بحث عن الاقتداء بالرسل

الله سبحانه وتعالى بديع ومبدع في خلقه، فخلق الله تعالى كل شيء حولنا على هذه الأرض لسبب وبسبب، من نباتات من حيوانات من مطر من شمسن جميع أطراف الكون لها أسباب لوجوده والرسل والأنبياء كذلك فالله سبحانه وتعالى بعث هؤلاء الرسل لسبب ما ومهمة عظيمة ألا وهي نشر الدعوة الإسلامية فلقد أرسلهم بالهدى ودين الحق،ولم يغصب أحد من البشر على الدخول في الإسلام وتقبل الدعوة الإسلامية فلقد سار الأنبياء وسلكوا في الطريق الصحيح ألا وهو اليسر فلم يجبروا أحد على اعتناق دينهم الحق.

فإن الحق – سبحانه وتعالى – قد بعث في كل أمة رسولاً يأمرهم بعبادة الله ويبين لهم الطريق الموصل إليه ، وينهاهم عن الشرك ، ويحذرهم من الطرق المؤدية إليه، ويقول لهم : ” اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ “ وقد اصطفي الله الرسل من بين خلقه، فقال تعالى: “اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ “ وصنع أنبياءه على عينه!، لقوله عز وجل: ” وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي “ وأوحى إليهم، وعصمهم حتى بلغوا رسالات الله  وبينوا للناس ما نزل إليهم ، فما من خير ينفع الناس في دينهم ودنياهم إلا بينوه ودلوا عليه، وما من شر يضر الناس في دينهم ودنياهم إلا حذروا منه، ونهوا عنه .

وقد جعل الله الأنبياء والمرسلين قدوة لعباده المؤمنين وأمرنا بذلك فقال تعالى: “أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ” أي اقتدوا بهدى هؤلاء الرسل الذين هداهم الله وأقامهم على الحق قولاً وعملاً وذلك أن الإنسان – أي إنسان – لا يمكنه أن يعيش بغير قدوة! وكل إنسان يقتدي – طوعاً أو كرهاً – بغيره إما في الخير وإما في الشر، أو ساعة وساعة،

إن أهمية الرسل في حياتنا، تجعلنا الآن نسير على خطاهم، فكل المعجزات التي ذكرت لنا في القرآن الكريم، وفي سيرة حياة الأنبياء وأحاديثهم الشريفة، تجعلنا نشعر بأهمية الإسلام منذ قرون وهلاك الكثيرون الذين لا يؤمنون بالله وملائكته ورسله، فهما من أركان الإسلام ولا يمكن لشخصاً يملأ قلبه بالإسلام والدين ويغفل عن أهميتهم في حياتنا. فإذا لم يكن لهما أهمية فلن يبين لنا أهميتهم بذلك الشكل، فالله لم يخلق شيئاً هباءً، بل لكل شيء سبب لذلك فعلينا أن نركز في حياة كل رسول من الرسل، ونستطيع أن نستخرج من قصته الحكمة والرسالة التي أراد الله أن نعرفها ونجعلها حكمة في حياتنا، كالصبر، المغفرة، الشجاعة، الكرم، وغيرها من الحكم الأخرى التي تملأ قصص الأنبياء.

فتعتبر أهمية الرسل والاقتداء بهم، هي أساس وجودهم في مختلف العصور فالله أراد أننا نتبعهم، مثلما أتبعهم الشعوب في الزمن البعيد، فهما الذين استطاعوا أن يقدمون الفتاوى والأحكام على الظالم والسارق والفاسد بالشكل العادل فيا ليتنا نتبعهم الآن، ونحكم مثلما كانوا يحكمون على الفاسدون مثل قطع الأيدي للسارق، وجلد الظالم، مما يغير نفوساً وأشخاصاً كثيرون في حياتنا الآن.