موضوع تعبير عن التراث الحضاري

التراث بشكل عام يشتمل على الآداب، والقيم، والعادات، والتقاليد، والمعتقدات الشعبية، والمعارف الشعبية، والثقافة، والفنون التشكيلية، والموسيقية والأمثال، والألعاب والمهارات، والقصص، والأغاني، والحكايات، والألغاز وهو الذي ينتقل من الأجيال السابقة إلى الأجيال الحالية، أو بشكل أصح ما خلفه الأجداد لنا لنستخلص منه النصح، والعبر، والدروس، فالتراث يساعدنا على معرفة مدى عظمة الحضارة، وهو مظهر لثقافة الشعب عبر التاريخ، فالحاضر هو نتيجة الماضي، والمستقبل وليد الحاضر، فالتراث هو الجذور الثابتة لأي شعب، فلا حضارة بدون تراث.

وواجبنا إحياء التراث، والحفاظ على خصائصه الفنية، وإظهار أصالته كشرط من شروط تخليد الحضارة العريقة. فالتراث في أيامنا هذه يتعرض للعديد من التهديدات، والتدميريات والتي تسبب ضياعه واضمحلاله، ومواراته، فعلينا بذل الجهود للمحافظة عليه وحمايته، فهو مظهر لثقافة الشعب عبر التاريخ، وتوفير الحماية اللازمة للمعالم الأثرية والمتاحف، وضرورة دراسة المعالم الأثرية دراسة وافيّة شاملة، ونشر كل المعلومات المتصلة بالآثار، وتدريسها بالمناهج الدراسية حتى يزيد الوعي عند الطلاب، ويعرفهم تاريخهم وتراثهم الحضاري، ليشعروا بالفخر والاعتزاز به، ويزيد من انتمائهم لمجتمعهم، وحفاظهم على مجتمعهم وتراثهم، فالتراث يساعد في تعزيز الروابط بين كل من الماضي، والحاضر، والمستقبل، ويساعد التراث على بقاء المجتمعات واستمراريتها، ويساعدها لتصبح مجتمعات أكثر رقياً وسمواً، ويساعد على تماسك المجتمعات، ويساعد على التنمية الاقتصادية، والاجتماعية وإنعاش الاقتصاد، وزيادة الخبرات، وهو رمز الإنسانية الخاصة بالشعوب، ومرتبط بالأماكن الثقافية.

وأما عن التراث الحضاري وهو ما خلفه الأجداد من تراث حضاري قديم مثل الآثار، ويشمل التراث البابلي، والسومري، والآشوري، وقد وجد منهم مسكوكات وجرار وآواني ورسوم، ونقوش، ويسمى أيضًا بالآثار القديمة، فالتراث من الروابط المهمة التي تربط الإنسان المعاصر بالماضي، وبثقافته وبمكان أسلافه.

فالتراث الحضاري هو الهوية الثقافية للأمة، ورمزاً لها، ويعزز الروابط في المجتمع وخاصة بين ماضيه وحاضره ومستقبله، ويجعلها متينة وقوية، ويساعد في استمرار هذه المجتمعات وبقائها، وتماسكها اجتماعياً، وينشط الاقتصاد وينميه وذلك بزيارة السياح من كل أنحاء العالم للأماكن الأثرية، التي تجذبهم بجمالها وبراعتها، فهو عنوان المجتمع وهو الذي يظهر للآخرين من خارج البلاد.

وتكمن أيضاً أهمية التراث بأنه يستطيع أن يعطي للشعب هويته الخاصة التي تميزه عن غيره من الشعوب الأخرى، والتي بدورها تضع هذا الشعب في عداد الشعوب الأخرى التي لها تاريخ عريق تحتفي به، وتفتخر وتعتز به، والأجمل هنا أن هذا التاريخ العريق له مساهمات في تطوير الشعوب الأخرى، فالتراث هو أساس الحضارة فعلى الجميع تطويره وتحديثه وعرضه بصورة جديدة، تلائم العصر حتى ولو كان تراثاً قديماً، فيتم الاحتفاظ به في الذاكرة الشعبية.