موضوع تعبير عن الصداقة للصف السادس الابتدائى

الصداقة أسمى ما في الوجود، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان كائناً اجتماعياً، لا يستطيع الفرد أن يعيش منعزلاً أو منفرداً بنفسه عن أفراد المجتمع، فكل منا بحاجة لشخص يسمعه ويشاركه أفراحه، وأحزانه، وهمومه، ويسانده ويساعده في كل أمور الحياة، ويقدم له النصح والمشورة في حالة حاجته إليها، ويهون الحياة على صديقه، ويشاركه في كل شيء، لا يريد إلا أن يراه سعيداً، ويقف معه في كل الأمور، كما يقولون: “الصّداقة الحقيقيّة كالمظلة، كلّما اشتّدّ المطر، كلّما ازدادت الحاجة له”.

قد يختلف الصديقان في وجهات النظر والآراء، ولكن لا يختلفان أبداً، هذه الصداقة الحقيقية، التي لا زور فيها، ولا نفاق، وهي أن يتسع صدر الواحد للآخر، ويتقبل انتقاضه، ويأخذه بلا حزازية أو حساسية، فستقابلهم أمور عديدة عليهم الوصول إلى القرارات الصائبة الصحيحة دون خلاف، او خصام، والصديق الحقيقي هو من يخاف على صديقه، وعلى حقوقه، وعلى أهله، ويحافظ على عرضه وشرفه، ولا يمسهما بأي أذى أو مكروه، ويحفظ صديقه في السر والعلن، ولا يغتابه، ولا يذكر عيوبه، ولاينتقده بالألفاظ السيئة البذيئة، بل يحافظ على مشاعره.

الصديق هو مرآة صديقه، يعرفه على أخطائه، وزلاته، وينبهه إليها، ويشجعه على الأمور الحسنة والصحيحة، فالصديق إما يأخذ بيد صديقه إلى طريق الخير والحق ومنها إلى الجنة، أو إلى طريق الشر والأذى ومنها إلى نار جهنم، فليتأكد كل شخص من صديقه وصفاته، فهو أكثر شخص يتأثر به، ويأخذ من عاداته وتقاليده، وأفكاره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل”، فكما يقولون دائماً أنك عندما تختار أصدقاءك فإنك في الواقع تختار صفاً من المصلين خلف جنازتك، وتختار أشخاصاً يدعون لك بالخير في حياتك ومماتك، وأشخاصٌ يدافعون عنك في غيابك وينصرونك على أعدائك، فيقال في الأمثال: ” الصّديق والرّفيق قبل الطريق “.

الصديق الوفي المخلص قل ما تجده في أيامنا هذه، بسبب الظروف المحيطة بنا، من أوضاع اقتصادية، واجتماعية، وسياسية سيئة، فالآن كل يبحث عن مصلحته، ولا يهمه الآخرين في شيء، فالآن وفي أغلب الأحيان الصداقة تقوم على المصلحة أكثر من الحب، فمن يجد الصديق الوفي عليه أن يحافظ عليه، فالصديق الوفي المخلص لا يقدر بثمن، وليست بسهولة تجده، ، فاحرص على سعادته، وتمسك به، فلقد حثنا الدين الإسلامي على أهمية الصداقة، لما لها من قيم دينية وأخلاقية عظيمة وكثيرة، فالأصدقاء المتحابون في الله مصيرهم الجنة، والصداقات الوفية الخالصة لوجه الله الكريم، تساعد في تماسك المجتمع، وتزيد من ترابطه، وتطوره، وتؤدي إلى استقرار الفرد، وتنشر المحبة، والمودة، والوئام والراحة  والأمانة بين أفراد المجتمع، وتحقق التعاون، والتكافل الاجتماعي، والإخاء بينهم، وهي مصدر السعادة لهم،