تعبير عن الأمير عبد القادر الجزائري

عبد القادر الجزائري هو علم مجاهد، ومقاوم شاعر، بايعه الجزائريون عام 1832 أميرا لمقاومة المستعمر الفرنسي. مرت حياته بثلاث مراحل أساسية، الأولى قضاها في طلب العلم والتعرف على أوضاع البلدان العربية في طريق الحج، والثانية عاشها في الجهاد ومقاومة العدو، وقضى الثالثة أسيرا في فرنسا ثم مناضلا محتسبا في دمشق.

ينتسب الأمير عبد القادر إلى عائلة الأدارسة التي يمتد نسبهم لآل بيت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فهو عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفي بن محمد بن المختار بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن عبد القوي بن يوسف بن أحمد بن شعبان بن محمد بن أدريس الأصغر بن أدريس الأكبر بن عبد الله الكامل بن الحسن المثني بن الحسن بن فاطمة بنت محمد رسول الله زوجة علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله.

ولد الأمير عبد القادر يوم الثلاثاء في السادس من سبتمبر لعام 1807 ميلادي الموافق الخامس عشر من رجب 1222 هجري، بالقرب من مدينة معسكر بالجزائر.

حيث تعلم عبد القادر القراءة و الكتابة و عمره لا يتجاوز خمسة سنوات و حفظ القرآن الكريم و كانت له معرفة بأصول الشريعة و لم يتجاوز 12 سنة من عمره. و أرسله أبوه محي الدين لمواصلة دراسته بمدرسة سيدي أحمد خوجة بوهران لكنه لم يبقى طويلا هناك لأن طريقة التدريس التقليدية لم تعجبه فعاد إلى القيطنة ليتلقى العلوم الحديثة على يدي سيدي أحمد ابن طاهر قاضي أرزيو، فدرس الحساب و الفلك و الجغرافيا، مثلما اهتم بالشؤون الأوروبية و ما يحدث فيها من تطورات علمية و تقدم كبير في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي يتخبط في التخلف، الانحطاط، الضعف و الخرافة. فكان الأمير عبد القادر يؤمن منذ صغره بضرورة إخراج المسلمين من التخلف و استعادة أمجادهم الحضارية. و لا يمكن أن يتأتى لهم ذلك إلا بالعودة إلى مبادئ دينهم الحقيقية و الاهتمام بالعلوم الحديثة.

و لم يكتفي الشاب عبد القادر بتلقي العلوم الدينية و الدنيوية بل اهتم أيضا بركوب الخيل و القتال، فتفوق في ذلك على غيره من الشباب و بذلك كان من القلائل جدا الذين جمعوا بين العلوم الدينية و الفروسية، عكس ما كان عليه الوضع آنذاك إذ انقسم المجتمع إلى المرابطين المختصين في الدين، و الأجواد المختصين في الفروسية و فنون القتال.

من مؤلفاته: كتب الأمير عبد القادر عددا من المؤلفات كـ”المقرض الحاد”، و”السيرة الذاتية”، و”ذكرى العاقل” الذي ترجم مرتين وكان يعرف باسم “رسالة إلى الفرنسيين”، و”المواقف” بالإضافة إلى رسائل أخرى.

وأخيراً توفي الأمير عبد القادر بدمشق في 26 مايو/أيار 1883 عن عمر ناهز 76 عاما، ودفن بحي الصالحية بجوار الشيخ ابن عربي تنفيذا لوصيته، وفي عام 1965 تم نقل جثمانه إلى الجزائر ودفن في المقبرة العليا.