسوة وقدوة للطلاب، فعليه أن يكون خير قدوة لهم يقتدوا بها، وتبقى راسخة في قلوبهم وعقولهم، حتى عندما يكبروا.
فاختيار القدوة الحسنة، ستساعد على خلق جيل صالح، واعي، ومجتمع متماسك ومتعاون، وسنتشر فيه المحبة، والمودة، والرحمة، وحب الخير، وحماية المجتمع من انتشار الأخلاق الفاسدة كالكذب، والخيانة، والتكبر، وانتشار الاسلام والأمن والاستقرار في المجتمع، وتؤدي إلى تقدم المجتمع، ومواكبة الدول المتقدمة.
كن حريصاً عند اختيارك القدوة التي تريد اتباعها، وتقليدها في كل أفعالها، وأقوالها، وتصرفاتها، فهي إما تساعد في بنائك، أو تدميرك، ويزداد حبّ الإنسان لأخيهِ الإنسان، ونبذ المنكرات وفعل الواجبات، والتحلي بالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة أسوةً بخير الخلق محمد، وتنفيذاً لتعاليم ديننا الحنيف الدين الإسلامي.