انشاء مختصر عن القناعة والتواضع

الانسان الخلوق والمتصف بالأخلاق الحميدة محبوب دائماً والله عز وجل راضي عنه وعن قيمه، فالإنسان الخلوق المتمتع بالأخلاق الحميدة.

صفتا القناعة والتواضع من الصفات المحبوبة والحميدة والجميلة التي يجب على الانسان التحلي بها والتمسك بها في حياته، فهي نعمة من نعم الله عليه فالقناعة كنز لا يفنى فهي كنز ثمين لا يستطيع الانسان استبداله، فالفرد القنوع والمتواضع يكون غنياً ومتعففاً ومترفعاً عن الكثير مما حوله من الأمور في الحياة، فالإنسان القنوع المتواضع يرضى بما قسمه الله له من كثير أو قليل، ولا يطمع بما حوله من أمور الدنيا.

القناعة والتواضع صفتان حميمتان من يتحلى بهما فهو ابتعد عن أكثر زلات الدنيا ومطامعها، فهو بذلك لا ينظر إلى غيره بعين حقودة حسوده لغيره على ما يمتلكه، ولا يشعر بسخط أو ألم على مصالح الدنيا الضائعة بل يلجأ لعفو الله ورضاه وحمده وشكره وهذا ما يقويه ويزيد من قناعته بأن الله سيقدم له الأفضل والمناسب.

هي القناعة فالزمها تعش ملكًا
لو لم يكن لك إلا راحـة البدن
فأين من ملك الدنيا بأجمعهـا
هل راح منها بغير القطن والكفن

فالقناعة لها رونق وجمال خاص تعطي الانسان شعور بالراحة النفسية والطمأنينة والسكينة ومحبة الغير وتعطيه الثقة بالنفس، بعيداً عن الغرور.

يأتي على بال الانسان أن صفتا القناعة والتواضع هما من الصفات الخلقية الحسنة والجميلة نعم هما كذلك لكنها أيضاً لهما ارتباط وثيق بالإيمان، ولا يشعر المسلم بحلاوة الإيمان إلا إذا أحس بالقناعة والرضا والتواضع والترفع، وقد دعا إليهما الإسلام في العديد من الآيات كما ستأتي، و حض عليهما رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم بقوله: ((إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)) رواه مسلم. 

عزيزي المسلم اعلم أنه مهما ملك الإنسان من مال فهو فقير إلى الله تعالى، قال عز وجل:( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) سورة فاطر، وقد يذهب ماله في لحظة ويتحول من غني إلى فقير، فالسعادة ليست في امتلاك المال وحده، بل في الإيمان والطاعة التي يجد المؤمن الحق لذتها وحلاوتها، قال الله تعالى:(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) سورة الكهف.

 وإن الله جل شأنه لم يعد المتقين بالمال؛ وإنما وعد الله جل شأنه الذين يعملون الصالحات بالحياة الطيبة، وعن ابن عباس قال في قوله تعالى:(مَنْ عَمِلَ صَـالِحاً مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) سورة النحل:97 قال عن (فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً): قال: (القنوع). 

وفي ختام موضوعنا انشاء مختصر عن القناعة والتواضع وضحنا لكم مدى اهمية هاتين الصفتين كونهما من الصفات التي تدل على متانة وقوة عقيدتنا بالتمسك بالقناعة والتواضع بعيداً عن الحسد والنظر لما في أيدي غيرنا.

لذا ننصحكم أحبتنا بالتمسك بهاتين الصفتين ولنجعل منهما شعاراً لحياتنا لنجلب لها الراحة والطمأنينة والبال الصافي والقلب الخالي من الذنوب ودمتم في خير وسلام.