موضوع تعبير عن الوطن

الوطن كلمة بسيطة اللفظ صغيرة الحجم قليلة الحروف لكنها تحتفظ خلفها بمعنى كبير جداً، معنى عظيم قيم، فالوطن هو الملجأ هو الأمان، هو الضمان لحياة الانسان فالإنسان بلا وطن لا معنى لحياته، الوطن هو الأسرة والأم، الوطن هو المكان الذي نشأنا فيه، وترعرعنا على أرضه وأكلنا من ثماره وخيراته، حبنا للوطن أبدي مهما افترقنا عنه وابتعدنا عن أهله، فالوطن له حب فطري في قلب كل إنسان يولد به، بوجود وطن للإنسان يجد الأمان والحياة، أكبر مثال نورده في هذا الموضوع، حين أجبر رسولنا الحبيب – صلّى الله عليه وسلّم – على فراق وطنه الغالي مكّة، فعندما خرج منها مجبوراً قال:” ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ “؛ فمن كلام رسولنا الكريم يتبيّن لنا واجبُ الحبّ الذي يجب أن يكون مزروعاً في قلب كلّ شخصٍ تجاه وطنه، سواءً أكان صغيراً أم كبيراً.

وبغض النظر عمّا يكون عليه حال الوطن أو عن حجم الخيبات التي من الممكن أن يُلاقيها الإنسان فيه، إلا أنَّ الوطن يظلّ الأثمن والأغلى، بل هو أغلى من الدم والروح، لأنَّ الإنسان بلا وطن كطائرٍ بلا سماء. الوطن لا يتنكر لأبنائه ولا يُدير ظهره لهم، لذلك يجب ألا يتنكّر أبناؤه له، وأن لا يتخلوا عنه في المحن والشدائد، فالوطن يحيا بعرق أبنائه ودمائهم، وإن لم يرتوِ ترابه بعرق المحبة والعمل، لن ينال الحضارة التي يرجوها، وإن كان الموت في سبيل الوطن شيئًا جميلًا، فالأجمل على الإطلاق هو العيش لأجله وتنفس هوائه وتأمل سمائه في كل وقت، فالوطن موئل القلوب الدائم، حتى وإن غادرته الأقدام يومًا.

حيث قال أمير الشّعراء أحمد شوقي:

وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي.

فالوطن يوفر لنا كل سبل الحياة الكريمة علينا أن نقوم بواجبنا تجاهه تكريما وولاءً له، وتكمن واجباتنا تجاهه من خلال إعماره وتطويره وازدهاره علمياً واقتصادياً وتقنياً وزراعة أراضيه والمحافظة عليها والمحافظة على هواءه وبيئته والدفاع عنه ورد كل عدوٍ يحاول المساس بأرضه وعدم تركه بين أيديهم، ويجب علينا الاهتمام بمصلحته بالمحافظة على ثرواته وممتلكاته العامة كالمرافق والمباني والمعالم السياحية والأثرية.

إن توفير الوَطن للمواطن سبل الحياة الكريمة والخدمات اللازمة له يؤثر إيجابياً على المواطن، إذ يشعر المواطن بالاستقرار والأمن والراحة وهذا يقوي الجبهة الداخلية بقوة النسيج الاجتماعي بين أبناء الوطن وقوة تماسكهم وترابطهم ووحدة صفهم الوطني.

فالوطن نأخذ منه فيعطينا، ونعصيه أحياناً فيبرنا، ويمنحنا بلا أذى.. ومهما حاولنا رد جميله فإنا لن نستطيع إلا أن نزداد عشقاً وحبا له، وبرا به، نتسامح معه حتى في لحظات خطئه، مثلما هو متسامح معنا في لحظات خطئنا وتقصيرنا. فالذين لا أوطان لهم هم حقا مساكين فلا أمن لهم، ولا عز لهم. بل الذين لا أوطان لهم لا بواكي لهم! فهل نحن نتعاطى مع الوطن كما يتعاطى معنا. نبادله حبا بحب ووفاء بوفاء؟ لست أدري ولكن ما أكثر الذين يحلبون اشطار الوطن، فيبنون أعشاشاً بعيدة عن شجره.. بل ما أكثر الذين يأكلون ثمرة، ويرمون بالحجارة شجره.